الجزائر تدعم السنغالي أوغستين لرئاسة «الكاف».. «موتسيبي» ضحية حفلات «الطاكوس» في المغرب

يتجه أوغستين سنغور ـ نائب رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ورئيس الاتحاد السنغالي ـ إلى تبرئة نفسه من ممارسات «الكاف» التي أغرقها الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي في حفلات الطاكوس بالمغرب، وبالمقابل يتجه وليد صادي ـ الرئيس الجديد للاتحادية الجزائرية لكرة القدم ـ إلى دعم  سنغور، في حال ترشحه لرئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.

وأكد سنغور في تصريحات لموقع «وين وين» القطري أن ملف الجزائر كان من أفضل الملفات لاستضافة «كان» 2025 و2027، وقال في هذا الصدد: “يجب أن أقول اليوم إنه من بين جميع البلدان التي كانت في السباق لاستضافة كأس أمم أفريقيا 2025 و2027، فإن لجنة التدقيق أظهرت أن ملفي الجزائر والمغرب هما الأفضل لتنظيم التظاهرتين، لأنهما جاهزتان للقيام بذلك حاليًا”.

وأضاف نائب رئيس «الكاف»: “الجزائر قامت بما هو مطلوب حتى تكون في أعلى جاهزية من ناحية البنى التحتية وشروط التنظيم لاستضافة كان 2025 و2027″، ولم يضف سنغور على كلامه شيئا، لأنه بات من المعرف أن انسحاب الجزائر ـ ومعها والبنين ونيجيريا وزامبيا من تنظيم كأس إفريقيا 2025، إنما هو رسالة تدل أن بيت الكاف فقد مصداقيته تماما بعد أن أصبح رئيسه “موتسيبي” ضحية حفلات الطاكوس التي ينظمها له فوزي لقجع رئيس اتحاد الكرة المغربي ليضمن شراء ذمته.

حفلات الطاكوس، مصطلح بدأ تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تفجر فضائح مواطن فلسطيني يحمل جوازا إسرائيليا استغل فتيات قاصرات ونساء ـ في المغرب ـ وذلك من خلال استدراجهن لتناول «وجبة طاكوس»، ليقوم بعد ذلك بتصوير هؤلاء الفتيات في مشاهد خادشة للحياء، لكن البعض استخدم هذا المصطلح للتعبير عن أساليب نظام المخزن في ترتيب صفقات عديدة ـ سياسية ورياضية واقتصادية ـ من خلال تجنيد فتيات لاستهداف شخصيات كبيرة مثل موتسيبي الذي تم ابتزازه بهذه الطريقة ليعمل ضد الجزائر، لفائدة المغرب.

وما لم يتوقعه أحد أن الجزائر قررت فضح الصفقة عندما أعلن رئيس الاتحاد لكرة القدم وليد صادي انسحاب الجزائر من الترشح لتنظيم كأس إفريقيا 2025 و2027، بعد يوم واحد من اجتماع المكتب التنفيذي للكاف، الذي تم خلاله الإعلان عن اختيار المغرب لتنظيم «كان» 2025، وفوز الملف المشترك لتنزانيا وكينيا وأوغندا بتنظيم كأس الأمم الإفريقية 2027.

قرار انسحاب الجزائر من تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا (نسخة 2025 و2027) خلف الكثير من النقاش والسخرية ردود الأفعال بخصوص دوافع هذا القرار والتوقيت الذي اختارته الجزائر، لكن، دون أن تعلن ذلك صراحة، بل باستخدام اللغة الدبلوماسية، حين أرجعت سبب الانسحاب إلى النهج الجديد لـ«الفاف» التي تسعى إلى رسم إستراتيجية تصب في خانة تطوير كرة القدم في الجزائر موازاة مع مساهمتها في تطوير الكرة الإفريقية، وهو الهدف الذي يراهن عليه الرئيس الجديد لـ«الفاف» وليد صادي الذي انتخب مؤخرا خلفا لزفيزف.

