ينتشر على جغرافية الدول الأوربية حوالي نصف مليون برج اتصالات، معظمها يستمرّ في العمل لمدة ثلاثين دقيقة، بعد انقطاع التغذية الكهربائية عنه. ويُمكن أن “تتوقّف الهواتف المحمولة في جميع أنحاء أوروبا عن العمل في الشتاء القادم، إذا أثّر الحد من استهلاك الطاقة الكهربائية على أجزاء من شبكات الهاتف المحمول في جميع أنحاء المنطقة”. وفق ما أفادت به وكالة “رويترز”.
كشف “رويترز” بأن الدول الأوروبية لم تنقطع فيها الكهرباء منذ عقود، لذلك لا يوجد فيها “عدد كاف من الأنظمة الاحتياطية التي قد تساعد في التغلب على انقطاع مكثف في التيار الكهربائي”. ربما لأن انقطاع الكهرباء في دول الاتحاد الأوروبي لم تكن احتمالا واردا، ولم يتخيّل الأوروبيون أن يحدث يوما ما.
قالت رئيسة الرابطة الفرنسية لمشغلي المحمول، “بيزا بيلولو”: “من المُمكن أننا مُدللون إلى حد ما في أجزاء كبيرة من أوروبا، حيث يتم تزويد الكهرباء بشكل مستقر.. ومن الممكن أن الاستثمار في مجال تخزين الطاقة كان أقل ممّا هو عليه في بعض البلدان الأخرى”. وأضافت بأن “باريس لن تتمكن من تزويد جميع هوائيات الدولة ببطاريات جديدة”.
عبّر مسؤولون بقطاع الاتصالات في أوروبا، عن خشيتهم أن “يؤدي الشتاء القارس إلى وضع البنية التحتية للاتصالات في أوروبا على المحك، مما سيجبر شركات وحكومات على محاولة التخفيف من حدة التأثير”. وكشفوا بأنه “لا توجد حاليا أنظمة احتياطية كافية في الكثير من الدول الأوروبية للتعامل مع انقطاعات واسعة النطاق للتيار الكهربائي، الأمر الذي يزيد من احتمالية انقطاع خدمات الهواتف المحمولة”.
يُذكر بأن دول بالاتحاد الأوروبي، ومن بينها فرنسا والسويد وألمانيا، “تعمل من أجل ضمان استمرار الاتصالات، إذا ما تسببت انقطاعات التيار الكهربائي في استهلاك البطاريات الاحتياطية المثبتة على آلاف الهوائيات الخلوية المنتشرة عبر أراضيها”.
وقالت بعض المصادر المطّلعة على قطاع الاتصالات في فرنسا أن “الخطة التي قدمتها شركة إنديس لتوزيع الكهرباء في فرنسا تتضمن انقطاعا محتملا للتيار الكهربي لمدة تصل إلى ساعتين في أسوأ السيناريوهات”. وأضافت المصادر بأن “الحكومة الفرنسية وشركات الاتصالات، وإنديس وهي وحدة تابعة لشركة كهرباء فرنسا المملوكة للدولة، قد أجرت محادثات، خلال الصيف الماضي، بشأن كيفية مواجهة أزمة الكهرباء”.
للإشارة، تعمل الحكومات الأوروبية مع الشركات المتخصصة في خدمات “مُشغلّي المحمول”، لوضع الخطط التي تضمن تقديم الخدمات الهامة والأساسية. ومن هذه الشركات، تعمل “نوكيا” و”إركسون” مع مُشغلي المحمول للتخفيف من حدّة تأثير النقص المحتمل للطاقة على الاتصالات.
يُذكر بأن احتمالات حدوث أزمة حادة في الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي، يعود بشكل أساسي إلى قرار روسيا بتعليق شحنات الغاز عبر طريق الإمداد الرئيسي لأوروبا، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية. ومن المُتوقّع أن تكون الأزمة أكثر حدّة في فرنسا بسبب إغلاق العديد من محطات الطاقة النووية للصيانة.