تستضيف العاصمة الفرنسية، باريس، الجمعة، مؤتمرًا دوليًا بشأن ليبيا، في موعد يشهد مشاركة الجزائر عبر وزيرها للخارجية رمطان لعمامرة، وفي حضور عدّة دول جديدة مثل تشاد والنيجر ومالطا، بالإضافة إلى ممثلي المنظمات الدولية والاقليمية المعنية، يناقش المؤتمر آليات إجراء الانتخابات الليبية في 24 ديسمبر القادم، وسط مراهنة الجزائر على دعم فرقاء ليبيا بثلاث أوراق رابحة.
في لقاء أكثر اتساعًا مقارنة بمؤتمر برلين، سيُقام برئاسة مشتركة فرنسية إيطالية ألمانية بالشراكة مع الأمم المتحدة،
تركّز الجزائر على مواصلة جهودها لمرافقة ومساعدة الأشقاء الليبيين في تنفيذ خارطة الطريق السياسية التي سطّرتها الأطراف الليبية من أجل إنهاء الأزمة واستعادة الأمن والاستقرار، وذلك عبر تجسيد أولويات المرحلة الحالية والمتمثلة في التحضير للاستحقاقات الانتخابية المرتقبة بنهاية الشهر المقبل وانسحاب المرتزقة والمقاتلين والقوات الأجنبية وتوحيد المؤسسات وتحقيق المصالحة الوطنية.
وبشكل أساس، يقوم المنظور الجزائري على تقديم دعم خطة العمل الليبية لانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة التي اعتمدتها اللجنة العسكرية 5 + 5، وتُدرِج الجزائر تنفيذ هذه الخطة كأولوية أمنية، لوضع حدٍّ للأجواء المشحونة التي تخيّم على المشهد الليبي بسبب تفاقم الخلافات بين الإخوة الفرقاء حول قوانين الانتخابات، والأسماء المطروحة للترشح لرئاسة البلاد.
وأبرز وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أنّ المرحلة الدقيقة الراهنة من تاريخ الشعب الليبي تقتضي تضامنًا مطلقًا ودعمًا فعالاً لتمكينه من الحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه ومقدراته مع وضع حد لكافة التدخلات الأجنبية في شؤونه الداخلية، وتوقع لعمامرة صياغة مقترحات عملية لاستشراف الأوضاع إيجابًا وسلبًا والمساهمة في الجهود المخلصة الرامية لتحقيق تسوية نهائية للأزمة الليبية التي طال أمدها.
وتعيالجزائر جيدا مسؤوليتها و دورها الهام في تسوية المعضلة الليبية، وكبلد قارة له حدود طويلة مع الجارة، تركّز الجزائر على افتتاح مرحلة جديدة في ليبيا تتيح توفير مقومات التهدئة والتقارب والتنسيق والتعاون، مع البقاء على مسافة واحدة من جميع الأطراف الليبية.
وينوّه مراقبو الشأن الليبي إلى أنّ الجزائر التي تتمتع بعلاقة جيدة مع جيران طرابلس، تمتلك القدرة على إنجاح مسعى “الخروج باتفاق سياسي يعبّد الطريق أمام اقتراعي الرئاسيات والتشريعيات في ليبيا خلال الشهرين القادمين، وذلك موصول بالإبقاء على استمرار عمل مؤسسات البلاد، وضمان تفعيل آليات إشراف في الميدان.
ويركّز الباحث السياسي عبد الحق بن سعدي، على أنّ الجزائر تبحث عن حل سياسي واقعي لا يتجاهل الإختلافات الموجودة ويراعي ديمومة أي حل وفق توافقات اسنراتيجية لا تكتيكية، بما يحفظ مستقبل ليبيا، بوصفها دولة محورية إفريقيا وعربيا، ولذلك تسعى إلى اقناع الفرقاء الليبيين والدول الفاعلة في الأزمة الليبية بأوراقها الرابحة التي جرى تعميقها في لقاء الجزائر قبل أسابيع.