يرى المحلّل السياسي والباحث في الشؤون الإستراتيجية، الدكتور وحيد بوطريق، أنّ روسيا تسعى جاهدةً إلى تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، ويأتي ذلك في إطار مساعيها الرامية إلى تحقيق جملة من أهدافها الاستراتيجية التي تخدم مصالحها الخاصة بالدرجة الأولى، حيث تعمل على تذليل العقبات الكثيرة التي تقف حاجزاً أمام ترميم العلاقات بين تركيا وروسيا، والتي تزداد تأزماً يوما بعد يوم، خاصة خلال الآونة الأخيرة وبالتزامن مع توتر الأوضاع وحالة اللااستقرار التي تطبع المشهد الدولي.
وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور بوطريق، في تصريح لـ “الأيام نيوز”، أنّ من بين أهم وأبرز العقبات التي تقف حاجزاً أمام تقدم العلاقات بين روسيا وتركيا هي التماطل التركي في تطبيع العلاقات مع الجانب السوري والانسحاب من أراضي سوريا في الشمال وهذا بهدف حماية المصالح الروسية الجيوسياسية والاقتصادية على أنّ سوريا تُعدُّ حليفا استراتيجيا لروسيا.
هذا، وأشار الخبير في الشؤون الاستراتيجية، أنّ روسيا لها قواعد عسكرية في سوريا، على غرار قاعدة حميميم الجوية التي تقع جنوب شرق مدينة اللاذقية في محافظة اللاذقية، بالإضافة إلى قاعدة طرطوس البحرية التي تقع على الحافة الشمالية للميناء البحري لمدينة طرطوس السورية، وتعدّ هذين القاعدتين الوحيدتين لروسيا في البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط والوحيدتين خارج فضاء الاتحاد السوفيتي سابقاً.