في كل موسم صيف، تشهد الجزائر ارتفاع حالات التسمّمات الغذائية، بسبب درجات الحرارة المرتفعة والتي تؤدي إلى إتلاف الأغذية والأطعمة، خاصة تلك التي تحضّر في محلات الأكل السريع والتي لا تحترم شروط الحفظ والنظافة وسلسلة التبريد، أو تحضّر على أرصفة الطرق والشواطئ.
وتسجّل الجزائر سنوياً إصابة آلاف الأشخاص بتسمّمات غذائية، حيث أحصت وزارة التجارة 311 حالة تسمم غذائي جماعي عام 2022، مسّت 3827 شخصا عبر 41 ولاية، وقد أصيب 865 شخصا بسبب اقتناء منتوجات معروضة للبيع، 662 شخصا في مناسبات عائلية.
وزارة الصحة تحُثّ
ومع بداية موسم الصيف الحالي، دعت وزارة الصحة، المواطنين إلى اتخاذ كافة التدابير الوقائية لتجنب التسممات الغذائية التي تتزايد خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتتمثل أعراضها في “حدوث غثيان وآلام في البطن مع ظهور إسهال وارتفاع في درجة الحرارة أحيانا”.
وحثت الوزارة، في بيان صحفي، على اتباع سلسلة من الإرشادات الصحية بينها “احترام القواعد الأساسية للنظافة من خلال ضمان نظافة اليدين والأواني وغسل الخضر والفواكه قبل استخدامها والتحقق من تاريخ انتهاء الصلاحية مع التأكد من أن حرارة الثلاجة تبلغ 4 درجات”.
تسخير 95 فرقة لقمع الغش بـ 6 ولايات
ومن جهتها، سخرت المديرية الولائية للتجارة ناحية البليدة، في إطار برنامجها الرامي إلى محاربة التسممات الغذائية، التي تكثر في موسم الصيف، 95 فرقة لقمع الغش على المستوى الجهوي، منها 13 بولاية البليدة، 14 بتيزي وزو، 18 بالبويرة، 14 فرقة بعين الدفلى، 20 فرقة في ولاية المدية و16 بالجلفة. وفي السياق، خصصت مديرية التجارة لولاية تيزي وزو، نظرا لخصوصيتها، كونها ولاية ساحلية، فرقة يومية، حتى في أيام العطل الأسبوعية، تجوب المناطق الساحلية من أجل مراقبة وتحسيس التجار المصطافين من خطر التسممات الغذائية، الناجمة عن عدم احترام سلسلة التبريد وسوء حفظ الأغذية.
معاينة 833 مخالفة من بينها عدم احترام النظافة
في السياق، كشفت المديرة الجهوية للتجارة، ناحية البليدة، سامية عبابسة، في تصريح صحفي، عن الحصيلة الأولية لتدخل أعوان الرقابة التابعين لناحية البليدة، لموسم الاصطياف، خلال شهر جوان، عن تسجيل 10232 تدخل على مستوى الإنتاج والتجزئة والجملة والخدمات، حيث تم معاينة 833 مخالفة من بينها، عدم احترام النظافة والرقابة وسلامة المنتج، وممارسة نشاط دون القيد في السجل التجاري، وانعدام الرقابة الذاتية ومعارضة الرقابة، ليتم تحرير 782 محضر قضائي، واقتراح غلق 136 محل، مع حجز وإتلاف كمية قدرت بـ 5984,82 كيلوغرام من السلع الغذائية، و2656.1 لتر من المشروبات بقيمة إجمالية تقدر بـ1.905.456.06 دج، وإعادة توجيه 1812 لتر مشروب محلى جزئيا، و88 كلغ من منتج تحضير الجبنة.
تسجيل 65 حالة تسمم غذائي بولايات الوسط
وأوضحت المسؤولة ذاتها، بخصوص التسممات الجماعية، أن مصالحها سجلت خلال الستة أشهر الأولى من السنة الجارية، 65 حالة تسمم غذائي، مست 827 شخص، منها تسمم 399 حالة على مستوى ولاية تيزي وزو، 166 حالة بالبويرة، 129 حالة بالمدية و66 حالة تسمم في البليدة، فيما سجلت كل من ولايتي الجلفة وعين الدفلى تراجعا في التسممات بمعدل 12 حالة، وحالة واحدة فقط على التوالي.
