أمريكا ليست عمياء إنّها تنظر بعين صهيونيّة.. هذا هو القاتل..!

بات واضحا ـ حتى للعميان من صنّاع الرّأي العام في الغرب ـ أن الرّئيس الأمريكيّ جو بايدن ـ وكلّ إدارته ـ يتحملّ المسؤولية عن المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة، وهو بالضّبط مع أعلنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس السبت.

بيان الحركة قال صراحة إن بايدن وفريقه يتحملون المسؤولية عن مسلسل المجازر الصهيونية، والتي كان آخرها استهداف مدرسة الفاخورة التي تؤوي نازحين من الأطفال والنساء.

وأضافت حماس أن الاحتلال يشن غارة بالطيران الأمريكي على ساحة مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا، والتي تضم العدد الأكبر من النازحين، لتُوقِع عشرات الشهداء والجرحى، كلهم من الأطفال والنساء، وذلك بعد يوم واحد من استهداف مدرسة أسامة بن زيد، بمنطقة الصفطاوي، شمال مدينة غزة.

وتابعت: إن الاحتلال المجرم يرتكب هذه المجازر الوحشية بغطاء مباشر من الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن الذي يتحمل وإدارته المسؤولية كاملة عن جرائم الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الفاشي والفاشل ضد المدنيين في قطاع غزة.

ومن جهته، قال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم “نقاتل الاحتلال دفاعا عن شعبنا وأرضنا، وينبغي أن يكون هناك موقف حازم وواضح من المنظومة العربية والإسلامية ضد الاحتلال، فما تقوم به قوات الاحتلال في غزة حرب إبادة لشعبنا، وقوات الاحتلال لم تستطع تحقيق أي من أهدافها العسكرية لذا تكثف قصف المدنيين”.

استهدف مدرسة الفاخورة أدى استشهد 15 فلسطينيا، إصابة أكثر من 70 آخرين، وقد جاء هذا القصف الوحشي بينما تكثف قوات الاحتلال وتيرة سريعة هجماتها على أهداف مدنية وبنى تحتية بشكل متواصل، كان آخرها قصف استهدف مدرسة أخرى تؤوي نازحين، وسيارتي إسعاف ومحيط 3 مستشفيات، أوقع شهداء وجرحى، فضلا عن خزان مياه عمومي شرق رفح.

مواطنون فلسطينيون تحدث من داخل مدرسة الفاخورة التي تعرضت للقصف الهمجي، فقال شاهد عيان على المجزرة إن القصف استهدف النازحين وهم بالمدرسة، ولفت إلى أن الأولاد الصغار كانوا بهذا المكان ولم يأكلوا أكلهم بعد، ويظهر الفيديو آثار القصف داخل أحد الصفوف التي اتخذ منها النازحون مأوى ومسكنا لهم، حيث غطت بقع الدماء أرضية المكان.

وتحدث شاهد آخر فقد أفرادا من عائلته بالقصف وهو يبكي: “4 أشخاص من عائلتنا اختفوا، لا يوجد شيء في هذا المكان سوى المدنيين، لا مقاومة ولا مقاتلو حماس، لماذا يتم قصفنا؟ كان في الغرفة أطفال ونساء”، وعن طبيعة الإصابات قال: “كل جثثهم كانت مقطعة أيديهم أو رؤوسهم (..)، كلهم أشلاء”.

وفي ظل هذه الوحشية المتزايدة، يمكن مقارنة مواقف المسؤولين الأمريكيين بخصوص ما يقال إنه استهداف للمستشفيات والبنية التحتية والمدنيين والصحفيين خلال الحرب الروسية الأوكرانية، مع مواقفهم إزاء الهجمات الصهيونية الوحشية على قطاع غزة والتي أدت إلى سقوط أزيد من 9 آلاف شهيد فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال.

إزدواجية مفضوحة

ففي حين لا يتردد مسؤولو الحكومة الأمريكية في توجيه الاتهامات إلى روسيا وإدانتها ومحاصرتها بفرض عقوبات قاسية عليها بسبب الحرب في أوكرانيا، يتخذون موقفا معاكسا فيما يتعلق بالهجمات الصهيونية على غزة.

ويدلي المسؤولون الأمريكيون بتصريحات تؤكد وقوفهم إلى جانب الاحتلال الصهيوني ويصفون حركة حماس بـ”الإرهابية” رغم أنها حركة تحررية تقاوم الاحتلال، وفقا للمواثيق والشرائع الدولية.

