الخبرة الجزائرية تؤكد أن الإرهاب في إفريقيا صناعة غربية

أكد خبراء وعسكريون ـ اليوم السبت ـ بالعاصمة الجزائرية على أن ظاهرة الإرهاب في إفريقيا صنعها الغرب واستخدمها كحجة للتغلغل في القارة السمراء لنهب خيراتها، مؤكدين على أن هناك تناميا للوعي لدى شعوب القارة الرافض للتواجد الفرنسي في المنطقة.

وأكد الخبير الجزائري، البروفيسور نور الدين أمير، خلال كلمته في ندوة نظمها مركز “الشعب للدراسات والبحوث” حول “الوضع في مالي والساحل ودور الجزائر في استقرار المنطقة” بجريدة الشعب الحكومية، أن “الغرب صنع ظاهرة الإرهاب وجعلها حجة للتغلغل في القارة الإفريقية لا سيما في دولتي مالي والنيجر”.

وذكر البروفيسور أمير في مداخلته بـ”الدور الكبير” الذي لعبته الجزائر في محاربة الإرهاب بمفردها بالرغم من تجاهل المجتمع الدولي لها ولمساعيها للتحذير والتوعية من مخاطر الظاهرة على العالم بأسره، مضيفا بالقول إن “دولا غربية وحتى دولا جارة ـ على غرار المغرب ـ ساندت ودعمت هذه الظاهرة في الجزائر”.

غير أن الجزائر – يضيف الخبير الأممي – “تمكنت بفضل قوة مؤسستها العسكرية وجيشها وإرادة شعبها من هزيمة الإرهاب وأثبتت بعد عقود صحة مقاربتها التي حذرت على الدوام من انتقال الإرهاب إلى عقر الديار الأوروبية والغربية”.

ويرى الخبير أن الجزائر، التي “غابت لسنوات عن الساحة الدولية بسبب بعض العراقيل التي وضعتها دول غربية في طريقها لمنعها من تحقيق الاستقلالية الاقتصادية التي كانت ماضية فيها في سبعينيات القرن الماضي، قد عادت اليوم” إلى الواجهة.

التلميذ الفاشل

وحذر الدبلوماسي السابق كل من “تسول له نفسه القيام بأعمال استفزازية تجاه الجزائر أو المس بشبر من حدودها”، فإنه سيجد – كما قال – “ردا قويا من كل أبنائها الذين غرس فيهم حب غير طبيعي للوطن ومن جيشها القوي الذي يواصل الدفاع بكل استماتة عن مصالحها العليا”.

من جهته، أثار المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد، في مداخلته، مسألة المغالطات التي ينقلها الإعلام الفرنسي على لسان السلطات الرسمية في البلاد لتبرير تواجدها العسكري في مالي، هذا في الوقت الذي تؤكد سلطات مالي من جهتها أنها طلبت دعما لوجستيا معلوماتيا وسندا جويا وليس بتواجد بري عسكري على أراضيها.

وهنا يوضح مجاهد أن “الشعب والسلطات في مالي يعون جيدا المخططات الاستعمارية الفرنسية السابقة وظلوا متخوفين من أطماعها المتواصلة في المنطقة”.

وشدد على أن فرنسا، كما يصفها البعض بـ”التلميذ الفاشل”، لم تتمكن إلى حد اليوم “استخلاص تجاربها الاستعمارية السابقة التي باءت كلها بالفشل”، مؤكدا أن المشاكل التي يعاني منها مالي، سواء الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحتى الثقافية لا يمكن حلها بالمقاربة العسكرية.

مطالب برحيل فرنسا

وحسب مجاهد، فإن ظاهرة التغييرات غير الدستورية أو الانقلابات العسكرية التي تعيشها عدد من بلدان القارة في الفترة الأخيرة، كانت في رأيه “بإيعاز من شعوب المنطقة” التي “أكدت أن التواجد الفرنسي في القارة بات غير مرحب به وهو ما يعكس تنامي ظاهرة الوعي لدى الأفارقة الذين باتوا يرفعون شعارات خالية من لغة الخوف ويطالبون برحيل فرنسا من المنطقة”.

وندد السيد مجاهد بتعرض السلطات في مالي إلى “ضغوطات غير قانونية” من قبل دول الجوار اثر قرار مجموعة الايكواس بفرض عقوبات عليها وإغلاق الحدود “لخنق هذا البلد الذي لا يمتلك إي منفذ بحري لممارسة تجارته، وهو الأمر الذي يمنعه القانون الدولي والذي تواصل فرنسا في تكريسه (في المنطقة) بالرغم من أنها عضو في مجلس الأمن الدولي”.

للإشارة تم خلال اللقاء التطرق إلى المسألة الأوكرانية وتداعياتها على القارة الإفريقية، حيث دعا المشاركون في الندوة إلى ضرورة البحث في الأسباب التي كانت وراء العملية العسكرية الروسية وسبب تواجد قوات حلف شمال الأطلسي على مشارف الحدود الروسية، لتتضح الصورة أكثر عن التطورات التي تشهدها المنطقة.

علي مغازي - الجزائر

علي مغازي - الجزائر

كاتب صحفي في موقع الأيام نيوز

اقرأ أيضا