“الأيام نيوز” ترصد الأوضاع تحت القصف الصهيوني: سكان غزة في مواجهة عتمة إعلامية وحرب نفسية

يعيش سكان قطاع غزة أوضاعا كارثية وأزمات متلاحقة ومتردية جراء الحصار والعدوان الصهيوني، وقد تعاظمت معاناة ما يقارب أكثر من 2 مليون فلسطيني لعدم توفر الخدمات الأساسية، خاصة التيار الكهربائي الذي يشهد حاليا أزمة كبيرة تزامنا مع التصعيد الصهيوني على قطاع غزة.

إلى ذلك يحاول الفلسطينيون متابعة الأخبار وتطورات العدوان عبر الوسائل المتاحة، وسط انتشار الإشاعات والأكاذيب المسمومة التي يحاول الاحتلال بثها لزعزعة الداخل الفلسطيني.

عتمة إعلامية وحرب إشاعات

وتقول أماني سلامة وهي أم لـ4 أطفال :”الكهرباء تأتي باليوم ساعات قليلة وبالكاد نراه، فلا نستطيع تشغيل التلفاز أو المذياع لمعرفة أماكن الانفجارات والقصف ولا أي من الأخبار “.

وتضيف :”حتى البطاريات لا يتم شحنها جيدا كي نستخدمها في تشغيل إضاءة أو مذياع صغير أو لتشغيل الإنترنت لأن ساعات وصل الكهرباء قليلة فلا يبقي أمامي سوي متابعة الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن وجدت”.

وتؤكد الأم الفلسطينية أن الإحتلال الصهيوني يقوم بتناقل الإشاعات وبث الأخبار الكاذبة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، الذي بات وسيلة سهلة خاصة وأن بعض الأخبار لا يمكن التأكد من صحتها بسهولة.

أما الحاج أبو أدهم إبراهيم الذي اقترب عمره  من “60” فيقول أنا أتابع أخبار العدوان على غزة وأخبار العالم عبر مذياع صغير في جيبي يعمل على البطارية ولا يوجد غيره عندي وفي حال انتهت البطارية اجلس دون أخبار أو معلومات فالجأ إلى سؤال البعض من المارة وفي بعض الأحيان أسمع أخبارا يتضح فيما بعد أنها ليست صحيحة.

وقال الحاج الفلسطيني: “لقد هربت أنا وأسرتي قبل أيام إلى مكان بعيد عن بيتي، لأن أحد المارة قال إنهم سيقصفون بيتا قريبا من بيتنا ليتضح أن الأخبار كاذبة وهذا الخبر غير الصحيح أدى إلى تشريد الكثير من العائلات بالمنطقة ووضعهم في حالة تيهان”.

الإحتلال يخترق بث الإذاعات

وفي سؤالنا له حول متابعة كيفية متابعة الأخبار، وتفاصيل العدوان، أكد الحاج أنه لا يتابع الإنترنت حاليا لأنه مفصول بسبب قرب مسكنه من الحدود مع البلدات المحتلة وقد تعرض لأضرار جراء قصف الإحتلال لأهداف بالمنطقة وأقوم بمتابعة الأخبار من المذياع.

ويقوم الكيان الصهيوني، بين الحين والآخر باختراق بث الإذاعات المحلية، وبث تهديدات بإخلاء المناطق الحدودية وتصريحات تحرض ضد المقاومة الفلسطينية وقد أصبح الشارع الفلسطيني يعيش هذه الأجواء كل يوم، ما بث الخوف والرعب في قلوب الأطفال.

