التاريخ الأسود لآل نهيان بساحل “القرصان” القديم.. إمارة “شخبوط” أو المستوطنة “اليهودية” التي خدعت العرب!

من القواعد العلمية والاجتماعية الثابتة، أنه لا شيء يأتي من فراغ، وأن لكل نتيجة مقدمة هي ما تحدد مساراتها. لذلك، فإن لكل خيانة جذورها التي أسست للقادم من امتداداتها. وطبعا، ولأن لكل حصاد حرثه وزرعه الذي سبق، فإن ما جرفه “طوفان الأقصى” بغزة الصامدين لم يكن إلا تحصيل حاصل على أنه لا شيء يأتي من العدم،  وأن ما فعلته وتفعله إمارات وممالك الخليج،  اليوم، من خيانة للأمة العربية في قدسها وأقصاها وغزتها ليس إلا نتاجا لتأسيس مشبوه، ولتاريخ مدلس وهجين، تم من خلالهما غرز خناجر مسمومة في خاصرة الأمة، لتتجلى اليوم مظاهر تلك الكيانات الهجينة، ويبدأ الحصاد الغربي لما تم زرعه من زمن “تَرَكة” الرجل المريض على حساب مصير أمة اقتسم القراصنة أراضيها وثرواتها ورهنوا مصيرها القادم في “سايكس بيكو” كانت صفقة غرب مع إمبراطورية رجل مريض ترك لهم الجمل بما حمل، مقابل أن يحافظ على جمهورية أتاتورك ويحمي جغرافيتها من التقسيم!

بعيدا عن أن جُلّ – إن لم نقل كُلّ – ممالك الخليج بدءا من سعودية بن سلمان وانتهاء بأبوظبي آل نهيان وصولا إلى قطر ماهي إلا كيانات عائلية تم تمكنيها من طرف “بريطانيا” الاستعمارية لتسيير شؤون السقاية النفطية عقب الحرب العالمية الثانية، إلا أن الخيانة والعمالة والانبطاح مستويات، فإذا كانت بعض العروش في تلك الكيانات العائلية حاولت حفظ بقية من ماء الوجه، حتى لا تجعل من “الخيانة” شرفا تفاخر وتتحدى به حتى وجدان شعوبها، فإن بعضها ونخص بالذكر إماراة “شخبوط”، أو الشيخ “شخبوط” الذي غدر به شقيقه ذات تاريخ من الخزي الإماراتي، لم يعد لديها ما تخفيه أو تستحي منه.  بل العكس هو الذي يحدث، بعد أن جعلت إمارات بن زايد من العمالة حقا يجب أن تحتكره لنفسها، بل أن تحارب لأجله، حتى لا ينافسها فيه أحد.

من مجلس الأمن، وفيما كانت شعوب المعمورة على مختلف جغرافياتها ومشاربها العقائدية ثائرة في وجه مذابح الكيان الصهيوني، معلنة موقفها الإنساني من المحرقة المرتكبة في حق الأبرياء وكافرة بكل تواطؤ مع مسمى عملية “السيف الحديدي” الصهيونية، اخترق صوت “غانية” قادمة من مخدع بن زايد استنكار الجميع، لتعلن إدانتها للمقاومة، محملة مسؤولية المذبحة ليس لسيف الجزار الصهيوني ولكن لطوفان زحف ليغسل عار الخنوع والذل، وتلك الغانية التي شذت عن قاعدة استنكار  المذابح، زايدت بالرقص حافية القدمين على جماجم غزة، لم تكن إلا مندوبة الإمارات المسماة “ريم الهاشمي”، وبغض النظر عما تعرضت له من لعنة أحياء وأموات على موقفها ذلك، إلا أن راقصة الإمارات لم تكن تعبر عن رأيها ولكن عن موقف بن زايد والأصح موقف مستوطنة إسرائيلية تم زرعها كخنجر في خاصرة الأمة من زمن سايكس بيكو إلى هذا اليوم.. فكيف تأسست تلك الإمارات وما تاريخها وحقيقتها وعلى حساب من؟ والأكثر من ذلك من نفخ في اللاشيء ليصبح هو قبلة ومحور القرارات العربية وأكثر عنصر مؤثر وموجه لها، ليس فقط على مستوى عروش وممالك الخليج في آسيا ولكن حتى في أفريقيا وفي أي قطر عربي؟!

