أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن قلقها من اصطفاف الصين إلى جانب روسيا، وذلك على خلفية لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شي جين بينغ، يوم الخميس، في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، التي احتضنتها العاصمة الأوزبكية سمرقند.
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جان بيير: “لقد أعربنا عن مخاوفنا إزاء اصطفاف الصين بجانب روسيا، وعلاقاتها معها”. وكان تلفزيون الصين المركزي، قد نقل عن الزعيم الصيني قوله: “إن الصين مستعدة لتقديم دعم متبادل وفعال لروسيا في القضايا التي تؤثر على المصالح الأساسية للبلدين، ولتعميق التعاون العملي في مجالات مثل التجارة والزراعة والاتصالات”.
من جانبه، قال الرئيس بوتين بأن روسيا “تقدر بشدة موقف الصين المتوازن بشأن الأزمة الأوكرانية، وتتفهم مخاوفها في هذا الصدد”. وأضاف بوتين: “محاولات أمريكا لبناء عالم أحادي القطب اتخذت في الآونة الأخيرة شكلا قبيحا جدا، وغير مقبول على الإطلاق لدى الغالبية العظمى من الدول على الكوكب”، وأكد أن روسيا تدين الاستفزازات الأمريكية في مضيق تايوان.
وكان رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، تشان شو، قد وصف المواجهة المشتركة للهيمنة الأمريكية، بالمجال الهام للتعاون الاستراتيجي بين الصين وروسيا، جاء ذلك، خلال اجتماع له مع أعضاء في مجلس الدوما، الأسبوع الماضي، حيث قال البرلماني الصيني: “إننا نرى كيف ينظر الأمريكيون إلى الصين وروسيا باعتبارهما منافسين استراتيجيين من أجل الحفاظ على هيمنتهم في العالم، ويقومون بمحاولات مزدوجة لمواجهتنا، لذلك فإن من المجالات المهمة في تعاوننا الاستراتيجي، هي المعارضة المشتركة لسياسة الهيمنة والمضايقة والقوة”.
وأوضح “تشان شو” إلى أن الحديث يدور حول التوسع غير المنضبط لحلف “الناتو” في الشرق، والتدخل العميق في شؤون منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وقال: “إنهم يقومون بتجميع هياكل تكتلات ضيقة، ويتبعون استراتيجيات في المحيطين الهندي والهادئ من أجل تقييد تنميتنا عبر المحيطين. ومن وجهة النظر هذه، فإن الحاجة ملحة لتعزيز تفاعلنا الاستراتيجي لمقاومة سياساتهم المستندة إلى الهيمنة والقوة”.
يُذكر بأن الضابطة السابقة في وكالة الاستخبارات الأمريكية ريبيكا كوفلر، كشفت بأن العلاقات الوثيقة بين روسيا والصين تشكل تهديدا لمطالب الولايات المتحدة بالسيطرة على العالم، حيث قالت: “إذا كانت هذه الدول، التي يعتبرها البنتاغون أقرب المنافسين لأمريكا، تشكل تهديدا كبيرا للولايات المتحدة، فإن تحالفها سيزيد من هذا الخطر فقط”.
وبحسب كوفلر، تهدف موسكو وبكين إلى إضعاف دور واشنطن على المسرح العالمي، وأشارت إلى أن هناك “تحول في مركز الثقل في التجارة الدولية والاستثمار في آسيا، مما يساهم في تعزيز التحالف بين موسكو وبكين”.