العقاب البارد

غير أن الجميع يعلم بأن هذا القرار جاء بمثابة عقاب على شكل رد فعل بارد احتجاجا على مستنقع الكواليس الذي فاحت رائحته في أروقة ودهاليز «الكاف» بسبب ممارسات دنيئة لأطراف أساءت إلى الكرة في القارة السمراء أخلّت بالجانب الرياضي، وفي مقدمة هؤلاء، الطرف المغربي بقيادة فوزي لقجع الذي لا يتوانى في ممارسة قذاراته ضد الجزائر وضد كل ما له بأخلاقيات التسيير والمنافسة الشريفة.

انسحاب الجزائر في آخر لحظة عرى حقيقة «الكاف» وفضح الأساليب القذرة التي يمارسها لقجع وعدة أطراف تسير على فلكه بمنطق اللوبيات والتكتلات التي هدفها المصالح الضيقة على حساب واقع ومستقبل الكرة الإفريقية، ما جعل الانسحاب الجزائري يأتي بمثابة موقف حازم ورد صادم ودعوة مباشرة إلى ضرورة تنظيف محيط الكاف الذي وصل درجة متأزمة من التعفن، خاصة وأن الجزائر أعطت للجميع دروسا في النجاح الكروي وحسن التنظيم في عدة منافسات وتظاهرات خلفت إشادة واسعة، على غرار تظاهرة ألعاب البحر المتوسط بوهران صائفة العام الماضي وكذا نهائيات «الشان» مطلع هذا العام، وكأس إفريقيا لأقل من 17 سنة والألعاب العربية وغيرها من المنافسات التي أقيمت في ملاعب تُعدّ مكسبا هاما للجزائر وأبنائها.

وبما أن الفضائح تأتي تباعا، فإن الكاف كانت قد أعلنت فتح باب التقدم لاستضافة بطولة كأس الأمم الإفريقية للمحليين، التي كان من المقرر انطلاقها قريبا، إلا أن هيئة موتسيبي «مول الطاكوس» لم تجد أي دولة تستضيفها بعد آخر طبعة نظمتها الجزائر، وهكذا قررت الكاف تأجيل البطولة إلى أجل غير مسمى.

لقد وضعت الجزائر، ذلك الـ«موتسيبي» في موقف محرج بعد نجاحها الباهر في تنظيم نسخة «الشأن» الماضية، وهو الأمر الذي أجبر البلدان الأخرى على عدم المخاطرة بتنظيم الدورة المقبلة لعدم الجاهزية، وقد جاء هذا الخبر بعد اعتراف نائب رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ورئيس الاتحاد السنغالي، أوغستين سنغور، أن ملف الجزائر كان من أفضل الملفات لاستضافة «كان» 2025 و2027.

وبالمقابل فإن مصادر مقربة من الرئيس الجديد للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وليد صادي، أكد أن هذا الأخير قرر دعم رئيس الاتحاد السنغالي لكرة القدم، أوغستين سنغور، في حال ترشحه لرئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم..

ومن المنتظر أن تجرى انتخابات «الكاف» العام المقبل بعد نهاية العهدة الحالية للجنوب إفريقي موتسيبي التي بدأت سنة 2021، ومن المتوقع أن يقدم سينغور على إعلان ترشحه لهذا المنصب، خاصة وأنه يعتبر من بين أنجح رؤساء الاتحاديات في القارة السمراء، والدليل ـ على ذلك ـ تلك النجاحات الكبيرة التي حققتها السنغال على مستوى كل الفئات والأصناف، وكذا التتويجات القارية المتتالية التي جعلت سينغور محل إعجاب وتقدير الجميع في إفريقيا والعالم.

وعلى هذا الأساس، يرى صادي ـ بحسب مصادر ـ بأن رئيس الاتحاد السنغالي هو الرجل المناسب القادر على إحداث تغيير جذري داخل أروقة «الكاف» لتخليصها من المجموعة التي اختطفتها وجعلتها رهينة لحساباتها السياسية والشخصية الضيقة.

