الحرب الدينية تكشف عن وجهها الدميم.. من يشعل فوانيس غزة في رمضان؟

باستخدامه أسلوب الخداع والمراوغة، يكون الاحتلال الصهيوني، قد شتّت أوراق ملف مفاوضات التهدئة مع الفلسطينيين، بما يعني أنّ العدوان الهمجي ضدّ قطاع غزة، قد يتواصل خلال شهر رمضان الذي حلّ دون أن يوقد الغزيّون فوانيسهم، وهو ما سيثبت حقيقة “صادمة” – جرى التنكّر لها سابقا وحاولت الولايات المتحدة الأمريكية التغطية عليها بالدفع نحو عقد هدنة الـ6 أسابيع المزعومة – ومفاد هذه الحقيقة أنّ العدوان يمثّل بكلّ المقاييس “حربا دينية”، من المرجّح أن تتسبّب في جحيم قد تمتد نيرانه – خارج الحدود الجغرافية للمنطقة – إلى أبعد نقطة في هذا العالم، ذلك أنّ القرارات الخاطئة اليوم “تحصد منطقتنا والعالم نتائجها غدا، عنفا وعدم استقرار”، وفق تعبير المندوب الدائم للجزائر في الأمم المتحدة عمار بن جامع في كلمة سابقة له بمجلس الأمن الدولي.

=== أعدّ الملف: حميد سعدون – منير بن دادي – سهام سوماتي ===

عبّر الرئيس الأمريكي جو بايدن عن يأسه من إمكانية التوصّل إلى هدنة خلال شهر رمضان بين المقاومة الفلسطينية وسلطة الاحتلال الصهيوني، كاشفا عن إحباطه من رئيس سلطة الاحتلال – مجرم الحرب – بنيامين نتنياهو، كما عبّر بايدن عن قلقه “الشديد” من العنف الذي يمكن أن يندلع في القدس الشرقية المحتلة خلال الشهر الكريم.

ويدلّ هذا التصريح الذي أدلى به بايدن أمام الصحافيين – بعد خطاب “حالة الاتحاد” يوم الخميس 7 مارس – أنّ واشنطن كانت ولا تزال تؤيّد استمرار العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة، لكن ليس خلال شهر رمضان، مخافة أن يتأكّد العالم العربي الإسلامي – وبالدليل القاطع – أنّ حرب الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة إنما هي حرب دينية بامتياز.

وبالرغم من أنّ أغلب وسائل الإعلام العربية، تركّز على تفاصيل شهر رمضان والتحديات التي يواجهها الأهالي في ظلّ العدوان – ظروف فريضة الصيام، مصاعب الإفطار وغياب أجواء البهجة – إلا أنّ هذا التركيز يخدم أجندة الصهاينة من خلال إلقاء الضوء على جوانب فرعية، في حين يظلّ الأمر الأكثر خطورة هو الإقرار الصهيوني بالطابع الديني لحرب الإبادة المستمرة ضدّ غزة، والتي تتجسّد حقيقتها خلال شهر رمضان.

وبالفعل، فإنّ رئيس وزراء سلطة الاحتلال – مجرم الحرب – بنيامين نتنياهو، كان قد تلقى وثيقة سرية من الجنرال أهارون خاليفا – رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” – تقضي وفق ما ذكرت “القناة الـ12” الإسرائيلية، باحتمال نشوب حرب دينية في شهر رمضان، تبدأ بتصعيد كبير في الأراضي الفلسطينية ثم يمتدّ إلى عدة جبهات ليتحوّل إلى حرب إقليمية.

وأوضحت القناة على موقعها الإلكتروني أنّ هذا التحذير كان السرّ الكبير وراء قرار نتنياهو بعدم فرض قيود على دخول المسلمين من فلسطينيي الداخل الإسرائيلي إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وأفادت القناة بأنّ تصريحات إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، قد تثير بدورها حفيظة المسلمين حول العالم، ويمكن أن تدفع إلى حرب دينية، وهو ما جعل نتنياهو يرفض تصريحات بن غفير.

هذا دون نسيان أنّ حاخام صهيوني يرأس مدرسة “شيرات موشيه” الدينية في مدينة يافا (وسط)، التي يدرس بها طلابا يخدمون بالجيش الصهيوني، كان قد دعا إلى قتل نساء وأطفال غزة، معتبرًا أن ذلك يأتي استجابة لتعاليم “الشريعة اليهودية”، وقد جاءت هذه الدعوة على لسان الحاخام – واسمه إلياهو مالي – في مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

كما أنه من بين الأسباب التي ساقتها حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وجاءت على لسان قائد أركان “كتائب القسام” محمد الضيف، في خطاب إطلاق عملية طوفان الأقصى، المخطّط الصهيوني لتغيير هوية المسجد الأقصى بعمليات التهويد المستمرة والتقسيمين الزماني والمكاني للحرم المقدسي.

ومع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة، لا يزال ذلك الخطر قائمًا، ولا سيما مع خطة الوزير الصهيوني بن غفير التي تقضي بتقييد وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك.

وسط كل ذلك، ظهر يوم الجمعة الماضي، الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة في خطاب مصوّر، ليؤكّد من جديد خطورة الوضع فيما يتعلّق بمخططات الاحتلال بشأن المسجد الأقصى، ودعا أبو عبيدة الفلسطينيين في الضفة والقدس وفلسطين المحتلة عام 1948 إلى النفير والزحف نحو المسجد الأقصى لإحباط تلك المخططات، “وعدم السماح للاحتلال بفرض الوقائع على الأرض”.

ماذا يعني استمرار حرب الإبادة خلال شهر رمضان؟

نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية تقريرا، تحدّث عن دلالات حلول شهر رمضان في سياق العدوان الصهيوني ضدّ غزة، وقالت المجلة، في تقريرها: إنّ محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة بهدف التوسّط في وقف القتال بين الاحتلال ورجال المقاومة، تعثّرت قبل بداية شهر رمضان المبارك.

وأصبح المسؤولون في واشنطن يعبّرون صراحة عن مخاوفهم من أن تؤدي الاشتباكات خلال شهر رمضان إلى زيادة تأجيج المنطقة، والانفلات نحو حرب دينية، ونقلت المجلة عن ماجد الأنصاري، مستشار رئيس الوزراء القطري للسياسة الخارجية، متحدثا عن الأزمة وضرورة وقف إطلاق النار بحلول شهر رمضان: “نخشى أن نصل إلى نقطة اللاعودة، إذ قد يتوسّع التصعيد إلى حرب شاملة في المنطقة”.