الإمارات.. تاريخ الخيانة بدأ بشخبوط وانتهى بنتنياهو وغزة!

كما سبق وأن ذكرنا، فإن لكل حصاد حرثه، وإمارات بن زايد تحمل بذرة خيانتها في جذور تأسيسها، التي لم تكن إلا إرادة بريطانية استعمارية، كان نتاج حرثها القديم أن وعد “بلفور” بتأسيس دويلة الكيان الصهيوني في فلسطين قابله في الضفة الأخرى التأسيس لكيانات أعرابية تحمي وتؤطر وتحصن المشروع، فوعد بلفور ما كان له أن يتم ويستمر ويتجسد على أرض الواقع، دون أجنحة تسنده وتحلق به كمشروع محصن. لذلك، فإن التأسيس لوعد بلفور كان تأسيسا لكيانات أخرى في شكل “حاضنات” لم تكن إلا ممالك وعروش وإمارات عائلية، تم النفخ فيها لتكون هي الخلفية لمشروع بلفور الصهيوني. وطبعا، فإن إمارات آل نهيان كانت لبنة من لبنات المخطط والإستراتجية – على مداها المتوسط والبعيد – اللذين نراهما اليوم مجسدين في جيل بن زايد وجيل غانيته مريم الهاشمي وما حبل ويمكن أن يحبل به هذا الهجين الصهيو – أعرابي.

الإمارات العربية المتحدة كما تسمى اليوم، ووفقا للتعريف الاستعماري، هي مجموعة جزر وعروش قبلية كانت تسمى ساحل “القرصان”، والذي تحول فيما بعد لاسم الساحل “المهادن”، وفي عام 1892م، دخلت الحكومة البريطانية في اتفاقيات مع شيوخ الساحل المتصالح، حيث أجبرتهم بعدم الدخول في اتفاقيات مع أية قوة أو دولة أخرى عدا الحكومة البريطانية مقابل إسدال الحماية عليهم. ولأن ساحل القرصان استمد من اسمه نصيبا، فإن ما كان “قرصنة” تاريخية تحول إلى ساحل للمهادنة تحت رعاية ووصاية مملكة صاحبة الجلالة، ليبدأ التأسيس الحقيقي للإمارات كرقم فاعل ومستثمر في خلقه ونفخه على المدى المتوسط والبعيد، وخاصة بعد ظهور البترول كرهان صناعي،  واكتشاف ما تخزنه صحراء الإمارات في بطنها من ثروة نفطية، ليتحول ساحل “القرصان” أو الامارات اليوم إلى رهان غربي، وسط صراع عائلي بين القبائل على الحكم، والذي رسا مزاده سنة 1966 على الشيخ “شخبوط”، الذي تعتبره الدراسات التاريخية “المنصفة” المؤسس الفعلي للإمارات الحديثة، عكس ما يروّج له على أن التأسيس كان عن طريق الشيخ “زايد بن سلطان”. والمهم في لعبة العرش الإماراتي، وصراع العائلة الحاكمة، أن الشيخ شخبوط بن سلطان، الذي حكم الإمارات، كان ضحية لشقيقه زايد، حيث انقلب عليه وافتك منه العرش ليفرض عليه الإقامة الجبرية في بيته حتى وفاته، وكل ذلك، بتآمر من بريطانيا، التي كادت في فترة حكم “شخبوط” أن تفقد ليس فقط نفوذها ومصالحها بل سيطرتها على الإمارات، وذلك بعد أن فوجئت بشخصية الرجل الدينية والذي أراد التحرر من الوصاية البريطانية ومشاريع تحويل الإمارة إلى ماخور اقتصادي وإنساني، بل تعدى الأمر إلى أن الشيخ شخبوط قرر فسخ كل العقود التجارية مع الإنكليز وطردهم، لتكون ردة الفعل أن تمت الإطاحة به من طرف شقيقه الشيخ زايد بن سلطان، ومن عباءة زايد ولدت الإمارات بشكلها الممسوخ اليوم، لتكون المشروع عن مستوطنة بمواصفات غربية فقاعدة خلفية للصهيونية بشكلها ومواقفها وتمددها الحاليين، ناهيك عن كونها رقم فاعل، أضحى هو الأداة القذرة في تخريب الأوطان العربية والانقلاب على شعوبها والتحكم في مصائرها.