وفي خضم ما يجري من عدوان على غزة قال الموطن الفلسطيني عامر الفرا للأيام نيوز: “نحن في قطاع غزة نعاني من انقطاع الكهرباء منذ أكثر من 15 عاماً وهذه ليست المرة الأولى التي نعاني منها ولكن الآن في ظل العدوان الصهيوني، نحن بحاجة إلى متابعة الأخبار لنعرف ماذا يدور حولنا ونكون على متابعة أولا بأول لكن حقيقة نجد صعوبة لأن الكهرباء تقطع كثيرا ولا نستطيع مشاهدة التلفاز، كما أننا نعاني من ضعف سرعة الإنترنت مما يصعب مهمة التواصل ومعرفة الأخبار”.

ويتوجه الفلسطينيون إلى الخطوط البديلة المتوفرة مشيا على الأقدام، فمع إغلاق المعابر لا يوجد وقود كاف لتشغيل السيارات، ويبقى التجمع مع الأهل والأصدقاء ملاذهم الكبير للتغلب على الأزمات التي يمرون بها قطاع غزة.

وعبر المواطن الفلسطيني يوسف وشاحا في حديثه للأيام نيوز عن استيائه من الوضع الذي يعيشه جراء الحصار وهو يعاني من البطالة المستفحلة بالشارع الفلسطيني لتزيد أوجاعه مع القصف الذي يتعرض له قطاع غزة والعدوان المتواصل.

وقال شاحا :”نسمع دائما أصوات انفجارات وقصف وصواريخ لكن لا نعلم التفاصيل وأين هذه الأماكن المستهدفة لأنه لا يتبع الأخبار والتطورات إلا ساعات محدودة عند وصول الكهرباء عبر التلفاز وفي حال عدم وجود كهرباء لا يعلم ما يدور حوله فلا يوجد إنترنت في البيت لأتابع الأخبار نظرا لتكلفته الأنترنت وأنا عاطل عن العمل”.

ويضيف: “أقوم بمتابعة الأخبار في بعض الأحيان من بعض الجيران أو المارين بالشارع مع أنني لا أعلم مدى المصداقية فالجميع يعلم أن الاحتلال يبث إشاعات وسموما ضد الشعب الفلسطيني”.

حرب نفسية ضد السكان ..

ومن جهته أكد الإعلامي صبحي مفيد الذي يمارس عمله الاعلامي بصعوبة ما يجعله، مستهدفا دائما، أن الإحتلال يبث إشاعات وتهديدات عبر اختراقه لبث الإذاعات المحلية أو التلفزيونات المحلية.

وأضاف الإعلامي الفلسطيني :”جيش الإحتلال إلى جانب عدوانه على غزة اخترق أكثر من مرة بث الإذاعات  المحلية التي تعمل وتبث في قطاع غزة وبث رسائل التهديد والوعيد ضد فصائل المقاومة في محاولة منه لزعزعة الأمن الداخلي وصفوف الفلسطينيين وبث الخوف والرعب في الشعب الفلسطيني لا سيما الاطفال والنساء منهم”.

 

وأشار إلى أن الاحتلال في كل عدوان يبث رسالة صوتية مسجلة يحذر المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة من المقاومة الفلسطينية ويبث التحريض على المقاومة وأماكن تواجدها لتأليب السكان عليهم.

وفسر أبو زيد لجوء الاحتلال للإذاعات والمحطات المحلية لممارسة حرب نفسية ضد السكان في قطاع غزة.

ويرى أهل القطاع أن بث الرسائل التحريضية المحذرة من مغبة تعاون السكان مع المقاومة ورجالها وبث الفتنة والإشاعات، مؤشر جديد على نية الاحتلال توسيع عدوانه على قطاع غزة.

ويؤكد الفلسطينيون أنهم صامدون أمام كل مخططات الاحتلال وعدوانه عليهم وإن اختلفت طرقه ووسائله ما بين قصف ودمار وتحريض وغيرها إلا أنهم ما زالوا صابرين وثابتين في وطنهم.

وسام أبو زيد - فلسطين

وسام أبو زيد - فلسطين

وسام أبو زيد مراسل الأيام نيوز وهو صحفي فلسطيني مقيم حاليا في غزة

اقرأ أيضا