وقد ردّد الرئيس الأمريكي جو بايدن إلحاحه، حين حذّر من وضع “خطير للغاية” إذا لم يتم التوصّل إلى اتفاق بحلول شهر رمضان. وتجلب بداية الشهر معها عددا من الأحداث والظروف المحدّدة، التي يمكن أن تؤدي بسهولة إلى تصعيد دراماتيكي، ليس فقط في العدوان الصهيوني ضدّ غزة، بل أيضا في التوترات المتصاعدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وذكرت المجلة أنّ أكثر من 30 ألف فلسطيني فاستشهدوا في غزة، التي تعرّضت لقصف همجي من القوات الصهيونية، التي تسعى إلى القضاء – ليس على مقاتلي حماس فقط – بل على كلّ الفلسطينيين، ولهذا انخرطت في حرب إبادة منذ السابع من أكتوبر 2023، وقد تستمر في شهر رمضان لتتّخذ طبيعة الحرب الدينية التي يحاول الغرب حصرها في المربع الأمني والاجتماعي.

وفي ظلّ القيود الشديدة المفروضة على إمدادات المساعدات، أصدرت المنظمات الإنسانية تحذيرات متزايدة الخطورة بشأن احتمال حدوث مجاعة في شمال غزة. وحذّر رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، يوم الإثنين من أنّ الأطفال بدؤوا يموتون من الجوع. وقالت زها حسن، زميلة مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي؛ إنّ “الوقت ينفد هنا، وستصل الأمور إلى ذروتها هذا الأسبوع”.

دون وقف إطلاق النار، من المرجح أن تؤثّر مشاهد الموت والدمار المستمر في غزة بشكل كبير على أذهان المسلمين في جميع أنحاء المنطقة مع دخول شهر رمضان. وقال خالد الجندي، مدير برنامج معهد الشرق الأوسط بشأن فلسطين؛ إنّ “ذلك يضيف طبقة من الاشمئزاز والغضب إلى الوضع المروع بالفعل”. وأضاف أنّ “هذا يضيف المزيد من الضغط على الحكومات العربية، لتبدو على الأقل وكأنها تفعل شيئا ما”.

وكان المسجد الأقصى منذ فترة طويلة نقطة اشتعال للتوترات في القدس المحتلة، خاصة خلال شهر رمضان، حيث يسعى عشرات الآلاف من المسلمين إلى زيارة المسجد خلال شهر رمضان وصلاة الجمعة. وقال جويل براونولد، المدير الإداري لمركز أبراهام للسلام في الشرق الأوسط؛ إنه “لا يوجد شيء مثل التهديدات التي يتعرض لها المسجد الأقصى، والتي تشعل الشوارع”.

ودفعت الاشتباكات بين الفلسطينيين وشرطة الاحتلال الصهيوني في المسجد سنة 2021 حماس إلى إطلاق وابل من الصواريخ على الاحتلال، لأنّ حماس تتعهّد دائما بحماية الأقصى والقدس، وقد أطلقت على هجوم السابع من أكتوبر اسم “عملية طوفان الأقصى”، تعبيرا عن تمسّكها بمبدأ الدفاع عن الأقصى مهما كلّفها ذلك من شهداء.

الإجرام المقدّس..

سفك الدمّ الفلسطيني باسم “الشريعة اليهودية”

بمجرد أن كشف الاحتلال عن دخول فرقة من جنوده المتديّنين إلى العمليات القتالية، فاحت أحقاد دروس دينية يقدّمها رئيس المعهد الديني التوراتي «ييشيفاة شيرات موشيه» في مدينة يافا، الحاخام إلياهو مالي، لطلابه الذين يخدمون في الجيش الصهيوني بعد تخرّجهم، يحضّهم فيها على ارتكاب مجازر ضدّ سكان غزة.

واعتبر الحاخام أنّه بموجب الشريعة اليهودية يجب قتل جميع سكان غزة. وعندما سُئل عن المسنّين والأطفال، أجاب بأنّ «الأمر ذاته ينطبق عليهم»، وجاءت أقوال هذا الحاخام، المسجّلة بالصوت والصورة، خلال مؤتمر عُقد في المعهد المذكور مساء يوم الخميس.

ووفقاً لما ذكره موقع «واي نت» الإلكتروني التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، يوم الجمعة، فقد ركّز هذا الحاخام على المعاملة تجاه السكان المدنيين في غزة خلال العدوان، لكنه كان حذراً في البداية، وقال: “لأنّ هذا موضوع حساس، وأبلغوني أنّه سينشر في الإنترنت، فإني أريد أن أستدرك وأقول إنّ الخلاصة هي أنه ينبغي تنفيذ ما جاء في تعليمات الجيش الصهيوني فقط”.

لكنه انجرف لاحقاً وقال إنّ “الحرب التي تشنّها (إسرائيل) على غزة هي حرب دينية، والقانون الأساسي في حرب دينية، وفي هذه الحالة في غزة، هو أن (لا تُبقوا أحداً مِنها حيّاً) (سفر التثنية في التوراة)، وإذا لم تقتلهم؟ فهم سيقتلونك. ومخربو اليوم هم الأطفال في العملية العسكرية السابقة الذين أبقيتهم على قيد الحياة. والنساء هنّ عملياً أولئك اللواتي ينتجن المخربين”.

وأضاف أنّ المعادلة هي: “إما أنت وإما هم. (…) (القادم لقتلك، اسبق واقتله) (التلمود البابلي). ولا يسري هذا فقط على الفتى في سن 14 أو 16 عاماً، أو الرجل في سن 20 أو 30 عاماً الذي يرفع سلاحاً عليك، وإنما على جيل المستقبل أيضاً. وكذلك (يسري) على من ينتج جيل المستقبل أيضاً. لأنه في الحقيقة لا يوجد فرق”.

ورداً على سؤال حول قتل المسنين في غزة، قال مالي: “يوجد فرق بين سكان مدنيين في أماكن أخرى وسكان مدنيين في غزة. وفي غزة، وفقاً للتقديرات، 95 – 98 في المائة يريدون إبادتنا”. وعندما سُئل: “الأطفال أيضاً؟”، أجاب: “الأمر ذاته. لا يمكنك الفذلكة مع التوراة. اليوم هو طفل، وغداً هو مقاتل. ولا توجد تساؤلات هنا. المخربون اليوم كانوا أطفالاً في سن 8 سنوات في العملية العسكرية السابقة. فإذن، لا يمكنك أن تستكفي هنا. ولذلك فإن الحكم على غزة مختلف هنا”.

يذكر أنّ الحاخام مالي كان من مؤسّسي المعهد الديني المذكور في يافا سنة 2008. وقد تحوّل المعهد إلى محطة لجلب مستوطنين يهود متطرفين من مستوطناتهم في الضفة الغربية إلى السكنى في يافا لتهويدها بالكامل وزيادة عدد اليهود ليصبحوا أكثرية فيها، ثم تحوّلت هذه المبادرة إلى ظاهرة في جميع المدن مثل اللد والرملة وعكا وحيفا. وقد لعب قسم من هؤلاء دوراً في الصدامات التي وقعت بين اليهود والعرب في شهر ماي سنة 2021، خلال العدوان الحربي الصهيونية ضدّ غزة آنذاك.

