العراق يلجأ لتوريد الغاز الجزائري لتعويض الإمدادات الإيرانية

ارتفاع صادرات الغاز المسال الجزائري بداية 2025

تتجه العراق نحو الجزائر كمورد رئيسي للغاز المسال، في إطار سعيها لتنويع مصادر إمداداتها الطاقوية وضمان تشغيل محطات الكهرباء بكفاءة.

وتأتي هذه الخطوة بعد إلغاء الولايات المتحدة الإعفاء الممنوح لبغداد لاستيراد الكهرباء والغاز من إيران، ما دفع الحكومة العراقية إلى البحث عن بدائل موثوقة ومستدامة.

الجزائر، التي تعد واحدة من أكبر الدول المصدّرة للغاز المسال في العالم، أصبحت في مقدمة الدول التي يتفاوض العراق معها لتلبية احتياجاته المتزايدة من الطاقة.

وأكد مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون الكهرباء، عادل كريم، أن الحكومة العراقية تعمل على تأمين مصادر جديدة للغاز، مشيرًا إلى أن الجزائر تعد من بين الدول الأساسية التي سيتم استيراد الغاز منها.

وأوضح المستشار أن العراق، بالإضافة إلى التفاوض مع الجزائر، يعمل أيضًا على تأمين الغاز المسال من قطر، إندونيسيا، والبرازيل، وذلك في إطار خطة أوسع لضمان الاستقرار الطاقوي في البلاد.

وتأتي هذه المفاوضات في وقت يستعد فيه العراق لإنشاء بنية تحتية متطورة لاستيراد الغاز المسال، حيث تشمل التحضيرات إقامة منصة عائمة للتفريغ والتخزين في ميناء خور الزبير، وربطها بشبكة الأنابيب الوطنية عبر خط يبلغ طوله 40 كيلومترًا. هذا المشروع سيمكن العراق من استيراد 400 مليون قدم مكعبة يوميًا، ما يعادل قدرة إنتاجية بين 1500 و2000 ميغاواط من الكهرباء.

الجزائر ليست جديدة في مجال تصدير الغاز، إذ تمتلك إمكانات ضخمة من الغاز الطبيعي وتعد واحدة من أكبر مزودي أوروبا بهذه المادة الحيوية.

دخولها كمصدر رئيسي للعراق يعكس ليس فقط قوتها في سوق الطاقة، بل أيضًا العلاقات المتينة بين البلدين. ومن المتوقع أن يساهم الغاز الجزائري في تعزيز استقرار شبكة الكهرباء العراقية، خاصة خلال فترات الذروة في فصل الصيف، حيث يعاني العراق من نقص حاد في الطاقة الكهربائية بسبب تزايد الطلب ووقف الإمدادات الإيرانية.

في الوقت نفسه، تعمل الحكومة العراقية على مشاريع لاستخراج الغاز محليًا، من خلال استثمار الغاز المصاحب والحقول الغازية. ومن المتوقع أن يبدأ العراق في إنتاج كميات جيدة من الغاز بين عامي 2026 و2029. لكن حتى ذلك الحين، يبقى الاعتماد على الاستيراد ضروريًا، مما يجعل الجزائر موردًا أساسيًا في المرحلة المقبلة.

إلى جانب الجزائر، تسعى بغداد أيضًا إلى إبرام عقود طويلة الأجل مع قطر، حيث كانت المفاوضات تشير إلى استعداد الدوحة لتوريد 1.5 مليون طن سنويًا من الغاز المسال. لكن رغم ذلك، تبقى الجزائر خيارًا استراتيجيًا نظرًا لموقعها القريب وعلاقاتها التاريخية القوية مع العراق.

هذه التحركات تعكس توجهًا جديدًا في السياسة الطاقوية العراقية، حيث لم يعد الاعتماد على مصدر واحد خيارًا متاحًا، بل أصبح تنويع الإمدادات أولوية لضمان استقرار قطاع الكهرباء.

إيمان بن يمينة - الجزائر

إيمان بن يمينة - الجزائر

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
روسيا تُبدي رغبتها في إطلاق مشاريع استثمارية جديدة في الجزائر الاتحاد الأوروبي يُشيد بدور الجزائر كشريك موثوق واستراتيجي في المنطقة توجيهات صارمة لتسريع عمليات صيانة وتجهيز البواخر مولوجي تُبرز جهود الدولة في التكفل بذوي الاحتياجات الخاصة وزير العدل: مشروع قانون الإجراءات الجزائية حماية للمال العام والاقتصاد الوطني سايحي يدعو إلى تكثيف الجهود لتحسين التكفل بمرضى السرطان وتوسيع مراكز العلاج وزير التجارة يؤكد على ضرورة تطوير آليات العمل الرقابي لمواكبة تحولات السوق مجاهد: نجاح الجزائر يكمن في تعاملها مع القضايا بالمبادئ لا بالمصلحة أزيد من 20 شركة روسية تستكشف السوق الجزائرية في منتدى أعمال مشترك فرنسا تغازل أحفاد النازيين.. ما القصة؟ الجزائر تستعدُّ لاحتضان مؤتمر إفريقي هام الأضاحي المستوردة.. الأولوية للفئات المعوزة وأصحاب الدخل المحدود حصيلة مروعة.. 39 قتيلا في حوادث المرور خلال أسبوع وزير الاتصال: "التكوين أساس تشكيل جبهة إعلامية تدافع عن الوطن" هذا موعد انطلاق الطبعة الثالثة للصالون الإفريقي للأعمال بوهران وزارة التربية تواصل سلسة جلسات دراسة وتدقيق اقتراحات المنظمات النقابية المعتمدة شنقريحة: العلاقات الجزائرية-الرواندية نموذج للتنسيق السياسي في الدفاع عن إفريقيا اللغة الأمازيغية.. دعم متزايد لإصدارات في مختلف المجالات الثقافية عرقاب: الجزائر تُشجع التحول نحو نموذج طاقوي مستدام ومتكامل في إفريقيا الغموض يخيّم على واغادوغو.. حملة اعتقالات تفضح صراع أجنحة في جيش بوركينا فاسو