فقدت الملاكمة الجزائرية ليل الثلاثاء إلى الأربعاء، الأسطورة لوصيف حماني البطل الافريقي والمتوسطي ووصيف بطل العالم في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.
رحل حماني عن عمر ناهز 71 عامًا بباريس بعد صراع طويل مع المرض، وإثر مسار رياضي حافل شهد افتكاكه لعدة ألقاب، إلى جانب نيله إعجاب وتقدير الجزائر والعالم بخصاله الإنسانية الرفيعة.
وأبصر لوصيف النور في الخامس عشر ماي 1950 ببلدية آيت يحي في محافظة تيزي وزو(160 كيلومتر شرق العاصمة )، وفضّل منذ صباه رياضة الفن النبيل التي تألق فيها، حيث مثّل الجزائر في أولمبياد ميونيخ 1972، قبل أن يظفر بذهبية الألعاب الإفريقية بلاغوس في صيف 1973، كمال نال ذهبية ألعاب المتوسط بالجزائر سنة 1975.
وانتقل حماني إلى عالم الاحتراف عام 1975، وسرعان ما توّج ببطولة إفريقيا في السنة الموالية إثر هزمه الإيفواري سي روبنسون في الوزن الوسيط (-67 كلغ)، وهو تاج حافظ عليه عام 1977 أمام متحديه سيمون بيرك ريفوي.
وكان لوصيف حماني قاب قوسين أو أدنى من التتويج باللقب العالمي عام 1980، لكن لعبة الكواليس وتغيير توقيت المنازلة والحكام في آخر لحظة على نحو مثير للجدل، جعل الأمريكي مارفن هاغلر من الفوز في الجولة الثانية.
وفي سن الـ 33، أعلن لوصيف حماني اعتزاله الفن النبيل عام 1985، بعد 27 منازلة (24 فوزًا و3 هزائم) إلى جانب تتويجه بعشر بطولات جزائرية، مغاربية، إفريقية ومتوسطية.
وبالتزامن مع تألقه رياضيًا، خاض لوصيف حماني مسارًا دبلوماسيًا مشرّفًا، حيث مثّل الجزائر باقتدار في فرنسا، تونس والتشاد.
وحرص الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في رسالة تعزية إلى عائلة الراحل، على التنويه بمآثر الأسطورة حماني، وركّز على أنّ الملاكمة الجزائرية فقدت أحد أعمدتها التي شُيدت عليها أمجاد هذه الرياضة المحبوبة.