بالصوت والصورة، ظهر الإرهابي -المدعو «زايدي موسى»- على شاشة التلفزيون الجزائري عقب النشرة الرئيسة -مساء يوم أمس الأربعاء، 14 أوت 2024- معترفا بمخطط المنظمة الإرهابية «ماك» التي كانت تريد تنفيذه في الجزائر –لإفساد الانتخابات الرئاسية المقبلة- باستخدام أسلحة تم اقتناؤها ونقلها وتهريبها إلى الجزائر بتواطؤ جهات استخباراتية أجنبية معادية للوطن، لكنّ ما يخطط له أعداء الجزائر لا تغفل عنه المصالح الأمنية المشتركة التي تمكنت في الأخير من توقيف «زايدي موسى» وزوجته بالإضافة إلى تسعة عشر (19) عنصرا آخر من هذه الشبكة الإرهابية وحجز كمية معتبرة من السلاح والذخيرة.
تمكنت المصالح الأمنية المشتركة -يوم 04 أوت 2024- بميناء بجاية من توقيف المسمى “زايدي موسى” رفقة زوجته، قادما من ميناء مرسيليا بفرنسا، وبحوزته كمية من الأسلحة النارية والذخيرة ومبلغ مالي من العملة الصعبة وأغراض أخرى كانت مخبأة بإحكام بمركبته قصد إدخالها إلى أرض الوطن بطريقة غير شرعية.
الأمر يتعلق، بقضية جنائية عالجتها محكمة سيدي أمحمد بالجزائر العاصمة، وقد أوضح تفاصيلها وكيل الجمهورية المساعد علي بوزرينة، خلال ندوة صحفية نشطها بمقر المحكمة، حين قال بأنه “خلال معالجة الرحلة البحرية للمسافرين القادمين على متن باخرة أجنبية، تم إخضاع المتهم الرئيسي المدعو (ز.م) الذي كان برفقة زوجته المدعوة (ب.ن) للفحص الجمركي الروتيني، وفق الإجراءات المعمول بها، وتم ضبط هذه الأسلحة على متن مركبته”.
وبعد ذلك قدم بيان لوزارة الدفاع الوطني المزيد من التفاصيل حول القضية، إذ اتضح أن الشخص الذي تم توقيفه في ميناء بجاية –وكان بحوزته كمية معتبرة من الأسلحة- ينتمي إلى التنظيم الإرهابي “ماك” وأنه اسمه “زايدي موسى” وقد كان برفقة زوجته، كما اتضح –وفق المصدر- أن الأسلحة كان سيستخدمها التنظيم الإرهابي لزرع الفوضى وضرب السير الحسن للانتخابات الرئاسية، وذلك وفق خطة تم وضعها بالتنسيق مع مصالح استخباراتية أجنبية معادية للجزائر.
وبعد مباشرة التحقيقات، اعترف هذا الشخص بتورطه وانتمائه للتنظيم الإرهابي “ماك”، كما اعترف –يضيف بيان وزارة الدفاع- أن كمية السلاح المحجوزة تم شراؤها والتخطيط لعملية تهريبها إلى الجزائر من طرف شبكة هذا التنظيم الإرهابي الناشطة على مستوى التراب الفرنسي.
وكان من ضمن الخطة الإرهابية أن يتم توزيع تلك الأسلحة “على بعض عناصر الخلايا النائمة التابعة لهذا التنظيم والناشطة في الخفاء بغرض استغلالها في عمليات إرهابية محتملة وفق مشروع مدبر مسبقا وبتواطؤ مصالح إستخباراتية أجنبية معادية للجزائر”، وكل هذا يأتي “بهدف زرع الفوضى وزعزعة الأمن قصد عرقلة السير الحسن للانتخابات الرئاسية المقبلة”، وفق نص البيان.