ورغم أن عدد الضحايا المدنيين في قصف الاحتلال لمستشفى المعمداني في غزة كان أكبر بكثير من خسائر استهداف روسيا لمستشفى التوليد في ماريوبول، الأوكرانية في 9 ماي 2022، فإن الإدارة الأمريكية لم تظهر نفس رد الفعل القاسي تجاه (تل أبيب) بعكس ما قامته به ضد روسيا، بل وتهربت من تحميل سلطة الكيان مسؤولية القصف.

وفي تعليقه على استهداف المستشفى في ماريوبول، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن هذا لظلم، وعار على العالم بأسره، فالعالم كله متحد من أجل دعم أوكرانيا وجعل (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يدفع ثمنا باهظا.

بالمقابل، قال بايدن بشأن الهجوم الصهيوني على مستشفى المعمداني بغزة “حزنت كثيرا على الانفجار في المستشفى، وغضبت كثيرا، وبحسب ما رأيت فإن المسؤول عن ذلك لستم أنتم (إسرائيل) وإنما الطرف الآخر”، محاولا تبرئة سلطة الكيان رغم عدم امتلاكه أي دليل يثبت ذلك، كما وصف بايدن ما حدث في أوكرانيا بأنه “إبادة جماعية”، بينما غادر مؤتمرا صحفيا عند سؤاله بشأن الاحتلال الصهيوني.

ووصف بايدن المقابر الجماعية التي عثر عليها في منطقة بوتشا الأوكرانية بأنها “إبادة جماعية”، وقال “أصبح من الواضح أكثر فأكثر أن بوتين يحاول القضاء على فكرة أن يكون المرء أوكرانيا، ويزداد حجم الأدلة مع مرور كل يوم، وتتوالى المزيد من الأدلة على الأشياء الفظيعة التي ارتكبتها روسيا في أوكرانيا”.

ولدى عودته من زيارته لـ(تل أبيب) عقب الهجوم على غزة، سأله أحد الصحفيين بشأن ما إذا كان الإسرائيليون يتصرفون في إطار قانون الحرب؟ ليرد عليه بجواب غريب متجاهلا السؤال، وقائلا: “كان من الجميل التحدث إليكم جميعا”، وأدار ظهره وغادر.

ومنذ 7 أكتوبر الماضي يشن الجيش الصهيوني حربا على قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد أزيد من 9 آلاف مدني معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب إصابة 22 ألفا وتسببت بوضع إنساني كارثي.

أما وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن فبقي صامتا حيال الهجوم الصهيوني على مستشفى المعمداني بغزة، لكن في تعليقه على استهداف روسيا لمستشفى ماريوبول، أكد أن روسيا تستهدف المسارح والمستشفيات، وقال يومها “الرئيس بايدن مؤمن بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، وأنا أوافقه على ذلك، فاستهداف المدنيين عمدا هو جريمة حرب”، وبالمقابل، تجنب بلينكن إدانة الهجوم على مستشفى غزة، ولم يصدر عنه أي تصريح بشأن الموضوع رغم مرور نحو أسبوعين على الهجوم.

وفي مؤتمر صحفي في 20 أكتوبر الماضي، لم يتطرق بلينكن إلى مسألة “جريمة الحرب بخصوص المدنيين الذين قضوا في المنطقة، وحمّل حركة “حماس فقط المسؤولية عن سقوط المدنيين الذين قتلوا في هجمات صهيونية”، وفي 30 نوفمبر 2022، قال بلينكن إن “بوتين يواصل الحرب ضد المدنيين بسبب هزيمته عسكريا، عبر تدمير البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا وقطع الكهرباء والتدفئة والمياه”، وأكد “ضرورة قيام جميع الدول بمساعدة أوكرانيا من أجل إعادة إصلاح البنية التحتية المدمرة”.

