تظاهر، آلاف الأشخاص في مدريد وبعض الأقاليم الإسبانية، لدعم الصحراء الغربية والمطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، بعد أيام قليلة من إعلان الحكومة الإسبانية دعمها لأطروحة المحتل المغربي.
ورفع المشاركون في المسيرات لافتات، من بينها “سانشيز خائن” و “الصحراويون يقررون” والصحراويين ليسوا ورقة مساومة بيدكم” و “الصحراء ليست للبيع”، وأجمعوا على أن ما قام به سانشيز خيانة في جبين كل الحكومة الإسبانية.
هذا وشهدت كافة الجزر بمقاطعة كناريا الإسبانية تنظيم مظاهرات حاشدة للتنديد بموقف رئيس الحكومة الإسبانية “بيدرو سانشيز” المؤيدة لأطروحات الاحتلال المغربي على حساب الشعب الصحراوي صاحب الأرض التواق إلى الانعتاق وبسط سيادته على أراضيه.
وعرفت منطقة “سانتا كروز” عاصمة جزيرة تنريفي، تنظيم وقفة أمام مبنى مقر الحكومة المحلية حضرها إلى جانب تمثيلية الجبهة الشعبية بكناريا والجمعيات الصحراوية جمع غفير من الجالية الصحراوية، من كل الفئات العمرية، وكذا جمعيات التضامن الكنارية مع الشعب الصحراوي، بالإضافة إلى ممثلين عن الأحزاب الأكثر تمثيلا بالبرلمان الكناري، وكذا النقابات والهيئات العمالية بالجزيرة.
وعبر المشاركون في الوقفات، عن رفضهم القاطع لتزكية رئيس الحكومة الإسبانية لمقاربة “الحكم الذاتي” في الأراضي الصحراوية، وأكدوا أن لا أحد يمكنه تغيير الطبيعة القانونية للقضية الصحراوية العادلة، كونها قضية تصفية استعمار وينظمها القانون الدولي والشرعية الدولية التي توصي بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والحرية.
وسجلت الأحزاب السياسية في منطقة “الكناري” حضورها، عبر ممثليها، مؤكدين بدورهم تضامنهم مع الشعب الصحراوي الرافض لتصريحات بيدرو سانشيز الأخيرة، وقدموا رسالة إلى البرلمان الحالي ليطالب رئيس الحكومة بالمثول أمامهم، لتفسير هذا الموقف الذي يعتبر موقفا شخصيا لا يمثل كل الأطياف السياسية، بما فيها الحزب الاشتراكي الذي يرأس الحكومة.
من جهتها، طالبت أحزاب سياسية تشكّل غالبية البرلمان الجهوي لبلاد الباسك في إسبانيا، حكومة مدريد بضرورة إعلان اعترافها رسميا بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
مطالبات بالاعتراف بالجمهورية الصحراوية
وناقش برلمان إقليم الباسك مقترحا تشريعيا، يندد فيه بالإنحراف الخاطئ والخطير لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز بخصوص الصحراء الغربية، وحثه على مراجعة الخطوة، ومطالبته بالاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
واعتبرت الأحزاب المشاركة، أن النزاع في الصحراء الغربية يتطلب مشاركة إسبانيا بفعالية، كما نص المقترح التشريعي على أن الحل السياسي لمسألة الصحراء الغربية، بات ضروريا للتعاون الإقليمي، بين دول المغرب العربي واستقرار المنطقة وأمنها وازدهارها.
موقف غير دستوري
كما أكدت النائب الثاني لرئيس الوزراء الإسباني يولاوندا دياز، أن قرار رئيس الوزراء بيدرو سانشيز بشأن الصحراء الغربية “غير دستوري”، مبرزة أن سانشيز انتهك الدستور والقانون الدولي من أجل إرضاء نظام الاحتلال المغربي.
وقالت دياز خلال نزولها ضيفة على برنامج “اليوم لليوم” الذي يبثه راديو “كدينا سير”، أن الموقف الأخير لبيدرو سانشيز من الصحراء الغربية، لم يُعرض للتشاور أو للتصويت على مجلس الوزراء، ما يعني أنه يعد موقفا شخصيا لا يستند إلى أي شيء لأنه غير قانوني من كافة النواحي.
وذكّرت نائب رئيس الحكومة الإسباني في تصريحها، بأحدث قرار أعلنت عنه الأمم المتحدة بخصوص النزاع في الصحراء الغربية، لتفند الحجج التي قدمها وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل الباريس، أمام البرلمان الأربعاء الماضي تبريرا لموقف الحكومة غير القانوني.
ونفت أن تكون قرارات الأمم المتحدة قد تحدثت عن المقترح الذي عرضته المملكة المغربية حول ما يسمى بـ “الحكم الذاتي” في الصحراء الغربية، إنما أكدت على تقرير مصير الشعب الصحراوي، من خلال تنظيم استفتاء تقرير المصير برعاية أممية.
وأبرزت دياز، أن موقف الحكومة الجديد يتوافق فقط مع حزب العمال الاشتراكي الإسباني، والذي سيتعين عليه تقديم تفسير حول هذا القرار، الذي وصفته بالمخيب لآمال السكان والجمعيات والتنظيمات الجمعوية الإسبانية.
غالي: سانشيز تآمر على الصحراويين
أكد رئيس جمهورية الصحراء الغربية الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي، أن قرار رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، اتجاه قضية الصحراء الغربية دعم واضح للاحتلال المغربي اللاشرعي في الأراضي الصحراوية، وتشجيع للظلم والعدوان والتوسع على حساب الشرعية الدولية.
قال إبراهيم غالي في كلمته خلال إشرافه على افتتاح أشغال الدورة السادسة للأمانة الوطنية للبوليساريو، أن دعم الحكومة الإسبانية للمخزن، يندرج في إطار المؤامرة المغربية، على حساب الشرعية الدولية وحق الشعوب الأساسي الأول في تقرير المصير والاستقلال.
وأشار إلى أن المسؤولية التاريخية، السياسية والقانونية والأخلاقية للدولة الإسبانية تجاه الشعب الصحراوي ستبقى قائمة ولن تزول إلا باستكمال تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.
وتوجه غالي بالتحية والتقدير للحركة التضامنية في إسبانيا على ما أظهرته من صور التضامن الراسخ، تجلى في رفضها القاطع لموقف رئيس الحكومة الإسبانية الأخير، مؤكدا ثقته وارتياحه الشخصي، إزاء مستوى التضامن في كل أطياف الساحة الإسبانية وكل الأحزاب السياسية، بما فيها الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني.
