«إسرائيل» تُقايض الأرواح بثمن مُر  

في ظل العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية منذ أكتوبر 2023، تعيش الأراضي الفلسطينية واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث. فقد أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية عن استشهاد 13,177 طالبًا وإصابة أكثر من 21,000 آخرين، بينما استشهد 204 من الصحفيين في قطاع غزة بسبب استهداف الاحتلال الإعلاميين الفلسطينيين بشكل متعمّد. وفي الوقت ذاته، يعيش أكثر من 788,000 طالب في غزة في معاناة حقيقية نتيجة لتدمير مدارسهم، فيما يعاني أغلب الفلسطينيين من ظروف صحية ونفسية قاتلة. ومع استمرار الحصار والعدوان الهمجي، تسعى الأطراف الدولية إلى الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بينما تزداد تعقيدات المفاوضات بسبب الثمن الباهظ الذي قد تدفعه «إسرائيل» في أي اتفاق محتمل.

أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، أمس الثلاثاء، عن استشهاد 13177 طالبا وإصابة 21991 آخرين بجروح منذ بدء العدوان الصهيوني في السابع من أكتوبر 2023 على قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وأوضحت الوزارة في بيان لها، أن عدد الطلبة الذين استشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان وصل إلى أكثر من 13054، والذين أصيبوا 21320، فيما استشهد في الضفة 123 طالبا وأصيب 671 آخرين، إضافة إلى اعتقال 560. وأشارت إلى أن 657 معلما وإداريا استشهدوا وأصيب 3904 بجروح في قطاع غزة والضفة، واعتقل أكثر من 165 في الضفة.

ولفتت الوزارة إلى أن 324 مدرسة حكومية وجامعات ومباني تابعة لها و65 تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، و128 للتدمير بالكامل، و57 للتدمير الجزئي، كما تعرضت 109 مدارس و7 جامعات في الضفة للاقتحام والتخريب.

وأكدت أن 788 ألف طالب في قطاع غزة ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم منذ بدء العدوان، فيما يعاني معظم الطلبة صدمات نفسية، ويواجهون ظروفا صحية صعبة، مشيرة إلى أن اقتحامات الاحتلال المتكررة لمحافظتي جنين وطولكرم تسببت في ترويع الطلبة في مدارسهم.

وفيما يخص حصيلة شهداء الحقيقة، أفاد المكتب الإعلامي في قطاع غزة، أمس الثلاثاء، بارتفاع عدد الشهداء الصحفيين بالقطاع إلى 204 شهداء، منذ بدء الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة في السابع من أكتوبر 2023. وذكر المكتب في بيان له، أن عدد الشهداء الصحفيين ارتفع إلى 204 شهداء، منذ بدء حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة، بعد الإعلان عن استشهاد الصحفي محمد بشير التلمس.

وأدان المكتب الإعلامي “بأشد العبارات”، استهداف واغتيال الاحتلال للصحفيين الفلسطينيين، داعيا الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب وكل الهيئات والمؤسسات الصحفية في كل دول العالم، إلى “إدانة هذه الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة”.

وطالب المكتب في السياق، المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمنظمات ذات العلاقة بالعمل الصحفي والإعلامي في كل دول العالم، إلى “إدانة جرائم الاحتلال وردعه وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة وتقديم مجرمي الاحتلال للعدالة وممارسة الضغط بشكل جدي وفاعل لوقف جريمة الإبادة الجماعية ولحماية الصحفيين والإعلاميين في قطاع غزة”، وفي بيانات سابقة، أكد المكتب بأن الاحتلال الصهيوني يغتال الصحفيين عمدا، في محاولة منه لتغييب وطمس الحقيقة.

ويواصل جيش الاحتلال الصهيوني، منذ 467 يوما على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وخلف العدوان، حتى الآن، أكثر من 155 ألفا و500 شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 11 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

في ظل هذه الأوضاع المأساوية، ترتفع الأصوات الدولية المطالبة بإنهاء الكارثة الإنسانية، إلا أن الطرف المعادي يرى أن أي خطوة نحو إنهاء العدوان ستجبره على دفع ثمن باهظ. وفي هذا السياق، أفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، أمس الثلاثاء، أنه وفقًا لمسودة اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار التي يتم التفاوض عليها في قطر، فإن “إسرائيل” ستضطر لدفع ثمن باهظ لتأمين إطلاق سراح المجندات الأسيرات في قطاع غزة. وذكرت الصحيفة، بناءً على بنود الاتفاق التي اطلعت عليها وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، أن “إسرائيل” ستفرج عن 50 أسيرًا فلسطينيًا، من بينهم 30 محكومًا بالسجن المؤبد، مقابل إطلاق سراح كل مجندة إسرائيلية أسيرة في غزة.

أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الاتفاق، الذي يتألف من ثلاث مراحل، سيبدأ بالإفراج التدريجي عن 33 أسيرًا إسرائيليًا على مدى 6 أسابيع، ويشمل النساء والأطفال وكبار السن والمدنيين الجرحى، وذلك مقابل إطلاق سراح مئات النساء والأطفال الفلسطينيين المعتقلين لدى “إسرائيل”. كما لفتت إلى أن من بين هؤلاء الـ33، توجد 5 مجندات إسرائيليات، سيتم إطلاق سراح كل واحدة منهن مقابل 50 أسيرًا فلسطينيًا، من بينهم 30 أسيرًا محكومًا بالسجن المؤبد.

وفي المرحلة الأولى التي ستستمر 42 يومًا، ستنسحب القوات الإسرائيلية من المراكز السكانية، وسيتم السماح للفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم في شمال غزة، مع زيادة في المساعدات الإنسانية، حيث من المتوقع دخول حوالي 600 شاحنة مساعدات يوميًا.

وأمس، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أن المفاوضات حول الاتفاق لوقف الحرب في قطاع غزة دخلت مراحلها النهائية. وكانت وكالة “رويترز” قد أكدت أن المفاوضين في الدوحة اجتمعوا أمس الثلاثاء لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل خطة لإنهاء الحرب، فيما توقع مصدر فلسطيني مقرب من المحادثات أن يتم التوصل إلى اتفاق إذا “سارت الأمور على ما يرام”.

حميد سعدون

حميد سعدون

اقرأ أيضا