“عِقاب جماعي واعتقالات واعتداءات بالقنابل وتجويع وحرمان من التعليم والعمل والتجوال لعشرات آلاف الفلسطينيين”، هذا هو حال أهالي مخيم «شعفاط» وبلدة «عناتا» بالقدس المحتلة في ظل الحصار المفروض عليهم منذ 3 أيام، على إثر قيام مسلّح فلسطيني بمهاجمة تجمّع لجنود الاحتلال على معبر مخيم شعفاط العسكري، مساء السبت.
فمن مسافة قريبة جدا، ترجّل فدائي فلسطيني من مركبة تحت أعين جنود الاحتلال، واقترب من مسافة صفر وأطلق النار من مسدسه تجاههم فشتّتوا من هول الصدمة، هاربين دون التّمكّن من إصابته، حيث انسحب المنفّذ من مكان العملية التي أسفرت عن مقتل جندية صهيونية وإصابة جنديين آخرين بجراح متفاوتة.
ولليوم الثالث على التوالي، تواصل قوات الاحتلال فرض الحصار المشدّد على مخيم شعفاط، وبلدة عناتا، في وقت تستمرّ عمليات البحث الصهيونية عن منفذ العملية، إذ لا زالت قوات الاحتلال تغلق مداخل ومخارج مخيم شعفاط، وسط مداهمات لا تتوقّف شهدتها مناطق متفرقة من القدس، منها العيسوية، وسلوان مواجهات.
وشهد المخيم مواجهات عنيفة لليوم الثالث، كما نصبت قوات الاحتلال الحواجز على مداخله، سعيا للتضييق على سكان المخيم، فيما تمّ إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة صوب الشبان والبيوت والمحلات التجارية بالمخيم، وانتشر المستعربون في محيط الحاجز العسكري، وبين الأزقة والحواري في المخيم.
تعليق الدوام في المدارس
وجرى ـ يوم الاثنين 10 أكتوبر ـ عن تعليق الدوام في مدارس المخيم ومدارس عناتا الحكومية والخاصة، حرصا على الطلبة في ظل الأوضاع الأمنية السائدة، وقالت مصادر فلسطينية محلية، إن قوات الاحتلال تفرض حصارا على مخيم شعفاط وبلدة عناتا وتمنع الفلسطينيين من مغادرتهما، فيما شنت حملة مداهمة وتفتيش بحق المنازل وعاثت فيها خرابا.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن أعمال التمشيط مستمرة وخاصة في مخيم شعفاط، وهو المخيم الوحيد المتواجد داخل الجدار شرقي القدس، حيث يعتقد بأن المهاجم يختبئ هناك، ويجد دعما وغطاء من سكان المخيم.
وكشفت سلطات الاحتلال تفاصيل جديدة حول منفذ عملية حاجز شعفاط، والتي ادعت أنه «عدي التميمي» (22 عاما) الذي تقول الأجهزة الأمنية للاحتلال أنه:”تصرف بمفرده دون أي ارتباط بـ(خلية منظمة)”.
وفي محاولة لممارسة الضغوطات على التميمي ودفعه إلى تسليم نفسه، اعتقلت قوات الاحتلال والدة ووالد وشقيق التميمي، إضافة إلى الشخص الذي أقله في مركبته، وثلاثة شبان آخرين يزعم الاحتلال أنهم ساعدوه، وبحسب مصادر محلية فقد نفذت قوات الاحتلال اعتقالات صد نحو 20 فلسطينيا ومددت المحكمة توقيف 9 منهم.
وفي السياق، قالت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، في بيان تسلّمت «الأيام نيوز» نسخة منه، بأن العقوبات الجماعية وعمليات القتل التي يمارسها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، لن تجلب الأمن والاستقرار للعدو، ولن تنال من عزيمة الشعب الفلسطيني وإصراره في الدفاع عن أرضه ووجوده.
وقالت الهيئة إن الشعب الفلسطيني الذي يناضل منذ أكثر من 100 عام، قدم خلالها التضحيات الجسام في سبيل قضيته الوطنية ولن يرضخ لهذا الاحتلال، ولن يرفع الراية البيضاء وسيواصل النضال بكافة الأشكال من أجل حقه في وجوده وأرضه ومقدساته.