التأسيس للإمارات كسوق مُعولم ومزبلة للحضارة الأمريكية والغربية تزامن واقترن بالتأسيس لوطن اليهود في فلسطين، ومن كانت في بداية تأسيسها مجرد سوق مفتوح على الخردة العالمية وكاقتصاد حُر ومتحرر من كل القيم والمبادئ والقواعد، تحولت مع مرور الزمن إلى مؤثر سياسي، بل إلى مركز دولي لصناعة المؤامرات السياسية، وإغراق الأمة العربية في الفتن والصراعات ؛ سواء بالتدخل المباشر أو بالتمويل، لتكون المحطة الأخيرة لوجه الإمارات العربية المتحدة في زمن محمد بن زايد، أن أعلنتها صراحة بأنها التوأم الذي تم خلقه لـ “تل أبيب”، ليكون الخنجر المسموم في خاصرة الخليج العربي بشكل خاص، وفي جسد الأمة العربية بشكل عام، وهي الصورة التي كشفتها محرقة غزة وعراها طوفان الأقصى، حيث لم يعد خافيا أن المحفل الماسوني  نقل جغرافيته من عاصمته القديمة بريطانيا، لتكون دبي وأبوظبي ضفته التي رسا عليها مزاد التأسيس والتدليس..

المشكلة أو المفضوح في إمارات بن زايد أن تأثيرها خرج من التحكم في اقتصاد الدول العربية وزرع الفتن والصراعات، إلى محطة المسخ المباشر المراد لها أن تطال حتى المكون العقائدي للأمة الإسلامية والعربية، وما مشروع الديانة “الإبراهيمية” إلا الوجه الأخر لمشروع “المستوطنة” المسخ، الساعية لمحو كل شيء، وآخر لعبتها أن يولد من هجينها دين مُعولم على مقاس المخططات العالمية، التي يمكنها أن تجمع بين بوذية عبادة الأبقار والشمس وبين الإسلام كدين ورسالة خاتمة، وكل ذلك تحت مسمى التسامح والإنسانية وبرعاية من أمراء ودراهم ساحل القرصان.

آخر الكلام.. بن زايد غلام لنتنياهو ومرفأ لـ “تل أبيب”!

لعل أكثر ما كشفته وعرّته محرقة غزة هو الوجه الحقيقي لإمارات ظلت إلى وقت قريب تقدم نفسها بكونها صورة لتلك الإمارة التي تدافع عن مصالح الأمة العربية، وتحاول جمع المشتت فيها وتقريب وجهات النظر في أي خلاف قائم، كما أنها كثيرا ما تاجرت بالقضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وذلك في لعبة جمعت بين التطبيع من جهة، وبين شعرة معاوية الممدودة لفلسطين في الضفة الأخرى. لكن بين ذلك النفاق، وبين وجهها العاري وما افتضح من عار مرتبط من لحظة تأسيسها إلى حقيقة أنها الوجه الأخر لمستوطنة صهيونية باسم عربي مستعار، فإن ما كشفته صحيفة “معاريف” الصهيونية  عن توقيع اتفاقية بين الإمارات و”إسرائيل” لتشغيل جسر بري بين مينائي دبي وحيفا، لتجاوز هجمات اليمن على الملاحة البحرية عرى كل ادعاءات وانتماء لها، حيث الضفة صهيون ولا شيء غير ذلك،  وهو ما أثبتته صحيفة “معاريف” بكشفها صفقة الخزي والعار بين شركة “تراكنت” الإسرائيلية والإمارات والتي يتم بموجبها إبحار السفن من دبي إلى ميناء حيفا.

