قال رودولف سعادة رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة الشحن البحري “سي إم إيه – سي جي إم” الفرنسية إنّ الاضطرابات الناجمة عن الهجمات على سفن في البحر الأحمر قد تستمر “عدة أشهر”.
ونقلت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية عن سعادة القول إن شركته لا تزال ترسل بعض السفن عبر مسار قناة السويس عندما يكون متاحا أن ترافقها سفينة حربية فرنسية، لكن الوضع جعل جدول أعمال الشركة “في حالة من الفوضى الكاملة”.
من جهتها، قالت شركة “ميرسك” الدانماركية إنها علّقت مؤقتا الحجوزات إلى جيبوتي من آسيا والشرق الأوسط وأوقيانوسيا وشرق إفريقيا وجنوبها ضمن خدمة مسار الشحن التي تقدّمها المسماة “بلو نايل إكسبريس”.
وبرّرت ميرسك هذا الإجراء – في بيان لها – بأن الوضع في البحر الأحمر وخليج عدن وحولهما لا يزال متقلّبا، وجميع المعلومات الاستخباراتية المتاحة تؤكّد أن المخاطر الأمنية لا تزال عند مستوى مرتفع للغاية، وذكرت ميرسك أنّ خدمتها “بلو نايل إكسبريس” ستعلّق على الفور في كل من موانئ جيبوتي وجدة وميناء الملك عبد الله (شمال جدة) وكلها على البحر الأحمر، وتربط خدمة “بلو نايل إكسبريس” عادة الموانئ في الإمارات وعُمان والهند وجيبوتي والسعودية. وقالت ميرسك إنها لا تتوقع أي تأثير على القدرة الاستيعابية.
وواصلت العديد من شركات الشحن البحري، تجنّب البحر الأحمر خشية تعرضها لأذى نتيجة تهديد القوات اليمنية للسفن الصهيونية أو تلك التي تحمل بضائع صهيونية، وذلك نصرة لقطاع غزة الذي يتعرّض لعدوان صهيوني متواصل منذ أكثر من 3 أشهر، وبدلا من ذلك تسلك طريق رأس الرجاء الصالح الذي يكلّف وقتا وأجرا أكبر.
وأعلن متحدث باسم شركة “هاباغ لويد” الألمانية (خامس أكبر شركة لسفن الحاويات في العالم) أنّ الشركة ستواصل تجنّب البحر الأحمر وقناة السويس وتحويل مسار سفنها باتجاه طريق رأس الرجاء الصالح جنوب قارة إفريقيا، مرجعة الأمر إلى أسباب أمنية.
وقال المتحدث ذاته “نعتبر أنّ الوضع لا يزال خطيرا، نعيد تقييم الأمر بصورة يومية”، وقبل أيام تداولت وسائل إعلام دولية أن شركة “كوسكو” الصينية العملاقة للشحن والمملوكة للدولة توقّفت عن الإبحار باتجاه الموانئ الصهيونية.
وأوضحت الشركة الصينية – وهي رابع أكبر خط ملاحي للحاويات في العالم، وتسهم بحوالي 11% من التجارة العالمية – أنها أقدمت على هذه الخطوة بسبب تصاعد التوترات في مضيق باب المندب والبحر الأحمر.
ويعتبر قرار شركة كوسكو حساسا للكيان لأنها على تعاون مع خط الشحن الصهيوني “زيم”، والذي سيتعيّن عليه تشغيل المزيد من السفن على طرق الشرق الأقصى، الأمر الذي قد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الشحن البحري مع نقص في السفن، وقالت وزارة النقل الصهيونية إنها تحاول استيضاح قرار شركة كوسكو بشأن ما تردّد عن وقف الشحن إلى الكيان.
وفي مواجهة التوتر في البحر الأحمر، أصدرت بعض شركات الشحن تعليمات للسفن بالإبحار بدلا من ذلك حول جنوب القارة الإفريقية، وهو طريق أبطأ وبالتالي أكثر تكلفة، وفي ما يلي الإجراءات التي اتخذتها الشركات:
“سي إتش روبنسون”
قالت مجموعة الخدمات اللوجستية العالمية “سي إتش روبنسون” في 22 ديسمبر الماضي إنها قامت بتغيير مسار ما يربو على 25 سفينة لتبحر حول رأس الرجاء الصالح، ومن المرجح أن يستمر هذا العدد في الارتفاع، وأضافت “من المتوقع استمرار إلغاء المرور بموانئ أو مناطق في مسارات السفن وارتفاع الأسعار في ما يخصّ العديد من تحركات التجارة في الربع الأول من 2024”.
“سي إم إيه – سي جي إم”
قالت مجموعة الشحن الفرنسية “سي إم إيه – سي جي إم” في 5 جانفي الجاري إنها لم تغيّر خططها التي أعلنتها في ديسمبر الماضي لزيادة عدد السفن التي تعبر قناة السويس تدريجيا، وغيّرت الشركة في السابق مسار العديد من السفن لتأخذ طريق رأس الرجاء الصالح.
“يوروناف”
قالت شركة ناقلات النفط البلجيكية “يوروناف” في 18 ديسمبر الماضي إنها ستتجنب البحر الأحمر حتى إشعار آخر.
