قضى الله بتعاقب الدول، وتقلب الأيام عليها بين صابٍ وعسل، فلا قويّها باقٍ عليهم سرمدا، ولا ضعيفها بمستضعف أبدا، ولا يرفع الدول شيء كمطامح الرجال، لا المنشغلون بالصغائر وربات الحجال، ولا بد للأمر من تدبير، وإمعان عقل في التخطيط والتفكير، فالله يبعث الفرص، يدركها من تحرّى واقتنص، من ينقض إذا رآها انقضاض الصقر، ولو كان هدفه في أعمق وكر، الذي جعل جِنانه في طرف بنانه، الساعي لمبتغاه لو بحد سنانه، فإن أدنى أمر يحتاج سببا، فالرابح من أتبع كل شيء سببا.
يتبادر لذهن كل محنك سياسي أسئلة محورية، وبلا أدنى شك تتردد هذه الأسئلة في عقول المتنفذين الغربيين الراغبين في البقاء على قمة هرم هذا العالم، وأهم هذه الأسئلة: هل أخطأت أمريكا بتركيزها على الشرق الأوسط آخر عقدين من عمرها؟ ولما لم تقتل التنين الصيني في مهده مباشرة بعد القضاء على الاتحاد السوفياتي، وقبل أن ينمو ليصل لهذا الحد الذي يهدّد أن يحرق عرشها؟ وأليس رجوع روسيا بهذه السرعة لتحتل مركزها السابق كندّ للغرب، يعد فشلا ذريعا في التخلص من تهديدها نهائيا، وإجهاض المعسكر الشرقي؟ الإجابة على هذه الأسئلة ستكون نسبية جدا، ولكن حتى الفواصل العشرية فيها كافية لتحدّد لمن ستكون الغلبة بعد عقود قليلة من الزمان.
أمضت أمريكا عقدين كاملين من عمرها في قمة الهرم العالمي، محاولة تغيير أنظمة بعض دول الشرق الأوسط بالحديد والنار، أو بالطرق الخفية المعروفة، حتى تبتر أذرع أخطبوط المعسكر الشرقي، لتمنع الرجوع السريع لأحلاف الحرب الباردة، فإذا ما استفاقت روسيا الند السابق والصين الطامحة، فستجد أنفسها بلا حلفاء جاهزين يعينونها لتمرير مشروعها بسرعة للعالم، وهذا فعلا ما نجحت فيه أمريكا نجاحا ساحقا، فتخيل معي لو كنا بعامنا هذا 2023 وصدام يحكم العراق، والقذافي بليبيا، والبشير بالسودان، وعلي عبد الله صالح باليمن، مع بقاء سوريا بقوتها والجزائر بما هي عليه الآن، لكان الغرب يحك ذقنه حاليا! لأن المعسكر الشرقي سيكون قد تكوّن بالفعل، ورجع هؤلاء لأحلامهم التي غابت مع غياب الداعم الوحيد بالسلاح سابقا لهم، ألا وهو الاتحاد السوفياتي، ولتحركت رغبتهم في تهديد المصالح الغربية مجددا، رغبة في الانتقام من العقوبات والتهديدات التي تعرضوا لها، ولمحاولة الفرار من الوضع المزري في دولهم من تكالب العالم الغربي عليهم سابقا، ولكان الغرب الآن ليس متأكدا أن بمقدوره فتح نزاع آخر معهم، في حين إنه يستنزف في حرب دولة عظمى في حدوده الشرقية، فهم يرون روسيا كحوت فاتحا فاه ليبتلعهم، لا تستطيع أوروبا خصوصا رفع أعينها عن هذه المعركة، فكيف لو أضفنا داعما جديدا لم يكن سابقا بقوته وضخامته اليوم بتاتا! دولتان عظيمتان مصدرتان للسلاح، وأحدهما قوة اقتصادية قادرة على انتشالك من العقوبات المفروضة، ولكنا الآن نتحدث عن جبهات عدة، تعيد لنا مشهد الستينيات وثوراتها، فالخطة الأمريكية إذن نجحت في استئصال هذه الأخطار، وكان تنبؤها سليما، وقد تجنبت خطورة كبيرة كانت ستؤثر اليوم كثيرا على هيمنتها، لكن نجاح أمريكا هنا أيضا تعرض للنسبية، فلا