لكن ما يخطط له أعداء الجزائر، لا تغفل عنه عيون رجال المصالح الأمنية المختصة التي بفضل الاستغلال الأمثل لهذه المعلومات، قامت “بتوقيف تسعة عشر (19) عنصرا آخر من هذه الشبكة الإرهابية وحجز كمية أخرى معتبرة من السلاح كانت متواجدة بورشة دون رخصة لتصليح الأسلحة بضواحي مدينة بجاية”. وأضاف بيان وزارة الدفاع أن “هذه العملية النوعية، مكنت من توقيف واحد وعشرين (21) متهما تم تقديمهم أمام الجهات القضائية المختصة، وحجز الآتي:
(46) سلاحا ناريا من مختلف العيارات، كمية معتبرة من الخراطيش، الطلقات والمقذوفات من مختلف العيارات، (12) منظارا، (10) أسلحة بيضاء، مجموعة لواحق وقطع غيار لأسلحة نارية، معدات ومواد أولية لصناعة الذخيرة، جهاز تحديد المواقع (GPS)، أجهزة حاسوب وهواتف نقالة، وأغراض أخرى.
وجاء في ختام بيان الوزارة أن هذه العملية “تؤكد مرة أخرى يقظة وعزم أفراد مختلف المصالح الأمنية على إفشال جميع مخططات المنظمات الإرهابية والجهات الأجنبية المعادية التي تستهدف أمن واستقرار الوطن”.
ومن جانب آخر، أصدر قاضي التحقيق المكلف بقسم مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود لدى محكمة سيدي (الجزائر العاصمة) أوامر إيداع تخص 21 متهما وأمرين بالقبض في حق متهمين اثنين في حالة فرار بالخارج بجناية الانخراط والمشاركة في تنظيمات إرهابية وتخريبية، وذلك ضمن القضية الجنائية التي تتعلق بحجز أسلحة وذخيرة على مستوى ميناء ولاية بجاية
وزيادة على التفاصيل التي وردت في بيان وزارة الدفاع، أوضح وكيل الجمهورية المساعد، علي بوزرينة خلال ندوة صحفية نشطها بمقر المحكمة، أنه مع تقدم الأبحاث و”توسيع التحريات من خلال إجراء التفتيش الإلكتروني الذي شكل منعرجا في التحقيق، لكونه كشف اتصالات إلكترونية مع رؤساء التنظيمات الإرهابية والمصنفة ضمن تنظيمات إرهابية بموجب القوانين واللوائح السارية المفعول”.
وأشار بوزرينة إلى أن “التفتيش الالكتروني أثبت وجود اتصالات، وهذا باعتراف المتهم الرئيسي القادم من مرسيليا، والذي اعترف بأنه عضو في التنظيم الإرهابي، حيث تم العثور على مناشير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب اعترافه أمام مصالح الضبطية القضائية بأن هذا الفعل جاء نتيجة تخطيط وكانت له سوابق مند سنة 2015، فقد تلقى المتهم الرئيسي أوامر من رئيس التنظيم الإرهابي المسمى “ماك” ومن قبل أعضاء تابعين له، ويتعلق الأمر بالمدعوين (و.ج) و (أ.ق)”.
واعترف المتهم الرئيسي –يضف علي بوزرينة- بأن هذا الفعل “كان بتمويل من رؤساء التنظيمات الإرهابية في الخارج وهذا بهدف إحداث أو ارتكاب أعمال إرهابية داخل الوطن”، وبعد تعميق إجراءات التحري من قبل مصالح الضبطية القضائية، تم أيضا “إجراء تفتيش لمختلف المشتبه فيهم الذين ثبت وجود اتصالات بهم.
وقد جرى اكتشاف مرآب لتخزين الأسلحة بضواحي مدينة بجاية وهناك تم اكتشاف ورشة مخصصة لاستقبال الشحنات الكبيرة من الأسلحة وتوزيعها وتمريرها عبر قنوات غير رسمية لأطراف تنشط في ذات التنظيم الإرهابي”، وقد تم في ذات المرآب العثور على “بندقيات ومسدسات وخراطيش وطلقات حية وأجهزة حساسة (جي.بي.أس – ليزر وكاميرات)”، وفقا لذات المصدر.