نحو إزاحة موتسيبي وجماعته

وتأتي خطوة وليد صادي بعد أيام قليلة فقط عن انسحاب الجزائر من سباق الترشّح لتنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 و2027، لأنها لم تعد ضمن الأولويات، حيث يرى رئيس «الفاف» الجديد بأن الأولوية الآن هي إعادة تنظيم البيت الداخلي وتطوير كرة القدم الجزائرية، وكذا الفوز بالألقاب والبطولات في أي مكان تقام فيه.

وعلى ما يبدو، فإن صورة الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي قد صارت في الحضيض بعد مهزلة إسناد مهمة تنظيم «كان» 2025 للمغرب، و«كان» 2027 لثلاث بلدان وهي أوغندا، تنزانيا وكينيا، وتبين للجميع بأن موتسيبي لم تعد له أي سلطة على «الكاف» في ظل تغول بعض أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد وسيطرتهم الكاملة عليه، على خلفية حفلات الطاكوس سالفة الذكر، وهو ما سبّب أضرارا كبيرة لبلدان إفريقية كبيرة وعريقة لم تعد تقبل بالوضع، كما يشير ذلك إلى نشوء تكتل جديد وتحالف قوي ضد المكتب التنفيذي الحالي لـ«الكاف» من أجل وضع حد لهذا الاختطاف الممنهج، والبداية ستكون من خلال إزاحة موتسيبي وجماعته من تسيير أمور وشؤون كرة القدم الإفريقية، ومنح الفرصة لأشخاص أكفاء في صورة سينغور، الذي بدأ يحظى بدعم رؤساء اتحاديات كثيرة داخل القارة السمراء ومن بينها الجزائر.

حميد سعدون

حميد سعدون

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
سلطان عمان والرئيس الصحراوي يهنئان الرئيس تبون القدس المحتلة.. تعزيز التحرك العربي لمواجهة الإجراءات الصهيونية نفذها الاحتلال جنوب غزة.. 40 شهيدا وعشرات المصابين في مجزرة جديدة أمطار رعدية على 9 ولايات هل سيحسم عمالقة التكنولوجيا نتائج السباق نحو البيت الأبيض؟.. مستقبل أمريكا في متاهة "السيليكون فالي" فشل ثلاثي الأبعاد.. المخزن يتخبط في مستنقع الإخفاقات انتقادات واسعة.. أداء سلطة الانتخابات في مرمى المترشّحين الثلاثة جهود التدخّل والإغاثة مستمرة.. إجراءات فورية للتعامل مع أضرار فيضانات ولاية بشار عائلته تستقبل التعازي في "بيت فرح وتهنئة".. الشهيد "ماهر الجازي" هدية الأردن لفلسطين وغزة العهدة الثانية للرئيس تبون.. أمريكا تسعى إلى ترقية التعاون الثنائي اختتام الألعاب البارالمبية في باريس.. الجزائر الأولى عربيا وإفريقيا وزارة التعليم الفلسطينية.. فتح مدارس افتراضية لأول مرة في غزة تعليم عالي.. استلام 19 إقامة جامعية جديدة بتكليف من رئيس الجمهورية.. عطاف في القاهرة ولقاءات مرتقبة مع نظرائه العرب الرئيس الصحراوي يوجه رسالة تهنئة إلى الرئيس تبون بعد فوزه بالعهدة الثانية.. اليامين زروال يهنئ عبد المجيد تبون جبهة البوليساريو تدين السياسة الإجرامية للاحتلال المغربي ضد الصحراويين أكد تمسكه بالعلاقة الاستثنائية بين البلدين.. ماكرون يهنئ تبون على إعادة انتخابه إجراءات عاجلة للتكفل بمخلفات الأمطار بولاية بشار وزارة التربية.. هذا هو موعد فتح المنصة الرقمية للتعاقد