أشلاء الأطفال تتناثر بين أنقاض مدرسة الحرية.. يوم دموي في غزة

في ظل تصاعد الهجمات الصهيونية ضد قطاع غزة، ارتكب الاحتلال مجزرة جديدة في مدرسة “الحرية” التي تأوي مئات النازحين في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 15 فلسطينيًا وإصابة العشرات، بينهم أطفال ونساء. هذا الهجوم يأتي في وقت تعاني فيه غزة من أزمة إنسانية حادة، حيث يشهد القطاع إبادة جماعية متواصلة منذ السابع من أكتوبر 2023، مع حصيلة غير نهائية من الشهداء والجرحى، وسط حصار خانق ومنع تام للمساعدات الإنسانية. وفي هذا السياق، دعت حركة حماس المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف هذه الحرب الإجرامية، مؤكدة استمرار المقاومة في الدفاع عن أرضها.

استشهد 15 فلسطينياً وأصيب آخرون، أمس الثلاثاء، في قصف صهيوني استهدف مدرسة الحرية التي تؤوي مئات النازحين في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة. وقالت وكالة الأناضول إن بعض الشهداء الذين وصلوا إلى مستشفى المعمداني كانوا عبارة عن “أشلاء”، فيما توافدت أعداد كبيرة من الإصابات إلى المستشفى في مشاهد دامية، بينهم أطفال ونساء.

وقالت حركة حماس في بيان استلمت “الأيام نيوز” نسخة منه، إن القصف الإجرامي الذي نفذه “جيش” الاحتلال الصهيوني، ظهر يوم الثلاثاء على مدرسة “الحرية” جنوب شرق مدينة غزة، والتي تؤوي مئات النازحين، خلّف على الأقل 11 شهيداً والعشرات من الجرحى. ووصفته الحركة بأنه جريمة جديدة تؤكد على حرب الإبادة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واستخفاف علني بكافة الهيئات والمنظومات الأممية، والقانون الدولي الإنساني.

وجددت الحركة مطالبتها للمجتمع الدولي بكافة منظماته وهيئاته بالتحرك العاجل لوقف هذه الإبادة المتواصلة، كما طالبت بالإسراع في محاسبة مجرمي الحرب الصهاينة أمام العدالة الدولية، وفي مقدمتهم المجرم نتنياهو، قائد النازيين الجدد.

بوريل يطالب أوروبا بالامتثال لقرار الجنائية الدولية

وطالب الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية، جوزيب بوريل، دول الاتحاد بالامتثال لواجباتها ولقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال من يسمى “رئيس وزراء” الكيان الصهيوني المدعو بنيامين نتنياهو و”وزير” دفاعه السابق، يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.

ونقلت مصادر إعلامية عن بوريل في تصريحات صحفية، أمس الثلاثاء، قوله: “التجويع يُستخدم كسلاح ضد شعب ترك وحده في شمال غزة”، مضيفاً أن “المساعدات الإنسانية لا تصل إلى غزة والأمم المتحدة غير قادرة على تقديم الدعم”. وأوضح ذات المسؤول أن هناك 250 ألف شخص في شمال غزة يعانون وحدهم، مطالباً دول الاتحاد الأوروبي بالامتثال لواجباتها ولقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال المدعوين بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي قد أصدرت، الخميس الماضي، مذكرتي اعتقال بحق المسؤولين الصهيونيين سالفي الذكر لارتكابهما جرائم حرب في غزة، حيث جاء في بيان المحكمة أن “هناك أسباباً منطقية للاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت ارتكبا جرائم وأشرفا على هجمات على السكان المدنيين”، مبرزة أن جرائم الحرب “تشمل القتل والاضطهاد وغيرها من الأفعال غير الإنسانية”.

وأفاد مراسلون ميدانيون بنقل أكثر من 30 مصاباً إلى المستشفى. كما استشهد شخص وأصيب آخرون في قصف صهيوني على منطقة الصفطاوي شمال غرب مدينة غزة، كما أصيب عدد من الفلسطينيين في غارات صهيونية على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. وفي جباليا النزلة شمالي قطاع غزة، استشهد فلسطيني وأصيب آخرون في قصف من طائرة مسيرة صهيونية استهدفت مجموعة من المواطنين.