يمكن أن تدير كل خيوط اللعبة بنفسك! نعم سقطت القوى العربية المتنفذة، ولكن صعدت قوى إقليمية جارة تنافس الغرب على تقاسم أرباح سقوط العرب، وهما إيران وتركيا اللتان شاركتا في كل نزاع عربي، وكان لهؤلاء تأثير آخر منطلق من تشارك الدين والتاريخ معهما، وكسبا بعض الأوراق على حساب الغرب، فحاول ترامب أن يسد هذه الفجوة، عن طريق الضغط على العرب للتطبيع، وجعلهم في حلف تقوده دولة الاحتلال الصهيوني، لتمكينها من حلمها بأن تكون شرطيا على المنطقة بأسرع وقت ممكن، مستعينة ببعض القوى التي تعينها على مشروعها لتكون في محل النائب، ولكن قدرة الله قدرت أن يكون حتى النجاح في هذا المشروع نسبيا مجددا، فلم يسعفهم الوقت بحمد الله لإكمال هذا المشروع في وقت قصير يمكنهم من التفرغ لغيرهم، لتظل ليبيا واليمن للآن خارج حسبة التطبيع مع ما بهما من فوضى، في حين كان يراد أن تنضما للتطبيع عن طريق بعض الفصائل الراغبة بالحكم، ولو عن طريق فصل دولهم، ولكن السودان وقع ضحية لهذا الأمر للأسف، وإلا كانت الآن أغلب الدول العربية مطبّعة، وبدوره ستمثل لوبيا ضاغطا للدول الأخرى على قبول التطبيع، ولكن قضاء الله غالب على أمر كل أحد.
لكن السؤال الأهم الذي يدور في أذهان رجال البيت الأبيض، هل كان هذا هو الحل الأمثل لتأخير الصدام القادم مع الشرق؟ الإجابة بدأت تتضح الآن.. ونقترب أن نقول: لا قطعا! ولملت للحل الأخطر الذي نصح به العربي أبو أذينة – ابن عم الملك – ملكه الأسود بن المنذر اللخمي حين استطاعوا أسر عدد من ملوك الغساسنة الذين حاربوهم وقتلوا أخا لأبي أذينة، فقال مغريا بهم حين همّ الملك في إطلاق سراحهم:
والعفو إلا عن الأكفاء مكرمة.. من قال غير الذي قد قلته كذباً
قتلت عمراً وتستبقي يزيد لقد.. رأيت رأياً يجر الويل والحربا
لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها.. إن كنت شهماً فأتبع رأسها الذنبا
اختارت أمريكا وحلفاؤها أن نكون نحن المسلمون في فوهة المدفع بعد قتال الشيوعية، لأن الإسلام دين وفكر يحول دون تسليم المسلمين رؤوسهم لكل ما يأتي من الغرب، وهو أقوى من مجرد حضارة قامت على نمط ثقافي وعيش معيّن، فكم من دولة مسخت ثقافتها ولغتها بقوة الإعلام أو من محبتها في متابعة الغالبين، ولكن الإسلام يحثّ المسلمين كافة على نمط عيش معيّن، يتعذّر عادة القيام به مع معتقدات الغرب المادية، وبذلك تجدهم دائما طامحين لنظام إسلامي يمزج التدين والتمدّن معا، وهم يرون أنفسهم قادة للأمم، فقد تربعوا عرش الأمم لقرون عديدة، ولن يتنازلوا عن هذه الفكرة ولو تأخروا فيها، لذلك كان الإسلام في نظرهم أعظم مشكلة حتى وهم مشتتين وضعفاء، وراهنوا على أن القوى الصاعدة الآسيوية سوف تتبنى النهج الغربي في حياتها، ولكن حسبتهم هذه لم تنجح كما يريدون، فقد أصبح الصيني والهندي والكوري والماليزي وثقافات الشرق تعتز بثقافتها، ولولا أن اليابان في قبضة أمريكا لربما مالت للمعسكر الشرقي حين تحس إن الرياح تبدلت، ولأصبح لها دورا قياديا في الشرق، بعكس الغرب الذي يراها خط مواجهة أول مع الشرق فقط.
