الأغنياء يخشون “ثورة الفقراء”.. واحد بالمائة من البشر يمتلكون نصف الثروة العالمية

في نهاية 2021، كانت 45.5٪ من الثروة العالمية، ما يُقارب 220 ترليون دولار، في أيدي 1٪ فقط من البشر. وقد ارتفع عدد أصحاب ملايين الدولارات، في جميع أنحاء العالم، من 57316 في عام 2020 إلى 62483 في العام الماضي، ويأتي في مُقدّمتهم الأمريكيون والصينيون.

السويسريُّون أغنى سكّان العالم

كشف تقرير “كريدي سويس” للثروة العالمية بأن سويسرا تحتل المرتبة الأولى بوجود 1152 مليونيرًا ينتمون إليها (بزيادة قدرها 113 عن عام 2021). وأضاف بأن السويسريين يُعتبرون أغنى سكان العالم، بفارق كبير، عند قياس متوسط مستوى الثروة للفرد الواحد (696.600 دولار). وأوضح التقرير بأن “نصف السكان يمتلكون ثروة تقل عن 168.080 دولارًا أمريكيًا، في حين أن النصف الميسور لديه ثروة تزيد عن هذا الرقم. باستخدام هذا المعيار، تُعدّ سويسرا سادس أغنى دولة من حيث عدد السكان”. ويتوقّع مصرف كريدي سويس، الذي يدير واحدة من أكبر المؤسسات المصرفية الخاصة في العالم، زيادة بنسبة 38٪ في عدد المليونيرات السويسريين (1591) بحلول عام 2026.

الأثرياء يزداد عددُهم والفقراء بلا أرقام

يقول التقرير بأن “الحرب المستمرة في أوكرانيا ونقص الغذاء والطاقة والتضخم، عناصرٌ أدّت إلى إضعاف توقّعات الثروة إلى حد كبير لعام 2022”. وتقول جمعية المصرفيين السويسريين “إن هذا أدّى إلى انخفاض حجم الأصول التي تديرها المصارف السويسرية بنسبة 4.4٪ في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام مقارنة، بنمو قدره 12.1٪ في عام 2021”. ويضيف التقرير بأن “الخبراء الاقتصاديين، في مصرف كريدي سويس، ما زالوا يتوقعون تسجيل زيادة في عدد أصحاب الملايين بنسبة 40٪ بحلول عام 2026 وزيادة الثروة العالمية بمقدار 169 تريليون دولار”. ويعتقد الخبراء أن المناطق ذات الدخل المتوسط والمنخفض، مثل الصين والهند وإفريقيا، سوف تستمر في النمو بمعدلات تفوق المتوسط العالمي.

إغواءٌ دولي للأغنياء

عندما نتحدّثُ عن الغنى، فإننا نتحدّثُ، وفق المفاهيم الشائعة عالميا، عن القدرة المادية التي تمنح الإنسان إمكانية الامتلاك والتملّك في بلده أو بلد آخر. فالغني، مثلا، هو الذي يمتلك القدرة المادية على شراء منزل في دبي أو إسطنبول، عندما تغويه الإعلانات الإشهارية للتملّك في هذه العواصم. كثيرةٌ هي الدّول التي تنتهج سياسة “الإغواء” لجذب أموال الأثرياء إليها، وقد انتهجتها دول مثل اليونان والبرتغال، بحيث أنها كانت تمنح الجنسية لكل من يشتري مسكنا فيها.

وقد عمدت بريطانيا، مثلا، إلى هذه السياسة منذ سنوات، ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “التلغراف البريطانية” فإن “نحو 433 مليونيرا روسيا انتقلوا للعيش في بريطانيا منذ عام 2008، مستفيدين من قرار الحكومة البريطانية الذي ينُصّ على أن الأجنبي الذي يستثمر في بريطانيا مبلغ مليون جنيه إسترليني، يُمنح حق الإقامة الدائمة بعد خمس سنوات.. كما استفاد، من هذا القرار أيضا، نحو 419 شخصا من أثرياء الصين، وجاء مواطنو الولايات المتحدة في المركز الثالث”.

ملاجئ تحت الأرض.. خوفا من “ثورة الفقراء

بعض الأغنياء لم يعد يكفيهم التملّك فوق الأرض، بل سعوا إلى امتلاك “مساكن” تحتها. فقد كشف كتابٌ، نُشر منذ سنوات، لموظّف في “فيسبوك”، بأن ظاهرة غريبة بدأت تسود العالم، تتجلّى “في شراء الأغنياء أراضيَ لبناء ملاجئ ومخابئ بعيدا عن الفقراء.. وتحسّبا من نشوب اضطرابات اجتماعية أو حروب”. وأوضح بأن “مما يرفع من فرص حدوث اضطرابات اجتماعية في مختلف أنحاء العالم، هو الفجوة التي تتّسع بين الأغنياء والفقراء”، ومن حق الأغنياء، إذاً، أن يوظّفوا ثرواتهم للاحتماء من “ثورة الفقراء” المُحتملة، ولعل الظروف الدولية الراهنة ستدفع إليها، حتما، لا سيما في دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا.

وأشار مؤلف الكتاب إلى أن “الأغنياء في الولايات المتحدة يشترون أراضي في نيوزيلاندا أو يشيدون مخابئ لهم تحت الأرض. فمؤسس موقع التواصل الاجتماعي الشهير فيسبوك مارك زوكربيرغ، على سبيل المثال، شرع مؤخرا في بناء حائط علوُّه متران يحيق بمنزل يملكه في هاواي”. وأضاف المؤلّف بأن “هذا السلوك أثار استياء جيران زوكربيرغ”.

