في خطوة تهويدية للمدينة المقدسة، وضع «زئيف الكين» وزير البناء والإسكان و«يوئيل رزبوزوف» وزير السياحة في حكومة الكيان الصهيوني ورئيس بلدية سلطة الاحتلال في القدس، قبل أيام ـ في طقوس احتفالية ـ حجر الأساس لبناء جسر معلّق فوق القدس.
الجسر المعلّق هو الأطول في «إسرائيل» إذ يبلغ طوله حوالي 200 مترا، ويمر فوق منطقة وادي الربابة في سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، ويربط الجسر بين بلدة الثوري، جبل صهيون والبلدة القديمة، ومن المتوقّع افتتاحه في مارس 2023.
وأكد الباحث في تاريخ القدس، فخري أبو دياب لـ«الأيام نيوز» أنّ هذا المشروع التهويدي يأتي ضمن سلسلة مشاريع الاحتلال ويهدف إلى تغيير المشهد التاريخي للمنطقة لتسهيل وصول السياحة الدينية التوراتية ووصول المستوطنين إلى حائط البراق وباب المغاربة والبلدة القديمة.
وأشار أبو دياب إلى أنّ الجسر المعلّق يربط بين منطقة الثوري ومنطقة النبي داود، حيث يوصل بين مجمع تهويدي يحتوي على مطعم ومركز ثقافي وصالة للمناسبات يستعملها المستوطنون وتشرف على هذا المجمع جمعية العاد الاستيطانية.
وأكد أبو دياب، أن بلدية الاحتلال، كانت قد أعلنت عام 2019 عن مصادرتها لـ99 دونما من أراضي واد الربابة لغايات متعلّقة بالبستنة حسب زعمها، ولكن الهدف كان استثمار المنطقة لمشاريع تهويدية وحدائق توراتية، وفي هذه المنطقة يوجد كثير من أشجار الزيتون المعمّرة التي يصل عمر بعضها إلى 600 عام وأكثر، وبها كهوف كثيرة وآثار وقبور الكنعانية.
ويؤكد أبو دياب، أن الاحتلال وضع مدينة القدس في بؤرة الاستهداف من خلال خطة متكاملة لإعادة تخطيط وهيكلة المدينة المقدسة بهدف تغيير معالمها والوجه الحضاري السكاني والجغرافي والتاريخي والاقتصادي بها، لترويج روايات وأساطير تخدم سياسات الاحتلال وتثبيت أحقيته بالمدينة على حساب تاريخها وسكانها الأصليين.
وكانت قوات الاحتلال، قد اقتحمت الأسبوع الماضي، حي وادي الربابة ومنعت أصحاب الأراضي الفلسطينيين من قطف الزيتون للسماح للمستوطنين بقطفه ومصادرة أراضيهم البالغة 200 دونم، لصالح مشاريع بلدية الاحتلال ووزارتي “شؤون القدس” والمواصلات بحكومة سلطة الاحتلال، لإقامة سلسلة مشاريع منها: قاعدة للقطار الهوائي التهويدي في الوادي، وجسر معلّق يربط بين ضفتيه، ومركز زوار لغسل أدمغة السياح واليهود من الداخل والخارج، وحدائق توراتية ومنشأة إضافية لشفط عيون وآبار مياه سلوان.