بعد إشرافه على افتتاح الطبعة الـ55 لمعرض الجزائر الدولي – أمس الاثنين – استهل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون جولته عبر أروقة المعرض بزيارة الجناح التركي، حيث استمع هناك إلى عروض حول مختلف الشركات التركية المشاركة في المعرض، بحضور نائب رئيس جمهورية تركيا، جودت يلماز، الذي تشارك بلاده كضيف شرف هذه الطبعة، المنظمة تحت شعار “جسر للتبادل وفرص الشراكة والاستثمار”.
وأبدى نائب رئيس الجمهورية التركية، جودت يلماز، حرص بلاده على مواصلة تطوير وتعميق علاقاتها الثنائية مع الجزائر على كافة الأصعدة، حين أوضح – عقب استقباله من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون – أنه قام بنقل تحيات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان إلى رئيس الجمهورية، مؤكدا أنّ “البلدين الشقيقين سيواصلان تطوير علاقاتهما الثنائية وتعميقها على كافة الأصعدة”.
واستعرض في هذا الإطار حجم التبادل التجاري بين الجزائر وتركيا، والذي بلغ إلى حد الآن – مثلما قال – “6.3 مليار دولار”، مشيرا إلى أنّ البلدين “يقتربان من تحقيق الهدف المسطّر لهذا التبادل والمحدّد بـ10 مليار دولار”.
وعن مشاركة تركيا كضيف شرف في الطبعة الـ55 لمعرض الجزائر الدولي، الذي افتتحت فعالياته نهار أمس، أشار يلماز إلى أنّ بلاده تشارك في هذه التظاهرة بوفد هام يضم ممثلين عن 80 شركة من بينها شركات تنشط حاليا في الجزائر.
على صعيد آخر، لفت يلماز إلى أنه تبادل مع رئيس الجمهورية، الرؤى حول مختلف القضايا الدولية، مبرزا “الدور الهام للجزائر في تطوير علاقات تركيا مع القارة الإفريقية”، كما جدد تأكيد التعاون والتضامن الذي يجمع البلدين تجاه الشعب الفلسطيني ووقوفهما إلى جانبه في كافة المنابر الدولية.
وكان الرئيس تبون، قد أشرف بعد ظهر أمس الاثنين بقصر المعارض بالصنوبر البحري (الجزائر العاصمة)، على افتتاح الطبعة الـ55 لمعرض الجزائر الدولي المنظمة تحت شعار “جسر للتبادل وفرص الشراكة والاستثمار”.
وقبيل زيارته لأجنحة المعرض، استمع رئيس الجمهورية لعرض قدّمه وزير التجارة وترقية الصادرات، الطيب زيتوني، حول النتائج الأولية للسياسة الوطنية لترقية الصادرات ضمن رؤية (2020-2030)، إذ لفت إلى التطوّر الكبير الذي حقّقته الصادرات الجزائرية خارج المحروقات، بانتقالها من 3.8 مليار دولار على أكثر تقدير قبل عام 2020 إلى 7 مليار دولار هذا العام والذي ينتظر أن تقفز إلى 29 مليار دولار بحلول 2030.
كما استمع رئيس الجمهورية، إلى عرض حول تطوّر معرض الجزائر الدولي خلال السنوات الأخيرة، حيث انتقل عدد العارضين الأجانب من 15 دولة عام 2019 إلى أكثر من 30 دولة هذا العام، وهو ما يعكس، حسب عرض الوزير، “جاذبية مناخ الأعمال في الجزائر نتيجة الإصلاحات العميقة التي جسّدت منذ 2020”.
واستهل الرئيس تبون جولته عبر أروقة المعرض بزيارة الجناح التركي، ليقف بعد ذلك عند جناح دولة فلسطين، حيث تلقى شروحات حول الصناعات الفلسطينية، لاسيما شركة جالا لصناعة الأدوية المؤسّسة عام 1944، وتابع رئيس الجمهورية زيارته لأجنحة المعرض، إذ تلقى شروحات حول المستشفى العسكري الميداني التابع لوزارة الدفاع الوطني، كما اطلع على مستجدات مؤسسة تطوير صناعة السيارات التابعة لمديرية الصناعات العسكرية لوزارة الدفاع الوطني.
وبنفس الجناح، توقّف رئيس الجمهورية عند مؤسسة البناءات الميكانيكية بخنشلة واطلع على جديدها، ولاسيما البندقيات القناصة المصنّعة محليا، كما تنقّل رئيس الجمهورية إلى جناح المؤسسات الناشئة، أين استمع للشباب العارضين وتعرّف على قدراتهم الإبداعية وتحكمهم في أحدث التكنولوجيات.
وقد جرت مراسم الافتتاح بحضور الوزير الأول، نذير العرباوي، ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ووزير التجارة وترقية الصادرات، الطيب زيتوني وكذا عدد من أعضاء الحكومة، إلى جانب رئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، كمال مولى والسلطات المحلية لولاية الجزائر، وتشهد الطبعة الـ55 من هذا المعرض – التي تتواصل فعالياتها إلى غاية 29 جوان الجاري – مشاركة نحو 700 عارض وطني وأجنبي.
ويضم المعرض، الذي تميّزه هذا العام، عودة كل من كندا وجمهورية التشيك، ما لا يقل عن عشرة قطاعات ذات طابع اقتصادي، منها الفلاحة والصناعة التحويلية والصناعات الغذائية، والبناء والأشغال العمومية والخدمات والصناعات البتروكيميائية، ومن المرتقب أن تستقطب هذه الطبعة ما لا يقل عن 400 ألف زائر.
وعلى مدار 6 أيام، ستعرف هذه الطبعة من المعرض برنامجا ثريا يضم عددا من الندوات واللقاءات الاقتصادية على غرار منتديات الأعمال الثنائية بين الجزائر وكل من جمهورية التشيك وباكستان وتنزانيا، حسب الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير (صافكس) منظمة التظاهرة من خلال فرعها “ألجيريا إكزيبيشن”.