اعتبر منذر بوضياف، متخصص في التحضير البدني الرياضي، في تصريح لـ”الأيام نيوز”، أن التكنولوجيا الحديثة أصبحت عنصرًا أساسيًا في تطوير برامج التحضير البدني، حيث تسهم بشكل كبير في تقليل الإصابات الرياضية وتحسين أداء اللاعبين. وأوضح أن الأجهزة الإلكترونية والتحليلات الدقيقة توفر للمحضرين البدنيين أدوات فعالة لبناء برامج تدريب مخصصة، ما يعزز من قدرة الرياضيين على تحمل الضغوط البدنية للمنافسات الكبرى. كما شدد على ضرورة مواكبة التطورات التكنولوجية في المجال الرياضي لتحقيق تقدم ملموس في الرياضة الجزائرية.
وأكد منذر بوضياف، أن التحضير البدني يشكل عاملًا أساسيًا في تحسين أداء الرياضيين، حيث يُعد وسيلة وغاية في الوقت ذاته للحفاظ على القدرات البدنية وتوازن الأداء خلال المنافسات. وأوضح أن التحضير البدني هو شرط أساسي يسهم في تحمل الرياضيين للجرعات التدريبية المتزايدة، مما يؤدي إلى رفع كفاءتهم وتحقيق نتائج إيجابية في مختلف الأنشطة الرياضية.
وأضاف بوضياف أن التحضير البدني يتطلب مراقبة ومتابعة دقيقة للحالة البدنية والوظيفية للرياضي، وهنا تبرز أهمية التكنولوجيا بوصفها أداة أساسية في ضبط وتحليل الأداء. وأشار إلى أن التقنيات الحديثة، مثل الأنظمة الرقمية والأجهزة الحساسة، أصبحت ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، خاصة في ظل كثافة المنافسات الرياضية والحاجة إلى الحفاظ على مستويات عالية من الأداء.
وأوضح بوضياف أن التكنولوجيا تسهم في توفير الوقت والجهد، حيث تتيح برامجها المتطورة مراقبة الحالة البدنية للرياضيين بدقة، وتساعد المحضرين البدنيين في ضبط الأحمال التدريبية بشكل أكثر فعالية. كما تتيح هذه الأدوات إمكانية التكيف مع متطلبات المنافسات الحديثة، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من عملية التحضير البدني.
التكنولوجيا والتحضير البدني في الجزائر
وأكد منذر بوضياف، أن التحضير البدني في الجزائر يواجه تحديات كبيرة تعيق تطوره وفعاليته، مشيرًا إلى أن الفجوة بين ما يجب أن يكون عليه التحضير البدني وما هو موجود على أرض الواقع لا تزال كبيرة. وأوضح أن هذا التخصص لم يكن يحظى بأهمية كبيرة في الماضي، حيث لم يكن يُعتبر عنصرًا أساسيًا في إعداد الفرق الرياضية، مما تسبب في تأخر تطوره مقارنة بالمستويات العالمية.
وأضاف بوضياف أن نوعية التكوين لدى المحضرين البدنيين تمثل تحديًا كبيرًا، حيث يواجهون صعوبة في مواكبة التطورات التكنولوجية السريعة التي يشهدها المجال الرياضي عالميًا. وأشار إلى أن ذهنية اللاعب الجزائري تلعب دورًا سلبيًا في التحضير البدني، موضحًا أن سلوكيات مثل نقص الانضباط وعدم الالتزام بالتعليمات تؤثر على فعالية العملية التحضيرية، ما يطرح تساؤلات حول وجود ثقافة رياضية كافية لدى اللاعبين والمدربين حول أهمية التحضير البدني.
وأوضح بوضياف أن نقص المنشآت والوسائل التكنولوجية المساعدة في معظم الأندية الجزائرية يشكل عائقًا إضافيًا، حيث إن الوسائل المتوفرة غالبًا ما تكون محدودة وغير كافية لتلبية احتياجات الرياضيين، رغم الانفتاح وسهولة الوصول إلى التكنولوجيا في العصر الحديث.
وأشار إلى أن غياب سياسة واضحة من قبل مسؤولي الرياضة لتطوير التحضير البدني علميًا وتكنولوجيًا يزيد من تعقيد الوضع. وأشار إلى أهمية إنشاء مراكز تحضيرية بمستوى عالٍ تتيح للرياضيين والمحضرين البدنيين الاستفادة من أحدث الأدوات والمنهجيات، مؤكدًا أن مثل هذه الخطوات ضرورية لتحقيق قفزة نوعية في هذا المجال.
التكنولوجيا وعلاقتها في تقليل الإصابات
كما أكد منذر بوضياف، أن التكنولوجيا الحديثة أصبحت أداة لا غنى عنها في تطوير برامج التحضير البدني، مشيرًا إلى أنها تلعب دورًا محوريًا في تقليل الإصابات الرياضية التي تُعتبر كابوسًا لكل رياضي. وأوضح أن المنافسات الرياضية وعمليات التدريب المكثفة قد تؤدي إلى إجهاد بدني وصدامات، مما يبرز الحاجة إلى تقنيات حديثة لمراقبة الحالة البدنية للرياضيين بشكل مستمر.
وأضاف بوضياف أن الأجهزة الإلكترونية الحساسة، مثل تلك القابلة للارتداء، تعمل على تحليل البيانات الوظيفية لأعضاء الجسم الحيوية، مما يساعد المحضر البدني في تحديد احتياجات كل رياضي بدقة. وأشار إلى أن هذه التكنولوجيا تمكن من تصميم برامج تدريبية فعالة تأخذ بعين الاعتبار المتطلبات الفريدة لكل رياضة، ما يسهم في تحسين الأداء وتقليل احتمالية الإصابات.
وأوضح أن التكنولوجيا أثبتت فعاليتها في المنافسات الكبرى مثل كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية والإفريقية، حيث تستخدم الفرق أدوات حديثة للحفاظ على “الفورمة” البدنية للاعبين. وأضاف أن السرعة في الاسترجاع والتأهيل بعد الإصابات أصبحت ممكنة بفضل الأجهزة والتقنيات المتطورة التي تساعد في إعادة التوازن الوظيفي للعضلات والمفاصل.
وختم بوضياف بأن التحضير البدني أصبح أكثر دقة وعلمية بفضل التكنولوجيا، داعيًا إلى مواصلة النقاش حول أهمية الاستثمار في هذه الأدوات لتحقيق تقدم ملموس في الرياضة الجزائرية.