الباحث الإستراتيجي المصري علي الطواب: أنظروا إلى أمريكا حين تنزع مساحيق التجميل!

أبرز الباحث في الشؤون الإستراتيجية، علي الطواب، أنّ كل من يتابع المشهد الأمريكي على مدار سنوات عديدة، يجد أنّ هؤلاء يجدون متعة بالغة في تدمير الأمم وارتكاب المجازر بحق البشر والحجر، وبشكلٍ خاص استهداف الثقافة والإرث العربي، فلا يمكن أن ننسى كعرب تاريخ التاسع من أفريل من عام 2003، وما حلّ بالعاصمة العراقية بغداد، وما اقترفته يد الإجرام الأمريكية هناك تحت غطاء مساعدة الشعوب وحماية الدول، وبدعوة أنّ هناك أصواتاً من الداخل هي من طلبت حمايتهم وغيرها من الحجج والمبررات الواهية التي كانت وراء نهب حضارات سادت ثم بادت.

وفي هذا الصدد، أوضح الطواب في تصريح لـ “الأيام نيوز”، أنّه وبمجرد أن تطأ أقدام هؤلاء المجرمين أرض أي بلدٍ من بلدان العالم نجد أنّ ألوان التدمير والقتل والهدم قد عمت أرجاء المكان، في صورةٍ تترجم لك أنّ كل ما تدعيه أمريكا حول حماية الإرث الثقافي والمعرفي للأمم مجرد ادعاءات كاذبة لا تمت للواقع بصلة، فلا همّ لهؤلاء غير الهدم والنهب وإحلال الفوضى في كل مكان يمرون به.

في السياق ذاته، أشار محدثنا إلى أنّه ومن زاوية تاريخية محظ، يُمكن أن نرى وبشكلٍ جليّ أن عمر الولايات المتحدة الأمريكية لا يساوي شيئاً لو قمنا بمقارنته مع حضارة وثقافة بلد عربي ما على غرار العراق، اليمن، الجزائر أو مصر، فبعض الأشجار المتوارثة في بلادنا العربية قد يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر ولا تزالُ تعيش إلى حدّ هذه اللحظة، فوطننا العربي يتنفس آثارا وحضارة وإنسانية لا تجدها في أيّ بلدٍ أو موطنٍ آخر.

على صعيدٍ متصل، أفاد الباحث في الشؤون الإستراتيجية، بأنّ أمريكا أشبه بالجماعة الهمجية التي تقوم على القتل والذبح والهدم، والأدهى والأمر في هذا كله، أنّ هؤلاء يتحدثون عمّا يرتكبونه من جرائم ومجازر يُندى له جبين الإنسانية، بكل صحانية وجه، ويُمعنون في الإعلان عن ذلك من خلال أرقام رسمية يوضحون فيها عدد المدن التي استهدفوها ودمروها، وكل هذا جاء على ألسنتهم فنحن لا ندعي عليهم زورا أو بهتانا، مشيرا في السياق ذاته إلى ما جاء على لسان رئيس الأركان الأمريكي السابق مارك ميلي، الذي قال – بصريح العبارة – “قتلنا في الموصل بالعراق، وفي الرقة بسوريا.. دمرنا 69 مدينة يابانية.. ذبحنا الناس بأعداد هائلة، أناس أبرياء لا علاقة لهم بحكومتهم، رجالا ونساء وأطفالا..”.

وأردف محدثُ “الأيام نيوز” قائلا: “على العالم اليوم ألا ينسى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية هي من دمرت مدينتين كاملتين في اليابان باستخدام قنابل ذرية في نهاية الحرب العالمية الثانية سنة 1945، ودمرت عقوداً وأجيالاً متتالية، في صورة ترجمت مدى ظلم وجبروت أمريكا التي تستمر اليوم في مدّ الكيان الصهيوني بمختلف الأسلحة والذخائر لارتكاب المزيد من المجازر بحق الأبرياء والعزل في قطاع غزّة”.

إلى جانب ذلك، أشار المتحدث إلى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية، ترى في “إسرائيل” إحدى ولاياتها التي لا بدّ أن تحافظ عليها من خلال منحها الدعم الكامل سواء كان ذلك من خلال تقديم الأسلحة أو من خلال منحها الغطاء السياسي لمواصلة حرب الإبادة الجماعية التي يتمادى الاحتلال الصهيوني في ارتكابها بحق الأبرياء والعزل في القطاع جهارا نهارا وأمام العالم بأسره.

