كشفت وسائل إعلام إسبانية، أن الاتحاد الأوروبي، رفض الاستجابة للمطالب الإسبانية بتبني الانتقام ضد الجزائر.
وقالت صحيفة “لافانغوارديا” الإسبانية، إن بروكسل ذكّرت إسبانيا بأنها لا تستطيع أن تتبنى انتقامًا تجاريًا ضد الجزائر.
وأضافت الصحيفة، حسب تغريدة على حسابها في موقع تويتر، أن بروكسل تلتزم بالطرق الودية والدبلوماسية للمساعدة في حل الأزمة بين البلدين.
وأعرب الاتحاد الأوروبي، أمس الخميس، عن أمله في مراجعة الجزائر لقرارها بتعليق العمل بمعاهدة الصداقة مع إسبانيا.
ولم يخف الاتحاد قلقه البالغ في تعليق العمل بهذه الاتفاقية الني تعود لسنة 2002، بسبب القرار الذي اتخذته الجزائر، على خلفية تغيير الموقف الإسباني تجاه الصحراء الغربية.
وقررت الجزائر، أول أمس الأربعاء، التعليق الفوري لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع إسبانيا التي أبرمت في 08 أكتوبر 2002 مع المملكة الإسبانية.
وقالت المتحدثة باسم الشؤون الخارجية للمفوضية الأوروبية، في تصريح نقله موقع “فيلاواب”، إن القرار لا يزال قيد التقييم.
وأعربت المتحدثة عن أملها في تراجع السلطات الجزائرية عن هذا القرار، وحثّت جميع الأطراف على إيجاد حلول مناسبة.
وأضافت المسؤولة ذاتها، إن الجزائر شريك مهم ولاعب رئيسي في الاستقرار الإقليمي.
وأكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، أمس الخميس أنه ستكون هناك استجابة مناسبة لتعليق الجزائر المعاهدة الثنائية، موضحا أن مدريد ستكون حازمة في الدفاع عن مصالحها الوطنية ومصالح شركاتها.
وقال ألباريس إن إمدادات الغاز الجزائري لبلده لن تتأثر بهذا القرار.
وكشفت مصادر دبلوماسية جزائرية، أن إسبانيا في عهد سانشيز لم تعد شريكا موثوقا للجزائر بعد تغيير موقفها بخصوص الصحراء الغربية.
وحول إمكانية اتخاذ قرارات جديدة ضد إسبانيا بعد تعليق معاهدة الصداقة، قال مصدر دبلوماسي جزائري لموقع الشروق أونلاين، إن هناك قرارات أخرى سيعلن عنها لاحقا.
وجاء تعليق الجزائر لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع اسبانيا، “نتيجة لغياب سياسة الدولة” لدى مدريد، “خبر جد مؤسف” للإسبان، حسب ما أكده أول أمس الخميس، الحزب الشعبي الإسباني.
وطلبت المجموعة البرلمانية للحزب الشعبي مثول وزير الشؤون الخارجية، خوسي مانويل ألباريس أمام مؤتمر النواب “لتقديم توضيحات” بمقر البرلمان بخصوص تعليق الجزائر لمعاهدة الصداقة مع اسبانيا.
ويرى الحزب الشعبي هذا التعليق بمثابة “خبر جد مؤسف لبلادنا” و”يعود لغياب سياسة خارجية حقيقية، وكذا للتحولات أحادية الطرف في مواقف رئيس الوزراء بيدرو سانشيز.”
وانتقدت الأمينة العام للحزب الشعبي، غوجا غامارا، رئيس الوزراء الإسباني، حيث كتبت في حسابها على تويتر “بيدرو سانشيز يفعلها مجددا. الجزائر تعلق معاهدة حسن الجوار مع إسبانيا. إنها نتيجة أخرى لغياب سياسة الدولة”.
وأضافت: “نطالب بالمثول الفوري للوزير ألباريس (أمام البرلمان)، فالإسبان يستحقون توضيحات”.
وأكدت مصادر من حزب المعارضة الرئيسي، ذكرتها جريدة “إلموندو”، أنه “حيث ما طرأ مشكل يعمل سانشيز بدل حله على افتعال ثلاثة مشاكل أخرى”.