وبسبب المراهنة على تبدل الفكر الشرقي، كان لا بد من المساهمة في مشروع التبديل هذا، مع رغبتهم في استغلال الأيدي العاملة الرخيصة جدا، لكي تتضاعف ميزانياتهم للحد الذي يصلون فيه لمرحلة أخرى من التقدم لا يصل لمستواه الشرق قريبا جدا، فانطلقوا ينقلون صناعتهم للشرق دون تحفظ، فاستفادوا وأثرت شركاتهم جدا، وقدروا على تغطية نفقات حروبهم ضدنا، وبقوة رأس المال هذا بقوا مهيمنين على العالم، ولكنهم صنعوا جيلا ماهرا صناعيا قادرا على إقفال مصانع أوروبا مستقبلا، فقد استخدمت الصين الهندسة العكسية لاستنساخ جل ما يصنعه الغرب، ولأن سوقهم الداخلي فقط مكون من أزيد من مليار شخص، فقد قدروا أن ينجحوا سريعا في تسويق بضاعتهم داخليا ثم التوسع والانتشار بعد الاستفادة من الأرباح الأولية، وهذا ملاحظ في السيارات الصينية الأولى الرديئة، وما تنقله لنا الآن من سيارات، فصار نمو الصين يفوق كل توقع، معتمدين على السرعة في بناء مدنهم ومصانعهم، مما لم يترك للغرب حتى مجالا للتفكير كيف يوقفون هذا الوحش الصاعد! فكأنهم كمن ربى ضبعا بيديه، فرجعوا اليوم ينفقون ما كسبوه على صنع السلاح والإكثار من بناء القواعد، ليحكموا الخناق على الصين وروسيا بقواعدهم المنتشرة، فكان الرد الصيني الروسي على هذه القواعد والانتشار بأن حوّلوا ثقلهم من الشرق الأوسط، ليدخلوا لأدغال إفريقيا رويدا رويدا، مع إبقاء إيران الحليف الوحيد العسكري للصين وروسيا يده ممتدة لإشغال بال أمريكا وحلفاؤها هناك، ولتمكينها على منازعة الصهاينة على من يصير الشرطي علينا، فالغرب يدعم وكيلته “إسرائيل” بكل قوته، والشرق يدعم وكيلته إيران، ونحن نتساءل لم فشلنا في حرب اليمن حتى؟! لأننا لسنا المختارون لأن نكون نحن شرطة المنطقة، ولا يمكن السماح لنا بالانتصارات، لأنها تسبب تضخم في شعبيتنا، وزيادة في مطامحنا، وقد تحثنا على العصامية وحب التفرد عن الغرب، لأننا سنرى أنفسنا وصلنا فيه لحالة نقدر فيها الاستغناء عن الغرب، لكنهم أفهمونا بطريقتهم الماكرة، بأن أوصلونا لطريق مسدود وحالة من اليأس، إنه لا يمكننا كسب حرب ولو بسيطة ما دامت قواعد اللعبة هذه بالمنطقة لم تتبدل، ولم نفز نحن العرب إلا بالسخام الأمريكي كما قال الجنرال محمد ضياء الحق: ((إن من يتعامل مع أمريكا كالذي يتعامل مع الفحم لا يناله إلا سواد الوجه واليدين))، فأمريكا لا تريد من دعمنا إلا القدر الذي نقوم بخدمة مصالحها المشتركة، ولكن هيهات أن تسمح أن نرفع رؤوسنا فوق الخطة الإسرائيلية للمنطقة، وأما عن مشاكلنا فيقول الثعلب هنري كيسنجر -وزير الخارجية الأمريكية السابق-: ((ليس من مصلحة أمريكا إيجاد حلّ لأيّ مشكلة في العالم، هي فقط تمسك بخيوط المشكلة.. ثم تحركها وفقاً لمصالحها)).