وفي كلمة أخرى في اليوم ذاته، قال بلينكن “بينما تواصل أوكرانيا اكتساب الزخم في ساحة المعركة، يوجه بوتين غضبه ونيرانه نحو المدنيين في أوكرانيا، وجرّت روسيا الملايين إلى البر والظلام عبر قصفها ثلث نظام الطاقة في أوكرانيا”، وعلى النقيض من ذلك، تجنب بلينكن التطرق إلى قطع سلطة الكيان الكهرباء والوقود والمياه عن غزة، وحمّل حماس مسؤولية استهداف سلطة الكيان للبنى التحتية في القطاع، واتهمها باستخدام المدنيين كدروع بشرية، واتخذ مسؤولو البيت الأبيض مواقف متباينة بشأن الهجمات على المستشفيات في أوكرانيا وفي غزة، وبخصوص قصف مستشفى ماريوبول، وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنذاك، جين ساكي، القصف الروسي بأنه “مرعب وهمجي”. وأشارت إلى أن ذلك يشكل جريمة حرب.

ولكن بخصوص قصف مستشفى المعمداني في غزة، لم تصدر أي إدانة من مسؤولي البيت الأبيض على الهجوم، فيما اكتفت المتحدثة باسم المجلس القومي للبيت الأبيض، أدريان واتسون، بالقول إن “المعلومات التي بين أيديهم تشير إلى أن سلطة الكيان غير مسؤولة عن الهجوم على المستشفى”، وكذلك، ظهر اختلاف واضح في رد فعل المسؤولين الأمريكيين تجاه روسيا وسلطة الكيان فيما يتعلق باستهداف الصحفيين.

فعقب مقتل الصحفي الأمريكي برنت رينود في أوكرانيا، قال متحدث الخارجية الأمريكية آنذاك نيد برايس “نشعر بالصدمة جراء مقتل وجرح الصحفيين ومنتجي الأفلام على يد قوات الكرملين، رغم أنهم لم يكونوا يقاتلون على الأرض”، وبالمقابل، لم يدن متحدث الوزارة الحالي ماثيو ميلر في سلطة الكيان بشأن استشهاد 36 صحفيا حتى يوم أمس جراء القصف الصهيوني، ولم يوجه لها أي اتهامات بهذا الصدد، واكتفى ميلر، في مؤتمر صحفي في 26 أكتوبر الماضي، بالقول إن “حكومة واشنطن تولي أهمية للصحفيين” وإنهم في حداد بسبب مقتل هؤلاء الصحفيين.

وقد أعلنت منظمة “مراسلون بلا حدود” أن التحليل الباليستي للحادث الذي استشهد فيه مصور وكالة رويترز عصام عبد الله على الحدود اللبنانية مع أراضي فلسطين التاريخية، أظهر وقوع هجوم متعمد من سلطة الكيان، لكن ذلك لم يلقَ أي إدانة أمريكية.

حميد سعدون

حميد سعدون

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
رئيس زمبابوي:"لا تحرر لأفريقيا دون استقلال الصحراء الغربية" سوناطراك تُعزّز قدرات مستشفى الحروق الكبرى بمعدات حديثة إجراءات مشددة لدخول مكة هذا الموسم..تعرف عليها وزير الداخلية يأمر باستكمال مشاريع الحماية المدنية قبل موسم الاصطياف مشروع التصفية الكبرى في غزة.. هل يسكت العالم على نكبة القرن؟ وكالة "عدل" تُفنّد اتهامات والي وهران محادثات في جدة حول أوكرانيا.. "دبلوماسية الفنادق" تفرض إيقاعها آفاق جديدة للتعاون الجزائري الإثيوبي في قطاعات حيوية نداء أممي لرفع الحصار عن غزة وإدخال المساعدات فورًا ديوان الحج والعمرة يعلن فتح بوابة برمجة رحلات الحج بالتعاون مع اليونسكو.. توثيق رقمي ثلاثي الأبعاد لموقع تيمقاد الأثري نهاية مسلسل الاختراق.. "إسرائيل" تزحف داخل المغرب الحكومة الفرنسية تعتبر إشادة تبون بماكرون خطوة نحو تجاوز الخلافات وزير الثقافة: "السينما الجزائرية تشهد ديناميكية حقيقية" بينما الأمم المتحدة تتفرج.. الاحتلال المغربي يستمر في قمع الصحراويين تحذيرات جوية.. عواصف رعدية وأمطار غزيرة بهذه الولايات في ظل تحديات إقليمية ودولية.. قرارات رئاسية حاسمة العلاقات الجزائرية الفرنسية.. الرئيس تبون يضع النقاط ويحدّد المسار الجوية الجزائرية تعلن عن تخفيضات استثنائية للجالية الوطنية بالخارج بالتنسيق مع وزارة الدفاع.. إجراءات استباقية لمواجهة أسراب الجراد