الإعلام الرياضي الجزائري.. صانع نجاح أم شاهد على الخبر؟

في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها قطاع الإعلام الرياضي عالميًا، يفرض الواقع الجديد تحديات كبيرة على الإعلام الرياضي في الجزائر، الذي أصبح مُطالبًا بلعب دور محوري في تطوير الرياضة الوطنية، ومع تسارع وتيرة الاحتراف في مختلف الرياضات، بات من الضروري أن يواكب الإعلام الرياضي هذا التحول من خلال تسليط الضوء على المواهب المحلية وتعزيز ثقافة الاحتراف، بما يعكس صورة إيجابية عن الرياضة الجزائرية على الصعيدين المحلي والدولي، وفي ظل هذه المعطيات يبرز تساؤل جوهري حول كيفية تمكين الإعلام الرياضي من أداء دوره بشكل احترافي في تطوير الرياضة الجزائرية وتعزيز مكانتها في الساحة الدولية؟

في هذا السياق، يُجمع مختصون أن الجزائر، التي تزخر بثراء رياضي يعكس تنوعها الثقافي والجغرافي، تعاني من تحديات في استثمار المواهب الصاعدة والطاقات الواعدة وتحويلها إلى نجوم لامعة على الساحة المحلية والدولية، وهنا يأتي دور الإعلام الرياضي، الذي يمكن أن يكون شريكًا رئيسيًا في اكتشاف وتطوير المواهب الرياضية الشابة.

واقع الإعلام الرياضي الجزائري يكشف عن فجوة كبيرة في التركيز على المواهب الناشئة، فالاهتمام غالبًا ما ينصب على الأحداث الكبرى، مثل البطولات الدولية أو الأندية الشهيرة، مما يترك المواهب الشابة في الظل، بعيدة عن الأضواء التي تحتاجها للظهور والتألق، ورغم وجود بعض المبادرات الفردية لتغطية البطولات المدرسية أو الأنشطة الرياضية المحلية، إلا أنها تظل محدودة وغير قادرة على إحداث التأثير المطلوب.

في هذا الصدد، يؤكد خبراء، أن الإعلام الرياضي الجزائري بحاجة إلى التحول نحو استراتيجية شاملة تركز على التنقيب عن المواهب في المدارس، الأكاديميات، والملاعب الشعبية، حيث تبدأ قصص النجاح، من خلال إنتاج برامج وثائقية وتقارير تحليلية، يمكن للإعلام أن يعرّف الجمهور بالمواهب الناشئة، ويبرز قصصها التي تعكس التفاني والطموح، كما يمكن لمنصات التواصل الاجتماعي أن تلعب دورًا محوريًا في هذا السياق، حيث توفر فضاءً واسعًا للوصول إلى جمهور متنوع ودولي.

لتحقيق هذا الهدف، يحتاج الإعلام الرياضي إلى أدوات تكنولوجية متطورة ودعم مؤسسي حقيقي، توفير الموارد لتغطية النشاطات المحلية، وتدريب الصحفيين على مهارات الكشف عن المواهب، وإقامة شراكات مع الأندية الرياضية والمدربين، كلها خطوات ضرورية. كما أن إنشاء منصات متخصصة بالمواهب الشابة يمكن أن يُحدث نقلة نوعية، إذ يسمح ببناء أرشيف إلكتروني يمكن العودة إليه بسهولة.

دوليًا، يمكن للإعلام الرياضي أن يكون جسرًا حقيقيًا يربط المواهب الجزائرية بالفرق والنوادي العالمية، من خلال تغطيات احترافية تُظهر الإمكانيات الحقيقية لهذه المواهب، وتُبرز قصص نجاحهم، حيث يمكن للجزائر أن تبني سمعة قوية كبلد منتج للرياضيين المميزين، وتجارب مثل لاعبي كرة القدم الجزائريين الذين تألقوا في أوروبا خير دليل على قدرة الإعلام على صنع الفارق.

فالاستثمار في مجال الإعلام الرياضي حسب أهل الاختصاص، يُمكن أن يُحدث تحولًا نوعيًا يُبرز مواهبنا للعالم، ويُشجع الشباب على التمسك بأحلامهم الرياضية، فالرياضة ليست مجرد منافسة، بل حكاية شغف وإصرار تحتاج إلى من يرويها، والإعلام هو الراوي الأمثل لها.

ما معنى الاحتراف في الرياضة وتجاهل الإعلام الرياضي؟

اليوم، تحولت الرياضة إلى إحدى أهم أدوات الدول للتعبير عن تطورها وازدهارها، كما أنها نافذة حقيقية تعكس مدى استعداد المجتمعات لتبني قيم الاحتراف والانفتاح على المنافسات الدولية، في الجزائر، ورغم التاريخ الرياضي الحافل والإنجازات التي حققها اللاعبون الجزائريون على مختلف الأصعدة، يبقى مسار الاحتراف تحديًا كبيرًا يحتاج إلى تضافر جهود جميع الفاعلين، وعلى رأسهم الإعلام الرياضي، على اعتبار أنه ليس مجرد وسيط ينقل الأخبار والمباريات، بل هو ركيزة أساسية في بناء المشهد الرياضي، وتحويله إلى قطاع احترافي متكامل.

يمكن للإعلام أن يؤدي دورًا توعويًا بالغ الأهمية في نشر ثقافة الاحتراف لدى اللاعبين والجماهير والمسؤولين على حد سواء، إذ إن الاحتراف لا يقتصر على العقود الضخمة والانتقالات الدولية، بل هو منظومة متكاملة تبدأ من أساليب التدريب المتقدمة، مرورًا بالإدارة الفعّالة للأندية، وصولاً إلى بناء علاقات متينة مع المؤسسات الداعمة والمستثمرين.

في هذا السياق، يحتاج الإعلام إلى تسليط الضوء على النماذج الناجحة في الرياضة الجزائرية والعالمية على حد سواء، قصص اللاعبين الذين انطلقوا من ملاعب الجزائر ليصنعوا أمجادهم في أوروبا وأماكن أخرى، ليست مجرد أمثلة على النجاح الفردي، بل هي مصدر إلهام للأجيال القادمة ودافع للمسؤولين لتوفير الظروف المناسبة لتكرار هذه التجارب.

كما أن الإعلام يمكن أن يكون جسرًا بين المواهب الجزائرية الواعدة والعالم الخارجي، من خلال تغطية دوريات الناشئين، والترويج للاعبين الشباب عبر وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، ما يعزز فرصهم في الوصول إلى الاحتراف، ويُظهر للعالم أن الجزائر تمتلك قاعدة رياضية صلبة قادرة على المنافسة في مختلف الرياضات.

الإعلام الرقمي.. بديلٌ أم مُكمّل ؟

من ناحية أخرى، يلعب الإعلام الرقمي دورًا محوريًا في تسريع هذه العملية، فمع التطور التكنولوجي وانتشار منصات التواصل الاجتماعي، أصبح بإمكان الإعلام الرياضي الجزائري أن يخاطب العالم بلغة عصرية، تروج للإنجازات الرياضية، وتخلق تفاعلًا مباشرًا بين الجماهير والرياضة المحلية.

إلاّ أن تحقيق هذا الدور حسب مختصين، يتطلب من الإعلام نفسه أن يكون محترفًا، التغطية الصحفية الدقيقة، الابتعاد عن التهويل أو التحامل، وتوفير محتوى متوازن وجذاب، كلها شروط أساسية لبناء الثقة مع الجمهور والمستثمرين، فالاحتراف الإعلامي يشكل انعكاسًا لاحتراف الرياضة نفسها، وكلاهما يغذي الآخر في دائرة تكاملية.

أمام هذه المعطيات، يبقى السؤال الأهم: هل نحن مستعدون لجعل الإعلام الرياضي شريكًا حقيقيًا في مسار الاحتراف؟ الإجابة تتطلب رؤية واضحة واستراتيجية متكاملة، تستثمر في الإعلام كقوة دافعة تساهم في نقل الرياضة الجزائرية من طموحات محلية إلى إنجازات عالمية.

كيف نروّج إعلاميا لإنجازاتنا الرياضة ؟

على الصعيدين المحلي والدولي لا تزال الرياضة الجزائرية تحقق إنجازات لافتة، إلا أنّ الدور الذي يلعبه الإعلام الرياضي في الترويج لهذه الإنجازات وبناء صورة إيجابية عنها يبقى موضوعًا يستحق التوقف عنده.

الإعلام الرياضي، باعتباره أداةً قوية لتوجيه الرأي العام، يمتلك مسؤولية كبيرة في إبراز النجاحات الرياضية، سواء تعلق الأمر بتألق المنتخبات الوطنية في المحافل الكبرى أو الإنجازات الفردية التي رفعت العلم الجزائري عاليًا، من خلال تسليط الضوء على قصص النجاح والعمل الجاد خلف الكواليس، حيث يمكن للإعلام أن يُلهم الشباب ويُعزز الفخر الوطني.

حسب خبراء، الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، إذ يتعين على الإعلام الرياضي تجاوز مجرد التغطية الخبرية إلى المساهمة في بناء ثقافة رياضية إيجابية، ويشمل ذلك تقديم التحليلات العميقة، وإبراز النماذج الملهمة، ومواجهة الخطابات السلبية التي تُركز على الأزمات أو تُضخم الهفوات.

وعلى المستوى الدولي، يمكن للإعلام الرياضي أن يكون سفيرًا يعكس صورة مشرفة للجزائر من خلال نقل إنجازات رياضييها بطرق احترافية وباللغات العالمية، مما يُعزز مكانة الجزائر على الساحة الرياضية الدولية.

بناءً على ذلك، يُطرح السؤال الأهم: هل نحن بحاجة إلى استراتيجية إعلامية رياضية متكاملة؟ وكيف يمكن لمختلف الأطراف الفاعلة في المجال الرياضي والإعلامي أن تتعاون لتحقيق هذا الهدف؟ الإجابة تكمن في تأسيس شراكات بين الصحفيين الرياضيين، الاتحادات الرياضية، والهيئات الإعلامية لتوحيد الرؤية، مع التركيز على تدريب الصحفيين لمواكبة أفضل الممارسات العالمية، من منطلق أن الإعلام الرياضي ليس مجرد مرآة تعكس الواقع، بل هو قوة قادرة على صياغة صورة إيجابية تُلهم الأجيال القادمة وتُبرز الوجه المشرق للرياضة الجزائرية، مهما كانت التحديات.

هل تبعث الملاعب الجزائرية برسائل إيجابية؟

من جانبٍ آخر، تعد الملاعب الرياضية مرآة للمجتمع، فهي تعكس القيم والأخلاق التي تسود بين الجماهير، كما أنها تشكل فرصة لبناء جسور التلاحم والوحدة الوطنية، ومع ذلك، باتت الملاعب الجزائرية في بعض الأحيان مسرحًا لمظاهر العنف والتعصب، ما يطرح تساؤلات حول دور الإعلام الرياضي في تغيير هذا الواقع وتعزيز قيم الروح الرياضية.

وفي هذا الإطار، يمتلك الإعلام الرياضي في الجزائر أدوات قوية لتوجيه الرأي العام وصياغة ثقافة رياضية سليمة، فمن خلال التحليل العميق، والتغطيات المهنية، وتسليط الضوء على النماذج الإيجابية، يمكن للإعلام أن يصبح شريكًا فاعلًا في ترسيخ ثقافة التشجيع الحضاري، فبدلًا من اقتصار التغطية على النتائج والصراعات داخل الملاعب، يمكن للإعلام أن يركز على الرسائل الإيجابية التي تحملها الرياضة، مثل الاحترام المتبادل، والعمل الجماعي، والتسامح.

إضافة إلى ذلك، يلعب الإعلام دورًا محوريًا في مكافحة التعصب الرياضي من خلال تبني خطاب هادف ومسؤول، بعيدًا عن الإثارة غير المبررة التي تغذي الانقسامات بين الجماهير، البرامج الرياضية، المقالات، وحسابات التواصل الاجتماعي التابعة لوسائل الإعلام، جميعها يمكن أن تسهم في رفع مستوى الوعي بخطورة العنف الرياضي وتشجيع قيم التنافس الشريف.

ولا يمكن إغفال أهمية توجيه الإعلام نحو الشباب، الذين يشكلون الشريحة الكبرى من مشجعي الرياضة في الجزائر، من خلال حملات توعية مبتكرة تعتمد على منصات التواصل الاجتماعي، يمكن للإعلام أن يصل إلى هذه الفئة برسائل مباشرة تشجع على التشجيع الإيجابي ونبذ السلوكيات السلبية.

في هذا الشأن، يُجمع مختصون في الإعلام الرياضي، أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب تعاونًا وثيقًا بين الإعلام والمؤسسات الرياضية، فضلًا عن دعم الجهات المعنية مثل وزارة الشباب والرياضة ومنظمات المجتمع المدني، فلا يمكن للإعلام وحده أن يغير الواقع، لكنه بلا شك أداة فعالة يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا إذا ما تم استخدامها بحكمة ورؤية واضحة.

ما هي تحديات الإعلام الرياضي في الجزائر؟

يواجه الإعلام الرياضي في الجزائر العديد من التحديات التي قد تؤثر على مستوى الأداء والاحترافية، من أبرز هذه التحديات نقص الموارد البشرية المدربة والمتحصلة على التأهيل الكافي، ما يعوق القدرة على تغطية الأحداث الرياضية بشكل مميز واحترافي، كما يعاني القطاع حسب مُطلعين، من ضعف في الموارد المالية التي تؤثر على تطوير البنية التحتية الإعلامية، سواء من حيث الأدوات أو البرامج التقنية التي تساعد في تحسين جودة البث والتغطية، بالإضافة إلى العديد من المعوقات والتحديات الأخرى.

من أجل تجاوز هذه العقبات، يجب أن تركز المؤسسات الإعلامية على تحسين التكوين المهني للعاملين في هذا المجال، عبر دورات تدريبية وورش عمل متخصصة، كما يمكن تعزيز التعاون مع الجامعات والمدارس الإعلامية لتأهيل جيل جديد من الصحفيين الرياضيين المتسلحين بالمعرفة والتقنيات الحديثة.

أما بالنسبة للموارد المالية، فيجب السعي لتنويع مصادر التمويل، سواء عبر الشراكات مع الشركات الخاصة أو تحسين أداء الإعلانات في البرامج الرياضية، كما أنه من المهم العمل على تعزيز استقلالية وسائل الإعلام، من خلال وضع قوانين تضمن حرية العمل الإعلامي بعيدًا عن الضغوط السياسية.

بهذا الشكل، يمكن للإعلام الرياضي في الجزائر أن يتجاوز التحديات التي يواجهها ويحقق مستوى من الاحترافية يليق بالرياضة الجزائرية وتطلعات الجمهور.

شراكات واستراتيجيات جديدة..

يمتلك الإعلام الرياضي في الجزائر دورًا حيويًا في تطوير الرياضة المحلية، ويمكنه أن يكون أحد المحركات الأساسية لتحفيز النجاح والتقدم في هذا المجال، لتفعيل هذا الدور بشكل فعّال، هناك عدة استراتيجيات وحلول مبتكرة يمكن تبنيها، من بينها تعزيز الشراكات مع المؤسسات الرياضية وتوظيف التقنيات الحديثة.

أولًا، يجب أن يعمل الإعلام الرياضي على تعزيز علاقاته مع الهيئات الرياضية المختلفة، مثل الاتحادات والأندية المحلية، لضمان تغطية شاملة ودقيقة للأحداث الرياضية، يمكن تحقيق ذلك من خلال إبرام اتفاقيات شراكة تمكن الإعلام الرياضي من الوصول المباشر إلى المعلومات والبيانات المتعلقة بالفعاليات والمواهب الجديدة، هذه الشراكات تسهم أيضًا في تعزيز التكامل بين الإعلام والرياضة، مما يؤدي إلى تبادل الخبرات ورفع مستوى التغطية الإعلامية.

ثانيًا، من المهم أن يتبنى الإعلام الرياضي في الجزائر التقنيات الحديثة التي تتيح تغطية أكثر تفاعلًا وواقعية، منصات الإنترنت والتطبيقات الرقمية توفر فرصًا رائعة للوصول إلى جمهور أوسع، خاصة في ظل الزيادة الملحوظة في استخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، من خلال هذه الوسائل، يمكن تقديم تغطية مباشرة وملهمة للرياضات والفعاليات الرياضية، مع التركيز على التفاعل مع الجمهور وتقديم محتوى يتسم بالتنوع والابتكار.

أخيرًا، من الضروري أن يتم تسليط الضوء على المواهب الشابة والرياضات الأقل شهرة، التي لا تجد دائمًا الاهتمام الإعلامي الكافي، من خلال تخصيص منصات إعلامية خاصة لهذه الرياضات، يمكن للإعلام الرياضي أن يساعد في نشر الوعي عنها، وتوفير فرص للشباب الموهوبين في مختلف المجالات الرياضية ليحظوا بالاهتمام والتقدير الذي يستحقونه، هذه المبادرات لا تساهم فقط في اكتشاف المواهب الجديدة، بل تساعد أيضًا في تنمية ثقافة رياضية متنوعة تشجع على التنافس في جميع الأصعدة.

بذلك، يصبح للإعلام الرياضي دور محوري في تطوير الرياضة الجزائرية، من خلال التفاعل الفعّال مع جميع جوانب المشهد الرياضي، سواء عبر تعزيز الشراكات أو توظيف التقنيات الحديثة أو دعم الرياضات غير التقليدية.

حمزة بوزامة 3
حمزة بوزامة (صحفي رياضي-الجزائر)

الإعلام الرياضي فاعل رئيسي في اكتشاف وتطوير المواهب

يلعبُ الإعلام الرياضي دورًا محوريًا في إبراز المواهب الشابة، حيث يمكن لموهبة شابة أن تُحقق النجاح وتبرز بفضل الإعلام الرياضي المحترف والفاعل، في حين قد تضيع موهبة أخرى بسبب تهميش الإعلام لها، والجزائر، كبلد بمساحة قارة، تزخر بالعديد من المواهب الشابة في مختلف المجالات الرياضية، لكن للأسف تبقى هذه المواهب مهمشة، إلا في حالات نادرة عندما يظهر مسؤول يعمل بموضوعية وإخلاص ويسعى لإبراز هذه المواهب، ومع ذلك، لا تحظى كل المواهب بهذا الاهتمام من قبل المسؤولين القادرين على توجيههم وجذب الأنظار إليهم.

من هنا، يتضح أن الإعلام الرياضي يمتلك دورًا كبيرًا في إبراز المواهب الشابة، ومن المفيد أن نستلهم من تجارب الدول المتقدمة في مجال الرياضة، التي لديها قنوات رياضية متخصصة تعمل على إبراز المواهب في مختلف الرياضات على مدار الساعة، بعيدًا عن التركيز الحصري على البطولات المحلية والدولية، مثل هذه التجارب يمكن أن تكون حافزًا لنا لتحسين طريقة تغطيتنا الإعلامية.

في الجزائر، يجب أن يكون دور الإعلام الرياضي أكثر شمولًا، بحيث لا يقتصر فقط على تسليط الضوء على الفرق الكبيرة والبطولات الاحترافية، بل يجب أن يركز على اكتشاف المواهب الشابة والترويج لها.

اليوم، للأسف، الإعلام الرياضي الجزائري يركز على فرق الأكابر، خصوصًا في كرة القدم، حيث تهيمن الأخبار المتعلقة بالبطولة المحترفة وبطولات القسمين الأول والثاني على 95 بالمائة من التغطية، في حين تغيب التغطية الإعلامية لغيرها من الرياضات مثل كرة اليد، كرة السلة، وكرة الطائرة، ناهيك عن الفئات الصغرى.

وإذا أردنا فعلا أن نرى تطورًا حقيقيًا في الرياضة الجزائرية، يجب على الإعلام الرياضي أن يولي اهتمامًا أكبر بالرياضات الأخرى وبالمواهب الشابة التي تمثل مستقبل الرياضة في البلاد، حيث يجب تسليط الضوء على هؤلاء الشباب عبر وسائل الإعلام المختلفة، سواء كانت تلفزيونية أو صحفية أو من خلال منصات التواصل الاجتماعي، بهدف دعمهم وتشجيعهم على الوصول إلى أعلى المراتب الرياضية.

في الوقت الحالي، يلاحظ أن الإعلام الرياضي، وخصوصًا المؤسسات الإعلامية والقنوات التلفزيونية السمعية البصرية، يركز بشكل كبير على الفرق الكبرى وكرة القدم المحترفة، وهو ما يعد نقصًا في التغطية الإعلامية، فبالرغم من الأهمية التي تحظى بها هذه الرياضات، لا بد من تخصيص اهتمام أكبر لكرة القدم الهاوية التي تضم العديد من البطولات للشبان، وللرابطات والأقسام الدنيا، فعلى الرغم من أن اللاعبين المحترفين في الأندية الكبرى في الدوري الأول ينحدرون من أندية هاوية، إلا أن إغفال هذه الفئة من الرياضة سيؤدي إلى إهدار مواهب حقيقية.

من هنا تبرز أهمية إعادة النظر في التغطية الإعلامية والحرص على تسليط الضوء على هذه الفئات الصاعدة، حيث يجب أن يواكب الإعلام الرياضي تطور هذه المواهب بشكل موضوعي وحيادي، كما يجب أن تكون هناك متابعة جدية ومهنية بعيدًا عن التلاعبات أو الحسابات الشخصية، وذلك لضمان وصول هذه المواهب إلى الجمهور والمسؤولين على حد سواء.

لا شك أن الإعلام الرياضي يلعب دورًا حيويًا في إبراز هذه الطاقات الشابة، وقد يكون له دور محوري في بناء مشاريع رياضية مخصصة لها، ومن هنا من الضروري أن يتم إنشاء منصات إعلامية خاصة بمواهب الشباب وبطولاتهم، مما يعزز من فرص الرياضة الجزائرية في استعادة مكانتها على الساحة الإفريقية والعالمية.

في الفترة القريبة الماضية، كانت الجزائر من الدول الرائدة في الرياضة على الصعيدين الإفريقي والدولي، وتحتل اليوم مكانة كبيرة في العديد من الرياضات الجماعية، لذا، من المهم إعطاء هذه الرياضات الشابة التغطية الإعلامية الكافية، حتى تعود الجزائر إلى التتويج بالألقاب على الأصعدة المحلية والقارية والدولية.

يتمتع الرياضي الجزائري والشاب الجزائري بقدرات وإمكانات كبيرة، ولكن ما يحتاجه هو الدعم والتوجيه الصحيح، بالإضافة إلى إبراز هذه المواهب في إطار رفيع يضمن استفادة كاملة منها، هنا يأتي دور الإعلام الرياضي في إبراز هذه الطاقات ومرافقتها للوصول بها إلى المستوى الذي تستحقه.

فيما يخص الأدوات التي يجب أن تكون في متناول الإعلام الرياضي، من الضروري التركيز على تكوين إعلاميين رياضيين محترفين يتمتعون بأخلاقيات المهنة وضمير مهني نزيه، مما يتيح الفرصة للجميع للتعبير عن أنفسهم بغض النظر عن مكانتهم أو خلفياتهم، وهذا يتطلب تجنب الظواهر السلبية التي قد تسيء إلى سمعة الإعلام الرياضي، مثل حالات الابتزاز التي قد يتعرض لها بعض الشباب الموهوبين، حيث يطلب البعض مقابلًا مقابل تغطية أخبارهم أو نشر صورهم، وهو أمر غير مقبول تمامًا.

من أجل تحسين الوضع، يجب أولًا تأطير الإعلام الرياضي بشكل أفضل، كما يجب فتح المجال لإنشاء قنوات رياضية متخصصة مائة بالمئة، قادرة على تغطية جميع البطولات، هذا سيساهم في خلق منافسة لتحسين جودة الخدمة المقدمة، ويتيح اكتشاف المواهب الواعدة، كما يعود هذا بالفائدة على الشباب الرياضيين في تسليط الضوء عليهم وتطوير مهاراتهم.

إن فتح قنوات رياضية متخصصة، وتكوين إعلاميين رياضيين محترفين، يتطلب إمكانيات مادية وبشرية كبيرة، بالإضافة إلى تبني استراتيجية واضحة ومبنية على خطة متوسطة وطويلة المدى لاكتشاف ورعاية المواهب الشبانية، من المهم أيضا إنشاء قنوات رياضية تغطي البطولات الشبانية، بطولات الهواة، والرياضات الأخرى التي تحتاج إلى الدعم والاهتمام الكافي لكي يتشجع الرياضيون ويصلوا إلى مستويات أعلى.

بجانب ذلك، من الضروري أن توفر الدولة الجزائرية الدعم والمرافقة للمبادرات الإعلامية الرياضية، خصوصًا إذا كانت هذه المبادرات مدعومة من قبل الإعلاميين الرياضيين والمستثمرين في هذا المجال، بالطبع، إذا توفرت هذه الإرادة، لن تتوانى الدولة في تقديم الدعم اللازم لتحقيق هذه المشاريع على أرض الواقع.

كما أن بعض القنوات الإلكترونية في الجزائر بدأت العمل في هذا الاتجاه، لكنها لم تحقق بعد المستوى المطلوب فيما يخص اكتشاف ورعاية المواهب، معظم هذه القنوات تركز بشكل أساسي على كرة القدم وعلى فئة الأكابر، بينما يجب أن يكون التوجه نحو الفئات الصغرى والرياضات الأخرى من أجل دعم وتطوير الرياضة الجزائرية بشكل شامل.

أحمد غولام 3 1
أحمد غولام (مستشار في الرياضة – الجزائر)

صناعة الاحتراف تبدأ من هنا.. نحو شراكة مثمرة بين الإعلام والرياضة في الجزائر

يعتبر الإعلام الرياضي من العوامل الأساسية التي تساهم بشكل فعال في إنجاح عملية التحول إلى الاحتراف الرياضي، فالإعلام الرياضي ليس مجرد أداة لنقل الأخبار والنتائج، بل هو عنصر حاسم في بناء صورة الرياضة الوطنية وتعزيز سمعتها في الداخل والخارج، إنه يلعب دورًا محوريًا في تسليط الضوء على إنجازات اللاعبين والأندية والمشاريع الرياضية، إذا كان الإعلام الرياضي يعمل بشكل احترافي ووفق استراتيجية منسقة مع جميع الأطراف المعنية، فإنه قادر على تسويق الرياضة الوطنية وتعزيز حضورها في المحافل الرياضية الإقليمية والدولية.

لكن، حتى يؤدي الإعلام الرياضي دوره بشكل فعال، يجب أن يكون محترفًا في عمله ويعتمد على معايير عالية من الحيادية والمصداقية، كما يجب أن يكون قادرًا على نقل الحقيقة بشكل دقيق دون تحريف أو تضخيم، مع تجنب التحيزات أو المواقف التي قد تؤثر على مصداقية المشروع الرياضي، بالإضافة إلى ذلك، يجب على الإعلام أن يكون أداة بناء وتوجيه للجماهير، وليس مجرد مصدر للترفيه أو التغطية المؤقتة، ويجب أن يساهم في تعزيز الوعي الجماهيري حول القيم الرياضية، مثل الانضباط والعمل الجماعي، والمساهمة في تشكيل هوية رياضية حقيقية للجزائر.

من أبرز الأمثلة على أهمية الإعلام الرياضي في الاحتراف هو جائزة أفضل لاعب في العالم، والتي تعتمد بشكل كبير على التغطية الإعلامية التي يحصل عليها اللاعب طوال الموسم، فالصحافة الرياضية تلعب دورًا حاسمًا في إبراز إنجازات اللاعبين وتوجيه الأنظار نحوهم، مما يؤثر في اختيارات الجوائز التي يتم تقديمها في مختلف المسابقات الدولية. وبالتالي، يعد الإعلام الرياضي أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر في مسار اللاعبين وتحقيقهم للجوائز المرموقة، وبالتالي يكون له دور كبير في تسريع عملية الانتقال إلى عالم الاحتراف بشكل فعلي.

علاوة على ذلك، يجب أن يكون هناك تعاون وثيق بين مختلف الأطراف المعنية في المجال الرياضي، مثل الاتحادات الرياضية، والأندية، واللاعبين، والمدربين، ووسائل الإعلام، لتحقيق النجاح في الاحتراف الرياضي، إن العلاقة بين هذه الأطراف يجب أن تكون مبنية على أساس من الشفافية والاحترام المتبادل، وأن يتم العمل بشكل جماعي ومتناسق للوصول إلى الأهداف المشتركة، كما يجب أن تتبنى وسائل الإعلام استراتيجيات تساهم في نشر الوعي الجماهيري حول أهمية الرياضة والاحتراف، وتوعية الجمهور حول القيم الرياضية الحقيقية.

في هذا السياق، يصبح من الضروري أن يتم تقديم الإعلام الرياضي كأداة تعليمية تؤثر بشكل إيجابي على الثقافة الرياضية في المجتمع، يجب أن يتجاوز الإعلام دوره التقليدي ليشمل تقديم برامج توعية وتثقيف جماهيري حول الرياضة الاحترافية، وأهميتها في بناء مجتمع رياضي صحي وواعٍ، كما يجب أن يكون هناك اهتمام بتعريف الجمهور بكيفية دعم الفرق واللاعبين بشكل فعال، وتعزيز الحضور الجماهيري في المنافسات المحلية والدولية.

من خلال هذه التكاملية بين الإعلام وكافة الأطراف الرياضية، يمكن للجزائر أن تحقق نقلة نوعية نحو عالم الاحتراف الرياضي، هذا التحول يمكن أن يساهم في تحسين مستوى الأداء الرياضي، وزيادة القدرة التنافسية للفرق واللاعبين على المستوى الإقليمي والدولي، وبالطبع، سيساهم هذا في تحسين الصورة العامة للرياضة الجزائرية في نظر الجمهور العربي والأفريقي، مما يعزز من مكانتها ويساعدها في الحصول على الفرص المناسبة للمشاركة في البطولات الدولية الكبرى، ويضعها على خارطة الرياضة العالمية.

مصباح قديري 3
قديري مصباح (رئيس الاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين)

الإعلام الرياضي.. منبر للقيم أم مسرح للجدل؟

يُعد الإعلام الرياضي من الركائز الأساسية التي تساهم في تطور المجتمعات بشكل عام وتساهم في إبراز الصورة الحقيقية للرياضة على وجه الخصوص، حيث يشكل أداة مؤثرة في تواصل المجتمعات مع أحداث الرياضة، ويعد نقطة اتصال بين الواقع الرياضي والجمهور الواسع، وبفضل التطورات التكنولوجية المتسارعة وابتكار وسائل جديدة لنقل الأخبار والمعلومات، شهد الإعلام الرياضي في السنوات الأخيرة قفزة نوعية مكنت من انتشار واسع له، وأصبح يساهم في تشكيل الوعي المجتمعي حول دور الرياضة في النهوض بالمجتمعات.

في الماضي، كانت أخبار الرياضة تتداول فقط ضمن الحدود الجغرافية للأحداث التي تقع في مدينة أو دولة معينة، وكان تأثيرها لا يتجاوز تلك الحدود، ولكن بفضل التطور الصناعي والتكنولوجي الهائل، أصبح الإعلام الرياضي قادرًا على نقل الأخبار إلى جميع أنحاء العالم في لحظات.

اليوم، وبعد أن وصلنا إلى درجات متقدمة من التطور في مجال الإعلام، لم تكن الصحافة الرياضية بمنأى عن هذه التطورات الهائلة، فالإعلام الرياضي استفاد من هذه الثورة التكنولوجية التي جعلت من نقل الأخبار وتغطية الأحداث الرياضية عملية سهلة وسريعة، لم تعد الوسائل التقليدية كالتلفزيون والصحف هي الوحيدة التي تنقل الأخبار الرياضية، بل أصبحت منصات التواصل الاجتماعي أداة قوية تتيح للجمهور التفاعل المباشر مع الإعلاميين، بل وأصبح الجمهور نفسه جزءًا من صناعة الخبر وتوجيهه، بهذا الشكل، أصبح الإعلام الرياضي يمثل مرآة تعكس الصورة الحقيقية للحضارة الرياضية للمجتمعات وتساهم في نشر قيم الرياضة بشكل أوسع.

وفي هذا السياق، نجد أن الإعلام الرياضي ليس مجرد ناقل للأخبار والنتائج، بل هو قوة فعالة في تشكيل الرأي العام، فالوسيلة الإعلامية الرياضية تشارك بشكل حيوي في بناء الثقافة الرياضية المجتمعية، وتعزز من قنوات التواصل بين الأفراد، وبذلك يصبح الإعلام الرياضي شريكًا أساسيًا في بناء مجتمع رياضي قوي ومتماسك، قادر على توجيه الأفراد إلى الالتزام بالقيم الرياضية الأصيلة، مثل الاحترام المتبادل، الروح الرياضية، والعمل الجماعي، وذلك من خلال إبراز النجاحات والتحديات التي تواجه الرياضيين في كل مرحلة من مراحل تطورهم.

لكن، في المقابل، شهد الإعلام الرياضي تحولًا في آلياته بعد ظهور منصات التواصل الاجتماعي، فهذه المنصات قدمت مجالًا جديدًا للتفاعل بين الجمهور والإعلاميين، لكنها أيضًا خلقت تحديات جديدة تتعلق بالمهنية والموضوعية.

في بعض الأحيان، نجد أن الإعلام الرياضي يبتعد عن الموضوعية ويغرق في بحر من الإثارة والشائعات التي غالبًا ما تكون بعيدة عن الحقيقة، حيث أصبح بعض الإعلاميين يركزون على إثارة الجدل لجذب الانتباه أو لتحقيق الربح من خلال جذب المتابعين، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي التي تزدحم بالترندات السريعة والمحتوى الجذاب، في بعض الأحيان، يضطر هؤلاء الإعلاميون إلى نشر أخبار غير دقيقة أو تجنب التحقق من صحتها لضمان أن الخبر ينتشر بسرعة بين الجمهور.

هذا التوجه لا يخلو من السلبيات، حيث يساهم في نشر التعصب الرياضي بدلًا من نشر الروح الرياضية الحقيقية، وفي بعض الأحيان، يتحول الإعلام الرياضي إلى ساحة لصراع الكراهيات بين جماهير الأندية والفرق الرياضية، مما يؤثر سلبًا على العلاقة بين الجمهور والرياضيين، مثال على ذلك، الأزمة التي نشأت بين الإعلام المصري والإعلام الجزائري قبل مباراة تصفيات كأس العالم 2010.

من هنا، يظهر تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الإعلام الرياضي بشكل أكبر، حيث باتت تشكل دورًا بارزًا في نقل الأخبار بشكل سريع وفعال، لكن في الوقت نفسه، توفر هذه المواقع مساحة كبيرة للأخبار غير الموثوقة التي يتم تداولها بشكل واسع، مما يؤدي إلى تدهور المهنية في الإعلام الرياضي، في ظل هذا الوضع، أصبح من الضروري أن يتصدى الإعلام الرياضي لهذا التحدي ويسعى جاهدًا للحفاظ على القيم المهنية والموضوعية في تغطيته.

لحل هذه المشكلة، يتعين على الإعلام الرياضي أن يتبنى مجموعة من المبادئ الأساسية التي تضمن تقديم محتوى رياضي مهني وواقعي، على الإعلاميين الرياضيين أن يتحلوا بالمسؤولية المهنية في التعامل مع الأخبار وأن يتجنبوا الوقوع في فخ الترندات السريعة التي تفتقر إلى المصداقية، يجب أيضًا أن يتحقق الإعلام الرياضي من صحة المعلومات قبل نشرها، وأن يتجنب نشر الأخبار المثيرة التي قد تؤدي إلى إثارة الفتن أو التصعيد بين جماهير الفرق الرياضية.

علاوة على ذلك، يتوجب على الإعلام الرياضي أن يساهم في توعية الجمهور بأهمية الرياضة في بناء المجتمعات وتعزيز قيم الولاء والانتماء الوطني من خلال تغطية فعاليات رياضية تسهم في إبراز الجوانب الإيجابية لهذه الرياضة.

بالإضافة إلى ذلك، فإنه من الضروري أن يعمل الإعلام الرياضي على تعزيز الشفافية في تغطيته للأحداث الرياضية، وذلك من خلال تأكيد التزامه بالمصداقية والتوازن في نقل الأخبار، يجب أن تكون السياسات التحريرية واضحة وصارمة في التعامل مع الأخبار والتأكد من مصداقية المصادر، مع ضرورة توفير محتوى رياضي أصلي يخدم المجتمع الرياضي بشكل عام، وكل هذه الأمور تتطلب من الإعلاميين الرياضيين أن يتحلوا بالحرفية ويستمروا في تقديم أفضل ما لديهم خدمة للرياضة الجزائرية ولصورة الإعلام الرياضي ككل.

أخيرًا، يجب أن يسعى الإعلام الرياضي إلى أن يكون مرآة حقيقية تعكس الواقع الرياضي بشكل دقيق وأمين، وأن يتحلى بروح المصداقية والموضوعية في كل ما ينقله إلى جمهور الرياضة. ومن خلال هذا العمل المستمر في تطوير أساليب الإعلام الرياضي والحفاظ على مبادئ المهنية، يمكن للإعلام أن يعزز من مكانة الرياضة الجزائرية على الساحة الدولية، وأن يسهم في بناء مجتمع رياضي قوي ومتماسك.

وليد غرايبية 3
وليد غرايبية (إعلامي رياضي -الجزائر)

تهذيب سلوك الجمهور الرياضية.. مسؤولية من؟

ما يحدث في الملاعب الجزائرية من أعمال شغب وكلام بذيء وعنف يعد أمرًا مؤسفًا ومؤثرًا بشكل سلبي على صورة الرياضة الوطنية، فالملاعب التي تم تشييدها وفق معايير عالمية، والتي تعتبر من أبرز المعالم الرياضية في الجزائر، كان من المفترض أن تكون مكانًا للمتعة والتسلية، وملاذًا لعشاق الرياضة من جميع الأعمار، ولكن للأسف، أصبحت هذه الملاعب مسرحًا لأحداث تعكس واقعًا مغايرًا، يعكر صفو الرياضة في الجزائر، ولعل السبب في ذلك يعود بشكل أساسي إلى غياب ثقافة رياضية حقيقية تؤمن بالروح الرياضية، وتنبذ العنف والتمادي في الشغب، لذلك، يتعين على المجتمع الرياضي أن يتحمل المسؤولية من أجل خلق بيئة صحية وآمنة داخل الملاعب.

إن دور الإعلام الرياضي في هذه المسألة يعد بالغ الأهمية، فهو يعد من الأدوات الفعالة التي يمكن أن تساهم في مكافحة ظاهرة العنف والشغب داخل الملاعب، الإعلام الرياضي ليس مجرد ناقل للأخبار الرياضية، بل يجب أن يكون له دور فعال في توعية الجمهور وتعزيز السلوكيات الإيجابية في الملاعب، من خلال برامج وحملات توعية منتظمة، يستطيع الإعلام أن يسلط الضوء على أهمية الروح الرياضية، وضرورة احترام قواعد اللعبة والمنافسة الشريفة، الإعلام الرياضي القوي والمبادر يمكنه توجيه رسائل إيجابية بشكل مستمر، مما يساعد في تغيير السلوكيات الخاطئة التي تؤثر على الأجواء الرياضية في الملاعب الجزائرية.

لكن دور الإعلام الرياضي لا يقتصر على توعية الجمهور فحسب، بل يتعداه إلى العمل على إشراك الأندية ولجان الأنصار في عملية التغيير، ففي كثير من الحالات، يكون الأنصار، وخاصة الألتراس، عنصرًا أساسيًا في دعم الفرق، ولكنهم في بعض الأحيان يتحولون إلى مصدر رئيسي للعنف والشغب، لذلك، يتوجب على الإعلام الرياضي أن يكون منصة لعرض المبادرات الإيجابية التي تقوم بها الأندية ولجان الأنصار لتعزيز الأمن والاحترام داخل الملاعب، على سبيل المثال، يجب أن يشجع الإعلام الرياضي على إنشاء شراكات بين الأندية والأنصار لتوفير بيئة تشجيعية خالية من العنف، وخلق ثقافة تشجيع صحية تكون أساسًا لتوجيه الشباب في الملاعب نحو سلوكيات إيجابية.

إضافة إلى ذلك، يمكن للإعلام الرياضي أن يساهم في تعزيز التشريعات والعقوبات التي قد تساهم في الحد من هذه الظواهر السلبية، فرض غرامات مالية أو اتخاذ قرارات بتجميد المباريات أو اللعب بدون جمهور، كما حدث مع نادي مولودية الجزائر، يمكن أن يكون له تأثير كبير في تخفيف شدة العنف، ولكن يجب أن يكون هذا جزءًا من منظومة متكاملة تضم التوعية الجماهيرية، ونظام عقوبات حازم، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين السلطات الرياضية والمحلية.

ختامًا، لا يمكن لظاهرة العنف في الملاعب أن تختفي بين ليلة وضحاها، ولكن مع تكاتف جميع الأطراف، الإعلام الرياضي، الأندية، الأنصار، والسلطات المعنية، يمكن العمل على الحد منها بشكل كبير، في النهاية، يبقى دور الإعلام الرياضي في توعية الجماهير وخلق ثقافة رياضية إيجابية لا يقدر بثمن، وهو عنصر أساسي في بناء مستقبل رياضي مشرق للجزائر.

سليمان لاوسين 3
د. سليمان لاوسين (أستاذ جامعي في الإعلام الرياضي – الجزائر)الإعلام الرياضي – الجزائر)

الإعلام الرياضي والتكنولوجيا.. طريق تذليل العقبات

يُعتبر الإعلام من أبرز وسائل التواصل بين الأفراد، من خلال تزويدهم بالأخبار الصحيحة ونقل الحقائق الثابتة، بالإضافة إلى نشر المعلومات السليمة التي تساعد على تكوين رأي عام صائب حول مختلف القضايا، حيث يتميز الإعلام بقدرته على التعبير الموضوعي عن عقلية الجماهير واتجاهاتهم وميولهم، معتمداً في ذلك على وظائف متعددة ترتبط بدوره في المجتمع، فهو يسعى إلى تلبية حاجات الأفراد الفكرية والمادية.

للإعلام مجالات وفروع عديدة، يعمل كل منها وفق تخصصه، وتُؤدي وسائل الإعلام بمختلف أنواعها دوراً كبيراً في تشكيل الوعي المجتمعي لدى الأفراد والمجتمعات، لذلك، يتحمل القائمون على هذه الوسائل مسؤولية كبيرة في اختيار المحتوى الذي يُعرض، بما يتوافق مع دور الإعلام في بناء الوعي الجماهيري وتوجيهه نحو القيم الإيجابية والمفيدة.

ومن بين فروع الإعلام، يبرز الإعلام الرياضي الذي يختص بالمجال الرياضي، حيث يُسلط الضوء على قضايا وأخبار الرياضة والرياضيين، مُعتبراً إياهم محور اهتمامه الأساسي، إذ يهدف الإعلام الرياضي إلى إيصال المعلومات والأخبار المتعلقة بالرياضة إلى الرياضيين والعاملين في هذا المجال، مع تقديم شروحات تفصيلية حول قوانين وقواعد الأنشطة والممارسات الرياضية، ونشر وتنمية الوعي الرياضي بين مختلف الفاعلين في هذا الحقل.

ومع التطور التكنولوجي وتسارع نمط الحياة، شهد الإعلام الرياضي تطورات كبيرة على غرار بقية المجالات الإعلامية، وقد سعى إلى مواكبة هذه التحولات التكنولوجية لمواجهة التحديات الجديدة وتلبية تطلعات الجماهير، مما يجعله أداة فعّالة في دعم وتطوير المجال الرياضي.

في العالم الذي نعيشه اليوم، تصاعدت أهمية التكنولوجيا، وأصبحت التطبيقات والإعدادات التي تقدم خدمة مشاهدة متميزة للمشجعين مصدراً هاماً للكثير من الجماهير، فهذه المنصات تجمع بين المتعة والتحليلات، مما جعل العديد من المشجعين يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف النقالة لجمع البيانات التفصيلية عن الرياضيين والفرق الرياضية التي يفضلونها.

أما الإعلام الرياضي في الجزائر، فقد شهد تطورات ملحوظة منذ دخوله إلى الساحة الإعلامية الوطنية، مروراً بمراحل متعددة من التشريعات والتغيرات، بدأت هذه الرحلة مع إصدار أول قانون للإعلام في تاريخ الجزائر المستقلة عام 1982، والذي اعتبر انعكاساً شكلياً للتحول الذي عبّرت عنه القيادة السياسية آنذاك، ثم جاءت التعددية الإعلامية بعد صدور القانون الخاص بالإعلام سنة 1990، والذي واكب دستور البلاد الجديد.

وبعد عقدين من تجربة التعددية في الصحافة المكتوبة، تم إصدار القانون العضوي للإعلام عام 2012، هذا القانون تضمن الاعتراف بالإعلام الإلكتروني كنوع جديد، في خطوة أولى للمشرّع الجزائري لمواكبة التطورات العالمية في هذا القطاع، كما تضمن القانون السماح للقطاع الخاص بامتلاك قنوات تلفزيونية ومحطات إذاعية، بعد أن كان ذلك حكراً على الدولة التي كانت تسيطر على ثلاث إذاعات وطنية، حوالي ثلاثين محطة جهوية، وخمس قنوات تلفزيونية تشمل إذاعة دينية وفضائيتين، إحداهما بالعربية والأخرى بالفرنسية.

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد الصحفيين في الجزائر قارب 9 آلاف صحفي، بينما تجاوز عدد الصحف 180 جريدة، بالإضافة إلى أكثر من عشرين قناة تلفزيونية، وازداد النشاط عبر شبكة الانترنت مع وجود حوالي 150 موقعاً إخبارياً إلكترونياً، منها 84 موقعاً مسجلاً لدى الوزارة الوصية.

كل هذه التطورات ساهمت في تعزيز مكانة الإعلام الرياضي في الساحة الإعلامية الجزائرية، ورغم التحديات، يحاول الإعلام الرياضي بناء نفسه للعب دوره المنشود في تغطية الرياضة بصفة شاملة.

التكوين في الإعلام الرياضي.. دعامة أساسية لمواكبة التطورات

من جانب آخر، تسعى الجامعات الجزائرية للمساهمة في إنتاج رأس المال البشري وبناء مجتمع المعرفة، هذا الدور يتطلب منها السعي نحو التميز والجودة، بما يتماشى مع رسالتها وأهدافها، فالتكوين الجامعي يُعد أعلى مستويات التكوين، حيث يمثل المرحلة الأخيرة التي تتوج مسيرة الفرد التعليمية بعد حصوله على شهادة البكالوريا وانضمامه إلى الجامعة.

أصبح موضوع التكوين في الإعلام الرياضي محط اهتمام كبير من قِبل الهيئات والمنظمات، في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها مختلف المجالات، ويُعد إعداد إعلاميين متخصصين في المجال الرياضي معيارًا أساسيًا لضمان مواكبة الوسائل الإعلامية لهذه التطورات، لا سيما مع الانفتاح الإعلامي على القطاع الخاص في الجزائر، والذي أُعقب بإطلاق قنوات فضائية وإذاعات خاصة.

ورغم الأهمية البالغة للتكوين الجامعي في الإعلام الرياضي، فقد شهدت هذه السياسة انطلاقتها وتفعيلها بشكل ملحوظ فقط خلال السنوات الأخيرة، على الرغم من كونها أساسًا ضروريًا لضمان ممارسة احترافية ومتميزة للعمل الإعلامي الرياضي.

كانت البداية الحقيقية لتكوين إعلاميين رياضيين على المستوى الجامعي في الجزائر خلال الموسم الجامعي 2006/2007، حيث أطلق معهد التربية البدنية والرياضية بجامعة الجزائر من خلال فتح مسابقة وطنية للالتحاق بطور الماجستير وفق النظام الكلاسيكي، وجاء ذلك بهدف توفير قاعدة علمية متينة تُهيئ أساتذة جامعيين مختصين لتكوين طلبة الإعلام الرياضي مستقبلاً.

بعد خمس سنوات، تم افتتاح قسم الإعلام والاتصال الرياضي بجامعة محمد بوضياف في المسيلة، الذي يُعتبر أول مؤسسة جامعية على المستوى العربي والأفريقي تُعنى بالتكوين الجامعي في هذا المجال بمختلف أطواره الثلاثة (ليسانس، مستر، دكتوراه)، تلاه افتتاح قسم آخر للإعلام والاتصال الرياضي بمعهد التربية البدنية والرياضية بجامعة الجزائر 3، ويُعد هذان القسمان حاليًا الوحيدين على المستوى الوطني اللذين يوفران تكوينًا أكاديميًا ومهنيًا متكاملاً في الإعلام الرياضي.

وعلى الصعيد الدولي، حققت الجامعة الجزائرية محطة هامة في مجال الإعلام الرياضي عبر مناقشة أول أطروحة دكتوراه مشتركة بين الجزائر ومصر، حملت عنوان “دور الإعلام في تعظيم القيمة المضافة للأحداث الرياضية”، أعدها الطالب المصري محمد فوزي عبد المنعم، بإشراف مشترك بين الدكتور أحمد بوسكرة من جامعة المسيلة، والدكتور أشرف صبحي من جامعة حلوان، الذي يشغل حاليًا منصب وزير الشباب والرياضة بجمهورية مصر.

اليوم، لم يقتصر دور الجامعة الجزائرية على التعليم والبحث العلمي، بل امتد ليشمل الانفتاح على المحيط الخارجي، فقد ساهمت بشكل فاعل في تعزيز الإعلام الرياضي من خلال تنظيم مؤتمرات وملتقيات وطنية وأيام تكوينية، كما أتاحت للطلبة فرصة الاحتكاك بخبراء القطاع، مثل الإعلاميين الرياضيين المخضرمين، والمحللين، والمدربين، والمتخصصين في مجالات مرتبطة كالطب الرياضي والتغذية وغيرها.

تراهن الدولة الجزائرية على قطاع الإعلام بشكل عام، والإعلام الرياضي بشكل خاص، من خلال تعزيز هيكلته وتطويره، ومن بين هذه الخطوات، يُعتبر إحياء “اليوم الوطني للصحافة” في 22 أكتوبر من كل عام، الذي أقر في 2013، رمزًا لتعزيز حرية التعبير والاحتفاء بتاريخ صدور أول عدد من جريدة “المقاومة الجزائرية” سنة 1955، التي كانت الناطقة باسم جبهة وجيش التحرير الوطني، كما تم إصدار بطاقة الصحفي المحترف، إلى جانب مجموعة من التدابير التي أعلنها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في 3 ديسمبر 2023، والتي تهدف إلى الارتقاء بالإعلام بشكل عام، والإعلام الرياضي على وجه الخصوص.

تشمل هذه التدابير وضع حجر الأساس لمشروع “دزاير ميديا سيتي” في الجزائر العاصمة، المخصص للمدينة الإعلامية الجديدة، كما تم تخفيض تكلفة شريط وكالة الأنباء الجزائرية لصالح وسائل الإعلام الوطنية، بالإضافة إلى تخفيض نسبة الضريبة على القيمة المضافة لمنتسبي قطاع الإعلام، علاوة على ذلك، تقرر تخفيض تكلفة استضافة المواقع الإلكترونية في “اتصالات الجزائر” للمؤسسات الإعلامية بنسبة تتراوح بين 33 و36 بالمئة، مع زيادة في طاقتها وتحسين سعته، تم أيضًا تخفيض أسعار إيجار المساحات في دار الصحافة لصالح المؤسسات الإعلامية، وكذلك تخفيض أسعار التذاكر عبر الخطوط الجوية بنسبة تصل إلى 50 بالمائة لفائدة الإعلاميين الرياضيين المكلفين بتغطية المنافسات الإفريقية.

وفي الجانب المعنوي، تم إطلاق تسمية المراكز الصحفية في الملاعب الكبرى بأسماء الصحفيين الرياضيين، كما قامت وزارة الاتصال بتطوير برامج تدريبية لصالح الصحفيين الرياضيين، وغيرها من الإجراءات.

وعلى الرغم من هذه الخطوات المهمة، لا يزال الإعلام الرياضي في الجزائر يواجه العديد من التحديات والرهانات حتى يتمكن فعلا من تحقيق تطور أكبر للوصول إلى تقديم محتوى رياضي أكثر تفاعلًا وشمولية، بما يتماشى مع المعايير الاحترافية المنشودة.

شاهر عبيدي 3
شاهر عبيدي (صحفي رياضي –الجزائر)

أدوات جديدة.. ما المطلوب لتحديث منظومة الإعلام الرياضي؟

الإعلام يشكل جزءًا أساسيًا من أي مشروع رياضي طموح، حيث يُعد عنصرًا حاسمًا لاستمرارية هذا المشروع، خاصة في ظل الانفتاح الكبير الذي شهدته وسائل الإعلام السمعية البصرية في السنوات الأخيرة، كما أن الثورة التي أحدثتها مواقع التواصل الاجتماعي قد عززت من قوة تأثير الإعلام، وأصبح له دور بارز في تشكيل الرأي العام يومًا بعد يوم.

إن الإعلام الرياضي لديه القدرة على تبني استراتيجيات متعددة من أجل تطوير الرياضة، لا سيما تلك التي تفتقر إلى الشهرة والمتابعة الجماهيرية، يمكن ذلك من خلال تسليط الضوء على هذه الرياضات عبر برامج رياضية متخصصة، يشارك فيها ضيوف من ذوي الخبرة في هذا المجال، الذين يسعون بدورهم للتعريف بالرياضات التي تفتقر إلى التغطية الإعلامية المناسبة مقارنةً بالمنافسات الرياضية الأكثر شهرة.

تتمثل إحدى الاستراتيجيات الأخرى في تضمين هذه الرياضات في أولويات برامج الرياضة والنشرات الإخبارية، بالإضافة إلى إنتاج روبورتاجات وبورتريهات عن الرياضيين، مع إمكانية تنظيم دورات وطنية تحت إشراف القنوات الإعلامية، خاصةً تلك التي تتمتع بمتابعة جماهيرية واسعة.

في الوقت الراهن، أتاحت مواقع التواصل الاجتماعي الفرصة للعديد من الرياضيين، سواء في كرة القدم أو التنس أو كرة اليد وغيرهم من الرياضات، للتألق والظهور بشكل لافت، فقد ساهمت هذه المنصات في انتقالهم من دوريات الهواة إلى بطولات المحترفين، وليس ذلك مقتصرًا على كرة القدم فحسب، بل امتد إلى كافة الرياضات، اليوم، يسعى الشبان في بداية مسيرتهم الرياضية للحصول على فرصتهم وتأكيد جدارتهم بالتواجد في مستويات متقدمة عبر السوشيال ميديا.

ومن اللافت أن هؤلاء الرياضيين يحققون نجاحًا سريعًا، حيث يتلقون آلاف التعليقات والإعجابات، بل ويتصدرون “الترند” في كثير من الأحيان، القنوات المميزة أو الصحفيون الأذكياء هم من يستفيدون من هذه الظاهرة عبر استضافة الرياضيين ومتابعة مسيرتهم، مما يمنحهم الفرصة لاستكشاف تفاصيل حياتهم الشخصية، بداية من مسيرتهم الرياضية إلى قصصهم الملهمة التي تُعدّ عبرة لكل من يطمح للنجاح.

هذا هو التنافس الشريف الذي يساهم في جذب المتابعين وزيادة نسبة المشاهدات والقراء، وليس المواضيع السطحية التي لم تعد تلبي تطلعات الجمهور.

سهام سعدية سوماتي

سهام سعدية سوماتي

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
وزير الاتصال..الجزائر توسّع بثها الإعلامي دوليًا عبر الأقمار الصناعية سونلغاز تفتح أبوابها لنقل خبرتها إلى بوركينا فاسو قائد الجيش السوداني:"الخرطوم حرة" استنفار وطني لمواجهة أسراب الجراد ومنع انتشارها إلى ولايات جديدة رقمنة الخدمات التجارية.. "مرافق كوم" الحل الذكي لمتابعة مداومة التجار دوفيلبان يتصدر الشخصيات السياسية المفضلة في فرنسا بعد مواقفه من غزة والجزائر هذه أبرز الملفات التي ناقشها اجتماع الحكومة الجزائر في صدارة الدول المصدرة للغاز المسال بإفريقيا ليلة القدر في الجزائر.. نفحات إيمانية وعادات متجذرة الكاردينال فيسكو: "تصريحات روتايو مستفزة والجزائر لن تخضع للخطاب التهديدي"  غزة تشتعل.. تصعيد عسكري ونفير عام ورسائل تهز "إسرائيل" بوغالي يطالب إسبانيا بمراجعة موقفها من قضية الصحراء الغربية القضاء الفرنسي يرفض طلب تعليق قرار طرد المؤثر الجزائري "دوالمن" بشراكة صينية.. نحو إعادة إطلاق مصنع الإسمنت بالجلفة سقوط القصر الرئاسي بيد الجيش.. معركة الخرطوم تدخل مرحلة الحسم ليلة الشك.. الجزائر تتحرى رؤية هلال شهر شوال يوم السبت هذه حصيلة نشاط الرقابة وقمع الغش والمضاربة خلال 24 يوما من رمضان وزارة التربية تنشر جدول التوقيت الخاص بامتحاني "البيام" و"الباك" خيرات الصحراء الغربية.. موارد منهوبة تموّل آلة الإجرام المغربية! مواد مسرطنة في الحلويات الحديثة.. حماية المستهلك تحذّر