يذكر أنّ صحيفتين بريطانيتين نشرتا تقريراً عن “قوات أمريكية تعمل داخل الجيش الصهيوني وتنكل بالفلسطينيين”. ونُشرت صور لهؤلاء الجنود وهم يحرسون معتقلين فلسطينيين معصوبي العيون ويجلسون على الأرض وهم مقيّدون بالأغلال ويسخرون منهم. ويسمي هؤلاء الجنود أنفسهم في شبكة «إنستغرام» باسم «نادي صيادي حماس». وهم يرتدون قميصاً كتب عليه بالإنكليزية: “أمريكيون يخدمون في الجيش الصهيوني”.

أبو عبيدة يدعو إلى النفير..

هل المسلمون على أهبة الاستعداد؟

تعمّد أبو عبيدة – الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مخاطبة جماهير الشعب الفلسطيني، باستخدام مصطلحات لها مدلول ديني “النفير” حين دعا إلى الزحف نحو الأقصى والرباط فيه، وعدم السماح للاحتلال بفرض الوقائع على الأرض، وفي الجهة المعادية اقتحم مستوطنون صهاينة، يوم السبت، مقبرة باب الرحمة في القدس المحتلة وحطّموا شواهد قبور إسلامية.

وأكد الناطق باسم القسام في كلمة متلفزة تم بثها، مساء الجمعة الماضي، أنّ أولوية المقاومة هي “وقف العدوان الكامل”، وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة، وأنّه “لا تنازل عن ذلك”، وأشار إلى أنّ المجاعة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في غزة “تمتد إلى الأسرى لدينا أيضًا وبعضهم يعانون المرض بسبب نقص الغذاء والدواء”.

وقالت محافظة القدس، ومركز معلومات وادي حلوة الحقوقي بالقدس إنّ نحو 40 مستوطنا اقتحموا مقبرة باب الرحمة الواقعة عند السور الشرقي للمسجد الأقصى، ودنسوا المقابر بالدوس عليها، وحطموا شواهد عدد من القبور.

ونقل المركز عن مسؤول لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس مصطفى أبو زهرة قوله إنّ اعتداء المستوطنين يأتي ضمن سلسلة من حلقات الاعتداء على مقابر المسلمين، خاصة مقبرة باب الرحمة. وتابع أن المقابر “لها حرمة خاصة، والأموات لهم حرمة خاصة (…) وأي اعتداء هو انتهاك لحرمة المقابر والأموات”.

هنية يناشد العرب والمسلمين سرعة التحرّك

ناشد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إسماعيل هنية، الأمتين العربية والإسلامية، سرعة التحرّك لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وإنقاذ الفلسطينيين، وعزل (إسرائيل) سياسيا ودبلوماسيا جراء ما ترتكبه من جرائم حرب.

وفي رسالة بعث بها هنية لقادة ورموز وعلماء الأمة العربية والإسلامية، بمناسبة شهر رمضان، ونشرتها الحركة على حسابها بمنصة تليغرام، قال هنية “ندعو قادة ورموز وعلماء الأمة إلى التحرّك الفاعل على مختلف الصعد السياسية والدبلوماسية والقانونية، من أجل وقف العدوان على شعبنا، خاصة في غزة فورا، وحماية المسجد الأقصى”.

وشدّد هنية على “ضرورة ممارسة الضغط على العواصم الدولية الداعمة لـ(إسرائيل) بهدف إجبارها على وقف هذه الحرب بشكل فوري غير مشروط”، مضيفا “شعبنا يستقبل رمضان هذا العام وهو مثقل بالآلام والآمال، ويعرّض أبناء شعبنا لأبشع المجازر في حرب الإبادة الجماعية على غزة”.

كما أكّد في رسالته سرعة إغاثة الفلسطينيين بصورة حقيقية على صعيد الغذاء والدواء والإيواء، وفتح المعابر لتعمل بصورة كاملة، بما يوفّر الاحتياجات الكاملة والعاجلة، وينهي الحصار بشكل كامل عن شعبنا، وبدء مسيرة إعمار شاملة.

ودعا هنية إلى بذل المزيد من الجهود لمحاكمة الاحتلال وفضح جرائمه، وعزله سياسا ودبلوماسيا، جراء ما يرتكبه من جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية في مجازر الإبادة الجماعية على غزة.

وقال “الاحتلال أصل كلّ المشكلات وعدم الاستقرار في المنطقة، واستمراره يتناقض مع مبادئ القانون الدولي والأمم المتحدة، ونيل الشعب الفلسطيني استقلاله وحريته هو ما ينهي جذر المشكلة، ويؤسّس لمرحلة جديدة ومختلفة على مستوى الإقليم والعالم”.

اتحاد علماء المسلمين يدعو إلى الزكاة في رمضان دعما لغزة

دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أول أمس السبت إلى الصدقات في شهر رمضان، لتأمين الغذاء والدواء لأطفال ونساء قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمّرة منذ أشهر، وفي البيان الختامي لاجتماع مجلس الأمناء – الذي عقد في إسطنبول يوم الجمعة الماضي – ناشد الاتحاد، المسلمين القنوت في كل ليالي رمضان تضرّعا لله لصدّ عدوان الاحتلال الإسرائيلي وتثبيت المقاومين في قطاع غزة.

وأكّد المجلس في بيانه على ما أصدره من بيانات وفتاوى ومقترحات عملية ومواقف سابقة لنصرة المستضعفين من الأطفال والنساء والرجال في غزة، كما ندّد بأشدّ العبارات بما وصفها بـ”جريمة العصر وحرب الإبادة” التي يمارسها جيش الاحتلال بحقّ المدنيين العزل.

ودعا المجلس، الأمة الإسلامية شعوبا وحكاما وهم يستقبلون شهر رمضان إلى “أداء ما فرضه الله عليهم من نصرة المظلوم وجمع الجهود دولا وشعوبا ومؤسسات في مواجهة هذا العدوان الغاشم والجريمة التي يمارسها جيش الاحتلال وحلفاؤه في غزة”.

ودعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الأمة الإسلامية وأحرار العالم أجمعين إلى بذل كل الجهود المادية والمعنوية من أجل صدّ هذا العدوان، وفتح المعابر لتقديم الطعام والشراب والدواء للمدنيين في غزة.

رغم جحيم العدوان الصهيوني والخذلان العربي والإسلامي..

أرواح الشهداء فوانيس تضيء ليالي رمضان في غزة

أفاد ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالجزائر، محمد الحمامي، بأنّ الاحتلال الإسرائيلي يُواصل عدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني وحرب الإبادة والتطهير العرقي في قطاع غزّة، بينما يستقبل العالم شهر رمضان، هذا الشهر الفضيل الذي له مكانته الخاصة عند المسلمين الذين يتجاوز عددهم 2 مليار مسلم، بما فيهم الشعب الفلسطيني الذي كان يأمل في أن تتحرّك الرسميات العربية والإسلامية باتجاه لجم هذا الاحتلال وإيقاف هذا العدوان الجائر بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، لكن إلى حدّ هذه اللحظة لا زال الخذلان العربي والإسلامي متواصلا إلى إشعار آخر.

