يُعد مشروع الطريق البري تندوف–الزويرات خطوة استراتيجية نحو تعزيز العلاقات التاريخية والتعاون الاقتصادي بين الجزائر وموريتانيا. ويهدف هذا المشروع الطموح إلى تطوير المناطق الحدودية وتحقيق التكامل الإفريقي عبر إنشاء محور دولي يربط مدينة تندوف الجزائرية بمدينة الزويرات الموريتانية على امتداد 840 كيلومترًا. ويجمع المشروع بين تعزيز المبادلات التجارية وتنشيط الحركية الاقتصادية، مما يساهم في تقليص تكاليف النقل وزمن التسليم، إضافة إلى فتح آفاق جديدة للشركات الجزائرية للوصول إلى الأسواق الإفريقية. كما يعكس المشروع رؤية الجزائر لتعزيز دورها كمركز اقتصادي إقليمي من خلال الاستثمار في البنية التحتية وتطوير الشراكات الدولية.
ويمثل المشروع، الذي تشرف على تنفيذه شركات ومكاتب دراسات جزائرية، رمزًا للتعاون الثنائي مع موريتانيا، حيث يُرتقب أن يُحدث نقلة نوعية في التنمية المحلية والإقليمية عند دخوله حيّز التنفيذ.
وفي هذا السياق، ترأس رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون اجتماع عمل خُصص لمتابعة تقدم مشروع طريق تندوف – الزويرات، وكذا ترقية المبادلات التجارية بين الجزائر والشقيقة موريتانيا، حسبما أفاد به بيان رئاسة الجمهورية.
وقد حضر الاجتماع مدير ديوان رئاسة الجمهورية بوعلام بوعلام، وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية لخضر رخروخ مدير الوكالة الوطنية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، عابد حلوز وزير المالية، عبد الكريم بو الزرد وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات، محمد بوخاري ووزير النقل، سعيد سعيود.
تحقيق التكامل الإفريقي
ويأتي مشروع إنجاز طريق تندوف – الزويرات ليعكس مرحلة جديدة في العلاقات التاريخية بين الجزائر وموريتانيا، ومن شأن هذا المشروع الاستراتيجي فتح محاور طرق دولية هامة والسماح للمتعاملين الجزائريين بالولوج إلى الأسواق الإفريقية مرورا بموريتانيا.
وسيسمح طريق تندوف – الزويرات أيضًا بتعزيز التعاون الاقتصادي بين المتعاملين الاقتصاديين لكلا البلدين وتنشيط الحركية الاقتصادية وانسيابية المبادلات التجارية.
يعدّ مشروع الطريق البري تندوف-الزويرات من المبادرات الاستراتيجية البارزة التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين الجزائر وموريتانيا. يمتد هذا الطريق الحيوي على مسافة تقارب 840 كيلومترًا، رابطًا مدينة تندوف الجزائرية بمدينة الزويرات الموريتانية.
تنمية المناطق الحدودية
ويُعتبر هذا المشروع شريانًا رئيسيًا يساهم في زيادة التبادل التجاري بين البلدين وتيسير حركة السلع والخدمات، فضلاً عن خفض تكاليف النقل وتقليص زمن التسليم، مما يعزز جاذبيته كعامل محفز للاستثمار الإقليمي وتنمية المناطق الحدودية.
ويشكل الطريق نقطة اتصال مباشرة للأسواق الإفريقية، حيث يفتح مسارات طرق دولية جديدة تُعزز من مكانة الجزائر كمركز اقتصادي إقليمي. يوفر المشروع فرصةً للشركات الجزائرية للوصول إلى الأسواق الإفريقية عبر موريتانيا، كما يسهم في تعزيز التعاون بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين، مهيئًا فرصًا استثمارية واعدة تعزز التنمية الاقتصادية في المنطقة.
وكانت الجزائر قد وقعت على اتفاقية انجاز هذا المشروع الحدودي، على هامش زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الجزائر، بدعوة من رئيس الجمهورية في ديسمبر 2021.
ويشارك في إنجاز هذا المشروع الحيوي نحو 10 مؤسسات جزائرية، كما سيتكفل مكتب دراسات جزائري بمتابعة هذا المشروع.
وبعد استكمال هذا المشروع الهام، ستعكف الجزائر على استغلاله في شكل امتياز لمدة 10 سنوات مع تجديد ضمني، بينما سيدخل عقد انجاز هذه المنشأة القاعدية التي لطالما شكّلت حلماً بالنسبة لسكان المناطق التي تعبرها حيز التنفيذ بمجرد استكمال الأشغال، أما محطات الوقود العديدة المتواجدة على طول مسار الطريق، فسيتم إنجازها واستغلالها من قبل شركة نفطال.