في سياق ذي صلة، أوضح الخبير في السياسة، أنّ الحرب بمفهومها العام هي توجيه ضربات قاتلة في مناطق مؤثرة والاكتفاء بهذا، إلا أن ما يقوم به الاحتلال الصهيوني وبدعم منقطع النظير من حليفه التقليدي أمريكا، فاق كل التوقعات، فهؤلاء يتعمدون استهداف كل ما ينبض بالحياة في قطاع غزّة وارتكاب حرب إبادة جماعية وجرائم حرب مكتملة الأركان بحق البشر والشجر في قطاع غزّة.

هذا، وتحدث الطواب، عن همجية الولايات المتحدة الأمريكية في التعامل مع الحركات الطلابية المناهضة للعدوان الصهيوني المتواصل ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزّة، فخلال السنوات القليلة الماضية، كُنا نسمع في كلّ مرة عن هذا الكم الهائل من البيانات الصادرة عن الخارجية الأمريكية التي تطالب هذه الدولة أو تلك بضمان حق المواطنين في التظاهر، وعلى النقيض تماماً نراها اليوم تمنع هذا الحق عن طلابها وبطريقة تعسفية بعيدة كل البعد عن المبادئ والقيم التي لطالما تغنت بها أمريكا، وصدعت بها رؤوسنا، ليتضح أنها مجردّ شعارات رنانة للاستهلاك الإعلامي لا أكثر ولا أقل.

وفي ختام حديثه لـ “الأيام نيوز”، أبرز الباحث في الشؤون الإستراتيجية، علي الطواب، أنّ الإجرام هو ثقافة متجذرة لدى الاحتلال الصهيوني، ولدى العصابات الأمريكية، فالولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل” تحكمها بعض الأطراف التي تنتمي إلى عصابات صهيونية دموية قذرة، فالإجرام وحرب الإبادة الجماعية ستبقى شاهد عيان على ما تقوم به تل أبيب اليوم وعلى ما قامت به واشنطن من قبل سواء في القرون السابقة في اليابان أو حاليا من خلال قمع الحركات الطلابية عبر مختلف الجامعات الأمريكية، فالإجرام ثقافة دولة لدى الاحتلال الصهيوني وعصابة واشنطن على حدّ سواء.

سهام سعدية سوماتي - الجزائر

سهام سعدية سوماتي - الجزائر

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
لبنان.. إصابة أزيد من 1200 شخص إثر تفجير "إسرائيل" لأجهزة اتصال الرئيس تبون يأمر العرباوي بتأجيل استقالة حكومته ظاهرة فلكية نادرة تزين سماء الجزائر الرئيس تبون يستقبل المترشحين لرئاسيات 7 سبتمبر الرئيس تبون يترحم على أرواح شهداء الثورة التحريرية بمقام الشهيد تجسيدا للديمقراطية الحقة.. تبون يعلن إطلاق حوار وطني مفتوح الرئيس تبون يحدّد معالم عهدته الثانية..إصلاحات اقتصادية وتنموية واسعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي الملك الاسباني يستقبل أول سفير لدولة فلسطين في مدريد الجوية الجزائرية تعيد تفعيل هذا الخط وفاة أشهر مذيعة جزائرية للنشرات الجوية فوزية غوماري الرئيس تبون يؤدي اليمين الدستورية حوادث المرور.. وفاة 21 شخصا وإصابة 443 آخرين خلال الـ 48 ساعة الأخيرة أمطار رعدية غزيرة عبر 8 ولايات حينما تكون الغَلبة لمنطق اللون.. "إرث العبودية" في أمريكا.. علامة مُسجلة بالتقادم السنوار ينسفُ حسابات نتنياهو بجرّة قلم.. رسائل مشفّرة من غزة إلى اليمن غزة تحت النار.. كيف يساير الصمت الروسي والصيني التوحش الصهيوني؟ الدفع برمز الاستجابة السريعة ابتداء من أكتوبر.. بنوك جزائرية تتبنى تقنية QR وفق نظرية "الضفدع المغلي".. اليمن السعيد يرسم مستقبلا غير سعيد للكيان الصهيوني هل تعرّض دونالد ترامب لمحاولة اغتيال ثانية؟ ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 41226 شهيدا