استلمت الجزائر، ألف نسخة رقمية من لوحات الرّسومات الصخرية التي تعود لفترة ما قبل التاريخ، والموجودة بالحظيرة الثقافية “طَاسيلي نازجر” في محافظة إيليزي، جنوب شرق الجزائر بالقرب من الحدود الليبية.
وأوضحت وزارة الثقافة والفنون الجزائرية، في بيان لها، اليوم الإثنين، أن العملية تمت خلال استقبال وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، بمقر الوزارة، وزيرة الثقافة الفرنسية، ريما عبد الملك، التي حلّت أمس بالجزائر في إطار الزيارة الرسمية التي تقوم بها رئيسة الوزراء الفرنسية برفقة وفد وزاري هام.
واستعرضت الوزيرتان الإمكانات المتاحة للتعاون بين البلدين في المجال الثقافي والفني، كما عبّرتَا عن رغبتهما في اغتنام المزيد من الفرص لتعزيز الشراكة وتبادل الخبرات في عديد الميادين ذات الصلة بقطاع الثقافة والفنون لاسيما في مجال السينما، التراث الثقافي، الكتاب والتكوين الفني، وأبدَيتا استعدادهما لتطوير مجالات تعاون أخرى بما يضمن المصالح المشتركة للبلدين.
هذا واغتنمت وزيرة الثقافة الفرنسية هذه السانحة من أجل تسليم نظيرتها الجزائرية، ألف نسخة رقمية من لوحات الرّسومات الصخرية التي تعود لفترة ما قبل التاريخ من الحظيرة الوطنية “طَاسيلي نازجر”، والتي أنجزها الباحث الفرنسي “هنري لوت” بعد أن اكتشف رسومات الهقار والطاسيلي في خمسينات القرن الماضي.
حيث باشر بعد ذلك جرد كل النقوش الصخرية في “واد جرات” بولاية إليزي، والموجودة حاليًا على مستوى متحف تاريخ الطبيعة بالعاصمة الفرنسية “باريس”، حيث تمّ استرجاعها بغرض استغلالها في البحث العلمي وتثمين التراث الثقافي.
وللإشارة، تغطي الحظيرة الثقافية “الطاسيلي ناجر”، التي أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي للمنظمة الأممية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في 1982، مساحة واسعة تمتد على 138.000 كلم مربع، وهي غنية بالمواقع الجيولوجية والنقوش الصخرية.
كما أنها تعدّ جزء من الصحراء الكبرى، إذ تمتلك أهمية طبيعية وتاريخية وثقافية كبيرة تتجلّى في حفاظها على أحد أهم اكتشافات فن الكهوف في عصور ما قبل التاريخ، حيث تضم موقع أثري قديم يمتاز بأعمال جدارية يعود تاريخها إلى ما يصل إلى 12000 عام من التاريخ، وتُعتبر أفضل مثال على الفن الصخري وفن الكهوف، ولعلّ أشهر هذه التكوينات الصخرية هي صخرة القنفذ التي تمتاز بشكلها المشابه لحيوان القنفذ بشكل مثير للإعجاب.