كشف البروفيسور الجزائري جلول بلحاي، عن وجود شبكات تقوم بتهريب النيازك الجزائرية عبر الحدود المغربية وبيعها في أكبر سوق لبيع النيازك في مدينة “أرفود” الحدودية في المغرب، ثم نقلها إلى المخابر العالمية.
وقال جلول بلحاي صاحب كتاب “النيازك والحفر النيزكية في الجزائر”، إنه على الحدود المغربية مثلا هناك شبكات تعمل على مستوى مدن الراشدية وأرفود لبيع النيازك ومن ثم نقلها إلى المخابر العالمية، والكثير منها يتم تحت مسمى “نيازك شمال أفريقيا”، وفي الحقيقة فإن أغلبها جزائرية.
وأكد البروفيسور الجزائري في حوار مع موقع “الجزيرة نت”، أن عدد النيازك الجزائرية في المخابر والمتاحف العالمية يناهز 14 ألف نيزك وليس 1200 نيزك كما يشاع.
وأفاد جلول بلحاي أنه في عام 1864 أي خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر أعلنت المديرية العامة للمناجم آنذاك أنها عثرت على نيزك في منطقة سور الغزلان التابعة لولاية البويرة، وكان بذلك أول نيزك يتم العثور عليه في الجزائر.
وبعدها تم العثور على نيزك آخر في منطقة دلس الساحلية بولاية بومرداس، عام 1865، ثم في نفس العام تم العثور على نيزك ثالث في منطقة تمنطيط التابعة لولاية أدرار جنوب غرب الجزائر، ولكن هذه المرة كان بحوزة شيخ زاوية، وهو النيزك الذي يزن حوالي 510 كيلوغرامات، وهو الآن في المتحف الوطني الفرنسي للتاريخ بباريس، ويعد من بين أثقل النيازك التي تم العثور عليها في العالم.
وخلال الفترة الاستعمارية تم العثور على 12 نيزك من أثمن النيازك آخرها كان نيزك رقان عام 1956.
وقال البروفيسور إن الاهتمام بالنيازك في الجزائر بدأ عام 1989 من طرف خبراء أجانب، ففي عام 1991 تمكن فريق ألماني من اكتشاف منطقة في الصحراء تسمى “العرق الأصفر” تقع غرب منطقة عين صالح وهي منطقة مرتفعة وتكسوها رمال وحجارة بيضاء، تقع جنوب الجزائر، ويسهل العثور فيها على النيازك.
وخلال فترة وجيزة تمكن الفريق الألماني من جمع حوالي 450 نيزكا؛ هي من أهم النيازك المعروفة حاليا في أوساط العلماء في العالم.
وبعدها توافد الكثير من البعثات العلمية من إيطاليا وفرنسا للبحث عن النيازك وتم العثور على الكثير منها، وقد تم إخراجها من الجزائر بطرق مشروعة عبر المطارات، وغير مشروعة، حيث هناك شبكات تهريب نمت مع مرور الوقت في الصحراء.
وبدأت أولا في العمل على دراسة الحفر التي خلفتها النيازك وكانت أولى المهمات الميدانية للعالم جلول بلحاي عام 1998 بمدينة الأغواط في الصحراء الجزائرية، حيث قام بدراسات على حفرة “حاسي الدلاعة“، وقام بعدها بإنشاء أول فريق بحث علمي في هذا التخصص بجامعة باب الزوار بالعاصمة، ومع مرور الوقت كبر هذا الفريق وهو يضم حاليا علماء بعضهم انتقل للعمل خارج الوطن.
وفي الفصل الأول من كتابه عن نيازك الجزائر يتحدث جلول بلحاي عن أنواعها وتكوينها الحديدي والصخري وغيرها وأهميتها وكل ما يتعلق بها.
وفي الفصل الثاني تحدث عن الحفر التي خلفتها النيازك في الجزائر وفي العالم بصفة عامة، وللعلم فإن هناك 180 حفرة في العالم، منها 4 في صحراء الجزائر، بينما فرنسا لديها حفرة واحدة.
وأشار جلول بلحاي إلى أنه في عام 2002 طلب من السلطات الجزائرية إنشاء مرصد وطني للنيازك، لكن لحد الآن لم يلق طلبه أي اهتمام.
وقال: “نيزك «أصفر 86» سقط في صحراء الجزائر عام 1986 وقد تمت دراسته عام 1994؛ حيث وجد فيه الخبراء ذرات تعود لفترة ما قبل ميلاد الشمس وهذا أمر مذهل. ومؤخرا، خضع هذا النيزك لدراسة علمية جديدة وقد كانت النتائج مذهلة حيث اكتشف العلماء أنه كان يحمل بروتينات من خارج الفضاء”.
وأضاف: “في إحدى المرات، وصلتني دعوة لتنشيط ندوة علمية حول نيزك دلس الذي سقط في عام 1865، ونحن لا نملك عينة منه، فقمت بمراسلة إدارة متحف فيينا طلبت منها صورا لهذا النيزك الذي يزن حوالي 10 غرامات، تم شراؤه من متحف باريس عام 1882. وهناك قطعة أخرى من نيزك دلس بمتحف بومباي بالهند، لست أدري كيف وصلت هناك لكنه فعلا واقع مؤسف نعمل جاهدين على تغييره”.
