اعتداءات توقّع شهادة وفاة لجنة القدس.. الأقصى يتعرض للتدنيس بمباركة حكام العرب المطبعين

أظهرت اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على المصلين في المسجد الأقصى، حجم خضوع بعض الأنظمة العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني وفقدانها للجرأة حتى على إصدار بيانات تنديد.

تدنيس الأقصى من قبل جنود العدو الإسرائيلي في شهر رمضان، بدأ التحذير منه في فلسطين قبل عدة أيام، إلا أن النداءات لم تجد آذانا صاغية من طرف أنظمة التطبيع، بل انشغلت هذه الأنظمة بتهنئة الكيان الصهيوني بعيد الفصح اليهودي وتجهل أن الاحتفال به سيكون داخل الحرم المقدسي.

وتبرز اليوم أسئلة ملحة حول دور لجنة القدس التي يرأسها العاهل المغربي محمد السادس منذ عام 1999، في حماية القدس والأماكن المقدسة المحيطة بها، إلا أن انخراط المغرب في حملة التطبيع أسقط كل أمل في أن تضطلع اللجنة بمهامها التي أسست من أجلها.

وشكلت لجنة القدس عام 1975 بتوصية من المؤتمر السادس لوزراء خارجية البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، بهدف حماية القدس من المخططات الإسرائيلية وخطر تهويدها.

فرئاسة محمد السادس للجنة “ليست حظوة أو جاهًا، وإنما هي أمانة عظمى، ومسؤولية كبرى، أمام الله والتاريخ” كما أعلن الملك المغربي عام 2014 في مراكش خلال الدورة العشرين للجنة، لكنه بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني مقابل وعود وهمية بحصوله على سيادة مزعومة على الأراضي الصحراوية المحتلة خان الأمانة وضيع المسؤولية وخسر خسرانا مبينا.

في 28 نوفمبر 2021، قالت حركة فتح الفلسطينية إن هرولة بعض الأنظمة العربية نحو التطبيع “تفتح شهية الاحتلال على المزيد من التهويد للمدينة المقدسة ومحيطها، ليكون آخر عمليات التهويد إقدام رئيس كيان الاحتلال على اقتحام الحرم الإبراهيمي”، واعتداءات الجنود الصهاينة على المقدسيين اليوم الجمعة واحدة من عمليات غير منتهية ستستمر باستمرار الانبطاح العربي.

تمسك بالقضية الفلسطينية مهما كان الثمن

بالمقابل، لا تزال بعض الأنظمة العربية وغير العربية متمسكة بالدفاع عن القضية الفلسطينية، مثل الجزائر التي أكدت في بيان تنديد على “ضرورة توفير الحماية الكاملة للمصلين المسلمين والسماح لهم بأداء شعائرهم في المسجد الأقصى، الذي يُعد وقفاً إسلامياً خالصاً للمسلمين”.

ودعت الجزائر المجتمع الدولي وبالخصوص مجلس الأمن إلى “الاضطلاع بالمهام المنوطة به والتحرك من أجل وضع حد لهذه الاستفزازات العدوانية وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وأماكنه المقدسة”.

وشددت على أن “الانتهاكات المتكررة في حق الشعب الفلسطيني وما ينجم عنها من حالة اللاأمن واللااستقرار التي يتسبب فيها الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، تؤكد من جديد الضرورة الملحة لإطلاق عملية سلام جدية تفضي إلى إحلال سلام شامل وعادل في الشرق الأوسط وتحقق انسحاب “إسرائيل” من كافة الأراضي العربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.

الجريمة أدانها المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، بشدة والاعتداء الصهيوني الصارخ على الأماكن المقدسة الفلسطينية والاعتداء على الصائمين والمصلين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، وحذر من استمرار الممارسات الوحشية والإرهابية للمحتلين في القدس وفلسطين المحتلة.

وأشار زاده الى أن جرائم الصهيونية بحق شعب فلسطين المظلوم تشير الى الضعف المتزايد لكيان الاحتلال، باستعراض قوته المزيفة بوجه مجموعة من المصلين العزل.

ولفت إلى أن هذه الجرائم، التي تعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي وحقوق الإنسان، أن تطبيع بعض الأنظمة الخائنة زادت من الممارسات الوحشية لهذا الكيان ضد الفلسطينيين.

