اختتم الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يوم أمس الجمعة، قمة افتراضية نظمها حول الديمقراطية وسط انتقادات حادة، وقال بايدن للمشاركين عبر الفيديو إن الديمقراطية “لا تعرف حدودا. هي تتحدث كل اللغات. هي تحيا بين الناشطين المناهضين للفساد، وبين المدافعين عن حقوق الإنسان، وبين الصحافيين“.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب من “يسمحون لشعوبهم بالتنفس بحرية ولا يخنقون شعبهم بقبضة من حديد”.
وتعهد بايدن في اليوم الأول من القمة بمبلغ 424 مليون دولار لدعم حرية الصحافة والانتخابات الحرة وحملات مكافحة الفساد.
وقال: “الديمقراطية تحتاج إلى أبطال”.
لكن محاولته لإعادة تأكيد دور الولايات المتحدة كمرجع ديمقراطي، قوبلت بانتقادات كثيرة. كما أثارت لائحة المدعوين للقمة التي تضم حوالى مئة حكومة ومنظمة غير حكومية وشركة وجمعية خيرية، غضب البلدان المستبعدة عن القمة، وعلى رأسها الصين وروسيا، بحسب ما ذكرته وكالة “أ ف ب”.
وحققت بكين الغاضبة جراء دعوة تايوان إلى القمة، التي تعتبرها مقاطعة صينية، انتصارًا في منتصف القمة: فقد أعلنت نيكاراغوا الخميس أنها قطعت العلاقات الدبلوماسية مع تايوان واعترفت بالصين الشعبية الواحدة.
وتعرض بايدن أيضا إلى انتقادات في الولايات المتحدة. فمن جهة، ينتقده الجمهوريون لأنه ليس أكثر تشددا مع الصين. ومن جهة أخرى، وجّه دانيال إلسبيرغ، الذي سرّب معلومات عن حرب فيتنام، انتقادات لإدارته بسبب سعيها إلى تسلّم جوليان أسانج الملاحق في الولايات المتحدة لكشفه النقاب عن معلومات حول حربي أفغانستان والعراق.
وكتب إلسبيرغ على تويتر الخميس: “كيف يجرؤ بايدن على إعطاء درس خلال قمته حول الديمقراطية اليوم، بينما يرفض في الوقت نفسه العفو عن مؤسس موقع ويكيليكس”.
وأضاف أن بايدن “يغتال حرية الصحافة باسم الأمن القومي”.
وأظهر استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث في ربيع عام 2021، أن 17% فقط من المستطلعين في 16 دولة متقدمة “يعتبرون الديمقراطية الأمركية نموذجا يُحتذى به”. في المقابل، يعتقد 57% “أنها كانت مثالا جيدا في السابق، لكنها لم تكن كذلك في السنوات الأخيرة”.