أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة وادي سوف، سليمان نبار، أن كل المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني بحق الأبرياء والمدنيين العزل في قطاع غزة، ما هي إلا محاولات يائسة وبائسة للقضاء على الجنس البشري الفلسطيني وتهجير كل من يفلت من هذه المجازر، فالكيان الصهيوني ومنذ زرعه في فلسطين يعمل جاهدًا على تفعيل هدفه الرئيس، والمتمثل أساسًا في الإبادة الجماعية والقضاء على السكان الأصليين، أي الكيان البيولوجي الفلسطيني بطريقة وحشية ومتعمدة من خلال استهداف الأطفال والنساء بشكلٍ مباشر وبعيدًا عن أي أخطاء عسكرية كما يدعي في كل مرة.
وأوضح الدكتور نبار، في تصريح لـ “الأيام نيوز”، أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي وخلال عدوانه على قطاع غزة – هذه المرة – تعمّد ارتكاب مجازر بالجملة خلفت آلاف الشهداء في صورة العديد من المجازر، لعل أبرزها تلك المتعلقة بقصف مستشفى المعمداني والذي سقط فيه أكثر من 500 شهيد معظمهم مُزّقا أشلاءً، ومحاصرة مجمع الشفاء الطبي وارتكاب مجازر بالجملة يُندى لها جبين الإنسانية، رغم دراية الاحتلال التامة بأن المستشفيات في غزة ليست فقط للاستشفاء إنما يتم اتخاذ محيطها كملجأ لآلاف المدنيين تفاديا لأي قصف عشوائي قد يرتكبه جيش الاحتلال.
وفي السياق ذاته، أبرز المتحدث أنّ هذه المجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في حق المدنيين العزل ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة للأسف، فالاحتلال الصهيوني له تاريخ متمرس في الإجرام، بدايةً بما قامت به العصابات اليهودية لاجتثاث الجذور الفلسطينية والعمل على تهجير الفلسطينيين سواء في “دير ياسين” سنة 1948 أو مجزرة “اللّد” في السنة نفسها، أو مجزرة “خان يونس” سنة 1956 مرورًا بمجزرة “صبرا وشاتيلا” عام 1982 وصولاً إلى مذبحة الشجاعية سنة 2014، حيث أسفرت الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة – حينها – عن أكثر من 12 ألف ضحية ما بين شهيد وجريح فلسطيني، كل هذه المجازر إضافة إلى العمليات العسكرية المتفرقة ضد الشعب الفلسطيني المحاصر تدل على أن ما يرتكبه هذا الكيان لا يعدو أن يكون جرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، حيث لم يستثنى من هذه الهمجية شعوب أخرى على غرار الشعبين المصري واللبناني عبر العديد من المراحل والمحطات التاريخية.
وفي ختام حديثه لـ “الأيام نيوز”، أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة وادي سوف، أن معظم هذه الجرائم والمجازر التي ترتكبها “إسرائيل” تصنف – وفقا لقواعد القانون الدولي وبناءً على تعريف العديد من الهيئات الدولية – جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية، إلا أن المجتمع الدولي أخذ دائما دور المتفرج عندما يتعلق الأمر بالحق الفلسطيني، رغم عديد الدعوات الدولية المطالبة بمحاكمة “إسرائيل” بتهمة ارتكاب جرائم إبادة، سواء ما تعلق باستهداف المدنيين أو الأماكن الدينية في صورة المساجد والكنائس أو قوافل الإغاثة الإنسانية، إضافة إلى الاستهداف الممنهج للصحفيين باعتبارهم عينًا للحقيقة.