التهديدات تتصاعد.. لحظة المواجهة الشاملة تقترب

يقف العالم مشدوهاً أمام الاندفاع الإسرائيلي غير المسبوق نحو شن الحروب، وتخضيب الأرض بدماء الأبرياء من أطفال وعجائز ونساء وشباب في عمر الزهور. فلم تفرغ مسامعنا بعد من أنباء المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، حتى تُفاجئنا أنباء متداولة بحرب أخرى وشيكة في بلاد الأرز، ما أثار الهلع من تكرار مأساة غزة.

وعلى الرغم من أن وتيرة الاشتباكات في الجنوب اللبناني بين حزب الله والجيش الإسرائيلي لا تزال تسير وفق وتيرة منضبطة تحت سقف “قواعد اشتباك” صعودا وهبوطا، تلك القواعد التي لم يتجاوزها أي من طرفي الصراع على مدى تسعة أشهر، إلا أنه لا يمكننا تجنب التحذيرات الدولية وما يقترن معها من تحركات دولية ومساعٍ لاحتواء التصعيد بالتزامن مع تهديدات الجيش الإسرائيلي، وإعلاناته التي تحمل تهديدات مباشرة بين حين وآخر، وآخرها الإعلان عن المصادقة على خطط عملياتية لهجوم في لبنان.

وقال الجيش، في بيان له، نقلته وكالة الصحافة الفرنسية الخميس الماضي، إن قائد القيادة الشمالية الميجور أوري جوردين، ورئيس مديرية العمليات الميجور أوديد باسيوك، أجريا تقييماً مشتركاً للوضع في القيادة الشمالية، وفي إطار تقديم الوضع، تمت الموافقة على خطط عملياتية لهجوم في لبنان، مضيفا أنه تم اتخاذ قرارات بخصوص مواصلة تسريع استعدادات القوات في الميدان.

وجاء إعلان الجيش الإسرائيلي بعدما توعد وزير الخارجية يسرائيل كاتس في وقت سابق بالقضاء على حزب الله في حال اندلاع حرب شاملة. كما كشفت صحيفة “إسرائيل هيوم”، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي حذر المسؤولين في واشنطن من أن إعاقة إرسال الأسلحة لـ”إسرائيل” لن يؤدي إلا إلى تقريب الحرب الشاملة مع “حزب الله”، وأشارت الصحيفة إلى أن التحذير الخطير الذي أطلقه نتنياهو جاء في محادثات مغلقة مع كبار مسؤولي الإدارة بشأن حرب محتملة في لبنان.

في الوقت الذي حذرت فيه الإدارة الأمريكية عبر البيت الأبيض ووزارة الخارجية من النتائج الوخيمة لجميع الأطراف، حال نشوب حرب في لبنان وشددت واشنطن بشكل غير مباشر على أنها لن تسمح بانزلاق جبهة لبنان إلى حرب تداعياتها شاملة بمخاطرها. ما يجعل تساؤل: هل بدأ العد التنازلي لإشعال هذه الحرب؟ يلحُ على أذهان الكثيرين.

وبالتأكيد لا يمكن لأحد التنبؤ بإجابة حاسمة، خاصة في ظل مجريات بالمنطقة والعالم، أصبحت خارج التوقعات وأبعد ما يكون عن السيطرة، ولكن يمكننا طرح الجوانب المختلفة للمشهد في السطور التالية ..

تصاعد الاشتباكات

يخضع جنوب لبنان الذي يشهد توترًا متصاعدًا بين حزب الله والكيان الصهيوني، لبنود القرار الأممي 1701 الذي نص على وقف الأعمال القتالية وعلى الحدود إثر حرب “تموز 2006 ” التي شنتها “إسرائيل” على لبنان، إلا أن الوضع في الجنوب عاد للاشتعال مرة أخرى بالتزامن مع بداية العدوان الصهيوني على قطاع غز ة بتاريخ السابع من أكتوبر الماضي.