وأرجعت المتحدثة أسباب التسممات الغذائية إلى اقتناء المنتجات الغذائية، من محلات تفتقر إلى شروط النظافة والحفظ والتخزين، وكذا عدم احترام شروط النقل، خاصة في المناسبات، مثل الأفراح والأعراس، مؤكدة بالمناسبة، اتخاذ كافة الإجراءات الردعية لمعاقبة المخالفين وتحرير محاضر بالغلق المؤقت، مع تشديد الرقابة على شاحنات التبريد، بالتنسيق مع مصالح الأمن الوطني.
مخطط عمل لمحاربة التسممات الغذائية
شمل برنامج العمل الرامي إلى محاربة التسممات الغذائية، حسب المديرة الجهوية، سامية عبابسة، عدة محاور أهمها، وضع مخطط عمل وبرنامج مسار القافلة الوطنية التحسيسية، لتغطية كل دوائر الولاية، مع التركيز على محلات الإطعام السريع وبيع الحلويات والمرطبات وقاعات الحفلات، وكذا التنسيق مع مصالح السياحة، من خلال وضع برنامج تدخل للفرق المختلطة على مستوى المؤسسات الفندقية، وتكثيف تدخلات الفرق المشتركة “تجارة وبيطرة”، وكذا توزيع مطويات.
أما فيما يتعلق بالجانب الرقابي، فقالت المتحدثة: “تم تنظيم خرجات ميدانية من أجل مراقبة الضوابط المرتبطة بنقل المشروبات والمواد الغذائية، بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني على مستوى النقاط الأمنية، ومحاربة عرض المواد الغذائية على الأرصفة وخارج المحلات التجارية، مع إجبارية إعلام المستهلك بضرورة التحري قبل الشراء من الوسم في المنتجات، والحرص على احترام شروط النظافة والصحة.
جمعية حماية المستهلك تدق ناقوس الخطر
ومن جهتها، دقت الجمعية الوطنية لحماية المستهلك والإرشاد، ناقوس الخطر، لتفشي ظاهرة بيع المواد الغذائية على أرصفة الشوارع والأسواق، دون مراعاة أدنى شروط النظافة، خصوصا مع حلول فصل الصيف، والارتفاع المحسوس في درجات الحرارة، حيث تحذر هذه الأخيرة من مخاطر تناول المواد الغذائية، خصوصا سريعة التلف، المعروضة خارج المحلات، لما لها من أضرار ومخاطر على صحة المواطنين.
المواد سريعة التلف سبب التسممات الغذائية
وأكد رئيس جمعية حماية المستهلك، مصطفى زبدي، أنه يُلاَحَظ عرض بعض المواد الغذائية، خاصة سريعة التلف، على مستوى الأرصفة والشوارع خارج المحلات، دون احترام شروط النظافة ولا سلسلة التبريد، داعيا المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر لحماية صحتهم من التسمم.
المواطنون من جهتهم، رفضوا مثل هذه السلوكيات التي تعرض حياتهم للخطر، داعيين على تشديد الرقابة لردع هؤلاء الباعة الفوضويين.
الجمعية تنصح وتُحذّر
وجهت جمعية حماية المستهلك، تحذيرات للمواطنين من مخاطر التسمم، خاصة في هذه الفترة التي تشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، أهمها عدم اقتناء المواد سريعة التلف (جبن- كاشيرـ بيض مسلوق ـ مواد معلبة).
كما نصحت جمعية حماية المستهلك، بتجنب شراء الأطعمة المعرضة للهواء الطلق والغبار، أو خارج المحلات، والتأكد من صلاحية الأطعمة والمشروبات، وغسل اليدين قبل وبعد إعداد الطعام، إلى جانب التأكد من نظافة الأواني لإعداد الطعام وتناوله، وغسل الفواكه والخضروات قبل تناولها، وعدم ترك الطعام مكشوفا وعرضة للتلوث والحشرات، وحفظ الطعام في الثلاجة أو تحضير كمية قدر الحاجة، بالموازاة مع تجنب تخزين الطعام المطهي أثناء التنقل لفترات طويلة.
