قررت إسبانيا بدورها طرد نحو 25 دبلوماسيا روسيا “بمفعول فوري” لأنهم يشكلون “تهديدا لمصالح البلاد” على ما أعلن وزير الخارجية خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء.
وحذت إسبانيا بذلك حذو فرنسا وألمانيا وإيطاليا والدنمارك التي عمدت إلى طرد دبلوماسيين روس على خلفية الهجوم الروسي على أوكرانيا ولا سيما بعد العثور قبل أيام على جثث كثيرة في مدينة بوتشا.
يعود هذا القرار، بحسب الوزير، إلى “الأحداث المروعة التي وقعت في الأيام الماضية في أوكرانيا في بوتشا وماريوبول”.
وأشار إلى أن الأشخاص المعنيين يشكلون “مجموعة من نحو 25 شخصًا وربما شخص إضافي” موضحًا أن سفير روسيا في إسبانيا ليسن بين هؤلاء الدبلوماسيين.
وحذت إسبانيا بذلك حذو فرنسا وألمانيا وإيطاليا والدنمارك التي عمدت إلى طرد دبلوماسيين روس على خلفية الهجوم الروسي على أوكرانيا ولا سيما بعد العثور قبل أيام على جثث كثيرة في مدينة بوتشا.
ندّد الكرملين الثلاثاء بـ “ضيق البصيرة” الأوروبية إثر طرد العديد من الدبلوماسيين الروس من أوروبا، مشيرا إلى “الحدّ من فرص التواصل على الصعيد الدبلوماسي في هذه الظروف الصعبة”.
أعرب الغربيون عن غضبهم نهاية الأسبوع الماضي بعد اكتشاف عشرات الجثث باللباس المدني في بوتشا شمال غرب كييف، عقب انسحاب القوات الروسية.
وطردت دول أوروبية أخرى بالفعل دبلوماسيين روس في الأسابيع الأخيرة، مثل بلجيكا أو هولندا، بالاضافة إلى بولندا التي طردت منذ 23 آذار/مارس، “45 جاسوسا روسيا ينتحلون صفة دبلوماسيين”. ومع القرار الإسباني، تم طرد ما يقرب من 260 دبلوماسيًا روسيًا من دول الاتحاد الأوروبي منذ بدء الغزو الروسي، وفقًا لإحصاء وكالة فرانس برس.
وندّد الكرملين الثلاثاء بـ “ضيق البصيرة” الأوروبية إثر طرد بلدان في أوروبا أكثر من 120 دبلوماسيا روسيا على خلفية الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وقال دميتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين في تصريحات إعلامية “هو أمر مؤسف. فالحدّ من فرص التواصل على الصعيد الدبلوماسي في هذه الظروف الصعبة” ينمّ عن “ضيق بصيرة من شأنه أن يعقّد بعد أكثر” العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي.
من جهته فتح الادعاء الفرنسي اليوم الثلاثاء ثلاثة تحقيقات بشأن ارتكاب جرائم حرب محتملة ضد مواطنين فرنسيين في أوكرانيا خلال الاسابيع الاخيرة.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن مكتب الادعاء القول إن القضايا سوف تركز على حوادث وقعت في ماريوبول وجوستوميل و تشيرنيهيف.
وكان الادعاء الفرنسي قد فتح تحقيقا أخر في آذار/مارس الماضي عقب مقتل صحفي فرنسي-إيرلندي في أوكرانيا.
من جهته صرح الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الثلاثاء، أن علاقات بلاده مع روسيا لن تعود إلى طبيعتها في عهد الرئيس فلاديمير بوتين.
وأوضح شتاينماير في حديثه إلى القناة الألمانية الثانية “ZDF”، أنه لا ينبغي للتطورات الحالية في أوكرانيا أن توقف اتفاقية مينسك المبرمة في سبتمبر/ أيلول 2014.
ووقعت كييف وممثلو الانفصاليين، برعاية روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا عام 2014، اتفاقا بعاصمة روسيا البيضاء حمل اسمها، وعرف باتفاق “مينسك1″، قبل تطويره إلى اتفاق “مينسك 2” الموقع في فبراير/شباط 2015، يقضي بوقف إطلاق النار شرق أوكرانيا وإقامة منطقة عازلة، وسحب الأسلحة الثقيلة.
وأضاف أنه كان هناك تقييمات وتحذيرات من الشركاء في شرقي أوروبا، وأنه كان ينبغي التعامل معها بجدية أكبر.
وأشار إلى أن الإصرار على مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي “نورد ستريم 2” كان خطأ، لافتا أن ذلك الخطأ يؤثر على مصداقية ألمانيا خاصة في دول أوروبا الشرقية.
وكانت موسكو أعلنت في 2015 عن فكرة مشروع “نورد ستريم 2″، وفي 2017 وقعت فنلندا والسويد وألمانيا على المشروع الذي من المقرر أن يضخ عند اكتماله نحو 55 مليار متر مكعب من الغاز الروسي إلى دول القارة الأوروبية.
واعتبر شتاينماير أن “بوتين تسبب في انهيار روسيا سياسيا واقتصاديا وأخلاقيا من أجل أحلامه الإمبريالية”، مشددا على أن العلاقات بين البلدين لن تعود إلى طبيعتها في عهد بوتين.
وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.