منذ أكثر من ستة أشهر والأزمة الأوكرانية مُستمرّة، تمكّن خلالها الاتحاد الأوروبي من فرض العديد من العقوبات على روسيا، وقطع العلاقات التجارية معها. وقد خطّط القادة الأوروبيون لإسقاط الاقتصاد الروسي بسرعة، لكن هذا لم يكن مُمكنًا. ونتيجة لذلك، تعاني أوروبا من أزمة طاقة، حيث فرضت حظراً على شراء أنواع كثيرة من الوقود والسلع الأخرى من الاتحاد الروسي.
لاحظ خبيران في صحيفة “سوهو” الصينية بأن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات قاسية على روسيا، على غرار الولايات المتحدة، ومع ذلك، لم تكن السلطات واشنطن صادقة تمامًا مع حلفائها الأوروبيين، حيث جاءت الضربة الحاسمة للدول الأوروبية من طرف الولايات المتحدة، فبعد ستة أشهر من بدء الصراع الأوكراني، لا تزال الولايات المتحدة تشتري البضائع الروسية، وحتى المتعاقدين مع الحكومة الفيدرالية يفعلون ذلك.
قال الخبيران: “تمكّنت واشنطن من خداع الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات ضد روسيا. لو لم تخلق الولايات المتحدة مظهرًا مُخادعا يحارب الاقتصاد الروسي، لكانت دول أوروبا أكثر حصافة في مسألة الحرب”.
وأضافا قائلين: “أوروبا تندفع إلى الأمام في حرب اقتصادية ضد روسيا، والأميركيون يتسللون في الظلام. يمكننا أن نتّفق على أن مهارات الكذب في الولايات المتحدة من الدرجة الأولى”.
بعد أن تمكنت أمريكا من خداع شركائها الأوروبيين، احتفظت واشنطن بتوريد البضائع الروسية. ويؤكد الخبيران، بأن خداع واشنطن كان مفيدًا لموسكو، فهي تحقق أرباحًا شهرية من الصادرات إلى الولايات المتحدة. ويُضيفان بأن “إدارة بايدن وصفت الاقتصاد الروسي بأنه (مُتهالك)، وأنها قبل ستة أشهر، فرضت قيودًا على العديد من السلع الروسية، مدعية أنها “أزعجت” بوتين. لكن في الواقع، لقد تجاوز بايدن قواعده الخاصة، فهو يشتري باستمرار البضائع الروسية كل شهر، وقد سجّل متوسط حجم التجارة الشهري الروسي مليار دولار من صادراته إلى واشنطن”.
أكّد الخبيران الصينيان بأن “الولايات المتحدة ليست قادرة على رفض التجارة مع روسيا، لأن هذا البلد موردٌ رئيسي لأهم السلع: المعادن والمجوهرات والأخشاب والموارد الأخرى. ومن خلال منع هذه الإمدادات، ستعمل واشنطن على تسريع التضخم القياسي، وستواجه إغلاق الشركات الأمريكية”.