ويغذى القلق من حرب وشيكة في لبنان عدة عوامل، في مقدمتها تصاعد الاشتباكات وتبادل إطلاق النار بين حزب الله والقوات الإسرائيلية في جنوب لبنان، وإعلان حزب الله تنفيذه هجوماً جوياً بسرب من ‏المسيرات استهدف موقع رأس الناقورة البحري حيث توجد أماكن للجنود الإسرائيليين، إضافة إلى تحذيرات دول لرعاياها بعدم السفر إلى لبنان، وحث مواطنيها المتواجدين هناك على العودة في أقرب وقت، تجنباً لأي احتمالات للتصعيد في تلك الأرض المسالمة.

غزة أخرى!

لم تأتِ تلك التحذيرات بمعزل عن الرؤية الأممية للوضع في المنطقة وتحديدًا في لبنان، حيث أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن قلقه البالغ إزاء تصاعد التوتر بين “إسرائيل” وحزب الله، مضيفاً أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تعمل على تهدئة الوضع ومنع التقديرات الخاطئة.

ووصف غوتيريش شن الحرب على لبنان بـ”الخطوة المتهورة”، وما يترتب عليها من تبعات خطيرة بـ”أنها كارثة تتجاوز الحدود بل وتفوق الخيال”. وتابع غوتيريش تصريحاته قائلاً: “إن شعوب المنطقة وشعوب العالم لا تستطيع تحمل أن يصبح لبنان غزة أخرى”.

اليونيفيل” تعزّز مواقعها

في خضم هذا المشهد المرتبك، وتزامناً مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية، بدأت تعزيزات قوات اليونيفيل (قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة جنوب لبنان) لبعض مواقعها في الجنوب اللبناني، كما وضعت تحصينات جديدة في عدد من مراكزها بتلك المنطقة. وكانت اليونيفيل حذرت، في وقت سابق، من تصعيد المواجهات بين الطرفين على الحدود، ونوهت بأن سوء التقدير قد يؤدي إلى صراع مفاجئ وأوسع.

إيمان حنا - كاتبة وصحفية مصرية

إيمان حنا - كاتبة وصحفية مصرية

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
بعد الكرة الذكية والملعب الذكي.. ماذا بقي من لعبة بيليه ومارادونا؟  بعد إعلان وقف إطلاق النار في غزة.. ترامب يطلق تصريحات اجتماع الحكومة.. مشاريع قطاع الري على طاولة العرباوي وزارة الدفاع.. إرهابي يُسلم نفسه إلى السلطات العسكرية ببرج باجي مختار قوجيل: فرنسا هي من تحتاج الجزائر أكثر وليس العكس تطورات الوضع في اليمن.. الجزائر تترأس اجتماعا لمجلس الأمن لضمان استقرار السوق في رمضان.. استيراد 28 ألف طن من اللحوم أول شركة ناشئة تقتحم السوق المالي.. ماذا يعني إطلاق تداول أسهم "مستشير" في بورصة الجزائر؟ سيكون من أحسن المطارات في إفريقيا.. فتح سوق حرة بمطار الجزائر الدولي قريباً التقلبات الجوية.. طرق مغلقة بسبب تراكم الثلوج الارادة السياسية المشتركة.. رئيس الكونغو الديمقراطية يشيد بدور الجزائر الريادي «إسرائيل» تُقايض الأرواح بثمن مُر   في اليوم الـ467 للحرب على غزة.. وفد الاحتلال المفاوض يناقش قوائم الأسرى الفلسطينيين هبوط المخزونات الأمريكية.. استقرار في أسعار النفط أحوال الطقس.. 12 موجة خطيرة تضرب السواحل الجزائرية فرنسا تدعي والجزائر تكشف المستور.. عن أي مساعدة للتنمية تتحدث؟ مفكّكا أسطورة المثالية الأمريكية.. تشومسكي يفضح الديمقراطية الملطخة بعار الإمبريالية رئيس الجمهورية يستقبل حساني شريف جحيم كاليفورنيا.. ألسنة النيران تخرس ألسنة الديمقراطيين تندوف- الزويرات.. الطريق نحو العمق الإفريقي