يخطط المغرب لبناء قاعدة عسكرية بحرية في الداخلة، وهي مدينة في الصحراء الغربية المحتلة مقابل جزر الكناري، بدعم من الاحتلال الاسرائيلي وأمريكا، بهدف استضافة بعثات حفظ السلام من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، ويأتي ذلك في وقت تعرف فيه هذه الأقاليم تدفق استثمارات داخلية وخارجية الى جانب فتح عدد من القنصليات الأجنبية ضمن صفقة ترامب المشؤومة التي انتهت بالتطبيع الذي تتواصل الاحتجاجات ضده بالمغرب.
هذه المعطيات كشفتها تقارير إعلامية اسبانية، تتعلق ب”استعداد المغرب لبناء قاعدة بحرية مهمة بالداخلة المحتلة، يمكنها احتضان وحدات كبيرة بحجم حاملة طائرات أميركية، وقادرة على إيواء أزيد من 1700 عسكري.
وكشفت صحيفة “الاسبانيول” أن القاعدة المذكورة سيتم تشييدها في منطقة محددة من ميناء الداخلة الأطلسي، بجوار مركز الصيد وأنشطة الموانئ التجارية، في بلدة نتيرفت، على بعد 70 كيلومترًا شمال الداخلة، في المياه العميقة خارج خليج وادي الذهب.
وحسب المصدر، ينتظر أن تضم القاعدة 1700 جندي من البحرية الملكية المغربية وستستخدم لدخول الغواصات الكبيرة والسفن. وهذا أحد الأسباب التي دفعت الجزائر إلى زيادة ميزانيتها الدفاعية، فضلاً عن شراء الأسلحة والمعدات العسكرية. وبالمثل، أعادت إحياء التجنيد الاحترافي في الجيش، وليس الخدمة العسكرية فقط.
بالإضافة إلى ذلك، سيكون لها وظيفة تموين بالوقود لتزويد سفن الشحن بالوقود على الطرق من إفريقيا إلى القارات الأخرى.
ويقوم اقتصاد المدينة أساسا على ميناء الداخلة الأطلسي العملاق، الذي تبلغ قيمته حوالي مليار دولار، وتم تشييده –بطريقة غير شرعية- بأوامر من الملك محمد السادس في عام 2016 كمركز لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والصناعية للصحراء في جميع القطاعات الإنتاجية، من صيد الأسماك والزراعة والتعدين، والطاقة والسياحة والتجارة والصناعة.
وبهذه الطريقة ، فإن الهدف الرئيسي من هذا العمل هو تزويد المنطقة بأداة لوجستية حديثة ومحدثة، في إطار طموحاتها التنموية ضمن خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب وترفضها جبهة البوليساريو الممثلة الشرعية للشعب الصحراوي وفق لوائح الأمم المتحدة.
وبخصوص الدعم الأمريكي والإسرائيلي، قالت صحيفة “الاسبانيول” أن المشروع يحظى بدعم القوى العالمية الأخرى في بنائه. “كل من الولايات المتحدة و”إسرائيل”، الشريكان الأوليان للمغرب في الوقت الحالي من حيث الأمن والدفاع والاستخبارات”، مشيرة الى المصالح المشتركة في المنطقة، بالقرب من الساحل ومضيق جبل طارق.
وبحسب الصحيفة، يتوقع أن تلعب القاعدة دورًا استراتيجيًا في غرب إفريقيا، خاصة اذا تم الأخذ بالاعتبار أن دولًا مثل موريتانيا والسنغال ليس لديها قواعد عسكرية بحرية.
وأضافت أن الولايات المتحدة، تشعر حاليا بالقلق من أن الصين ستبني قاعدة بحرية على ساحل المحيط الأطلسي لإفريقيا، والتي تعتبرها “تهديدًا متزايدًا”، وفقً تصريحات للجنرال ستيفن تاونسند أثناء إقامته في المغرب.
وقال في مقابلة مع وكالة أسوشييتد برس “إن الصين تقيم اتصالات وثيقة مع دول تلك المنطقة التي تمتد من موريتانيا إلى جنوب ناميبيا، في سعيها لإنشاء ميناء بحري قادر على استضافة غواصات أو حاملات طائرات”.