“بالدم نكتب لفلسطين” رسالة حملها الصحفي الفلسطيني على أكتافه قابضا على جمر الحقيقة رغم فداحة التحديات وجسامة الاعتداءات التي تقف في طريق أداء واجبه المهني.
ويواجه الصحفيون الفلسطينيون ممارسات صهيونية ممنهجة لمنعهم من نقل الحقيقة وفضح الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين، والتي ينتهك ـ من خلالها ـ مواثيق القانون الدولي والإنساني، فبحسب إحصائية المكتب الإعلام الحكومي فقد استشهد 50 صحفيا وجُرح آخرون، وذلك، منذ بداية العام حين تعرض الصحفيون لما يقارب 692 انتهاكا في الأراضي الفلسطينية.
وبمناسبة يوم التضامن مع الصحفي الفلسطيني الذي يصادف في السادس والعشرين من سبتمبر من كل عام، نظم المكتب الإعلامي الحكومي معرض صور في مدينة غزة بعنوان “حكاية صورة” لتوثيق انتهاكات الاحتلال ضد الصحفيين.
استهداف الحقيقة
وبدوره أكد رئيس المكتب الإعلامي سلامة معروف أن الاحتلال يتعمد استهداف الإعلاميين الفلسطينيين والمكاتب الإعلامية لإخفاء جرائمه مشيرا إلى أن حجم الانتهاكات بحق الصحفيين يدلل على مدى تغوّل وإجرام الاحتلال دون وجود أي رادع.
وأضاف معروف في تصريح لـ«الأيام نيوز» قائلا: إن “عشرات الإعلاميين الفلسطينيين دفعوا ثمن مهنتهم وعملهم وضريبة نقلهم للحقيقة فمنهم من استشهد أو جرح أو فقد جزءا من جسمه”، وأوضح أن “50 صحفيا استشهدوا بنيران الاحتلال كان آخرهم «شرين أبو عاقلة» و«غفران وراسنة» وذلك منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 وحتى الآن، مشيرا إلى أن المعرض الذي أقيم بهدف توثيق الاعتداءات والانتهاكات ضد الصحفيين.
وأفاد المتحدث أن قوات الاحتلال ارتكبت 692 اعتداء وانتهاكا، بحق الصحفيين بالضفة الغربية وقطاع غزة والقدس منذ بداية العام الجاري، معربا ـ في يوم التضامن مع الصحفي الفلسطيني ـ عن أمله في أن يتم حماية الصحفيين الفلسطينيين وأن تنصفهم المؤسسات الدولية اتجاه ما يتعرضون له من انتهاكات صهيونية، كما طالب بضرورة رد الاعتبار المهني والقانوني والإنساني للصحفيين الفلسطينيين وإدخال معدات الحماية والسلامة المهنية والضغط على الاحتلال بمنع استهدافهم واستهداف مكاتبهم.
ولا يتوانى الصحفيون عن تقديم أرواحهم من أجل نقل الحقيقة للعالم ونقل صورة ما يجري بالأراضي الفلسطينية ـ بجميع أبعادها وتفاصيلها ـ بالرغم من التهديدات والمخاطر التي يتعرضون لها.
اختراق للقانون الإنساني
وفي السياق ذاته شدد مدير العلاقات العامة في المكتب الإعلامي «محمود الفرا» أن استهداف الاحتلال للصحفي الفلسطيني، بالملاحقة والاعتقال والقتل بدم بارد، لن يفلح في تكميم أفواه الصحفيين.
وأكد «الفرا»، في تصريح لـ«الأيام نيوز» أن الصحفي الفلسطيني يتعرض لانتهاكات جسيمة من قبل ترسانة الاحتلال الصهيوني الذي يضرب بها عرض الحائط كافة القوانين الدولية والإنسانية، وقال «الفرا»: “إننا أقمنا معرض يوثق جرائم الاحتلال ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية ويحمل في زواياه روايات وحكايات لصحفيين كتبوا بالدم لاجل فلسطين”.
من جهتها طالبت لجنة دعم الصحفيين المحكمة الجنائية الدولية بالعمل على محاسبة الاحتلال الصهيوني الذي يواصل ارتكاب الجرائم بحق الصحفيين، وأكدت اللجنة في بيان صحفي وصل «الأيام نيوز» نسخة منه أن اعتداءات الاحتلال ارتفعت ذروتها خلال شهر ماي الماضي والذي اغتال فيه الصحافية شيرين أبو عاقلة.
ووثقت منذ عام 2022 استشهاد صحفيين اثنين وإصابة واستهداف 160 صحافيًا وصحافية برصاص الاحتلال كما رصدت 61 حالة اعتقال و181 عرقلة عمل ومنع من التغطية وسجلت 12 حالة إغلاق وتحطيم مؤسسات صحفية
رواية العين
«عطية درويش» هو عين من عيون الحقيقة ولكنّ الاحتلال الصهيوني أفقده إحدى عينيه لإسكات كاميرته، وكان يجتهد ليلتقط صورا توثّق جرائم الاحتلال في مسيرات العودة قبل ثلاث سنوات، لكن نيران الاحتلال أجهزت على عينه.
ويقول عطية لـ«الأيام نيوز» أنا مصور، وأعتمد على عيني في عملي بشكل أساسي، الآن لا استطيع الرؤية بسهولة وأعاني من ممارسة عملي بالشكل المطلوب، ويضيف إن: “الإصابة لم تتسبب في إثنائي عن مواصلة عملي الإعلامي بالرغم من صعوبته، سأستمر في فضح جرائم الاحتلال بحقنا وحق كل زملائي الصحفيين فالإصابة زادتني إصرارا على نقل الحقيقة والرواية الفلسطينية إلى كل العالم”.