استراتيجية ترامب ضد بايدن.. لا تمنعوا الديمقراطيين من حفر قبورهم بأنفسهم

يعتقد معظم المحللين -بل كلهم- وحتى استطلاعات الرأي، بالإضافة إلى المراسلين الصحفيين، أن الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب سيتغلب بسهولة على كامالا هاريس نائبة الرئيس جو بايدن في حال ترشحها لمنافسته في انتخابات الرئاسة الأمريكية، المقررة في نوفمبر القادم، ومع ذلك، فإن ترامب يفضل منافسة بايدن دون غيره، بل يتمسك به أكثر من مؤيديه بين الديمقراطيين.

وأظهر استطلاع شمل ألف ناخب محتمل أن ترامب سيتفوق على هاريس بفارق 11 نقطة مئوية في أي تنافس بينهما (49% مقابل 38%)، كما أظهر الاستطلاع أن ترامب سيهزم بايدن بفارق 5 نقاط (47% مقابل 42%).

وسلط الاستطلاع الضوء حول النقاش الدائر حاليا داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي بأن هاريس أقل شهرة بين الناخبين من بايدن، ووصفت عينة الاستطلاع هاريس بأنها غير مؤهلة لتولي منصب الرئاسة في أمريكا.

كما أظهر الاستطلاع أن ترامب سيتغلب بسهولة على المنافسين الديمقراطيين الآخرين، مثل حاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم أو حاكمة ميشيغان غريتشن ويتمير أو وزير النقل الأمريكي بيت بوتيغيغ في حال اختيار أي منهم لمنافسته.

وأظهر الاستطلاع أن حظوظ ميشيل أوباما زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما أفضل من هاريس في حال منافستها ترامب في السباق الرئاسي، رغم أنها لم تعبر قط عن أي اهتمام بدخول السباق الرئاسي، هي الشخصية الوحيدة التي حصلت على نتائج أعلى بين البدائل المحتملة لبايدن.

وبينما يتعالى السجال الدائر داخل الحزب الديمقراطي وخارجه، حول ما إذا كان يجب على بايدن أن يتنحى قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، امتنع منافسه ترامب عن الانضمام إلى هذا الهجوم، بل دعاه إلى مواصلة السباق.

وقال رون بونجين الاستراتيجي الجمهوري لوكالة فرانس برس: “لماذا تريد حملة ترامب منع الديمقراطيين من حفر قبورهم بأنفسهم الآن؟”. وأضاف: “كل يوم يسلط فيه الضوء على حالة بايدن الذهنية هو يوم آخر تفوز فيه حملة ترامب ترامب، بل إن ترامب نفسه بدا كأنه يحاول السيطرة على الأضرار التي لحقت بمنافسه الديمقراطي.

وقال ترامب –وهو الذي فشل في الانتخابات السابقة- في تجمّع حاشد غداة مناظرتهما: “يقول كثيرون إنه بعد المناظرة سينسحب جو بايدن من السباق”، وأضاف “الحقيقة هي أنني لا أصدق ذلك حقاً. إنه في استطلاعات الرأي أفضل من أي من الديمقراطيين الذين يتحدثون عنهم”.

ويبدو ترامب –من خلال هذا التصريح- متمسكا بمنافسه، ليس من باب احترام الخصم، بل لأنه يرى في بايدن “مجرد مترشح فاشل”، فقد دعاه إلى الاستمرار في الترشح ولو ضد رغبة الكثيرين من الحزب الديمقراطي.

فعبر منصته “تروث سوشيال”، قال ترامب “يجب على بايدن أن يتجاهل منتقديه الكثيرين ويمضي قدما في ترشحه”، ووصف ترامب حملة بايدن بانها “حملة الدمار الأمريكي”، وقال أيضا: بايدن كان يحاول “جعل الصين عظيمة مرة أخرى”، وهو عكس الشعار الذي أطلقه في حملته الانتخابية السابقة عندما فاز برئاسة أمريكا وينص على “جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”.

وحتى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفضل بايدن، ليس للبقاء في المنافسة فحسب بل للفوز بالرئاسة، وحجته في ذلك أن: “بايدن. يمكن التنبؤ بأفعاله، فهو سياسي من المدرسة القديمة”.