وفي هذا الصدد، أوضح الحمامي في تصريح لـ “الأيام نيوز”، أنّه ومع حلول الشهر الفضيل لا زال الظلام يعمّ كل شبر في قطاع غزّة، فيما تبقى أرواح الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ والأبطال والبواسل من المقاومة هي النجوم الساطعة في سماء قطاع غزّة، وهي الفوانيس التي ستضيئ ظلمات ليالي رمضان في القطاع، فبالرغم من قتامة المشهد والعتمة التي خلفتها آلة الحرب الصهيونية إلا أنّ صمود الشعب الفلسطيني سيكون المنتصر الأكبر في هذه الحرب الشعواء التي يشنّها الكيان الصهيوني الفاشي ضدّ الآمنين في بيوتهم في قطاع غزّة.

في سياق متصل، أشار المتحدث، إلى أنّ معبر رفح يبقى الشريان الأساسي الذي يمكن أن يمدّ قطاع غزّة ويزوّده خلال رمضان بمختلف الاحتياجات والمواد الإغاثية بما فيها الدواء والغذاء، بعد أن دمّر الاحتلال الإسرائيلي الجائر كل شيء ينبض بالحياة، لكن وللأسف الشديد نقولها ونكرّرها “إنّ العرب متواطئون ومتخاذلون وعاجزون ومنبطحون للإرادة الأمريكية التي تريد القضاء على شعبنا الفلسطيني وغير قادرين على فعل أيّ شيء في هذا الإطار”.

أمّا فلسطينيا، فقال الحمامي: “إنّ المطلوب فلسطينيا وبعد اجتماعات موسكو، أن يتم اتخاذ خطوات عملية من خلال القيام بتفعيل القيادة الوطنية الموحّدة وتشكيل لجان الحماية بالضفة الفلسطينية وأن تأخذ الأجهزة الأمنية دورها الكامل في حماية الشعب الفلسطيني، مع ضرورة وقف كل أشكال التنسيق مع هذا الاحتلال المستبد، وأن يكون شهر رمضان شهرا للطوفان في كل مكان في فلسطين، في أراضي 48 وفي القدس وفي الضفة الفلسطينية وفي الشتات أيضا، كما أنّ الشعوب العربية والإسلامية وكلّ أحرار العالم مُطالبون اليوم أكثر من أيّ وقت قد مضى، بالدخول على الخط لنصرة الحق الفلسطيني، من خلال محاصرة كلّ سفارات الاحتلال وطرد السفراء ومقاطعة الاحتلال الإسرائيلي وما إلى ذلك”.

في السياق ذاته، أبرز ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالجزائر، أنّ الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل” هي من يتحدى إرادة المجتمع الدولي وكل أحرار العالم وكل الذين تحدّثوا عن وقف هذا العدوان الهستيري الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني الأعزل للشهر السادس على التوالي، أمّا العرب فالمطلوب منهم الوقوف عند مسؤولياتهم الإنسانية والقومية والأخلاقية والإسلامية ودعم الغزيين، فغزّة ليست جزيرة في المحيط، إنما هي أرض عُمقها عربي وإسلامي.

وفي هذا الإطار، دعا الحمامي، العرب إلى التدخل الفعلي والعاجل لفتح المعابر لدخول المساعدات الإغاثية بطرق إنسانية، في ظلّ حرب التجويع التي يشنّها الاحتلال الصهيوني بعد إخفاقه وفشله الذريع في تطويع الشعب الفلسطيني بالقوة النارية والعسكرية، وعدم تمكّنه من تحقيق أيّ هدف من أهدافه المعلنة مع بداية عدوانه على القطاع، وعلى رأسها القضاء على المقاومة واستعادة أسراه المحتجزين في غزّة، فهذا الاحتلال الهمجي هو الآن يخوض حرباً قذرة من خلال انتهاج سياسة تجويع سكان غزّة خاصةً في الجزء الشمالي من القطاع، أين يموت العشرات جوعا هناك، معظمهم من النساء والأطفال في مشاهد مأساوية يُندى لها جبين الإنسانية، كل ذلك يفرض على العرب والمسلمين خلال شهر رمضان الفضيل أن يعملوا كل ما بوسعهم من أجل فك الحصار عن شعبنا الفلسطيني والتدخل العاجل من أجل إدخال المساعدات الإنسانية من مواد غذائية وتموينية وطبية وما إلى ذلك.

الاحتلال تجاوز مشاعر أزيد من 2 مليار مسلم

إلى جانب ذلك، أشار المتحدث إلى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تتحدث عن هدنة إنسانية، مبنية أساسا على أنّ السماح بدخول المساعدات الإنسانية والغذاء يكون مقابل إطلاق سراح أسرى الاحتلال الذين تحتجزهم المقاومة في قطاع غزّة، وهذا الأمر بطبيعة الحال لن تقبله لا فصائل المقاومة الفلسطينية ولا الشعب الفلسطيني، الذي يدرك يقينا أنّ هؤلاء يريدون إطعام سكان القطاع ومن ثم استئناف العدوان بعد استعادة الرهائن المحتجزين في القطاع والقضاء على الشعب الفلسطيني هناك.

هذا، وأكّد ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالجزائر، أنّ ما تتحدّثت عنه الإدارة الأمريكية هو مجرد زيّف، وألاعيب تأتي على لسان الرئيس جو بايدن، من أجل تحسين صورته أمام الناخب الأمريكي في ظلّ الأحداث الجارية في قطاع غزّة، خاصةً وأنّ المجتمع الأمريكي وحلفاء أمريكا جميعا يتحدثون عن وقف إطلاق النار، لتبقى بذلك الولايات المتحدة الأمريكية وحدها من يُعطل إرادة المجتمع الدولي في إنهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزّة.

على صعيد متصل، أشار محدثنا إلى أنّ الاحتلال الصهيوني السافر تجاوز مشاعر أزيد من 2 مليار مسلم، بمواصلته لعدوانه المجنون على القطاع خلال الشهر الفضيل، وستكون بذلك هذه أسوأ أمة إسلامية يمر عليها شهر رمضان، إن لم يكن هناك تحرك عاجل لفك الحصار وإنهاء هذا الإجرام، وهذه مسؤولية عربية وإسلامية يجب أن يقف عندها الجميع بالتزامن مع حلول الشهر الفضيل.

وأردف قائلا: “نحن لسنا بحاجة إلى الطعام ولا إلى الفوانيس خلال شهر رمضان، بقدر ما نحن بحاجة إلى مواقف عزة ورجولة وكرامة، فنحن الذين أخذنا على عاتقنا مسؤولية الدفاع عن كرامة كل العرب وأحرار العالم في وجه المشروع الأمريكي النازي الإمبريالي الذي تسعى من خلاله أمريكا ومن معها إلى السيطرة على مقدرات الشعوب العربية والإسلامية في المنطقة، لتأتي عملية “طوفان الأقصى” وتفتح كل الأوراق وكل الملفات أمام حركات التحرر في الشرق الأوسط من أجل مواجهة هذا العدوان الأمريكي الإسرائيلي البريطاني على شعبنا وعلى شعوب المنطقة ككل”.

وفي ختام حديثه لـ “الأيام نيوز”، أكّد ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالجزائر، محمد الحمامي، أنّ الشعب الفلسطيني يريد مواقف عملية وجادة من أجل حمايته والحفاظ على حقوقه التي لا تقبل القسمة على اثنين، وعلى المؤسسات الإنسانية والحقوقية والدولية أن تتدخل عاجلاً غير آجل من أجل رفع الغبن وفك هذا الحصار الظالم على شعبنا الفلسطيني والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مُبرزا في السياق ذاته، أنّ الفلسطينيين في غزّة باقون على العهد ولن يقبلوا بتسليم أسرى الاحتلال إلا مقابل الوقف الكامل لهذا العدوان الجائر والانسحاب من قطاع غزّة وعودة النازحين كل النازحين إلى مقار سكناهم، فبالرغم من حجم الدمار الهائل ورغم البيوت المهدمة إلا أن الشعب الفلسطيني باستطاعته العودة وأن يقيم فوق الركام وأن يعيد الحياة من جديد إلى كل شبر من أرض غزّة الطاهرة.

الصمود المبارك..

رمضان في غزة يجسّد روح الثبات لدى المقاومة

أبرز الباحث المصري في الشؤون السياسية والإستراتيجية، علي الطواب، أنّ الغزيين يستقبلون شهر رمضان الفضيل هذه السنة والأوضاع تسير من سيء إلى أسوأ، في ظلّ العدوان الصهيوني الهستيري المتواصل على القطاع، ووسط هذه الظلمات العسكرية والأمنية والإنسانية، التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي الذي يتمادى في ارتكاب المزيد من المجازر وحرب الإبادة الجماعية بحق الأبرياء والمدنيين العزل في القطاع على مرأى ومسمع العالم أجمع.

وفي هذا الصدد، أوضح الأستاذ الطواب في تصريح لـ “الأيام نيوز”، أنّه وبالرغم من كل ذلك، ومع حلول هلال الشهر الفضيل، سيزداد الشعب الفلسطيني صمودا وثباتا وستزداد معه المقاومة الفلسطينية صلابة وقوة، هذه المقاومة التي ضربت لنا وللعالم أجمع أروع الأمثلة والمشاهد الأسطورية في الدفاع عن الأرض العربية الإسلامية الفلسطينية، فنحن نتحدث عن أكثر من 150 يوما تحت القصف والعدوان الهمجي، وحتى هذه اللحظة لا تزال المقاومة الفلسطينية نموذجا قويا للصمود على الأرض، وهذا ليس كلاما سرديا ولا كلاما عاطفيا إنما هو واقع قائم على الأرض في قطاع غزة، والصمود هو لون من ألوان الدفاع عن الأرض العربية الإسلامية الفلسطينية، دون أن نغفل المواقف المشرّفة للفرق الطبية والفرق الإغاثية والإنسانية كل ذلك يؤكّد مدى قوة ومتانة هذا الشعب المقاوم وصلابة رجالات مقاومته الباسلة.

في السياق ذاته، أشار المتحدث إلى أنّ صمود الشعب الفلسطيني لا يظهر في غزّة وحدها فقط، ولكن أيضا إذا ما انتقلنا إلى القدس العربية المحتلة، فالفلسطينيون هناك يقاومون بصورة أخرى ويناضلون بطريقة مختلفة، وهم جميعا يستحقون منا كامل الدعم والوقوف بجانبهم ومساندتهم إلى غاية الرمق الأخير، خاصةً ونحن نستقبل هذه الأيام المُباركة، فلا يوجد أشرف من دعم المقاومة الفلسطينية سواء اتفقنا أو اختلفنا فهذه الأمور نتحدث عنها في سياق آخر، فأمّا الآن فالأولوية المطلقة لنصرة الحق الفلسطيني ودعم وإسناد المقاومة الفلسطينية الباسلة التي لها كامل التقدير والاحترام.

في سياق ذي صلة، يرى الطواب، أنّ فوانيس رمضان ستُضاء في قطاع غزّة، بالرغم من كل الأحداث الجارية والأوضاع الإنسانية القاهرة هناك، فالشعب الفلسطيني له تركيبته الخاصة، ففي عزّ أزماته ومحنه تجده يعلن تمسكه وصموده وثباته، وأحد أشكال هذا التمسك والصمود هو الاحتفاء بأيام الشهر الفضيل، وبذلك فهو يوجه رسالة في غاية الأهمية لكل من يهمه الأمر، مفادها “نحن باقون على الأرض ولو أبدتمونا فنحن باقون”.

خِتاماً، أفاد الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية، بأنّ الدول العربية للأسف الشديد لم تقدم الموقف الذي يُشار إليه بالبنان والذي يرقى إلى مستوى التضحيات الجسام التي قدّمها ويقدّمها الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة على مدار أزيد من خمسة أشهر من القصف الصهيوني المجنون المتواصل، على أمل أن تُحرّك هذه الدول عناصر القوة لديها لنصره الحق الفلسطيني خاصةً ونحن نستقبل شهر رمضان الفضيل شهر الرحمة والتضامن والتآزر بين المسلمين.

بشأن مساعي وقف العدوان على غزّة..

هل الموقف الأمريكي جاد أم مناورة لربح الوقت؟ 

بقلم: حازم عياد – باحث سياسي أردني

أثارت تصريحات الرّئيس الأمريكي جو بايدن حول وقف الأنشطة العسكرية “الإسرائيلية” خلال شهر رمضان، وما عبّر عنه من تفاؤله بالتوصّل إلى هدنة مطلع الأسبوع القادم، جدلاً واسعًا حول مدى جديّة هذه التّصريحات في ظلّ تصريحات المقاومة التي تنفي حصول أيّ تقدم في هذا السّياق، الأمر الذي وافقه في الوقت ذاته تصريحاتٌ “إسرائيلية” تستغرب من “تفاؤل بايدن وتصريحاته”، الأمر الذي يضع علامات استفاهمٍ كبيرةٍ حول إمكانية أن تكون هذه التّصريحات مجرّد مناورة ومحاولة لتضليل الرّأي العام العالمي وتبريد الأجواء الضّاغطة على أمريكا و”إسرائيل” في الوقت ذاته.

تصريحات بايدن جاءت بالتّزامن مع تسريبات لوكالة رويترز حول أنّ “حماس تسلّمت مسودة اقتراح باريس الذي يسمح بوقف مبدئي لجميع العمليات العسكرية لمدة 40 يوماً”، الأمر الذي اعتبرته قيادات في حركة حماس مجرد مناورة الهدف منها “الحرب النّفسية والضّغط على المقاومة”.

مناورة أمريكية لتضليل الرّأي العام

وفي هذا الصّدد، يرى الكاتب والمحلّل السّياسي الأردني حازم عياد، أنّ “المنطلق في قراءة المشهد التّركيز والاستناد دومًا على موقف المقاومة الفلسطينية التي قالت إنّه لا يوجد أي تقدم وأنّ الاحتلال الإسرائيلي لم يقدم تنازلات حقيقية، تفضي إلى تفعيل الهدنة في المرحلة المقبلة”، ولفت عياد إلى أنّ “كلّ الأخبار التي تتحدث عن أنّ هناك تنازلات “إسرائيلية” أو تقدّم، تنفيه المقاومة إلى حدٍ كبير”.

وفي الشأن ذاته، يعتقد الكاتب والمحلّل السّياسي الأردني حازم عياد، أنّ “تصريحات بايدن قد تعبّر عن حرص أمريكي على أن لا يدخل شهر رمضان وهناك حالة قتال، وإمكانية أنّه يفكّر بهدنة من جانبٍ واحدٍ، أو أنّه يفكّر بممارسة مزيد من الضغوط على دولة الاحتلال، للوصول إلى هدنة”، ويؤكّد المتحدّث أنّ “القرار في النّهاية بيد المقاومة أن تقبل أو ترفض هذه الهدنة، وليس بيد بايدن”.

غير أنّ عياد يذهب لأبعد من السّيناريو السابق، ويرجّح أن تكون “المحاولة الأمريكية – الإسرائيلية” تهدف إلى التّضليل الإعلامي، لا سيما بعد التّصريحات القطرية التي تؤكّد ما تحدّثت به المقاومة من عدم وجود أيّ تقدّم، الأمر الذي يذهب لترجيح كفّة سيناريو ما تمارسه أمريكا من تضليل الرّأي العام العالمي بأنّ هناك جهودًا تبذل من قبلهم للتوصّل إلى هدنة، ويأخذ الطّابع الإنساني، على أمل التخلّص من الضّغوط الدّاخلية في أمريكا و”إسرائيل” وحتى على المستوى الدولي، لا سيما وأنّ هناك كتلة دولية بدأت تتحرّك وتطالب بوقف العدوان على غزّة”.

ومن جانب آخر، أفاد الكاتب والمحلّل السّياسي الأردني، حازم عياد في تصريح لـ “الأيام نيوز” أنّ “الخطوة الأمريكية – الإسرائيلية” هي أيضًا جزء من مناورة ومحاولات للتّضليل، والضّغط على المقاومة الفلسطينية، غير أنّه استبعد أن تنجح هذه المناورة الأمريكية “الإسرائيلية” في تحقيق مبتغاها”.

وفي السّياق، توقّع عياد أنّ “المقاومة ستبقى متمسّكة بمطالبها وتضغط بهذا الاتجاه إلى حين أن تقدّم “إسرائيل” التّنازلات المناسبة والتي تحقّق وقفًا لإطلاق النّار وإدخال المساعدات وعودة النّازحين، هذه الشّروط الأساسية والتي تطالب بها المقاومة، بانتظار ما ستفضي إليها جولة القاهرة”.

وفي شأن متصل، أشار المتحدّث إلى أنّ “جولة المفاوضات القادمة ستكشف إن كانت الولايات المتّحدة ما زالت تمارس التّضليل أم أنّها ستذهب إلى هذا الخيار خصوصًا أنّ الوقت بات ينفد لدى الأمريكيين و”الإسرائيليين” قبيل حلول شهر رمضان، وهي فترة ستزيد من حزم الضّغوط عليهما”.

مراوحة بين التفاؤل والتّكهنات

وبالنّسبة للوسطاء المصريين أيضًا، أوضح الكاتب والمحلّل السّياسي الأردني حازم عياد، أنّه “لا يوجد أيّ مؤشّرات على أنّ هناك تقدمًا محرزًا سيفضي لوقف إطلاق النّار، ووقف يكون ممتدًا”، غير أنّه يرى بأنّه “من حقّهم أن يعبّروا عن التفاؤل وأنّ هناك جولة جديدة من التّفاوض قد بدأت في القاهرة، لعلّ المصريين يعوّلون عليها لممارسة ضغوط على “الإسرائيليين”، أو قد يعتقدوا بأنّ هناك إمكانية لإحداث اختراق قبيل بداية شهر رمضان”.

وشدّد حازم عياد على أنّ “كلّ ما يجري ما زال عبارة عن تكهّنات وتصريحات إعلامية، لكنّها لم تترجم على أرض الواقع، بانتظار جولات المفاوضات في القاهرة، ويمكن أن يتمّ مراجعة بعض الطّروحات، وتقيحها وتحسينها”.

وحسبه، “فهذا هو الشّيء الممكن الوحيد، الذي عكسته تصريحات المقاومة بأنّه ليس هناك أيّ تنازلات من الاحتلال كافية، فهل ستقدّمها “إسرائيل” في مفاوضات القاهرة، وهل سيمارس بايدن ضغوطه أم هل ستذهب أمريكا و”إسرائيل” للدّعوة إلى هدنة من جانبٍ واحدٍ، وما هي طبيعة هذه الهدنة إن كانت قائمة في ذهن جو بايدن”.

لكن من جانبٍ آخر، يرى عياد أنّ “الولايات المتحدة تشعر بضيق شديد، نتيجة الضّغوط الدّولية والحراك داخل الولايات المتّحدة الأمريكية، والذي بدأ يتصاعد على خلفية انتحار الضّابط الأمريكي، “آرون بوشنل”، نصرة لغزّة”.

ويتوقّع الكاتب والمحلّل السّياسي الأردني أن “يتصاعد الحراك في الشّارع الإسلامي والجبهة اللّبنانية فيها تصعيد كبير يقلق الإدارة الأمريكية، كما يتوقع كذلك أن يحدث مزيد من التّصعيد في البحر الأحمر”، ونوّه المتحدّث ذاته إلى أنّه “من مصلحة الولايات المتّحدة تبريد الأجواء، لأنّ “إسرائيل” لم تقدّم استجابة كافية ترضي المقاومة الفلسطينية”.

وفي شأم متّصل أشار الكاتب والمحلّل السّياسي الأردني إلى مسألة أخرى بدأت تظهر جليّة تتعلّق “بإمكانية كسر الحصار عن غزّة، باتت أعلى ممّا كانت عليه في السّابق، نتيجة الضّغوط الدّولية والحراك الدّولي بهذا الاتجاه”.

وختم عيّاد حديثه لـ “الأيام نيوز”، بالقول إنّ “المقاومة تملك الأوراق، وتملك عنصر الوقت رغم الشّهداء، في حين أنّ “إسرائيل” تملك عنصر القتل والدّمار والتّجويع، وهما عاملان متنافران، ولكن عنصر الوقت دومًا من يملكه بيده الورقة الرّابحة والمؤثّرة”.

الشموخ الساطع..

هكذا تستقبل غزة الشهر الفضيل

بقلم: علي أبو حبله – محام فلسطيني

“فانوس رمضان” ليس تقليدًا حديثًا، بل كان منذ صدر الإسلام مظهرًا هامًا من مظاهر الاحتفاء والاحتفال بشهر رمضان المبارك، لكنّه لم يكن فقط للزّينة أو لإظهار الفرحة بقدوم رمضان، فيروي محمّد رجب السّامرائي في كتابه “رمضان في الحضارة العربية الإسلامية”، أنّ “المسلمين قديماً كانوا يستزيدون من إنارة المساجد عند رؤية هلال شهر رمضان وكذلك الطرق والأسبلة”.

فيقول أحمد بن يوسف الكاتب العبّاسي: “أمرني الخليفة المأمون، أن أكتب إلى جميع العمّال في أخذ النّاس بالاستكثار من المصابيح في شهر رمضان، وتعريفهم ما في ذلك من الفضل”، قال: “فما دريت أن أكتب، ولا ما أقول في ذلك، إذ لم يسبقني إليه أحد، فأسلك طريقه. واتفق أن نمت وقت القيلولة، فآتاني آت في منامي، فقال أكتب: “فإن في ذلك أُنْسَاً للسابلة، وإضاءةً للمتهجدين ونقياً لمظان الرّيب، وتنزيها لبيوت الله، عزّ وجل من وحشة الظّلم”. إعلان فانوس رمضان إضاءة الشّوارع شهر رمضان زينة رمضان.

غزّة هاشم ما زالت على سيرة السّلف الصّالح تحتفي برمضان وتستقبل الشّهر الفضيل بروح إيمانية قلّ نضيرها رغم الجوع والحرمان من أبسط قواعد الحياة، غزّة تنتصر على جيش الاحتلال وقيوده وتثبت للعالم أجمع أنّ الاحتلال بجبروته لم يطمس معالم الحياة في غزّة هاشم لأنّ الثّبات والرّباط سمة مميّزة في غزَّةُ هاشم، والحقّ أنّ لغزّة تاريخًا طويلاً ضاربًا بجذوره في عُمق التّاريخ والحضارة، إذ يُقدِّر بعض العلماء وجود الحياة البشرية والحضرية فيها إلى 3300 عام قبل الميلاد، وبعضهم لأكثر من ذلك.

وقد عرفت هذه المدينة الكثير من الأمم الذين وفدوا عليها من الشّرق والغرب، حيث تبدَّل اسمها بتبدّل الأمم التي صارعتها. وكان العرب ولا يزالون يسمّونها غزّة، والكنعانيون هزاتي، والمصريون القدماء غازاتو، والآشوريون عزاتي، ومن المؤرّخين اليونانيين القدماء مَن يقولون إن “غزَّة” مشتقّة من العزَّة وهي المنعة والقوّة، ومنهم مَن يقول إنّ معناها الكنز الملكي أو الثّروة.

ورغم فداحة المصاب وهول الجريمة “الاسرائيلية” وحرب الإبادة التي تشنّها حكومة الحرب على غزّة وقضاء ما يقارب على 31 ألف شهيد وأكثر من ثمانين ألف شهيد، فإنّ أبناء غزّة وبخاصّة أطفالها وشيبها وشبابها يتهيّؤون للاحتفال بفانوس رمضان، لتضيء فوانيس رمضان عتمة اللّيل في قطاع غزّة، حيث أنهك القصف المتواصل للاحتلال الإسرائيلي سكّان القطاع، للشّهر الخامس على التّوالي.

ويأمل الفلسطينيون الذين لم ينسوا تجهيز الزّينة والتّحضير لاستقبال الشّهر الفضيل ولو بأقلّ القليل، أن يتمكّنوا من عيش طقوسه وأجوائه، رغم استمرار الحرب المدمّرة للشّهر الخامس على التّوالي.

فوانيس رمضان لهذا العام وإن كان عام اتّسم بالحزن لفقدان الأهل والأحبّة نتيجة حرب الإبادة إلاّ أنّ صبر وإيمان الغزّيون أقوى من الحزن لأنّ إيمانهم أقوى من آلة الحرب الصّهيونية وعقيدتهم راسخة رسوخ الجبال وهم متجذّرون متمسّكون بتراب وطنهم ورمضان بفوانيسه يجدّد فيهم العزيمة والثّبات والمثابرة على مواجهة الاحتلال حتّى يندحر الاحتلال عن غزّة وفلسطين.

النّاس في غزّة تحبّ شهر رمضان المبارك وأجواءه وطقوسه، وتحاول إضفاء أجواء رمضانية للتّخفيف من هموم الحرب، مع أنّ شهر رمضان يأتي في أوضاع صعبة، لكنّه يحمل رسالة إلى العالم أجمع في حقّ الفلسطينيين في العيش بكرامة والعودة إلى بيوتهم وإنهاء الحرب.

هناك إصرار وتحدّ للاحتلال من خلال الاحتفال بالشّهر الفضيل وقادة الاحتلال يدركون هذا التّحدي وهذا المغزى ويعودوا بذاكرة تاريخهم لأهميّة وفضل رمضان، فهو شهر أنزل فيه القرآن وشهر تحقّقت فيه الانتصارات والمتأمّل في أحداث شهر رمضان عبر التّاريخ الإسلامي سيجد أمورًا عجيبة، هذه الأمور ليست مصادفة، وكلّ شيء عند الله عزّ وجل بمقدار، سيجد أنّ المسلمين ينتقلون كثيرًا من مرحلة إلى مرحلة أخرى في شهر رمضان، من ضعف إلى قوّة، ومن ذلٍّ إلى عزَّة.

نعم لقد تغيّر المسلمون تمامًا بعد موقعة بدر، فبعد بدر أصبحت للمسلمين دولة معترف بها، أصبحت لهم شوكة قويّة ومكانة ووضع مستقرّ؛ انتقل المسلمون إلى مرحلة جديدة، العالم كلّه سمع عن هذه الدّولة، اليهود رعبوا، والمشركون انهزموا، والمنافقون ظهروا. وما يجري في غزّة هو فاتحة فجر جديد واحتفال أهل غزّة برمضان وفوانيس رمضان تحمل مؤشّرات النّصر القريب الذي يعجّل برحيل الاحتلال.

وغزّة منذ 7 أكتوبر 2023، تشنّ “إسرائيل” عليها حرباً مدمّرة خلّفت عشرات الآلاف من الضّحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التّحتية، الأمر الذي أدّى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدّولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.

شهر التضحية والتضامن والنصرة..

رمضان يا أهل غزة

بقلم: الدكتور عبد الله المَشوخي – أكاديمي فلسطيني

جرت العادة عند المسلمين استقبال الشهر الفضيل بتزيين منازلهم بفوانيس رمضان والأهلَّة المضاءة، إضافة إلى تعليق الحبال المضاءة على النّوافذ والشُّرُفات ومداخل البيوت احتفاءً بشهر الخير، شهر القرآن.

هذا الشّهر الذي له خصوصية روحانية لدى المسلمين، حيث تعجُّ المساجد بالرُّكَّع السّجود، لا سيما في صلاة التّراويح، وتصفو النّفوس، وتبتهل وتتوجّه إلى الله بالدّعاء والذّكر وتلاوة القرآن لتزيل ما علق بها من غفلة وجفاء في سائر الشّهور الأخرى.

كما يتميّز هذا الشّهر بالإحسان والتّكافل الاجتماعي وكثرة الأعمال الخيرية، وتقديم وجبات الإفطار للفقراء والمحتاجين، فهو شهر خير وبركة ورحمة وصفاء وتكافل وصقل للنّفوس.

