تمكّنت كتائب الشّهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، أمس الأحد، من تدمير دبّابتين إسرائيليتين متوغلتين في بيت حانون، شماليّ قطاع غزّة، بقذيفتي “الياسين 105″، وتزامن هذا الهجوم مع خبر أودته وكالة “تسنيم” الإيرانية أفادت من خلاله بأنّ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والوفد الفلسطيني المرافق له، التقوا أمس الأحد بطهران، قائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي.
وفي مواصلةٍ لاستهدافها المستمر للدبّابات والآليات الإسرائيلية في محاور القتال، أكّدت الكتائب تدميرها دبابتين صهيونيتين متوغلتين في منطقة تل الهوا، جنوبي غربي مدينة غزّة، بالإضافة إلى تدمير دبابة صهيونية متوغلة شمالي غربي المدينة، بقذائف “الياسين 105” الخارقة للدروع.
ونشرت كتائب القسّام بياناً مقتضباً أكّدت فيه أنّ مقاوميها يخوضون اشتباكاتٍ مسلحةً مع قوات الاحتلال المتوغلة شمالي غربي مدينة غزّة، صباح أمس وليلة قبل أمس، معلنةً تدمير دبّابة أخرى بقذيفة “الياسين 105″، ومؤكّدةً قتل عددٍ من الجنود من مسافةٍ قريبة، وتبنّت الكتائب دكّ القوات الإسرائيلية المتوغلة شرقي منطقة جحر الديك، الواقعة جنوبي مدينة غزّة، بقذائف “الهاون” من العيار الثقيل.
وعلى الصعيد السياسي، أحدث ظهور رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والوفد المرافق له، مع قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي، ارتباكا في الإعلام العربي المتواطئ مع مشاريع التطبيع.
وجاءت هذه التقارير غداة إعلان مسؤول في حركة حماس أن الجانبين عقدا اجتماعا في الآونة الأخيرة، وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية أمس إن هنية الذي يقيم في قطر، “أطلع خامنئي على آخر التطورات في قطاع غزة وجرائم النظام الصهيوني في غزة وكذلك التطورات في الضفة الغربية”.
وقال التلفزيون الرسمي الإيراني إن آية الله خامنئي أشاد “بثبات سكان غزة وصمودها، وعبّر عن أسفه الشديد بسبب جرائم النظام الصهيوني المدعوم مباشرة من واشنطن وبعض الدول الغربية”.
وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء أن خامنئي “أكد على سياسة طهران الثابتة في دعم قوى المقاومة الفلسطينية في مواجهة المحتلين الصهاينة”، وحذّر المتحدث، الكيان الصهيوني من “عواقب وخيمة” إذا استمرت الهجمات على قطاع غزة.
وبالموازاة مع هذا الحدث، نشرت كتائب القسّام مقطع فيديو يُظهر إطلاقها رشقاتٍ صاروخيةً في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكّدةً أنّ الرشقات الصاروخية تأتي رداً على مجازر الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزّة.
وفي وقتٍ مبكر من فجر أمس الأحد، أكدت كتائب القسام تدميرها آليتين إسرائيليتين متوغلتين في منطقة الفراحين، عبر استخدام قذائف “الياسين 105″، ولفتت القسام إلى أنّ مقاوميها أوقعوا القوات المتوغلة شرقي خان يونس في كمينٍ محكم، بعد استهدافها بقذائف “الياسين 105″، وسلاح القنص الثقيل، والأسلحة المتوسطة وقذائف الهاون، الأمر الذي أدى إلى تدمير دبابتين صهيونيتين. وعاد المقاومون إلى قواعدهم سالمين.
كما أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، التحام مقاوميها بقوةٍ إسرائيلية متوغلة في منطقة الفراحين شرقي خان يونس، واشتباكهم معها، ونشرت كتائب القسام، عبر قناتها في تيليغرام، صورة لقذيفة “الياسين 105” المضادة للدروع، وتظهر أمامها دبابة إسرائيلية تحترق، مع آية “ألنّا له الحديد”، في إشارة إلى النتائج الباهرة التي تحققها هذه القذائف محلية الصنع، وكمية الضرر البالغ الذي تُلحقه بالدبابات الصهيونية في ميدان المعركة.
