تناولت صحيفة الغارديان ما ورد في مذكرات وزير الدفاع الأمريكي السابق، مارك إسبر، حول سعي ترامب لقتل شخصية عسكرية إيرانية بارزة قبل انتخابات 2020 لأسباب سياسية شخصية، إضافة إلى “إطلاق صواريخ على المكسيك لتدمير مختبرات المخدرات” وثمة ما هو أسوأ من ذلك.
وجاء في مقال وقعه مارتن بينغلي من نيويورك ـ حول كتاب “قَسَم مقدّس” أو “A Sacred Oath” لوزير الدفاع السابق، مارك إسبر ـ أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، سعى لقتل شخصية عسكرية إيرانية بارزة لأسباب سياسية شخصية دون أن يذكر من هو هذا القائد الإيراني.
ويذكر كاتب المقال أنه قبل وقت قصير من انتخابات 2020 الرئاسية، أصاب مستشار الأمن القومي لدونالد ترامب، روبرت أوبراين، رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، بالدهشة عندما قال إن الرئيس يريد قتل ضابط عسكري إيراني كبير يعمل خارج الجمهورية الإسلامية.
وكتب مارك إسبر، ثاني وزير الدفاع خلال فترة حكم ترامب، في مذكراته الجديدة، والتي من المقرر أن تصدر في العاشر من الشهر الجاري وحصلت الغارديان على نسخة منها، “كانت هذه فكرة سيئة حقا وتبشر بعواقب وخيمة للغاية”.
وأضاف أن الجنرال ميلي يشتبه في أن أوبراين رأى الضربة من منظور مصالح ترامب السياسية فقط.
ومن بين الأفكار الأخرى التي تمت مناقشتها، كما يقول إسبر، الذي حرص على تقديم نفسه كواحد من مجموعة من المساعدين الذين قاوموا “الأفكار السيئة أو غير القانونية” التي اقترحها ترامب أو إدارته، كانت إرسال “صواريخ إلى المكسيك لتدمير مختبرات الأدوية”، وإرسال 250 ألف جندي إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، وغمس رأس زعيم (إرهابي) في دم الخنزير كتحذير للمتشددين الآخرين.
أطلقوا النار عليهم
وفي عام 2020، استفسر ترامب عن إمكانية قصف مصانع المخدرات في المكسيك مع وزير الدفاع في إدارته مارك إسبر، حسبما أفاد الأخير في كتاب سيصدر يوم الثلاثاء.
وبحسب مقتطفات من الكتاب نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز”، كان ترامب يعتبر حينها أن الولايات المتحدة يمكنها أن تدعي أنها ليست من وجّه مثل تلك الضربة الصاروخية على الأراضي المكسيكية، بحسب إسبر الذي شغل منصب وزير دفاع في إدارة ترامب بين يوليو 2019 ونوفمبر 2020.
وكان ترامب قد استفسر مرتين عما إذا كان الجيش قادرا على “إطلاق صواريخ على المكسيك لتدمير مختبرات المخدرات”، حسبما كتب مارك إسبر في كتابه مؤكدا أن أقوال ترامب جعلته عاجزا عن الكلام.
وفي نوفمبر 2020، كان ترامب قد قرر طرد إسبر، بعد أيام على إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وكانت العلاقات بين ترامب ووزيره متوترة منذ اعترض الأخير علنا قبل أشهر على نشر الجيش، لقمع التظاهرات المناهضة للعنصرية في البلاد.
وفي مقتطفات أخرى من مذكراته، كتب إسبر أنه على هامش هذه التظاهرات في يونيو 2020، قال ترامب بغضب داخل المكتب البيضاوي: “ألا يمكنكم ببساطة إطلاق النار عليهم؟
وكتب الوزير السابق إسبر أنه عندما كان جالسا في المكتب البيضاوي رفقة الرئيس ترامب “اشتكى الأخير وكان وجهه محمرا من الاحتجاجات الجارية في واشنطن”، وقال ترامب “ألا يمكنك إطلاق النار عليهم فقط؟ فقط أطلق عليهم النار في أرجلهم، أو شيء من هذا القبيل؟”.
ووصف مارك إسبر، في كتابه المرتقب ما يجري في الدائرة المقربة من ترامب، فقال إن فكرة فتح عناصر الجيش النار على الأمريكيين كانت “تروج بقوة في الأجواء”.
وكانت الاحتجاجات التي أعقبت مقتل الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد قد اتسمت بالعنف حيث اشتبك المتظاهرون مع قوات الأمن في واشنطن، وامتدت الاحتجاجات إلى الكثير من المدن الأمريكية.
ويبدو أن رواية الوزير السابق إسبر تؤكد تقارير سابقة عن دعوة ترامب للجيش لقمع الاحتجاجات المتصاعدة عقب مقتل فلويد.
تأكيد حقائق
وكان كتاب سابق صدر للصحفي الأمريكي مايكل بندر ذكر نقلا عن مصادره أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي رفض حينها طلب ترامب تدخل الجيش لقمع الاحتجاجات التي جرت قبل عامين.
ونقل الصحفي بندر عن ترامب قوله “أطلقوا النار عليهم في السيقان، أو ربما في الأقدام.. لكن اقسوا عليهم”، في إشارة إلى المتظاهرين.
وخلال اندلاع الاحتجاجات الرافضة لعنف الشرطة الأمريكية، صرح مارك إسبر علانية برفض الاستناد إلى قانون مكافحة التمرد، وهو قانون عمره 200 عام، من أجل تبرير نشر القوات المسلحة لمواجهة المظاهرات.
وأثار موقف مارك إسبر غضب الرئيس الأمريكي السابق ترامب، والذي أقال وزير الدفاع في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
وأورد موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي في تقرير له أن كتاب الوزير السابق إسبر خضع لفحص من لدن وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون)، وراجعه عدد من الجنرالات، وأعضاء الحكومة الأمريكية.