كشفت إذاعة الكيان الصهيوني، في تقرير لها نشرته خلال الساعات الأخيرة الماضية، عن مفاجأة من العيار الثقيل، وهي أن ملك المغرب السابق “الحسن الثاني”، كان من أكثر الزّعماء العرب اتصالا بالكيان الغاصب، سراً طوال فترة حكمه، مُؤكدة أنه كان لديه أصدقاء في أجهزته الأمنية.
وأوضحت الإذاعة، في تقرير نشرتُه على موقعها الإلكتروني، أن ملك المغرب السابق، الذي كان معاديًا للكيان الصهيوني علنًا، كان على اتصال دائم سراً مع جهاز الاستخبارات “الموساد”، وكانت لديه علاقات جيّدة للغاية مع اليهود عموما، ويعشق كيان الاحتلال.
وأكدّت الإذاعة بأن “الحسن الثاني”، كانت لديه علاقات جيدة للغاية مع اليهود عموما، وكان يعشق الكيان الصهيوني. وأضافت: ” الملك الحسن الثاني كان أحد أكثر القادة إثارة للاهتمام في المنطقة العربية ، ولديه اتصالات سرية مع الموساد الذي ساعده بشكل كبير وسرّي في تثبيت نظام حكمه ومحاربة المعارضة التي نشبت ضده داخل المغرب”.
وأوضحت الإذاعة بأن “الحسن الثاني” كان مُعجبًا بالكيان الصهيوني إلى حد “العشق”، لكنه كان أيضًا جزءًا من جامعة الدول العربية، وقد استضاف في المغرب، تجمُّعات مناهضة للكيان المُحتل، بل أرسل قوات إلى سوريا للقتال ضد الاحتلال الصهيوني في حرب السادس من أكتوبر عام 1973 كنوع من أنواع التّمويه.
وأشارت الإذاعة العبرية أن “الحسن الثاني” كان معروفًا أيضًا بحياة الفساد والبذخ والفساد، وقد قمع كل مُعارضة ضده بوحشية ، بل وصل به الأمر إلى قتل أيّ معارض واجتثاث كل معارضة له في الداخل بمساعدة “الموساد”، حيث كان الوضع في المغرب في أوائل السبعينيات صعبًا للغاية ، مما أدى إلى محاولتين للانقلاب عليه من طرف أقرب دائرة محيطة به.
ووفق الإذاعة، تم الكشف عن العلاقات السرّية لملك المغرب السابق مع الكيان الصهيوني، في ظل ظروف لا ترضي الموساد كثيراً. ففي عام 1965 ، طلب الحسن الثاني من الموساد أن يُساعده في القضاء على خصمه الرئيسي وعدوه اللّدود “مهدي بن بركة”، ووافق الموساد على الطلب وتم اختطافه واغتياله.
ويُذكر أن “بن بركة” كان من السياسيين المغاربة، وأكبر معارض اشتراكي للملك الحسن الثاني وزعيم حركة العالم الثالث والوحدة الأفريقية، وُلد خلال شهر جانفي عام 1920 بالرّباط في المغرب، وقد اختفى في 29 أكتوبر عام 1965 بمنطقة “فونتني لو فيكونت” شمال فرنسا.
وبعد اختفاء بن بركة ، بدأ نشر معلومات حول دور الاستخبارات الصهيونية في القضية، ويبدو أن الموساد فعل ذلك كجزء من علاقة “الأخذ والعطاء” بينه وبين الحسن الثاني الذي كان يقدم للكيان الصهيوني خدمات جليلة، مثل تسهيل هجرة اليهود المغاربة إلى فلسطين.
كما أكّدت الإذاعة بأن الحسن الثاني كان رجلاً مثيراً للإعجاب ومفكراً ممتعاً، وعلى الرغم من موقفه المتعاطف مع كيان الاحتلال، إلا أنه تجنّب جعل العلاقة علنية ورسمية حتى وفاته في عام 1999.
وقالت الإذاعة العبرية، أنه بالرغم من معارضة الحسن الثاني للكيان الصهيوني في المنابر الدولية وأمام كاميرات وسائل الإعلام وأمام القادة العرب في القمم العربية المختلفة، إلا أنه كان يرى في هذا الكيان الغاصب حليفاً يمكن الوثوق به، وهو ما استغلته الأجهزة الأمنية الصهيونية وعملت على إغرائه بالمال ومساعدته في تثبيت حكمه خلال سنوات عهده الأولى على كرسي العرش، من خلال نفوذ اليهود لدى الدول الغربية الكبرى، وذلك لتيسير أموره مع مراكز صنع القرار في العواصم الغربية.
وأيضا، في عهد الحسن الثاني، نفّذ “الموساد” عملية عرفت فيما بعد باسم عملية “ياخين” بين نوفمبر عام 1961 وحتى عام 1964، والتي هاجر خلالها سراً، عشرات الآلاف من اليهود المغاربة عبر دولة أوروبية مختلفة، حتى الوصول إلى فلسطين المُحتلّة، وذلك مقابل ملايين الدولارات.
كما أن الحسن الثاني عمل على تهجير أكثر من 100 ألف يهودي إلى فلسطين، بعد أن عقد صفقة مع الموساد قوامُها مائة دولار مُقابل كل يهودي يُهاجر. وفي المقابل قدّم الموساد للحسن خدمات استخباراتية كبيرة.
الجدير بالذكر، أن رئيس الموساد السابق، يوسي أولفر، دوّن في كتابه (بحث “إسرائيل” عن حلفاء في الشرق الأوسط)، أن المملكة المغربية لعبت دورا كبيرا في ترتيب زيارة الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات إلى القدس، حيث بدأ الأمر بـ”لقاء بين الحسن الثاني ومدير الموساد “إسحاق حوفي” في حينها أفضى إلى لقاء ملكي آخر مع رئيس الوزراء إسحاق رابين، والذي حلّ بالمغرب بشكل سرّي ومرتديا باروكة شعر أشقر”.
وأشار “يوسي أولفر” إلى أنه بعد هذه الاجتماعات المغربية الصهيونية ، احتضنت المملكة لقاءات سرية بين مسؤولين من الكيان الصهيوني وآخرين مصريين، وهكذا أعدّ الحسن الثاني لأول لقاء مصري صهيوني في المغرب، حيث التقى وزير دفاع الكيان المُحتل “موشيه ديان” مع حسن التهامي نائب رئيس الوزراء برئاسة الجمهورية المصرية.