وكانت استطلاعات رأي أخرى أظهرت أن أداء هاريس يمكن أن يكون أفضل من بايدن في مواجهة ترامب، لكنها ستواجه منافسة شديدة، وأظهر استطلاع أجرته شبكة (سي إن إن) ونشرت نتائجه في الثاني من جويلية الجاري أن الناخبين يفضلون ترامب على بايدن بـ6 نقاط مئوية، وبنسبة 49% مقابل 43%. كما كان التأييد لهاريس بنسبة 45% مقابل 47% لترامب، وهو فارق يدخل ضمن هامش الخطأ في الاستطلاع.

وأظهر الاستطلاع كذلك أن التأييد لهاريس من المستقلين بلغ 43% مقابل 40% لترامب، كما أن الناخبين المعتدلين من كلا الحزبين أيدوها بنسبة 51% مقابل 39% لترامب، وأظهر استطلاع -أجرته رويترز/إبسوس بعد المناظرة التلفزيونية بين ترامب وبايدن، الذي تعثر خلالها- أن هاريس وترامب متعادلان تقريبا، إذ أيدها 42% وأيده 43%.

ويظهر استطلاع داخلي نشرته حملة بايدن بعد المناظرة أن هاريس لديها فرص الفوز ذاتها التي لدى بايدن على ترامب، إذ قال إن 45% من الناخبين سيصوتون لها مقابل 48% لترامب، وإذا أصبحت هاريس (59 عاما)، وهي عضو سابق بمجلس الشيوخ الأمريكي، وسبق أن شغلت منصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا، مرشحة الحزب الديمقراطي وفازت في انتخابات الخامس من نوفمبر، ستكون أول رئيسة في تاريخ الولايات المتحدة. وهاريس حاليا هي أول أمريكية من أصل أفريقي وآسيوي تشغل منصب نائب الرئيس.

تولت هاريس عملها في البيت الأبيض قبل 3 سنوات ونصف السنة، واتسمت تلك الفترة ببداية باهتة لاضطلاعها بمهام منصبها وإحلال موظفين بآخرين والتبكير بتولي مهام سياسية، منها ملف الهجرة من أمريكا الوسطى الذي لم يتحقق فيه الكثير من النجاح، كما أن هاريس أعلنت تأييدها لحرب الإبادة الصهيوني على قطاع غزة الفلسطيني.

وخلال العام الماضي عبر كثيرون داخل البيت الأبيض وفريق حملة بايدن بشكل خاص عن قلقهم من أن تمثل هاريس عائقا أمام نشاط الحملة لكن، وفقا لمسؤولين ديمقراطيين، تغير الوضع بشكل كبير منذ ذلك الحين، إذ تحركت هاريس في ملف حقوق الإجهاض وبدأت في التودد إلى الناخبين الشبان، وتقديم الولاء للمؤسسة الصهيونية، لكن، بطريقة فجة ومفضوحة.

وحيد سيف الدين - الجزائر

وحيد سيف الدين - الجزائر

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
رئاسيات 2024.. الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات اليوم أسعار النفط تتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية.. وبرنت يسجل 71,61 دولار للبرميل بطلب من الجزائر.. مجلس الأمن يناقش استهداف عمال "الأونروا" في غزة تقلبات جوية.. طرق مقطوعة عبر 3 ولايات جنوبية فلسطين تجلس على مقعدها الرسمي في الجمعية العامة للأمم المتحدة وتعزز حقوقها الدبلوماسية العاصمة.. تعديل في برنامج رحلات “ايتوزا” بداية من الأحد أمطار رعدية غزيرة عبر عدة ولايات ذكرى المولد النبوي الشريف.. الإثنين عطلة مدفوعة الأجر عبد الفتاح السيسي يُهاتف الرئيس تبون وهذا ما اتفقا عليه توقيف 4 إرهابيين واستسلام آخر بتمنراست رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن لدولة النيجر يهنئ الرئيس تبون تطعيم 105 آلاف طفل ضد شلل الأطفال خلال يومين في غزة قبل نهاية سبتمبر.. كاسنوس تدعو الفلاحين إلى تسديد الاشتراكات موسم الحج 2025.. ضبط القائمة النهائية لوكالات السياحة والأسفار عشية المولد النبوي.. وزير الصحة يُحذّر من خطورة استعمال الألعاب النارية الصداع النصفي"الشقيقة".. الأعراض وطرق العلاج وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعات الطلب على النفط خلال 2024 بريد الجزائر.. خدمة جديدة لحاملي البطاقة الذهبية هزة أرضية تضرب ولاية البويرة في اليوم 342 من الحرب.. اشتباكات ضارية في مخيم الفارعة واستهداف جرافة للاحتلال