لا يفوت عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة المغربية الأسبق فرصة دون الحديث عن الجزائر تارة بالمدح وتارات أخرى بالذم والقدح.
أما المدح فقال فيه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة المغربية الأسبق، لدى افتتاحه المؤتمر الجهوي العادي للحزب في مدينة وجدة، إن “الجزائريين والمغاربة إخوة والعداوة لا تصلح للطرفين”.
وأضاف بنكيران: “لم نكن نعتبر الجزائريين غرباء، ولا تزال العلاقات قوية بين الشعبين المغربي والجزائري”.
وتابع: “المغاربة إخوتكم، تعرفون مكاني (منصبي)، كنت رئيس حكومة (أسبق بين عامي 2011 و2016) والملك (محمد السادس) قال لكم علانية إنه لن يأتيكم السوء بتاتا من المغرب”.
لكن هذا الكلام الجميل يخبئ وراءه زعيم حزب الإخوان في المغرب، سما زعافا حين تطاول على التاريخ الثوري للجزائر وقال إن “ملوك المغرب ساهموا بالسلاح لتنالوا الاستقلال”، متناسيا أن الجزائر انتزعت استقلالها بالكفاح ولم يقدم لها منحة مثلما فعلته فرنسا مع بلاده.
وقال بنكيران مخاطبا الجزائريين: “نحن نؤكد لكم أننا لا نريد لكم أي سوء”، منتقدا ما اعتبره تحريضا ضد المغرب قائلا: “غاديين كتشكيو بينا للأجانب”، في محاولة عبثية التغطية على فضيحة نظام المخزن بالتورط في التطبيع مع الكيان الصهيوني ومحاولة الاستقواء بالاحتلال الإسرائيلي ضد الجزائر، فكيف لا يأتينا السوء من المغرب يا بن كيران؟
بن كيران نسي أيضا الاستفزازات المتكررة للجيش المغربي للجزائر، آخرها قيامه بقصف قوافل تجارية تربط الجزائر بموريتانيا راح ضحيتها مدنيون عزل، وضبطت الجزائر نفسها عن الرد بالمثل، فكيف لا يأتينا السوء من المغرب يا بن كيران؟
وروج عبد الإله بن كيران لمقترح المخزن، المرفوض دوليا، لحل النزاع في الصحراء الغربية، وزعم أن “موقف الجزائر في قضية الصحراء غير معقول”، وكأن احتلال الأراضي الصحراوية وتشريد الشعب الصحراوي هو المعقول حسب منظور بن كيران!
وقال إن “هذا الوقت ليس للتفكير في انتزاع جزء من المغرب، وإحداث دولة مئة أو مئتي ألف شخص به للمرور عبرها إلى المحيط الأطلسي”، وإذا كان بن كيران يجهل أن تركيبة الشعب الصحراوي تختلف كثيرا عن الشعب المغربي فذلك زور وبهتان.
بن كيران دعا إلى تخطي أزمة العلاقات في الماضي قائلا: “إذا سبق لأحد من الحكام السابقين أن ظلم أحدا، سواء من جهة الملك الراحل الحسن الثاني أو بومدين، فتلك أمة قد خلت. نحن أبناء هذا الجيل والملك محمد السادس يمد يده إليكم”، لكن سجلات التاريخ دونت بوضوح أن ساسة المغرب ومطامعهم التوسعية كانت سببا مباشرا في تدهور العلاقات وأن الجزائر لن تبادر إلى الإساءة إنما كانت ترد على العدوان لا غير.