ارتفع عدد القتلى نتيجة الأمطار الغزيرة التي تسببت بفيضانات وانهيارات أرضية في مدينة بيتروبوليس البرازيلية إلى 152، وفق ما أعلنت السلطات الأحد.
وواصل عناصر الإنقاذ والسكان الذين يبحثون عن أقاربهم المفقودين الحفر في جبال الطين والأنقاض في جنوب شرق المدينة التي خلفت فيها الكارثة “مشاهد حرب” وفق عبارة الرئيس جايير بولسونارو الذي زارها الجمعة.
وقالت الشرطة إن 165 شخصاً ما زالوا في عداد المفقودين بعد عاصفة الثلاثاء، ولفتت إلى أنّه من غير المرجح العثور على ناجين تحت الركام.
وتراجع عدد المفقودين مع التعرف على مزيد من الجثث ومع عثور عائلات على أقارب أحياء. وأضافت الشرطة أنه تم حتى الآن التعرف على 124 جثة، 28 منها لأطفال.
والثلاثاء هطلت أمطار غزيرة على المدينة التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة، وتقع على بعد 60 كيلومترا شمالي ريو دي جانيرو، مسببة سيولا طينية وانهيارات أرضية. وتجاوز مستوى الأمطار التي هطلت على بيتروبوليس خلال ساعات المتوسط المعتاد لكامل شهر فبراير.
والسبت واصل أكثر من 500 من عناصر الإنقاذ، مع مروحيات وحفارات وكلاب بوليسية، البحث رغم تضاؤل فرص العثور على ناجين.
وفي حي ألتو سيرا حيث ابتلع انهيار طيني قرابة 80 منزلا، نقل عناصر الإنقاذ جثتين السبت، بحسب مصور وكالة فرانس برس.
وفي مكان آخر بوسط المدينة، غمرت الدموع أفراد عائلة بينما كان عناصر الإنقاذ يبحثون في أنقاض منزل منهار بحثا عن أم لأربعة أطفال بعد العثور على جثث الأب وطفلين.
وكما هو الحال في عمليات الإغاثة أثناء الزلازل، يطلق عناصر الإنقاذ من وقت لآخر صفارات قوية لدعوة الحاضرين إلى الصمت في محاولتهم رصد علامات حياة.
وتقول السلطات في المنطقة إن أكوام الطين والأنقاض غير مستقرة، لذلك يتم إجراء عمليات البحث باستخدام معدات يدوية.
وأكد منسق مجموعة الإطفاء في بيتروبوليس روبرتو أمارال لوكالة فرانس برس “من المستحيل إحضار معدات ثقيلة إلى هنا، علينا العمل مثل النمل”.
ومنذ بدأت عمليات البحث، تم العثور على 24 شخصا أحياء، لكن عثر على أغلبهم في الساعات التي أعقبت الكارثة، بحسب السلطات.
ولا تزال حصيلة المفقودين غير نهائية، وقدرت الشرطة عددهم الجمعة بـ 218 شخصا.
وكانت السلطات قد أبلغت في الصباح عن دفن ما مجموعه 72 جثة، قبل مراجعة الحصيلة وتخفيضها.
بدأت الحياة تستأنف ببطء في وسط بيتروبوليس حيث أعيد فتح محلات المواد الغذائية والصيدليات فقط، بينما يحاول موظفون تنظيف محال تجارية أخرى.
وتسببت الأمطار في البرازيل بمقتل عشرات الأشخاص في الأشهر الأخيرة في ولايات باهيا وميناس جيرايس وساو باولو.
وينسب خبراء غزارة الأمطار إلى ظاهرة “لا نينيا” أي الانخفاض الواسع النطاق لدرجات الحرارة السطحية في وسط المحيط الهادئ، وإلى التغير المناخي.