من جانبها اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى تصعيدًا خطيرًا وصاعق تفجير للأوضاع يتطلب إشعال النار في وجه الاحتلال على امتداد فلسطين التاريخية”.

ونقلت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) عن الجبهة في بيان صحفي لها، القول: إن صمت المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته المختلفة عما يجري من هجمة “إسرائيلية” متواصلة على شعبنا وخصوصاً في مدينة القدس يشجع الاحتلال على التمادي في الانتهاكات والاعتداءات على شعبنا”.

وحيّت الجبهة، جماهير الشعب الفلسطيني في مدينة القدس والداخل المحتل عام 1948، الذين يتصدون بإرادة وعزيمة لقوات الاحتلال التي اقتحمت الأقصى، ولكل أشكال الاعتداءات والممارسات الصهيونية، هذه الجماهير التي أثبتت بجدارة أنها الحارس الأمين للمقدسات والهوية الوطنية الفلسطينية.

ودعت الجبهة في بيانها الشعوب العربية إلى التحرك الفوري والعاجل لنصرة مدينة القدس والمسجد الأقصى وإسناد الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال.

من جانبها أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن الاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى جريمة عدوانية يتحمل الاحتلال كامل المسؤولية عنها وعن تداعياتها.

وقالت إن الاعتداء على المصلين كان محاولة فاشلة من قبل الاحتلال لإفراغ المسجد الأقصى بهدف تدنيسه من قبل المستوطنين الإرهابيين.

ووجهت الجهاد في بيان لها التحية لكل من لبى نداء الأقصى في صلاة الفجر العظيم وندعو إلى الاحتشاد في صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى.

وأضافت: “سيدرك الاحتلال أن هذه النار التي يشعلها بحقده الأعمى سترتد عليه وستحرقه… وما لم يكف الاحتلال يده عن الأقصى ويوقف عدوانه على شعبنا فإن المواجهة ستكون أقرب وأصعب مما يظن”.

الغريب في الأمر أن وسائل إعلام دول خليجية مطبعة مع الكيان الصهيوني تناولت ببرود شديد الاعتداءات التي تعرض لها الفلسطينيين داخل المجسد الأقصى.

ففي حين انتشرت الأخبار والصور والفيديوهات المباشرة على العديد من القنوات العالمية ومنصات التواصل الاجتماعي لفضح ممارسات جنود الاحتلال، اكتفت وسائل إعلام هذه الدول ببث أخبار وتغطيات محتشمة إرضاء للحبيبة تل أبيب وحرصا على عدم إحراجها.

أمين بوشايب

أمين بوشايب

صحفي بموقع الأيام نيوز

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية بلغت 48.03 بالمائة غلق مكاتب الاقتراع وبداية عملية فـرز الأصوات الانتخابية نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية إلى غاية الخامسة مساء بلغت 26.45 % تمديد توقيت غلق مكاتـب الإقتراع إلى الثامنة مساءً نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية إلى غاية الواحدة زوالا بلغت 13.11 % حرم رئيس الجمهورية تؤدي واجبها الانتخابي بوغالي: اليوم تصل الجزائر إلى محطة من محطاتها الخالدة وتعطى الكلمة للشعب الملاكمة إيمان خليف: الواجب الانتخابي ضروري من أجل حماية الوطن حساني شريف: نحن اليوم أمام استحقاق حاسم ومهم وسنقبل أي اختيار يقوم به الشعب الفريق أول السعيد شنقريحة يؤدي واجبه الانتخابي تبون: الفائز في هذه الانتخابات سيواصل المشوار المصيري للدولة الجزائرية قوجيل: الجزائر تعيش يوما تاريخيا نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية بلغت 4.56% حتى الساعة العاشرة صباحا رئاسيات 2024.. العرباوي: الشعب الجزائري سيختار المرشح الأكثر استحقاقا المترشح أوشيش يدعو الجزائريين إلى التجند والتعبير عن صوتهم شرفي: قرابة 63 ألف مكتب تصويت و500 ألف مؤطر لتنظيم رئاسيات 2024 رئاسيات الـ 7 سبتمبر.. إمكانية التصويت بتقديم وثيقة رسمية تثبت هوية الناخب