حتى الأمراض تُفرّق بين الأغنياء والفقراء

هل أمراض الأغنياء مثل أمراض الفقراء؟ سؤالٌ يبدو ساذجا، ولكن نتائج البحوث والدراسات التي أجراها الخبراء بيّنت أن “الأغنياء والفقراء يصابون بأنواع مختلفة من السرطانات، وفي أماكن مختلفة من الجسم. فمثلا يصاب الفقراء بسرطان الكبد، في حين يُصاب الأغنياء بسرطان الغدة الدرقية”. وقد “تمكن علماء من الولايات المتحدة الأمريكية من تحديد العلاقة بين بعض أنواع الأورام السرطانية وانتشارها بين ممثلي طبقات معينة من المجتمع. فالأشخاص ذوي الدخل الجيد، هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد، والغدة الدرقية.. أما الأشخاص ذوي الدخل المنخفض، فإنهم يصابون بسرطان الكبد والحنجرة وعنق الرحم. ويجب القول، أن عدم تشخيص السرطان لدى أبناء الطبقة الفقيرة، في الوقت المناسب، يُشكل السبب الأساسي لوفاتهم”.

وسبق لعلماء جامعة سان – فرنسيسكو، أن اكتشفوا بأن “النساء المُترفهات يُصبنَ بسرطان الجلد، وذلك بسبب السياحة والاستجمام في البلدان الحارة باستمرار. وأن الفقراء يصابون عادة بسرطان الرئة والكبد وعنق الرحم”. ويعلل العلماء سبب ذلك “لكونهم (الفقراء) يدمنون على التدخين ويتناولون المشروبات الكحولية، وطبعا ندرة مراجعتهم المؤسسات الطبية”. ولم يُشر العلماء والخبراء إن كان في الإمكان معرفة مستوى غنى الإنسان أو فقره اعتمادا على نوع المرض الذي يصيبه.

الصُّداع النصفي.. الفقراء يُعانون أكثر

من حسن الحظ أن مهدّئات أوجاع الرأس في متناول كل الناس. فقد كشف العلماء الأمريكيون أن “الفقراء أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي من الأغنياء، وذلك بناء على نتائج الدراسة التي شارك فيها حوالي 163 ألف متطوع”.

بيّنت نتائج الدراسة أن “معدل الإصابات بالصداع النصفي يتوقف على مستوى الدخل، حيث تعاني من الصداع النصفي حوالي 20% من السيدات ذات الدخل العالي، مقابل 29% من السيدات ذات الدخل المتوسط، و37% من السيدات ذات الدخل المنخفض.. أما عند الرجال، فتبلغ تلك المؤشرات %5 و%8 و13% على التوالي”. وقد أكّد العلماء بأن معدل الشفاء من الصداع النصفي كان متساويا لجميع فئات المتطوعين، بغضّ النظر عن مستوى دخلهم.

تجدر الإشارة إلى أن الاعتقاد الديني والخصوصية المجتمعية لها دورها في تعريف مفهوم الغنى والفقر. إضافة إلى أن الدراسات التي تمّ نشرها هي متعلقّة بالمجتمعات الغربية. وهذا لا يمنع من التذكير بأن الأموال هي زينة من أكبر زينات الدّنيا.

محمد ياسين رحمة - الجزائر

محمد ياسين رحمة - الجزائر

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
مظاهرات حاشدة بالمغرب تطالب بإسقاط التطبيع مع الكيان الصهيوني إحباط محاولة إدخال 30 قنطارًا من الكيف عبر الحدود مع المغرب الجزائريون في رمضان.. حين يتحوّل العمل التطوعي إلى عادة مُتجذرة في المجتمع شراكة أمنية وتنموية بين الجزائر وتونس لخدمة المناطق الحدودية غزة تحت القصف الصهيوني.. عظّم الله أجركم فيما تبقّى من إنسانيتكم أيها...! في محاولة لتخفيف التوتر.. وزير الخارجية الفرنسي يتودد للجزائر رقم أعمال "جيتكس" للنسيج والجلود يرتفع بـ15 بالمائة في 2024 اليونيسف: المشاهد والتقارير القادمة من غزة تفوق حدود الرعب القضاء الفرنسي يرفض تسليم بوشوارب للجزائر.. هل تتصاعد الأزمة؟ وزير الداخلية التونسي يزور مديرية إنتاج السندات والوثائق المؤمنة بالحميز انتشار "الجراد الصحراوي" يُهدّد 14 ولاية.. وهذه المناطق المعنية الجزائر تُروّج لمنتجاتها الغذائية في صالون لندن الدولي من الهاغاناه إلى "الجيش الإسرائيلي".. قرنٌ من التآمر على فلسطين! تقييم جهود البحث والإنقاذ البحري.. نحو استجابة أكثر فاعلية الجزائر تُندّد بجرائم الاحتلال في غزة وتدين صمت مجلس الأمن تراجع طفيف في أسعار النفط وسط احتمالات إنهاء الحرب بأوكرانيا نضال دبلوماسي لكسر العزلة.. الحقيقة الصحراوية تتحدّى التزييف المغربي خطوة نحو الاكتفاء الذاتي.. قطع غيار جزائرية في قلب صناعة السيارات فرنسا تفقد صوابها.. الجزائر تُحطم شراهة النفوذ البائد! نحو إعداد مشروع لتعديل أو استكمال القانون الأساسي لموظفي قطاع التربية