أعلنت القاهرة إجراءها “اتصالات مكثفة على مدار الساعة بُغية احتواء الوضع المتدهور في قطاع غزة والعمل على التهدئة والحفاظ على الأرواح والممتلكات”.
وحسب بيان صادر عن الخارجية المصرية، فإن القاهرة تكثف من سعيها لدى عدد من الأطراف من أجل إحتواء الوضع، وذلك َوسيط إستراتجي،بعد العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ورد المقاومة الفلسطينية.
ولم تكشف القاهرة عن تفاصيل أكثر عن نتائج الاتصالات التي تجريها، ولا الأطراف التي تتواصل معها لإيقاف تدهور الوضع في غزة المجاورة للحدود المصرية.
لكن ثمة معلومات غير رسمية تحدثت عن اتصالات مكثفة قد تكون أجرتها القاهرة تجاه تل ابيب وبعض الفصائل الفلسطينية، خاصة حركتي الجهاد الإسلامي، وحماس، فضلا عن اتصالات دولية مع واشنطن، والأمم المتحدة، والإتحاد الأوروبي وموسكو للتدخل من أجل إيقاف العدوان على غزة.
وحسب مصادر مطلعة فإن مصر تخطت مرحلة الجهود الدبلوماسية في غزة؛ لتكون ممرًا وظهيرًا قويًا لإغاثة القطاع وتأمين الهدوء بعد سلسلة من الغارات التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة عبر إعادة فتح المعابر.
القاهرة والسعي لوقف اطلاق النار
وذكر مصدر مصري مطلع، لـ “الأيام نيوز” أن الطاقم الأمني المكلّف بمتابعة تطورات الأوضاع في غزة يواصل اتصالاته مع الجانب الإسرائيلي من جهة وحركتي “الجهاد” و”حماس” من جهة أخرى.
وقال المصدر – الذي حبذ عدم ذكر اسمه – “إن الاتصالات المصرية تهدف إلى التوصل لوقف إطلاق نار مؤقت” كخطوة أولى لمنع تدهور الأوضاع، على أن يتم لاحقاً العودة لما يسمى “اتفاق التهدئة بين الجانبين”.
وحسب إفادة المصدر “فإن الفريق الأمني المصري لم يتلق حتى الآن موافقة أيّ من الجانبين”.
ويتوقع أن تكثف القاهرة اتصالاتها لخصوصية العلاقة مع قطاع غزة المتاخم للأرضي المصرية، فضلا عن وجود خط اتصالات مباشر بين “المخابرات العامة المصرية المكلفة بمتابعة قطاع غزة”، وبين الفصائل الفلسطينية، لا سيما حركتي الجهاد وحماس، وأذرعها العسكرية التي تقود العمليات ردا على العدوان الصهيوني على القطاع.
وزعم أحد المواقع الإخبارية المصرية، أن حركة “حماس” قد “أبدت حتى الآن مرونة فيما يتعلق بعدم انخراط ذراعها العسكري في العمليات ردا على اغتيال مسئولين عسكريين من الجهاد، على أمل إلتزام الكيان بوقف اعتداءاتها وعدم توسيع نطاق العمليات في القطاع”.
الأولية للموضوع الإنساني
من جهتها، تناولت عدد من برامج “التوك شو” في الفضائيات المصرية، الوضع الإنساني في غزة، مدينة العدوان الاسرائيلي.
فيما استضافت إحدى القنوات -المقربة من الجهات الرسمية المصرية- السفير الفلسطيني في القاهرة دياب اللوح، الذي أدان العدوان الدموي، وطالب المجتمع الدولي متمثلا في مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرارات حاسمة، من شأنها إيقاف الغارات الصهيونية على القطاع.
وأشاد اللوح “بجهود القاهرة لوقف التصعيد، وضمان عدم اتساع نطاقه، كما أشاد بالمساعدات الإنسانية والطبية التي تعمل الجهات المصرية لإيصالها إلى غزة خلال الفترة القادمة”.
موسكو تدين العدوان من القاهرة
من جهتها، أدانت السفارة الروسية بالقاهرة، العدوان الإسرائيلي على غزة، وقال بيان نشر على الموقع الرسمي للسفارة الروسية بالقاهرة:” أن الغرب قلق للغاية من الوضع في أوكرانيا بينما يراقب بلا مبالاة “الإسرائيليين”وهم يقتلون الفلسطينيين ويدمرون قطاع غزة”.
وأدان البيان الصمت الغربي تجاه الوضع الإنساني بغزة بجانب إدانته للعدوان، وعقد مقارنة بين موقف الغرب من الحرب في اوكرانيا، وبين الصمت في غزة .
ويأتي الموقف الروسي الراهن متسقا مع مواقف سابقة تجاه القضية الفلسطينية، لا سيما في مجلس الأمن الدولي، حيث دعمت موسكو مرارا حق الشعب الفلسطيني، بينما ظلت عدد من الدول الغربية التي تتمتع بالعضوية الدائمة في المجلس منحازة لمواقف الكيان الصهيوني.