الأكثر من هذا خيانة وعمالة أن وثيقة سرية مسربة للإعلام كشفت أن التعاون والتنسيق بين الإمارات و”إسرائيل” خرج من المجال الاقتصادي إلى التعاون الأمني المباشر واستعداد الإمارات لفتح مكتب للموساد، سبقه استقرار وكلاء عن جهاز الشباك الإسرائيلي بأبوظبي بصفة رسمية. ولنا بعد هذا أن نتساءل إن كانت الإمارات بلدا عربيا حقا، أم أنها فرع من فروع الموساد، أداته وغلامه بن زايد أما رئيسه الحقيقي فنتنياهو، كوجه للحكومة الإسرائيلية، وفعلا إنه ساحل “القرصان” وإنها الإمارات التي لم يعد لديها مشكلة في احتكار الخيانة والتنافس على شرف أن تكون عنوانها الثابت، والقضية تتعلق بالتاريخ أولا وأخيرا، فمن زمن الشيخ شخبوط وقبله والده الذي لقى مصرعه على يد أخيه والتأسيس كان خيانة، وكان وعدا “لبلفور” بفلسطين، وكذلك تأسيس بساحل القرصان لإمارة عمالة هي “آل نهيان”.

أسامة وحيد - الجزائر

أسامة وحيد - الجزائر

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
وزير الاتصال..الجزائر توسّع بثها الإعلامي دوليًا عبر الأقمار الصناعية سونلغاز تفتح أبوابها لنقل خبرتها إلى بوركينا فاسو قائد الجيش السوداني:"الخرطوم حرة" استنفار وطني لمواجهة أسراب الجراد ومنع انتشارها إلى ولايات جديدة رقمنة الخدمات التجارية.. "مرافق كوم" الحل الذكي لمتابعة مداومة التجار دوفيلبان يتصدر الشخصيات السياسية المفضلة في فرنسا بعد مواقفه من غزة والجزائر هذه أبرز الملفات التي ناقشها اجتماع الحكومة الجزائر في صدارة الدول المصدرة للغاز المسال بإفريقيا ليلة القدر في الجزائر.. نفحات إيمانية وعادات متجذرة الكاردينال فيسكو: "تصريحات روتايو مستفزة والجزائر لن تخضع للخطاب التهديدي"  غزة تشتعل.. تصعيد عسكري ونفير عام ورسائل تهز "إسرائيل" بوغالي يطالب إسبانيا بمراجعة موقفها من قضية الصحراء الغربية القضاء الفرنسي يرفض طلب تعليق قرار طرد المؤثر الجزائري "دوالمن" بشراكة صينية.. نحو إعادة إطلاق مصنع الإسمنت بالجلفة سقوط القصر الرئاسي بيد الجيش.. معركة الخرطوم تدخل مرحلة الحسم ليلة الشك.. الجزائر تتحرى رؤية هلال شهر شوال يوم السبت هذه حصيلة نشاط الرقابة وقمع الغش والمضاربة خلال 24 يوما من رمضان وزارة التربية تنشر جدول التوقيت الخاص بامتحاني "البيام" و"الباك" خيرات الصحراء الغربية.. موارد منهوبة تموّل آلة الإجرام المغربية! مواد مسرطنة في الحلويات الحديثة.. حماية المستهلك تحذّر