فكان دخول الصين وروسيا لإفريقيا مثل دخول حصان طروادة للقلعة الفرنسية المتجذرة هناك، صانعين من تلك الدول حلفاء لهم تدريجيا، وبدأت مظاهر الصراع بين الشرق والغرب تطفو في إفريقيا، باستثمارات الصين وعمالها، وبقوات فاغنر الروسية وسلاحها وجواسيسها، فقد طردت أكثر من دولة القوات الفرنسية، وتسيطر قوات من فاغنر على حقول النفط الليبية والتي طمعت فرنسا بها، ولم تقف الأمور عند هذا الحد، فقد بدأت الصين ببناء قواعد عسكرية لها بأرجاء إفريقيا، ومن خلال الصفقات التجارية الكبرى مع الرؤساء، تضمن ولاء جمعا من قادتها، وهذا ما تفعله روسيا أيضا من خلال شركتها للطاقة روساتوم، لتكون بديلا للشركات الأجنبية، ولتفتح سوقا لسلاحها حين عزف العرب عنه، وصناعة السوق هو ما توده الصين في إفريقيا بقوة مع روسيا، فلو نجحا في تكوينه وبوادر النجاح ظاهرة للآن، سيعزّز ذلك من شركاتهما ونموهما بقوة، خصوصا لو تحدثنا عن الصين، لأنها تبني مدنا ومصانع بأكملها، وليست بأقل من روسيا حاليا في تصدير السلاح، وجعل هذه الدول كافة تستخدم الين بدل الدولار، مما سيكسر هيمنة البترودولار، وسيصيب ذلك الرأسمالية في مقتل، وهذا يعيد للذهن ما فعله الأمريكان مع الخليج، لتكون سوقا لهم، من خلال حثهم على الموافقة على ربط النفط بالدولار، والتي أكسبت أمريكا كل هذه الهيمنة على السوق العالمي، بالمقابل إعطائهم بعض المميزات الخاصة، وبناء المدن الحديثة الراقية لهم، ولكن لا مجال للمقارنة هذه المرة، لأن مراهنة الشرق ليست فقط على شبه جزيرة، فنحن نتحدث عن التعامل مع قارة كاملة، ومع عدد سكان أكبر، وثروات من الخام لا تعد ولا تستقصى، فأيهما سينجح أكثر مستقبلا؟!
وأما هل إسقاط الاتحاد السوفياتي وتقسيمه كان كافيا للتأكد من عدم قدرته ليرجع للزعامة قريبا؟ نظريا لو كانت روسيا فقط على خط المواجهة العالمية ضد الغرب حاليا لما أمكنها ذلك، ولكن لم الجواب لا! والاتحاد السوفياتي كان قادرا على أن يكون رأسا لرأس مع الغرب وحده؟ لأن الاتحاد السوفياتي لا يتمثل خطره في سلاحه فقط، بل في أفكاره التي غزت كل شبر في العالم، وجنّنت المستعمرين المستفيدين من تبعية أهالي المستعمرات، ومن سهولة سرقة ثرواتها الخام، فكان هذا الفكر الثوري مع ما يمده السوفيات من سلاح، هو الخطر الغاشم الذي كان سيودي بالغرب وتحكمه، ولكن مع الاستقصاء وقراءة الوضع، تدرك أيضا لم سقط الاتحاد السوفياتي، لأنهم كانوا يعطونك أداة الانتقام، ولكن لا يعطونك أداة الحياة بعد ذلك، فأضحت الحركات الثورية تنجح في الوصول للحكم، ولكنها تفشل في الإيفاء بوعودها للمناضلين، وهذا ما يهدّد استمراريتها، فرجال السوفيات يجلبون معهم السلاح فقط لا المال والمصانع وخطط التنمية الحديثة، ودليل ذلك أنهم لم يستطيعوا بناء مثال جيد لدولة وقفت معهم ونهضت، لذلك كان الرؤساء الذين يدعمونهم حين يصلون للحكم، لا يجدون المال أو الاقتصاد الذي يمكّنهم من تحقيق وعودهم للمواطنين، وبهذا قدر الغرب الذي يجيد لعبة الاقتصاد، أن يعود مجددا لهذه الدول، من خلال توقيع عقود اقتصادية مجحفة معهم، في محاولة من الرؤساء الجدد البقاء بمقاعد الحكم على الأقل.
والغرب بشكل نسبي لم يترك روسيا، فقد أخذ بالتوسّع شرقا ليحدّ من نفوذها نحوه، لو هي قامت يوما ما على رجليها كدولة عظمى، وهذا ظاهر بما فعلوه في يوغسلافيا سابقا وتفتيتها، ومن خلال ضم الدول لتحالف الناتو، ولكن النجاح في ضم دول الشرق الأوروبي لم يكن سهلا، لذلك استغرق وقتا، وهذا الوقت هو الفاصل الآن، لأن هذه الدول متدينة متعصبة، وتحمل بذور العصبية القومية، وكحال الصين، فإن أمريكا ورفاقها قرّروا معالجة أمور الدول الأقل تكلفة، والأخف خطرا في التعامل معها لكسبها لصفها، في حين تركوا الرؤوس الكبار، ولعل سبب ذلك مع روسيا تحديديا، أنهم كانوا يعوّلون على أن تكون روسيا الجديدة مغايرة عن المشروع الشرقي، وأن القادة والمواطنون هناك سئموا من الصراع مع الغرب، والذي قادهم للتفكك والضعف، وراهنوا أيضا أنها ستكون من ضمن الحزام الأمني المكوّن من اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزلندا والفلبين للإحاطة بالصين وقوى الشرق مثل الهند وغيرها من الدول الآسيوية الكثيرة السكان، والتي قد ترى في نمو الصين دافعا لها للتقدم، ومن مثل روسيا بمساحتها وعدد جيشها وقوتها يكون أكثر نفعا لهذا الأمر مع أستراليا جنوبا، ولكن هذه المراهنة فشلت فشلا ذريعا، فمركز الدولة الروسية استطاع الرجوع السريع، ولم ينسَ القدماء الباقون من عهد السوفيات، إن المكان المفضل للروس هو الاتجاه غربا، وبقي العرق الشرقي حارا متوقدا، ولهذا بوتين لم يستطع التحلّي بالنفس الطويل كالصين، لأن روسيا عزتها وجبروتها في حروبها وتوسّعها دوما، آخذا بقول مالكوم إكس ((لقد تعلمت باكراً أن الحق لا يعطى لمن يسكت عنه وأن على المرء أن يحدث بعض الضجيج حتى يحصل على ما يريد))، لتفرض روسيا رأيها وموقعها على العالم، وليثير الصين حتى تدخل أجواء الحرب الباردة بسرعة، ليشهد بوتين في حياته على بداية تكوّن النظام الجديد، غير متريث مثل الصين، فالحضارة الصينية كانت ترى في التوسّع التجاري مع المحافظة على قوة المركز كافيا لنجاح إمبراطوريتها، لكن صين الأمس غير صين اليوم، وسوف تستغل الفوضى التي أحدثتها روسيا عاجلا أو آجلا، لتسيّر الرياح كما تشتهيه سفينتها على الطريقة الأمريكية في النهوض، حين كانت تدخل الحرب بعد أن يرهق طرفا الحرب، لتقوم هي وتأخذ الغنيمة كاملة.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الأيام نيوز وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً