توقّع السيناتور الجمهوري تيد كروز، أن ميشال أوباما ـ زوجة الرئيس الأسبق باراك أوباما ـ ستكون المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية المقبلة في عام 2024، خلفا للرئيس الحالي جو بايدن، الذي سبق وأن أعلن ترشّحه لعهدة رئاسية ثانية.
وقال السيناتور كروز ـ خلال إحدى حلقات برنامجه الإذاعي ـ Verdict with Ted Cruz (الحُكم مع تيد كروز)، إن صُناع ملوك الديمقراطيين، أو ما يُسمى في الولايات المتحدة الأمريكية بـThe kingmakers، ويُقصد بالمصطلح الشخصيات التي تُحضر وتدعم شخصا ما لتقلّد منصب الرئيس، سيتخلّون عن الرئيس الحالي جو بايدن، ويُقدمون ميشال أوباما كبديلة له، في شهر أوت من العام المُقبل، أي قبل ثلاثة أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية العامة، التي ستجري يوم الثلاثاء، الخامس نوفمبر 2024.
وقال السيناتور الجمهوري، تاد كروز الذي اُنتخب عام 2012 لتمثيل ولاية تكساس في مجلس الشيوخ، كأول أمريكي من أصول إسبانية كوبية يتولى المنصب، “هذا هو السيناريو الذي أعتقد أنه ربما يكون الأكثر ترجيحا وخطورة: في شهر أوت من عام 2024، يتخلّى صُنّاع الملوك الديمقراطيين عن جو بايدن ويُنزلون ميشال أوباما بمظلة”، وأضاف كروز: “ميشيل أوباما هي ـ أولا ـ لا تثير حفيظة النساء الأمريكيات من أصل أفريقي، واللاتي يشكلن جزءا مهمامن القاعدة الانتخابية التي يعتمد عليها الديمقراطيون للفوز.
وثانيا، إذا تم الاختيار من بين الأربعة ـ يقصد الشخصيات السياسية الديمقراطية الأكثر حظا للترشح ـ فإنهم غاضبون لأنهم جميعا إلى حد ما، متقاربون، وكلهم يطعن بعضهم بعضا بالسكاكين…فميشيل أوباما، لأنها كانت السيدة الأولى، لديها القدرة على القفز بالمظلة فوق الأربعة جميعهم والقول مرحبا، نحن لن نختار من بين أي منكم”.
ويُشار إلى أن السياسيين الديمقراطيين الذين يُحتملأن يتقدموا كمترشحين لرئاسيات 2024، هم: نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس، وحاكم ولاية كاليفورنيا الحالي “كافين نيوسوم”، ووزير النقل الحالي بيت بوتيجيج، وحاكمة ولاية ميشيغان الحالية كريتشين ويتمير، وعضو مجلس النواب عن ولاية نيويورك ألكساندريا أوكاسيو كورتيز ـ المحسوبة على التيار التقدمي داخل الحزب الديمقراطي ـوإلى جانب هؤلاء المترشحين المحتملين، ترشح الناشط المناهض للقاحات، روبرت إف كينيدي جونيور، شهر أفريل الماضي.
وللإشارة فإن روبرت البالغ من العمر 69 عاما هو ابن شقيق الرئيس الأمريكي الأسبق جون إف كينيدي، الذي اغتيل عام 1963، ونجل المدعي العام الأمريكي بوبي كينيدي، الذي اغتيل هو الآخرعام 1968، ويعتبر روبرت إف كينيدي جونيور العضو الثاني عشر على الأقل من سلالة عائلة كينيدي، الذي يترشح لمنصب سياسي.
من الحاكم الفعلي لأمريكا اليوم بايدن أو أوباما؟
السيناريو الذي قدمه السياسي الجمهوري تاد كروز، ليس المرة الأولى التي يتم خلالها الحديث عن إمكانية ترشيح الحزب الديمقراطي للسيدة الأولى الأسبق ميشال أوباما، فقد سبق لجريدة “تليغراف” البريطانية، الحديث عن إمكانية تقديم ميشال كمرشحة ديمقراطية لرئاسيات 2024.
وكان كاتب العمود البريطاني تيم ستانلي، قد قال نشر ـ في العاشر أوت الماضي ـ مقالا تحت عنوان:Michelle Obama could be America’s next President(ميشيل أوباما قد تكون الرئيس الأمريكي المُقبل)، وتحدّث ستانلي عن مسؤول دولة أجنبية، لم يُحدّد هويته، أخبره بأن بلاده تتوقّع عدم ترشح الرئيس الحالي جو بايدن لرئاسيات عام 2024، وأن ميشال أوباما ستكون خيار الديمقراطيين لخوض السباق.
وتحدثت الصحفي البريطاني عن شعورالبعض بأن فترة رئاسة بايدن الحالية، هي عبارة عن عهدة ثالثة للرئيس الأسبق باراك أوباما، وهو ما عبّر عنه أوباما في مقابلة عام 2021، حين قال صراحة “جو والإدارة ينهون المهمة بشكل أساسي”، في إشارة واضحة إلى أن بايدن الذي شغل منصب نائب الرئيس، خلال حكم الرئيس باراك أوباما، يُنفّذ الأجندة ذاتها.
وقدم تيم ستانلي، من خلال مقاله، أرقاما تُفيد بأن 75℅ من مساعدي الرئيس الحالي جو بايدن الـ100، كانوا موظفين لدى إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، كما تحدث عن إقامة الرئيس الأسبق في العاصمة واشنطن، حيث البيت الأبيض ومقر الكونغرس، ومؤسسات سياسية أمريكية أخرى هامة، وهو عكس الأعراف السياسية الأمريكية، التي تُحتم على الرؤساء الانتقال بعد نهاية فترتهم الرئاسية، بعيدا عن عاصمة البلاد.
أما ميشال أوباما المعروفة بشعبيتها الكبيرة وسط الأمريكيين الأفارقة، وبشكل أكبر وسط النساء ذوات البشرة السوداء، اللاتي أحببنها أكثر بعد نشر سيرتها الذاتية Becoming(التحول)، وحديثها عن طفولتها الفقيرة، والتنازلات التي قدمتها لاستمرار زواجها ونجاحه، فقد قالت سابقا إنها لا تنوي الترشح للرئاسيات.
لكن مقال صحيفة تيليغراف، بما قدمه من دلائل وقراءات سياسية، والسيناريو الذي تصوره السيناتور الجمهوري تاد كروز، قد يكونان الدخان الذي لا يظهر دون نار، خاصة وأن فرص إعادة انتخاب الرئيس الحالي جو بايدن، تتضاءل يوما بعد يوم، فمخاوف الأمريكيين تتزايد بشأن تسييره للاقتصاد، وفشله في التصدي للجريمة.
لكنّ الأهم من هذا وذاك، مسألة تقدمه في السن وتراجع صحته الجسدية والذهنية، فالرجل البالغ من العمر 80 سنة، أصبح ظهوره أمام الكاميرات وعلى المنابر الدولية، مسيئا لصورة الحزب الديمقراطي بشكل خاص، والولايات المتحدة بشكل عام، على اعتبار أن يتعثر ويسقط على سلم الطائرة، يتيه ويخطئ في الطريق، وينسى الأشياء والأسماء بشكل فاضح.