غير أنّ هذا الشّهر يختلف عن سائر شهور رمضان فيما مضى من أعوام،  فنحن على موعد لاستقبال شهر فضيل وسط معارك ضارية تدور رحاها في غزّة العزّة بين ثُلّة من المقاومين مقابل قوى الشّر التي تكالبت عليهم من كلّ حدَب وصوب، من يهود نازيين وقوى صليبية حاقدة، إضافة إلى مؤازرة ومناصرة أنظمة منافقة.

ولازالت هذه الفئة المؤمنة تقاتل بضراوة وصمود وتحدٍّ، وتضحي بالغالي والنّفيس في سبيل الدّفاع عن عزّها وشرفها ودينها، تدافع عن مسرى نبيها محمّد صلّى الله عليه وسلّم، رافضةً كلّ أنواع الخنوع والذلّ والاستسلام.

وبرغم الدّمار الشّامل الذي لحق بأهلنا في غزّة، وبالرّغم من الحصار الجائر المطبّق عليهم، وبالرّغم من فارق القوّة والعتاد، وبالرّغم من التّضحيات التي زادت عن 100 ألف شهيد وجريح، فلم تلِن للمقاومين عزيمة، أو تفتر لهم همّة، بل ما زالوا يجاهدون بشموخ كشموخ الجبال الرّاسيات، ومرَّغوا أنف العدو في تراب غزّة، حيث قتلوا وجرحوا الآلاف من الضبّاط وجنود النّخبة لدى الكيان الصّهيوني، ودمّروا عدداً هائلاً من آلياته.

ومازالت المقاومة تسطِّر أسمى وأروع أنواع البطولة، رغم دخول القتال شهره السّادس، الذي سوف يتخلّله شهر رمضان الكريم، شهر الفتوحات، شهر معركة بدر وفتح مكّة، والقادسية، والزلَّاقة، وعين جالوت، وحطّين، وحرب رمضان سنة 1973م. واستكمالًا لتلك الانتصارات والفتوحات العظيمة في شهر رمضان، تدخل معركة طوفان الأقصى لتكون حلقة ضمن حلقات البطولات المجيدة عبر تاريخ أمّتنا العظيمة..

ولكي نسطِّر هذا المجد، ينبغي على كلّ فرد من أمّتنا الإسلامية أن يجعل من هذا الشّهر شهرَ تكاتف ومؤازرة ونصرة لأهلنا في غزّة بكلّ الطّرق الممكنة والوسائل المتاحة، كلُّ وفق ساحته وطاقته.. فمثلاً: على أهلنا في الضفّة الغربية والقدس والدّاخل المحتل تكثيف شدّ الرّحال والرّباط الدّائم في المسجد الأقصى المبارك. وعلى علماء الأمّة والأئمة والخطباء في كلّ أقطار العالم الإسلامي إذكاء روح الجهاد، وتحشيد الأمّة للدّفاع عن قبلة المسلمين الأولى، ودعوة النّاس لنصرة أهل غزّة بالمال والدّعاء والمسيرات التّضامنية في كلّ الميادين والسّاحات، وأمام سفارات الدّول المتعاونة مع اليهود، والمطالبة بقطع العلاقة مع الكيان الصّهيوني. ولتستمر المقاطعة الاقتصادية لكافة أنواع السّلع والمنتجات للشّركات والدّول الدّاعمة والمساندة للكيان الصّهيوني.

ولنطفئ الفوانيس في بيوتنا تضامناً مع أهلنا في غزّة، الذين يعيشون في ظلام دامس، ولنمتنع عن شرائها هذا العام، ونتبرّع بأثمانها  لدعم المجاهدين وسائر أهلنا في غزّة.

ولنجُدْ في هذا الشّهر بنصيب وافر من أموالنا لأهلنا في غزة تأسِّياً برسول الله صلى الله عليه وسلّم، حيث كان أجودَ ما يكون في شهر رمضان، وكان جوده يشمل المال وإطعام الطّعام والدّعوة والنّصيحة وكلّ ما ينفع الخلق. ولنجعل من دعائنا ونحن صائمون النّصيب الأوفر لأهلنا في غزّة، لاسيما عند أوقات الإجابة، عند الإفطار وأثناء القيام والتّراويح والثّلث الأخير من اللّيل.

في الختام: إنّ الفرحة الحقيقية الكبرى لرمضان عندما نرى أهلنا في فلسطين وقد أضاؤوا مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم بفوانيس النّصر، وقد تحرّر من دنَسِ اليهود. يوم نرى فوانيس غزّة تضاء من شُرُفات منازلهم، وقد أعيد بناؤها في ظلّ حكم إسلامي رشيد.

يوم تصدح المآذن بتواشيح رمضان وابتهالاته الدّينية في ظلّ عيش كريم وآمن لكلّ طفل غزّي وسائر أطفال فلسطين، حينها يكون لفوانيس رمضان وأهِلَّته قيمتها ورونقها ومكانتها في نفوس المسلمين. ويقولون متى هو؟ قل عسى أن يكون قريباً.

الأيام نيوز - الجزائر

الأيام نيوز - الجزائر

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
توقيع اتفاقيات بين "سكيلس سنتر" والمؤسسات الجزائرية لدعم التحول الرقمي أمن الشلف يضع حداً لشبكة دولية لتهريب مهاجرين عبر البحر أمن بشار يفكك شبكة إجرامية ويضبط 22.56 كيلوغرامًا من المخدرات هذا هو رابط المنصة الجديدة لأساتذة التعليم العالي للحصول على شهادة تدريس عبر الخط سفيان شايب: "الجزائر تضع أبناء الجالية ضمن أولوياتها لتنمية الاقتصاد الوطني" القرض الشعبي الجزائري..نمو ملحوظ في الصيرفة الإسلامية نحو إطلاق 12 مشروعًا رقميًا لحماية التراث الثقافي وحدات حرس السواحل تنفذ عملية إجلاء إنساني لـ 03 بحارين من جنسية بريطانية مزيان يدعو إلى تعزيز مهنية الإعلام لمواجهة حملات التضليل ضد الجزائر رداً على الاستفزازات الفرنسية.. حركة النهضة تدعو إلى رفع التجميد عن قانون تعميم استعمال اللغة العربية بداري يُشرف على توقيع 21 اتفاقية توأمة بين جامعات ومراكز بحثية وزارة الصناعة تُوقّع على مذكرة تفاهم مع شركة رائدة في صناعة السيارات لمناقشة ملفات هامة.. وزير الخارجية التركي في زيارة رسمية إلى الجزائر حرب الظل تبلغ ذروتها في روما.. تسريبات ولقاءات خفية تعيد ترتيب أوراق النووي الإيراني الخارجية الفلسطينية تُحذّر من مُخطّط خطير يستهدف الأقصى شنقريحة يُنصّب القائد الجديد للدرك الوطني أيام إعلامية حول الشمول المالي عبر ولايات الوطن قارّة الشرور.. كيف أنتجت أوروبا كل طغاة القرن العشرين؟ إصابة 12 شخصاً في انقلاب حافلة بالجزائر العاصمة جولة جديدة من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن