الاتحاد الأفريقي يُحذّر من خطورة الوضع بإقليم تيغراي الإثيوبي

الاتحاد الأفريقي يحذر من خطورة الوضع بإقليم تيغراي الإثيوبي

أعرب الاتحاد الأفريقي، عن قلقه العميق حيال تطورات الأوضاع في إقليم تيغراي الإثيوبي، حيث تهدد الخلافات السياسية بين الفصائل المتناحرة اتفاق السلام الهش الذي أنهى الحرب في المنطقة.

وأكد الاتحاد، في بيان رسمي، أنه يراقب عن كثب تصاعد التوترات داخل جبهة تحرير شعب تيغراي، محذرًا من خطورة الوضع على الاستقرار الإقليمي. كما شدد على ضرورة الالتزام باتفاق السلام، داعيًا جميع الأطراف إلى ضبط النفس والانخراط في حوار بناء لتجنب اندلاع جولة جديدة من العنف.

وأشار الاتحاد إلى أن احترام اتفاق السلام يعد أمرًا أساسيًا للحفاظ على الاستقرار الذي تحقق بعد سنوات من النزاع، ولتهيئة الأجواء للمصالحة الوطنية والتنمية المستدامة في الإقليم. كما أكد على أهمية إيجاد تسوية سياسية شاملة تضمن إشراك جميع الأطراف، محذرًا من أن أي انتكاسة قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والسياسية في المنطقة.

اتفاق بريتوريا مهدد

من جانبه، حذر حاكم إقليم تيغراي من تفاقم الأزمة الإنسانية، مشيرًا إلى تعطل جهود إعادة النازحين واستمرار الصراعات الداخلية التي تعرقل الاستقرار. وأضاف أن جبهة تحرير تيغراي، التي وصفها بـ”الفصيل المنشق”، أعلنت نفسها السلطة الشرعية الوحيدة في الإقليم، ما أدى إلى حالة من الفوضى السياسية تهدد السلم المجتمعي.

وندّد الحاكم بوجود القوات الإريترية داخل الإقليم، معتبرًا ذلك تهديدًا خطيرًا لاستقراره، داعيًا الحكومة الفدرالية الإثيوبية إلى تحمل مسؤوليتها في حماية الإقليم من أي تدخلات خارجية قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد.

وطالب المجتمع الدولي بالتدخل لمنع تفاقم الأزمة والضغط من أجل التنفيذ الكامل لاتفاق بريتوريا للسلام، محذرًا من خطر توسع جبهة تحرير تيغراي، التي اعتبرها تهديدًا لاستقرار الإقليم بأكمله.

يُذكر أن اتفاق بريتوريا للسلام، الموقع في نوفمبر 2022، أنهى حربًا دموية استمرت لعامين بين الحكومة الفدرالية الإثيوبية ومتمردي جبهة تحرير تيغراي، وأسفرت عن مقتل ما يصل إلى 600 ألف شخص وفق بعض التقديرات.

ورغم الاتفاق، فإن التأخير في تنفيذ بنوده بالكامل أدى إلى تفاقم الانقسامات السياسية داخل الإقليم، مما أثار مخاوف من اندلاع صراع جديد يهدد الاستقرار في المنطقة.

انقسام داخلي وتأزم سياسي

وتُعتبر تيغراي موطن جماعة عرقية ظلّت تقود الائتلاف الحاكم على مدى عقود، إلى حين تولي أبي أحمد السلطة في عام 2018.

ويقع الإقليم شمال إثيوبيا، تحدّه من الشمال إريتريا ومن الغرب السودان ومن الشرق عفر ومن الجنوب إقليم أمهرة.

وتُشكّل هذه الجماعة حوالي 6 بالمائة من سكان إثيوبيا، لكن تاريخ المنطقة السياسي جعلها أغنى وأعظم تأثيراً من مناطق أخرى تتفوق عليها في عدد السكان.

وكان التيغراي يهيمنون على الساحة السياسية في إثيوبيا منذ إطاحة زعيم المجلس العسكري منغستو هيلا مريام عام 1991، لكن نفوذهم تراجع في ظل حكم أبي أحمد وانسحبت “جبهة تحرير شعب تيغراي” من الائتلاف الحاكم في 2019.

منير بن دادي

منير بن دادي

صحافي جزائري مهتم بالشّأن الوطني والدّولي

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
روسيا تُبدي رغبتها في إطلاق مشاريع استثمارية جديدة في الجزائر الاتحاد الأوروبي يُشيد بدور الجزائر كشريك موثوق واستراتيجي في المنطقة توجيهات صارمة لتسريع عمليات صيانة وتجهيز البواخر مولوجي تُبرز جهود الدولة في التكفل بذوي الاحتياجات الخاصة وزير العدل: مشروع قانون الإجراءات الجزائية حماية للمال العام والاقتصاد الوطني سايحي يدعو إلى تكثيف الجهود لتحسين التكفل بمرضى السرطان وتوسيع مراكز العلاج وزير التجارة يؤكد على ضرورة تطوير آليات العمل الرقابي لمواكبة تحولات السوق مجاهد: نجاح الجزائر يكمن في تعاملها مع القضايا بالمبادئ لا بالمصلحة أزيد من 20 شركة روسية تستكشف السوق الجزائرية في منتدى أعمال مشترك فرنسا تغازل أحفاد النازيين.. ما القصة؟ الجزائر تستعدُّ لاحتضان مؤتمر إفريقي هام الأضاحي المستوردة.. الأولوية للفئات المعوزة وأصحاب الدخل المحدود حصيلة مروعة.. 39 قتيلا في حوادث المرور خلال أسبوع وزير الاتصال: "التكوين أساس تشكيل جبهة إعلامية تدافع عن الوطن" هذا موعد انطلاق الطبعة الثالثة للصالون الإفريقي للأعمال بوهران وزارة التربية تواصل سلسة جلسات دراسة وتدقيق اقتراحات المنظمات النقابية المعتمدة شنقريحة: العلاقات الجزائرية-الرواندية نموذج للتنسيق السياسي في الدفاع عن إفريقيا اللغة الأمازيغية.. دعم متزايد لإصدارات في مختلف المجالات الثقافية عرقاب: الجزائر تُشجع التحول نحو نموذج طاقوي مستدام ومتكامل في إفريقيا الغموض يخيّم على واغادوغو.. حملة اعتقالات تفضح صراع أجنحة في جيش بوركينا فاسو