“إيفرغرين”
قالت شركة “إيفرغرين” التايوانية لشحن الحاويات في 18 ديسمبر الماضي إن سفنها المتجهة إلى موانئ البحر الأحمر ستبحر إلى المياه الآمنة القريبة في انتظار إشعار آخر، فيما سيجري تغيير مسار السفن المقرّر أن تمر عبر البحر الأحمر إلى طريق رأس الرجاء الصالح، كما توقفت مؤقتا عن قبول نقل البضائع الصهيونية.
“فرونت لاين”
قالت مجموعة “فرونت لاين” لناقلات النفط – ومقرها النرويج – في 18 ديسمبر الماضي إن سفنها ستتجنّب المرور عبر البحر الأحمر وخليج عدن.
“غرام كار كاريرز”
أعلنت شركة الشحن النرويجية “غرام كار كاريرز” المتخصصة في ناقلات شاحنات السيارات في 21 ديسمبر الماضي إن سفنها لن تمر عبر البحر الأحمر.
“هاباغ لويد”
أكدت شركة شحن الحاويات “هاباغ لويد” الألمانية أنها قررت مواصلة تجنب البحر الأحمر، وستحوّل بدلا من ذلك مسار السفن بعيدا عن قناة السويس إلى رأس الرجاء الصالح، وتعيد الشركة تقييم الوضع مرة أخرى بعد أيام، وقالت “هاباغ لويد” إنها تكبّدت تكاليف بملايين اليوروات خلال الفترة بين 18 و31 ديسمبر الماضي نتيجة تحويل مسار 25 سفينة بسبب التوتر في البحر الأحمر.
“إتش إم إم”
قالت شركة شحن الحاويات “إتش إم إم” الكورية الجنوبية في 19 ديسمبر الماضي إنها أمرت سفنها التي تستخدم عادة قناة السويس بإعادة توجيه مسارها إلى طريق رأس الرجاء الصالح.
“هوغ أوتولاينرز”
قالت شركة الشحن النرويجية “هوغ أوتولاينرز” في 20 ديسمبر الماضي إنها ستوقف العبور في البحر الأحمر بعد أن رفعت هيئة الملاحة البحرية النرويجية مستوى الإنذار بالنسبة للجزء الجنوبي من البحر إلى أعلى مستوى.
“كلافينيس كومبينيشن كاريرز”
قالت شركة “كلافينيس كومبينيشن كاريرز” المشغّلة لأسطول ناقلات – ومقرها النرويج – يوم 28 ديسمبر الماضي إنه من غير المرجّح أن تبحر أي من سفنها في البحر الأحمر ما لم يتحسن الوضع.
“ميرسك”
قالت مجموعة الشحن “ميرسك” الدانماركية في الثاني من جانفي الجاري إن جميع سفنها ستواصل تجنب طريق البحر الأحمر حتى إشعار آخر، وكانت المجموعة قد أوقفت في 31 ديسمبر الماضي جميع عمليات الإبحار في البحر الأحمر لمدة 48 ساعة بعد أن هاجم مقاومون يمنيون سفينة الحاويات “ميرسك هانغتشو”، وحوّلت “ميرسك” مسار 4 من 5 سفن حاويات متجهة جنوبا في 4 جانفي، معيدة إياها إلى قناة السويس للقيام بالرحلة الطويلة حول إفريقيا.
“إم إس سي”
قالت شركة البحر المتوسط للشحن (إم إس سي) يوم 16 ديسمبر الماضي إن سفنها لن تمر عبر قناة السويس، وإنها حولت مسار بعضها بالفعل إلى رأس الرجاء الصالح بعد يوم من إطلاق صاروخين باليستيين على إحدى سفنها.
“أوشن نتورك إكسبرس”
قالت “أوشن نتورك إكسبرس” (وان) – وهي مشروع ياباني مشترك بين شركات “ميتسوي أو إس كيه لاينز”، و”نيبون يوسن”، و”كاواساكي كيسن كايشا” – في 19 ديسمبر الماضي إنها قررت تغيير مسار السفن بعيدا عن قناة السويس والبحر الأحمر، وبدلا من ذلك ستبحر سفنها حول رأس الرجاء الصالح أو توقف رحلاتها مؤقتا وتنتقل إلى مناطق آمنة.
“أورينت أوفرسيز كونتينر لاين”
قالت شركة “أورينت أوفرسيز كونتينر لاين” – ومقرها هونغ كونغ – في 21 ديسمبر الماضي إنها أمرت سفنها بتغيير مسارها أو وقف الإبحار إلى مياه البحر الأحمر، كما أوقفت شركة الشحن المملوكة لشركة “أورينت أوفرسيز إنترناشونال” المحدودة قبول البضائع من الكيان وإليه حتى إشعار آخر.
“ولينيوس فيلهلمسن”
قالت مجموعة “ولينيوس فيلهلمسن” النرويجية في 19 ديسمبر الماضي إنها ستوقف جميع رحلاتها في البحر الأحمر حتى إشعار آخر، وذكرت المجموعة أن تغيير مسار السفن إلى رأس الرجاء الصالح سيزيد زمن الرحلات من أسبوع إلى أسبوعين.