أراقم دامية

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن 18 فلسطينياً استشهدوا خلال 24 ساعة، كما أبادت “إسرائيل” 1410 من العائلات في القطاع بشكل تام. وحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بلغ عدد النازحين داخل القطاع منذ بدء الحرب مليوني شخص من أصل 2.3 مليون فلسطيني.

قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن أكثر من 10 آلاف خيمة تؤوي نازحين في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة تطايرت وغرقت نتيجة المنخفض الجوي المصحوب بأمطار ورياح شديدة. كما أعلن المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، أن 10 آلاف خيمة أصابتها الأمطار بأضرار شديدة في القطاع، وأوضح أن غالبية خيام النازحين أصبحت تالفة.

من جهته، قال مدير البرامج الصحية ومدير مستشفى القدس التابع للجمعية، بشار مراد، إن النازحين اضطروا لنقل خيامهم إلى مناطق بعيدة عن الشاطئ في ظروف صعبة وقاسية للغاية. وأضاف: “المواطنون يعانون من أمراض صدرية مختلفة، خاصة كبار السن والأطفال، نتيجة عدم توفر الملابس الشتوية ووسائل التدفئة والأغطية في ظل تدني درجات الحرارة بشكل كبير”.

وأشار مراد إلى أن استمرار “إسرائيل” في منع دخول المساعدات الإغاثية إلى القطاع وارتفاع أسعار السلع الشحيحة المتوفرة في السوق المحلي أديا إلى انتشار المجاعة. وكان المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة قد أعلن يوم الاثنين أن نحو 10 آلاف خيمة تؤوي نازحين تعرضت للتلف، وجرفتها أمواج البحر خلال اليومين الماضيين جراء المنخفض الجوي.

نداء استغاثة

وأطلق المكتب الحكومي لغزة نداء استغاثة إنسانياً عاجلاً للمجتمع الدولي ولجميع دول العالم ولجميع المنظمات الدولية والأممية لإنقاذ مئات آلاف النازحين في قطاع غزة قبل فوات الأوان. وأوضح أن “الجيش” الصهيوني منع إدخال 250 ألف خيمة وكرفان (منازل متنقلة) إلى القطاع في ظل واقع إنساني خطير. وبيّن أن نحو 81% من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، وذلك وفقاً لتقييم ميداني حكومي، وفق البيان.

ويرتكب الاحتلال الصهيوني منذ السابع من أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت 44,249 شهيداً، أغلبهم من النساء والأطفال، و104,746 مصاباً، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم، ووسط دمار هائل ومجاعة، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

بدعم أمريكي، ترتكب “إسرائيل” منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 149 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

استهداف نقطي

من جانب آخر، بثت سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي – أمس الثلاثاء مشاهد من عملية “استهداف نقطي” بقذائف الهاون، استهدفت خلالها تمركزاً لجنود وآليات “جيش” الاحتلال في محيط نادي خدمات جباليا شمالي قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل أحد الجنود.

والاستهداف النقطي يعني تنفيذ عملية قصف أو هجوم يركز على استهداف موقع أو مجموعة محددة باستخدام أسلحة موجهة بدقة مثل قذائف الهاون أو الصواريخ الموجهة، للوصول إلى الهدف المحدد بأكبر فعالية وأقل تشتيت. وتضمنت المشاهد عملية رصد القوة المتوغلة في محيط نادي خدمات جباليا قبل تنفيذ الاستهداف.

وأظهر المقطع أحد مقاتلي سرايا القدس وهو يقول: “اليوم الخميس الموافق 12/11/2024، سنقوم بقصف حشود العدو بقذائف الهاون عيار 60 المتمركزين في محيط نادي خدمات جباليا.. اللهم صائبة وليس خائبة”. ثم تلا ذلك مشاهد إطلاق قذائف الهاون، تلتها مشاهد لدخول قوات النجدة لإجلاء القوة المستهدفة. ووفقاً للمقطع، فإن العملية أسفرت عن مقتل الرقيب أول في كتيبة تسبار بلواء غفعاتي، رون أفشتاين (19 عاماً)، إضافة إلى عدة إصابات أخرى، إحداها خطيرة.

ودأبت فصائل المقاومة منذ بداية الهجمة البرية الصهيونية الجديدة أواخر أكتوبر الماضي على بث مشاهد تظهر استهداف قوات وآليات صهيونية بقذائف مضادة للدروع والأفراد في مختلف محاور القتال بقطاع غزة، إضافة إلى عمليات القنص والكمائن المحكمة خلف خطوط “جيش” الاحتلال الصهيوني.

عملية دهس وإصابة شرطيين صهيونيين بجروح بالغة

تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تنفيذ سائق فلسطيني عملية دهس لشرطيين صهيونيين قرب قرية بني نعيم جنوبي الخليل، أسفرت عن إصابتهما بجروح بالغة، قبل أن يتم اعتقال المنفذ. وقالت حماس في بيان لها إن عملية الدهس البطولية التي وقعت ظهر يوم الثلاثاء (أمس) قرب بلدة بني نعيم شرقي الخليل هي رسالة واضحة بأن شعلة المقاومة في الضفة ستبقى حاضرة للرد على ما يقترفه الاحتلال من إبادة وجرائم في قطاع غزة والضفة الغربية.

واعتبرت الحركة أن هذه العملية رد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال واستهدافه أبناء شعبنا واعتداءاته على أسرانا داخل السجون، وتدنيسه للمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي وكافة مقدساتنا. وأكدت الحركة في بيانها: “أن شعبنا ومقاومتنا ستبقى على عهد الوفاء لدماء الشهداء، وأن فلسطين ستبقى تخرج المقاومين والأحرار الذين يواصلون التصدي للاحتلال وجيشه وقطعان مستوطنيه”.

وفي الرابع عشر من الشهر الجاري، أُصيب جنديان من “جيش” الاحتلال الصهيوني في عملية دهس في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، بينما انسحب المنفذ من المكان بسلام، بحسب الإعلام الإسرائيلي. يأتي ذلك على الرغم من الإجراءات والاقتحامات التي تنفذها قوات الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية، ووسط استمرار عدوانها على قطاع غزة. وتشهد الضفة الغربية حالات اشتباك يومية، تصاعدت منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، إذ تتعرّض بلداتها ومدنها لاقتحامات يومية تتخللها حملات اعتقالات واسعة، بينما يرتقي شهداء ويُصاب آخرون بنيران الاحتلال خلال تصدّيهم.

آدم الصغير

آدم الصغير

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
ردًا على مجازر غزة.. المقاومة تستهدف عمق الاحتلال برشقات صاروخية وزير النقل يوجه بتوسعة مطار بجاية وتحسين ظروف استقبال المسافرين إطلاق شبكة 5G في الجزائر.. التحضيرات جارية وزارة التربية.. إجراءات صارمة ضد مقاطعة صب العلامات شركة صينية رائدة تعتزم إطلاق مصنع للسيارات وقطع الغيار في الجزائر انقلاب ناعم في الأفق.. هل وقّع زيلينسكي وثيقة النهاية؟ إطلاق تطبيق "تاكسي سايف" لتحسين خدمات سيارات الأجرة المحرقة قادمة.. آلة الحرب الصهيونية تستعد للانقضاض على غزة النيابة توجه تهمًا خطيرة له.. التماس 10 سنوات سجنًا نافذًا وغرامة مالية ضد صنصال هزة جديدة في المدية.. زلزال بقوة 4 درجات دون خسائر جبهة التحرير:" اليمين الفرنسي المتطرف يوظف ملف الهجرة لأغراض انتخابية" الشعب ضد التطبيع.. متى يُنصت المخزن؟ ملف المؤثّرين الجزائريين يعود للواجهة.. فرنسا تعتقل "دوالمن" مجددًا تمهيدًا لترحيله جرافات المخزن تدهس حقوق المواطنين.. المغرب لمن يدفع أكثر تقلبات جوية ورياح عاتية في هذه الولايات حملة انتخابية أم عداء ممنهج؟ نائب فرنسي يكشف دوافع تصريحات روتايو رسائل من ساحة المقاومة في عيد نصر الجزائر.. الذاكرة التي تتحدى فرنسا وتُلهم حركات التحرر فرنسا ترفض تسليم بوشوارب.. لعبة الابتزاز ومنطق حماية الفاسدين إطلاق الطبعة الأولى لجائزة رئيس الجمهورية للباحث المبتكر.. إليك رابط التسجيل السلطة المستقلة لضبط السمعي-البصري توجه إعذارات لهذه القنوات