ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن بصور الوعل البري الذي اختار ناشطون يمنيون تاريخ الثاني والعشرين من يناير/كانون الثاني مناسبة للاحتفاء به كل عام ضمن ما سمي يوم الوعل اليمني.
ومثّل الوعل في حضارات اليمن القديمة رمزية خاصة، إذ ظل مرتبطاً بأذهان القدماء الذين خلّدوه عبر التماثيل والنقوش التي وجدت في الصخور.
وحيوان الوعل نوع من الثدييات البرية التي تسكن الجبال، وكان رمزاً لإله القمر في عهد «بلقيس» ملكة حضارة سبأ، ورُسم رأسه ذو القرون المعقوفة، على نقود معدنية قديمة وعلى شكل تماثيل ورسوم على حيطان المعابد.
لكن هذا الحيوان، بات مهدداً بالانقراض مع استمرار عمليات صيده، ضمن طقوس سنوية توارثها السكان منذ القدم في محافظات شرقية في البلاد، أبرزها حضرموت وشبوة.
وفي هذا المنحى أطلق ناشطون وسم (يوم الوعل اليمني) على مواقع التواصل الاجتماعي، للتذكير بالرمزية التاريخية والقومية للوعل في حضارة اليمن، والمطالبة بحماية هذا الحيوان الذي تناقصت أعداده بشكل كبير.
وقال نوفل الجبلي في تدوينة على فيسبوك “يشبه اليمنيُّ الوعلَ في اتخاذه رؤوس الجبال مساكن يأوي إليها.. وفي اعتصامه بالقمم المرتفعة عن سطح الأرض، للاحتماء من خطر الوحوش والسيول والصيادين، وهروباً من مزاحمة الآخرين على الحياة والبقاء، ولهذا أطلق العرب على الوعل أسماء كالأعصم والمتمنع والعاقل وغيرها”.
وقالت شادية محمد حمود في تغريدة على «تويتر» “يعتبر الوعل اليمني من الحيوانات المقدسة لدى اليمنيين القدماء ولقد استمر تقديسهم هذا الحيوان إلى فترات قريبة جداً”.
وكتب صلاح محمد إسماعيل على فيسبوك “سنرمم هويتنا، سنبعث رموزنا الحضارية التاريخية حتى تدخل في تفاصيل حياتنا، في المناهج التعليمية والشعارات الرسمية والعملة الوطنية وحتى الديكور والتحف، كأي أمة عريقة تحترم ذاتها”.