تشارك المخرجة الجزائرية «صوفيا جاما» في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة وهي إحدى المسابقات الثلاث في مهرجان «مالمو» للسينما العربية الذي ستنطلق فعاليات دورته الثانية عشرة في الفترة ما بين 4 – 9 مايو 2022 في مدينة مالمو السويدية.
وستكون «صوفيا جاما» ـ وهي أيضا كاتبة سيناريو تعيش معظم أوقاتها بين الجزائر العاصمة وباريس ـ ضمن لجنة تحكيم المسابقة الخاصة بالأفلام القصيرة إلى جانب المخرج السعودي محمد سلمان والممثلة المصرية شيري عادل، علما أن المهرجان ينظم أيضا مسابقتين: الأولى مخصصة للأفلام الروائية الطويلة والثانية للأفلام الوثائقية الطويلة.
وسبق للمخرجة «جاما» ـ المولودة في وهران ـ أن شاركت العام الفارط (2021)ـ إلى جانب الممثل أمير المصري (مصر)، والفنانة رزان جمّال (لبنان) ـ ضمن لجنة تحكيم «أفضل فيلم عربي» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ43.
ودرست جاما الأدب في أوائل عام 2000، في جامعة الجزائر، وانصرفت لكتابة القصص القصيرة، وفي عام 2011 أخرجت أول فيلم قصير لها بعنوان “Limply, one Saturday morning” وهو فيلم مقتبس من إحدى قصصها القصيرة، نالت به جائزتين في مهرجان كليرمون فيران الدولي للفيلم القصير بفرنسا.
هذا التحفيز الذي حصلت عليه جاما دفعها لكتابة أول فيلم روائي طويل لها وهو فيلم “The Blessed” الذي حظي بأوّل عرض عالمي له في مهرجان البندقية السينمائي الدولي، ونالت من خلاله بطلة الفيلم لينا الخضري جائزة أفضل ممثلة، كما نال هذا الفيلم العديد من الجوائز المرموقة.
وتقول «صوفيا جاما» في تصريح للأيام نيوز حول مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد: “هذا أكثر من مجرد تشريف لي، إنه يمنحني الشعور بالانضمام إلى أسرة السينما في المنطقة العربية والمحيط المغاربي”، واعتبرت جاما عضويتها في لجنة التحكيم فرصة عظيمة “لأكون شاهدة من الصف الأول على تجديد وإبداع السينما لدينا”.
مأساة «سولا»
هذا ويشارك الفيلم الروائي الطويل «سولا» للمخرج صالح إسعاد والفيلم الروائي القصير «شبشاق مريكان» للمخرجة آمال بليدي في الدورة الثانية عشر لمهرجان مالمو للسينما العربية في السويد التي تعقد فعالياتها من 4 إلى 9 ماي المقبل.
تدور أحداث هذا العمل، في 92 دقيقة، بين باتنة وقسنطينة وعنابة، ويروي قصة أم شابة تدعى «سولا» تطرد من بيتها العائلي رفقة ابنتها الرضيعة فتجد نفسها في الشارع دون مأوى فتعمل جاهدة على إيجاد ملجأ لها ولابنتها.
وجاء في صيغة تسلسل كرونولوجي يتعلق برحلة مأساوية بالسيارة قطعتها «سولا» من باتنة إلى عنابة مرورا بقسنطينة رفقة عدة أشخاص فتتعرض للعنف الجسدي واللفظي لينتهي بها الأمر في الأخير بتخليها عن ابنتها.
وشارك في بطولة هذا الفيلم، المنتج من طرف المؤسسة الخاصة «إسعاد فيلم برودكشنز»، كل من سولا بحري وإيدير بن عيبوش وفرانك إيفري، وقد كتب له السيناريو كل من المخرج والممثلة سولا بحري، حيث استلهمت قصته أساسا من حياتها الشخصية.
ويلفت هذا العمل الانتباه إلى “قضايا الأطفال المولودين بطريقة غير شرعية”، وهو من إنتاج مشترك جزائري فرنسي سعودي قطري، وقد تحصل أيضا على دعم مالي من عدة تظاهرات سينمائية دولية تتعلق أساسا بمرحلة ما بعد الإنتاج.
وكان العرض العالمي الأول لـ«سولا»، الذي تم تصويره في 2019، بمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة بالسعودية في 2021، كما شارك مؤخرا بمهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة بلبنان حيث توج بجائزة أفضل فيلم روائي طويل.
صالح إسعاد، مخرج أفلام من مواليد باتنة عاصمة الأوراس بالجزائر في 1989، وقد درس السينما بفرنسا وأخرج عدة أفلام قصيرة قبل أن يؤسس في 2019 مؤسسة الإنتاج الخاصة «إسعاد فيلم برودكشنز» رفقة عدد من إخوته السينمائيين أيضا، ويعتبر «سولا» فيلمه الروائي الطويل الأول.