الجبهة الشّعبية لتحرير فلسطين تدعو إلى استخدام سلاح النّفط ضد العدو
من جهاتها، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أنّ ارتكاب العدو الصهيوني مجزرةً جديدة مروعة في مخيم المغازي فجر الأحد، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 40 مواطناً وإصابة العشرات جلّهم من الأطفال والنساء، واستمرار جرائم الإبادة الجماعية بحق المدنيين العزل خاصة الأطفال والنساء، وحرب التدمير الواسعة هو محاولة من الاحتلال لتعويض هزيمته الساحقة على يد المقاومة الباسلة على تخوم غزة.
وشددت الجبهة على أن قيام الاحتلال في الساعات الأخيرة بارتكاب المزيد من المجازر وتوسيع استهدافه للمدنيين، وتدمير قوارب الصيادين، وخزانات المياه، ومواصلة حرب التجويع على شعبنا، واستهداف الصحفيين، والطواقم الطبية وأفراد الدفاع المدني وسيارات الإسعاف، دليل على عجزه وإفلاسه في تحقيق أي انجاز ميداني، أو أي تقدم حقيقي على أرض المعركة في غزة، فيحاول تعويضها – كعادته – بتوجيه نيران حقده الغادرة على المدنيين، في الوقت الذي تتعرض قواته ومدرعاته وآلياته وجرافته للضربات تلو الضربات والتدمير من أبطال المقاومة من نقطة صفر.
وأكدت الجبهة أن المشاهد الأسطورية الملحمية التي يجسدها أبطالنا المقاومين من مختلف الأذرع العسكرية توضح، بجلاء لا لبس فيه، أننا على أعتاب تحقيق انتصار تاريخي على هذا العدو المجرم الذي يتخبط بعجزه وفشله وهزيمته التاريخية، وسقوط أسطورة جيشه الذي لا يقهر أمام إرادة وصلابة المقاومين الأبطال في ميدان المعركة، الذين نفذوا وعدهم بتحويل رمال غزة إلى مقبرةٍ للغزاة الصهاينة.
وأضافت الجبهة أن العدو الأمريكي والفرنسي والبريطاني بأساطيلهم وبوارجهم الحربية ودعمهم اللامحدود للكيان وماكينتهم الإعلامية الزائفة والمتصهينة لن يستطيع أن يحمي هذا الكيان الصهيوني المهزوم وقادته الجبناء من هزيمته القادمة، أو محو العار الذي لحق به جراء حجم الضربات التي تعرض لها، والفشل الذريع الذي مُني به على مدار أيام معركة طوفان الأقصى.
ودعت الجبهة أبناء أمتنا العربية وأحرار العالم إلى مواصلة الحشود الجماهيرية غير المسبوقة في عواصم ومدن العالم خاصة في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وبرلين، فقد أثبتت نجاعتها وقوة تأثيرها، وما نشهده من تغيّر في الخطاب الغربي الرسمي، يشير إلى قوة وتأثير هذا الضغط، ويؤكد أننا أمام تَحوّلات هامة على صعيد الرأي العام الذي بدأت حقيقة الكيان الصهيوني وطبيعته الإجرامية الدموية التي تخطت النازية تتكشف أمامه.
وجدّدت الجبهة دعوتها إلى الدول العربية بضرورة استخدام مقدّراتها وخاصة سلاح النفط للضغط من أجل وقف العدوان على غزة، مؤكدة أننا أمام فرصة تاريخية لتوحيد الأمة العربية، وإعادة توجيه البوصلة إلى الأعداء الحقيقيين من الصهاينة والغرب الاستعماري.
وختمت الجبهة بيانها بالتأكيد على أن المقاومة بخير وتخوض المعركة ببسالة منقطعة النظير، واقتدار عالٍ، والنصر حتماً سيكون حليفها في النهاية مهما بلغ جبروت هذا العدو الصهيوني، ومهما تمادت قوى الشّر في العالم، وبلغ تواطؤ وتكالب بعض الأنظمة العربية المتصهينة.