عقد مجلس الأمن، اليوم الأحد، جلسة إحاطة بشأن الوضع الأمني والإنساني في جمهورية الكونغو الديمقراطية، تحت رئاسة الجزائر.
تأتي جلسة الإحاطة على خلفية التقدم العسكري الكبير الذي أحرزته حركة “23 مارس” في إقليم شمال كيفو، حيث تمكنت الحركة من الاستيلاء على أراض جديدة، بما في ذلك بلدة مينوفا الاستراتيجية بالقرب من الحدود مع رواندا، إضافة إلى فرض حصار على عاصمة الإقليم.
الجلسة شهدت حضور عدد من الشخصيات البارزة، منهم الممثلة الخاصة للأمين العام في جمهورية الكونغو الديمقراطية ورئيسة بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في البلاد، بينتو كيتا، بالإضافة إلى وكيل الأمين العام لعمليات السلام، جان بيير لاكروا، ومساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية، جويس مسويا.
ومن المتوقع أن تشارك وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، تيريز كاييكوامبا فاغنر، إلى جانب ممثل عن رواندا، في إطار المادة 37 من النظام الداخلي المؤقت لمجلس الأمن.
وفي 23 جانفي 2025، تمكنت الحركة من السيطرة على مدينة ساكي، وهي بلدة استراتيجية تبعد 27 كم عن غوما، مما زاد من حدة الحصار المفروض على العاصمة الإقليمية.
وحسب مذكرة بيضاء صادرة عن الأمانة العامة للأمم المتحدة، فإن الهجوم الأخير أدى إلى نزوح أكثر من 40 ألف شخص منذ بداية شهر جانفي، فيما فر نحو 10 آلاف شخص إلى مدينة غوما وحدها.
وتواجه الوكالات الإنسانية تحديات كبيرة في تقديم الدعم للاجئين الذين تزداد أعدادهم بشكل مستمر بسبب القتال العنيف.
ما عملية “سبرينغبوك”؟
تشارك بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية ضمن جهود منع تقدم حركة “23 مارس” نحو مدينة غوما، من خلال عملية “سبرينغبوك” التي أطلقت في نوفمبر 2023.
هذه العملية تهدف إلى تعزيز الدفاعات العسكرية حول غوما، بينما تنسق البعثة مع القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية ومع بعثة مجموعة التنمية لجنوب إفريقيا المنتشرة في المنطقة منذ ديسمبر 2023.
وفقاً للبيان الأبيض الصادر عن الأمم المتحدة، فقد أسفرت المعارك الأخيرة عن مقتل اثنين من قوات حفظ السلام التابعة للبعثة الأممية، وإصابة 9 آخرين.
كما أكدت قوات الدفاع الوطني في جنوب إفريقيا، في بيان صحفي منفصل، أن 9 من جنودها لقوا حتفهم خلال المعارك ضد حركة “23 مارس”، 7 منهم من عناصر منظمة جنوب إفريقيا لتنمية دارفور، واثنان من بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
إضافة إلى ذلك، أعلنت الحكومة الكونغولية عن وفاة الحاكم العسكري لإقليم شمال كيفو، سيريموامي نكوبا بيتر، الذي توفي متأثراً بإصابته خلال المواجهات على خطوط الجبهة.
هذا ويمثل استمرار الأزمة في جمهورية الكونغو الديمقراطية تحدياً كبيراً للجهود الدولية الرامية إلى استعادة الاستقرار في المنطقة، حيث يبقى مجلس الأمن في حالة مراقبة متواصلة للوضع، وبحث سبل تقديم الدعم الفعّال للمتضررين.